أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ميشيل نجيب - شكراً ستيف جوبز














المزيد.....

شكراً ستيف جوبز


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 16:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قصة ستيف بول جوبز نحتاج جميعاً إلى الوقوف أمامها لنتعرف على الفروق الحقيقية بين ثقافة إنسانية تصنع العباقرة، وبين ثقافات دينية تصنع التخلف والجمود والموت الحقيقى لكل إبداع إنسانى، وتقدم قصة العلم فى مقابل قصص الخرافة التى نلهث وراءها لأنها ترضى كبريائنا المجروح لإحساسنا بالضعف أمام عالم اليوم المملوء بقصص النجاح التى تعتمد على العلم والثقافة الإنسانية الحضارية.
أتفقنا أو أختلفنا حول شخصية ستيف جوبز وقيمة ما قدمه من أعمال، لكن مكانته ستظل محفورة فى عالم اليوم والمستقبل، عالم المواهب والإبداع والتكنولوجيا والتطوير القادر على إحداث التغيير الحقيقى لخدمة المجتمع الإنسانى، و في حوار له مع «وول ستريت جورنال» قال: " لا يهم أن أكون الأكثر ثراء وصاحب القبر الأفخم في المدفن. ما يهمني حقا هو أن أذهب الى فراش النوم وفي داخلي إحساس بأنني قد أنجزت شيئا بديعاً ينفع الناس".
ستيف جوبز أسم يستحق ما يمكننا قوله من صفات التكريم والأعتزاز والفخر بما قدمه من أعمال عن طريق شركة آبل من أختراعات وإبداعات تكنولوجية أسهمت فى تغيير حياة الملايين من البشر، وأخرجت إلى النور الآلاف من المواهب التى تشكر ستيف جوبز على أعماله التى أنجزها فى حياته القصيرة ستة وخمسون عاماً، كانت عطاءاً مستمراً ونموذجاً للإنسان الذى يفخر بالحياة وأستثمر كل دقيقة من حياته العملية فى العمل الإبداعى.
من المؤكد أن ستيف جوبر أكتشف إنسانيته الحقيقية فى الأبتكار وقدرته على تسويق العلم والتكنولوجيا عن طريق منتجات تخرج إلى النور بعد عمل وجهد الآلاف من العاملين المخلصين لما يقومون على تصنيعه، هو إنسان أستخدم قدراته لتغيير مجرى حياة الآلاف بل والملايين من البشر الذين أستخدموا منتجاته لنفع أنفسهم ومن حولهم.
آمن ستيف جوبر بمقولة سمعها تقول " إذا عشت كل يوم كما لو كان آخر يوم فى حياتك، سيأتى اليوم الذى ستكون فيه على حق" وكان يسأل نفسه بأستمرار هل ما سيفعله فى هذا اليوم على حق أو على خطأ، كانت أسئلته لنفسه صادقة وجادة وكانت إجاباته على نفسه بنعم أو لا تستوجب الأستمرار أو التوقف لإحداث التغيير المطلوب، كان هذا هو علامة العبقرية فى شخصية مبدعة لمسها الجميع بأصابعهم.
كم من إنسان حول العالم عبروا عن خالص شكرهم وأمتنانهم لما قدمه لهم ستيف جوبز من إبداعات أستخدموها وطبقوها فى حياتهم، مما أدى بهم إلى نجاحات كبيرة سواء فى حياتهم الدراسية أو العملية، إبداعات لا تميز بين الأعراق الإنسانية ولا المذاهب الدينية وإنما هى إبداعات لجميع البشر الراغبين فى الأستفادة منها لتغيير وتحويل حياتهم إلى الأفضل.
