أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - رواية كسر الايقاع تعبر عن الانسان نفسيا وفلسفيا















المزيد.....

رواية كسر الايقاع تعبر عن الانسان نفسيا وفلسفيا


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 22:08
المحور: الادب والفن
    


تحدثنا رواية "كسر الإيقاع" أولى روايات الكاتب يوسف نبيل عن ذلك التمرد والحلم داخل كل مقهور بهذا المجتمع تحركه قوى متنوعة، وقد وجدت بتلك الرواية عرضا لمواجهات نفسية داخلية وخارجية تنتج صراعات ومخاوف، لكنها تعكس محاولات حقيقية لأشخاص تسعى فى قطع حبال الماريونيت، عابرين فى الكثير من الاحباطات واليأس، لكنك تعرف فى النهاية انه هذا اليأس المحرض على الأمل والمفجر الفجر داخل الضمير، مستشعرا الرغبة فى حرية الوجود، محقق الدافع فى التنفيذ، فقط لكل من يسعى فى استطاعة دفع الحساب؛ حساب التخلى والجموح؛ تخلى عن كل غالى يرخص وجموح يرفس انحطاط المألوف، محدثا كسر فى إيقاع نغم الغنم فى سيرهم وراء المجهول، ونعرض فى هذا التحقيق رؤية الكاتب والنقاد لرواية كسر الإيقاع.

عن رواية كسر الإيقاع

يذكر يوسف انه قد اتبع منهج الكتابة الفلسفى والنفسى الذى يتابع العالم الداخلى للإنسان، وتلك المدرسة النفسية فى الكتابة كان من اكبر روادها هو الكاتب الروسى دوستويفسكى، وذكر يوسف انه حاول الموازنة بين الأحداث النفسية والأحداث الخارجية، ذلك بالإضافة إلى أن القصة بها جانب توثيقى حيث تحتوى على بعض الوثائق الخاصة بمشروعات مصرية تم وأدها فى بدايتها، وانه قد حاول فى كتابة القصة عمل مزج بين مدرسة دوستويفسكى ومدرسة نجيب محفوظ، وذلك بالاستعانة بأسلوب دوستويفسكى من حيث الاهتمام بالتحليل النفسى للشخصيات و دقة التفاصيل النفسية، أما نجيب محفوظ فيتمثل فى توظيف الرواية بأكملها لأفكار فلسفية بحته.

ويضيف أن الرواية تنطلق من تصادم الشخصيات طوال الأحداث مع فكرة الموت، ويتفاعل أبطالها بشكل مختلف مع وعيهم لهذه الفكرة، فتتباين اتجاهات رئيسية موجودة على طول الأحداث، وهى الغضب والثورة من ناحية والحب والتصوف من ناحية أخرى، وتتقاطع الرواية مع الأحداث السياسية والاجتماعية فتعكس تجارب مبتورة نتاج للقهر السياسى والاجتماعى فى الجانبين، أما نهاية القصة فهى بمثابة تحريض على الثورة بشكل غير مباشر فى حين أنه تم الانتهاء من كتابة الرواية فى ديسمبر 2010م، وكان المشهد النهائى بمثابة مقدمات للثورة.

ويذكر أن القصة تبدأ بالصحفى يوسف سليم مستقيلا من عمله فى الجريدة، ذاهبا إلى منطقة مصر القديمة ليصطدم واقعه بواقع احد تجار المخدرات، فتبدأ رحلة من العنف والقتل ويتزامن هذا مع قصة "يوسف صالح" وهو طبيب نفسى يتسبب فى فقدان مهنته ليبدأ رحلة روحية خاصة، ثم تتشابك الخطوط ليلتقى البطلين عبر واقع معقد يتقاطع مع الظروف الاجتماعية والسياسية التى تمر بها مصر قبل الثورة مباشرة.

تجربة مختلفة التقنيات والرسالة

ترى القاصة والروائية بهيجة حسين أنها رواية تعبر عن مرحلة عاشها ليس فقط جيل الشباب لكن جيلها أيضا وكل الأجيال التى عاشت فى ظل ظروف سرقة هذا الوطن وسرقة الأعمار، وأن الكاتب عبر عن هذه المرحلة بشكل رمزى وواقعى بخلطة خاصة جدا، حيث انه لم يغرق فى الرمزية ولم يكن مباشر فى الواقعية، مستخدما لغة سهلة ومميزة، وجاءت كتابته معبرة عن أحلام وأمال داخلنا وآلام وانكسارات نواجهها كنا نعتقد أننا لا نستطيع أن نحقق أمالنا بسببها.

