أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير أسامة - حكاية الطفل ميم !!! ج (1)














المزيد.....

حكاية الطفل ميم !!! ج (1)


أمير أسامة

الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 12:37
المحور: الادب والفن
    


• جلس الطفل ( ميم ) ذو الخمس سنوات بجوار جدته باكيا يروى لها عن حياته مع والدة ووالدته وكيف كانت سنوات طفولته الأولى وما تحمله من حزن بسبب كثرة مشاحنات أبويه بسبب وبدون . كيف كان والده ينهر والدته بسبب المال فقد كان يهوى ذلك ويسب ويلعن فيها أن لم تحضر له المال من العمل دون أن يراعى ضعفها وقلة حيلتها فقد كان متمرداً وغاضبا دائما بسبب موجود أو مختلق أو حتى بدون سبب ، وكان يهوى أن يتحدث بالسياسة ويمارسها وكان لا يحب أن يعمل لجلب المال لأسرته ككل الرجال وحتى النساء ، وقد أحاط نفسه بمجموعة من الأصدقاء يطلقون على أنفسهم لقب مثقفين و قد كانوا يجلس بعضهم مع بعضة لينموا على البعض الآخر ، والبعض الآخر حتما كان يفعل نفس الشيء ، يجمعهم التمرد لذاته ولذلك كان لا فرق من التمرد على السلطة والتمرد على الحياة وأيضا على المسئوليات والالتزامات نحو الأسرة سواء للزوجة أو حتى الأبناء الأطفال ، وغير ذلك من مظاهر الحياة العادية التي تهم أي طفل. ولم يكن يعتني والده به حيث أنه كان دائم الهروب من شيء ما يصعب التيقن إن كان موجودا أو متخيل أو مختلق لآضفاء الأهمية أو لكسب التعاطف أو لإيجاد العذر لكافة أنواع التقصير خاصة تجاه أسرته !!

• وقد عاش الطفل(ميم) مع والديه في شقة متواضعة في مدينة جديدة على أطراف العاصمة وكانت حين أذن منطقة نائية جداً وكان أمام البيت حفرة كبيرة بسبب حفر المجارى وقد كانت تعانى والدته كثيراً من حملة كل يوم صباحاً ومحاولة المرور من جانب تلك الحفرة دون أن تقع فيها كلاعبي السيرك من أجل أن يركبوا معاً الأتوبيس لتوصله إلى دار الحضانة ثم تذهب إلى العمل لتعود وقد انقضى نور الشمس وعم الظلام منهكة تحمل طفلها الذي نام على يديها من شدة التعب ، وقد سافر والده إلى الخارج وهو يقول أنه سيسافر ليدرس القانون الدولي فقد تخرج من كلية الحقوق بمساعدة زوجته وبشق الأنفس حصل على شهادة ليسانس الحقوق بعد مرور 8 أعوام كطالب في الكلية برغم انه لما تزوج زوجته كان في الصف الثاني وطلب منها أن تتحمل الفقر عامين فقط لحين أن يتخرج ويصبح محاميا فوعدت ونفذت وعدها لكنه لم ينفذ وعده لها حيث ظل يدرس ويرسب ويعيد العام أو ملحق حتى انقضت ثمانية أعوام كانت هي التي تعمل بالأساس وتعول الجميع من زوج وابن ونفسها ، وحدث انه سرح من الجيش بعد 6 شهور بتأثير ملفه السياسي حيث كان في قضية 100 لعام 1977 التي أطلق عليها الرئيس السادات انتفاضة الحرامية لكنها لم تكن كذلك فقد كانت انتفاضة شعبية ، وبمجرد تسليمه للزى العسكري واستعدت أم ( ميم ) أن زوجها أبو (ميم) سيعمل ليريحها من عناء العقد القاسي المنصرم ، لكنه اخبرها انه حصل عن طريق الحزب الذي يتبعه على منحة دراسية في مدينة وجامعة كييف بالاتحاد السوفيتي ( سابقا ) وكانت قد تأهلت نفسيا لأنه أخيرا سيعاونها ويحمل معها قدرا من الألم لتدبير احتياجات الحياة لنفسه ولأسرته ، لكنه كرر عليها اسطوانته الأولى التي كانت قد صدقتها ولذلك قبلت بان تتزوجه رغما عن إرادة أسرتها : ( بأنه يعدها بمجرد أن يقف على قدميه سيجلب لها الخير وانه لو يستطيع أن يجلب لها نجمة من السماء لجلبها لها ) !! ، فاعتراها غضب عارم وصارحته : بأنها كرهت وعده الكاذب وأنها لا تريد نجمة من السماء ألان بل تريده أن يعمل ليعيل أسرته لأنها صارت متعبه وانه كذب ، وذكرته انه لم يكن محبا في يوم للدراسة بل كان دائم الرسوم إلا لو قرأت هي له كافة الكتب الدراسية ولخصتها له في ملخص مركز ومحدود ليقرأه في المساء ويدخل الامتحان صباحا فينجح!! فاستنكر قولها واتهمها بكراهية العلم وكراهيته!! ، ونظر لطفله الصغير (ميم) ليشهده على أمه ، وكان بدوره الطفل (ميم) حائر بين حب أبيه وبكاء أمه فيتمتم بصوته الطفولى البائس محاولا الصلح بينهما بحروف مكسورة كطفل لم يتعلم بعد نطق بعض الحروف مثل حرف الشين قائلا: ( معلس ياماما ، أنا بحبك وبابا كمان مس كده يا بابا ؟!!) فيتلقى الأب سؤاله ليؤكد الإجابة بصوت يقطر حبا ورومانسية كالعادة حين يستشعر اقتراب تنفيذ إرادته : (طبعا يا حبيبي بحبك وبحب ماما ، قولها تكمل جدعنتها ومسئوليتها وتتركني أسافر واعدك وأعدها أنى لما أرجع من السفر هجيب لكم نجمة من السماء العالية ) ،فيسعد الطفل وهو يقول لامه : ( خلاص ياماما أهو بابا قال لكي هيجيب لنا نجمة من السماء العالية لما يرجع من السفر مس كده يا بابا ؟ ) فيؤكد الأب : ( كده ياحبيبتى وخلاص بقه ياحبيبتى أهو ابننا الجميل (ميم) قال لكي : اضحكي بقه ياماما !!)، ويحاول الطفل تشجيع امه للضحك فيرسم ابتسامة في وجهها ، فينخلع قلبها من اجله وتشفق على طفولته فتحتضنه وتحاول أن تبتسم وتنجح لرسم نصف ابتسامة له فيحتضنها شاعرا بأمان كان يفتقده فتربت على ظهره وتقربه أكثر من قلبها وفى نفس الوقت تبذل جهدا خارقا لكبت بكاءها الذي يخونها قدر منه لينزلق دموعا غزيرة تسيل على خدها في صمت بينما تضم طفلها لصدرها وعينيها تنظران عبر النافذة إلى السماء التي بها بعضا من نجوم خافته !!

• وبينما صوت أبيه يبتعد وهو يكمل مقطوعته التي حفظتها أمه وكرهتها: من أنها لا تعرف قيمته وحقيقته كمناضل شريف في هذا الوطن !! تنتبه أمه إلى عينيه الشاخصتين عبر النافذة نحو النجوم الخافتة في السماء الرمادية البعيدة وهما تنظران في براءة و دهشة وخيال وأمل ، فتحوطه بذراعيها في طمئنه فيبتسم ويكمل تأمله عبر النافذة !!





#أمير_أسامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمير أسامة - حكاية الطفل ميم !!! ج (1)