هذا المقال كتبته رغبة منى فى أستيعاب ما يحدث حولنا فى العالم لنستفيد منها فى معرفة أين نحن واقفون، وللأسف الغالبية لا تريد النظر تحت أقدامها لرؤية مستنقع التخلف الذى يحيط بهم، مستنقع يندفع إليه الجميع بأسم العقائد والأديان والأيديولوجيات الفردية التى تستغلها جماعات الصراخ الدينى، مستغلين جهل الجميع بالإله الذين يعبدونه، ويقدمون لهم قضايا حماسية تلغى عقولهم وتشعل مشاعرهم بالحقد والبغض والكراهية نحو الآخر أياً كان هذا الآخر، تلك القضايا يفرضونها على المواطن بأعتبارها يجب أن تحتل الأولوية الكبرى فى حياته لأنها بأمر الإله.
من هنا وجدنا المجتمعات تنقاد بإرادة لا شعورية نحو تنفيذ أوامر غيبية على حياة واقعية مما يجعلها تتحول إلى حياة غيبية لا تهتم بالواقع بقدر إهتمامها وحرصها على الأقتراب أكثر من الغيبيات، فالمجتمعات العربية الغيبية تصرخ يومياً من كثرة الفساد الأخلاقى فى أمريكا وأوربا، وبالرغم من هذا فإن الإبداعات والأختراعات والتقدم العلمى يأتى من تلك البيئة التى تعتبرها مجتمعاتنا فاسدة.
وبالرغم من هذا الواقع إلا أن الفرد العربى لا يريد أن يعترف فى قرارة نفسه بأن الفساد الأخلاقى لا علاقة له بالتقدم العلمى، لكن الذى يخلق ويصنع التقدم العلمى هى أجواء الحرية والديموقراطية وعدم التمييز بين أفراد المجتمع سواء بسبب لونه أو جنسه أو دينه، المجتمع الذى لا يهتم أصحابه ولا يضيعون وقتهم فى بغض الآخرين بسبب معتقداتهم أو أعراقهم وألوانهم، هذا المجتمع هو القادر على صنع المستقبل والنجاح فى وضع أقدامه على الطريق الصحيح طريق العلم والتقدم.
إن التغيير الحقيقى بدايته تكمن فى وجود إرادة حقيقية للخروج من مستنقع التخلف والجهل والغيبيات التى تعطل كل حواسنا، وبعدها نبدأ فى إرساء قواعد تعليمية تنصب فقط على الفرد والوطن لتخرج لنا مناهج تعليمية تخدم الصالح العام للوطن دون الدخول فى صراعات هزلية طائفية تعيقنا عن النظر إلى موقع أقدامنا الحقيقية.
نموذج ستيف جوبز يستحق التأمل فيه وفى المجتمع الذى ساعده على الوصول إلى ما وصل إليه، إنه نموذج رائع من الإنجازات التكنولوجية التى صنعتها لنا الثقافة الإنسانية، ولنا الحق فى التأمل أيضاً على الجانب الآخر فى نماذج كثيرة أنصهرت فى بوتقة الثقافة الدينية وأخرجت للبشرية إنجازات القتل والتدمير فى كل مكان، علينا التأمل إذن بحيادية حتى نسترجع إنسانيتنا الغارقة فى الغيبيات الدينية، ونعود إلى أحضان البشرية لنصنع حضارتها ورفعة بلادنا وشعوبنا الغارقة فى الفقر والجهل المفروض عليهم بأسم الغيبيات.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز إسرائيل على مصر تسعة صفر
- الفرعون الحبيس
- سقوط المليونية فى مصيدة الدينية
- موسيقى الثورة الصاخبة
- النرويج وأيديولوجية الإرهاب
- الشياطين بين الجنة والسلطان
- الشرطة المصرية ومنهجية التعذيب
- الحكومة المصرية وخروجها على الثورة
- سقوط الشرعية للضمير العربى
- التعديلات الدستورية والجهل العام
- حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية
- هذا وقت الأمم المتحدة
- ملك ملوك أفريقيا
- الحكام العرب لماذا يفهمون متأخرين
- إنتصار ثورة الشباب المصرية
- ألف مبروك يا مصر
- عبثية الغضب والمعارضة الهزلية
- لماذا يردد الناس أسم مبارك
- إرحل .. إرحل يا مبارك
- رسالة إلى مبارك الرئيس السابق


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ميشيل نجيب - شكراً ستيف جوبز