اساف اديب، عضو المكتب السياسي لحزب دعم العمالي في حوار مفتوح حول: نقابة معا العمالية – تجربة مميزة تنظم العمال العرب واليهود في اسرائيل ضمن اطار تقدمي نضالي


اساف اديب
الحوار المتمدن - العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 23:24
المحور: مقابلات و حوارات     

من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا - 64 - سيكون مع الاستاذ اساف اديب، المدير العام لنقابة معا العمالية وعضو المكتب السياسي لحزب دعم العمالي حول: نقابة معا العمالية – تجربة مميزة تنظم العمال العرب واليهود في اسرائيل ضمن اطار تقدمي نضالي .

تأسست نقابة معا العمالية مطلع التسعينيات وتشكل منذ ذلك الوقت تجربة نقابية مميزة في اسرائيل. معا هي ذات صبغة سياسية واجتماعية خاصة، توحد في قياداتها وصفوفها عمالا وقيادات عرب ويهود على قدم المساواة وتحت سقف اممي تقدمي. في السنوات الاخيرة ظهرت نقابة معا كقوة رائدة في ساحة النضال الاجتماعي، اذ قادت النقابة مؤخرا إضرابا غير مسبوق لعمال فلسطينيين في كسارة "سلعيت" بالضفة الغربية ضد مشغِّلهم الإسرائيلي، كما تنظم سائقي شاحنات عرب ويهود، عمال البناء وعاملات الزراعة العربيات، محاضرين في الكليات الخاصة، ومعلمي المدارس في الجمعيات الخاصة، ومختلف القطاعات العمالية.


نقابة معًا دخلت الى الفراغ العظيم الذي خلًفته النقابة العمالية التقليدية "الهستدروت"، بعد ان انساقت وراء سياسة الدولة النيوليبرالية واندماجها السريع والكلي في العولمة منذ نحو 25 عاما. خلال هذه المدة انقسم المجتمع الاسرائيلي، وخاصة في العقد الاخير، بين طبقات تفصل بينها هوة سحيقة تعتبر الاوسع على الاطلاق في العالم المتطور صناعيا. وادت عملية خصخصة الاقتصاد وتدمير شبكة الضمان الاجتماعي الى ضرب انجازات الطبقة العاملة والقضاء على الكثير من الحقوق العمالية، وانتشار ظاهرة التشغيل المؤقت من خلال شركات القوى البشرية و المقاولين الفرعيين، وبروز ظاهرة "العمال الفقراء" وارتفاع نسبة الفقر عموما الى نحو 20%، مما ادى الى تراجع حاد في مكانة "الهستدروت" وانحسار نسبة العضوية فيها من نحو 80% من القوة العاملة الى 25-30% فقط.
تبرز اهمية تجربة نقابة معا كاطار اممي على خلفية الحراك الاجتماعي الجماهيري الذي تدفق الى الشارع الاسرائيلي مطالبا بالعدل الاجتماعي لاول مرة في تاريخ البلاد. ودفع هذا الحراك في صيف 2011 الى فقدان الهستدروت مصداقيتها كطرف اجتماعي، نتيجة انحياز قيادتها المتواصل للخيار الرأسمالي ورفضها القاطع لمواجهة الحكومة اليمينية الحالية والذي يعتبر رئيس الهستدروت عوفر عيني المهندس المسؤول عن تشكيلها عام 2009.


نقابة معا، مثل العديد من الاطر النقابية والاجتماعية التي نشأت خارج نطاق الهستدروت، تشارك بفاعلية في الحراك الاجتماعي باسرائيل، وتنادي بان يطرح مسألة السلام العادل للشعب الفلسطيني والمساواة الكاملة للمواطنين العرب في اسرائيل كجزء لا يتجزأ من مطالب الحراك الشعبي الجديد، وكشرط اساسي لتلبية مطلب العدالة الاجتماعية. ولا تزال اغلبية المشاركين في الحراك الاجتماعي الحالي بعيدة عن موقف نقابة معا هذا، الا انه من شأن المناخ النضالي الجديد ان يخلق فرصة ذهبية للنقابة لفرض نفسها على الساحة كاطار نقابي اممي بديل امام الطبقة العاملة في الشارعين العربي واليهودي على حد سواء، ومن خلال ذلك تمهيد الطريق لاستيعاب المبادئ السياسية التي تنادي اليها النقابة.


ان الحاجة لبناء بديل نقابي لا تعود فقط الى تراجع الهستدروت كاطار نقابي ازاء المد الرأسمالي الذي اجتاح اسرائيل بكل احزابها ومؤسساتها، بل تعود بالأساس الى مواقف قيادة الهستدروت التاريخية الداعمة للاحتلال للأراضي الفلسطينية ووقوفها ضد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ودعمها للحروب ضده، وآخرها الدعم العلني للحرب على غزة.
نقابة معا لا تكتفي باتخاذ موقف مبدئي من حق الشعب الفلسطيني بالاستقلال، بل تتجاوز ذلك الى اعتبار العمال الفلسطينيين داخل اسرائيل وفي المناطق الفلسطينية المحتلة طليعة الحركة النقابية، وتبذل قصارى جهودها لدعم حقوق العمال الفلسطينيين وتأطيرهم النقابي بغية بناء القاعدة الاجتماعية للتغيير الثوري المنشود.
اننا في معا نرى في استنهاض الحركة العمالية الفلسطينية على غرار ما حدث في كل من مصر وتونس، ضرورة قصوى ممكنة للخروج من الطريق المسدود الذي وصلت اليه القضية الفلسطينية، ونعمل كل ما بوسعنا لدعم العمال الفلسطينيين في نضالهم الوطني والطبقي في آن واحد.
 

الرفيق اساف اديب، المدير العام لنقابة معا العمالية وعضو المكتب السياسي لحزب دعم العمالي، كان له دور محوري في بناء النقابة منذ التسعينات وكان قبل منصبه كمدير للنقابة صحفي في صحيفة "طريق الشرارة" التي اغلقتها السلطات الاسرائيلية عام 1988 - بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الاولى - وتم سجنه بالسجن الامني مع ثلاثة من رفاقه مدة سنة ونصف بتهمة الانتماء لمنظمة التحرير الفلسطينية.