وتضيف أن تكنيك الرواية قد نفذ بحيلة شديدة الإتقان والجمال، فقد اختار الكاتب أن يكون بطلى القصة لهما نفس الاسم، وبرغم أنه لا يجمعهما رابط جغرافى أو طبقى أو معرفى، إنما جمعهما نفس الحلم، وان الحيلة فى اختيار نفس الاسم قد فسرت معنى أن يلتقى الملايين بلا موعد فى ثورة الشعب المصرى، لان الألم والأمل واحد، وتشير إلى أن كل النبلاء فى الرواية هم الذين يشكلون الملايين التى خرجت لتدافع عن حلم الوطن، وترى أن الكاتب قد فسر عصرة القلب والوجع الذى أحيانا ما نشعر به ولا نجد له تفسيرا، وتؤكد أن الرواية حيث أنها الأولى فهى تهدينا روائى سوف نسعد بكتاباته فيما بعد.

ويذكر الدكتور محمد حسن عبد الله أستاذ اللغة العربية والنقد الادبى جامعة الفيوم أن رواية كسر الإيقاع للكاتب يوسف نبيل تعتبر نمطا نادرا بين كتابات الجيل الجديد من مبدعى الرواية فى مصر، بدءا من العنوان غير المألوف بالنسبة للروايات، فالإيقاع عادة يطرح فى مجال الحديث عن الشعر، حيث أن الموسيقى هى إيقاع البيت الشعرى أو القصيدة، إنما استخدامه كعنوان للرواية فقد جعل هذا الفكر بمثابة الاعتلال النفسى واوجد من ذلك ضرورة تصحيح الإيقاع.

وقد استطاع أن يقدم تجربة مختلفة من حيث التقنيات والرسالة التى تحملها هذه الرواية، ويمكن أن تجد فيها بعض التقاليد المستقرة مما يمكن أن يعد نمطا كلاسيكيا مثل الشخصية المزدوجة المنقسمة على نفسها، ومع هذا فان تقديم الفكرة فى إطار العلاقة المتخيلة بين يوسف سليم الصحفى الفصامى ويوسف صالح الطبيب النفسى تعد جديدة إلى حد كبير.

رواية حاشدة لاتجاهات غير متضاربة

ويعتبر محمد أن رواية كسر الإيقاع رواية وثائقية ومن الإعمال النادرة التى تنتهى بتسجيل قائمة مراجع وتتضمن اقتباسات علمية تجريبية مطولة، وتلك هى التى كتبها الدكتور احمد مستجير والدكتورة زينب الديب مما يتعلق بمستقبل الغذاء بمصر وتوفيره للطبقات الشعبية المجهدة.

ويذكر أنها تعد رواية عبثية تبحث فى مفهوم الاغتراب وأسبابه من القهر السياسى والاجتماعى، ويمكن أن تقرا كرواية بوليسية من وجهة، ومن وجهة أخرى تقرا على إنها رواية فلسفية تطرح أسئلة جادة وان تكن أسئلة تاريخية لم يتوقف بحث الإنسان فيها، وهى أسئلة تتعلق بالحقيقة والحياة والموت وهذه القراءات المتنوعة غير متضاربة، بل على العكس فهى متصالحة متداخلة، وتكون هذه مسئولية المتلقى فى استخلاص ما يريد، بناء على مخزونه الثقافى وما يطلبه روحيا من تشخيص بعض أمراض المرحلة التى نعيشها.

ويرى الكاتب والناقد عصام زهيرى أنها رواية مشوقة دراميا، وحافلة بالنظريات ذات الطبيعة الفلسفية الخاصة، وأيضا بنظريات علم النفس الحديث وتحليلاته المبتكرة للشخصية الفردية والوعي واللاوعي الجمعي، و"كسر الإيقاع" هى رواية حاشدة أراد الكاتب أن يقول بها تقريبا كل شيء، وهي سمة لصيقة عادة بالرواية الأولى الناجحة للكاتب، حيث تمثل في غالب الأحيان خطاطة يضع فيها كل بذور ومشاريع كتابته في المستقبل.

ويستكمل أنها ترتكز على فرضية فلسفية أساسية هى أن "القوة عدو الحكمة"، فالقوة هي التي تحدد اتجاه الأحداث وخطوط سيرها، وهى التى تحدد مصائر الشخصيات ومنحنيات وجودها، و"القوة" التي يتعامل معها البناء الروائي في رواية "كسر الإيقاع" ليست هي القوة المتعينة في نطاق محدد، فهى ليست قوة النظام الإعلامية، ولا ذراعه الأمنية، ولا قوة بيروقراطيته الفاسدة من قتل الأحلام وأجنة المشروعات والأبحاث العظيمة في مهدها، إنما هي "القوة" بمعناها الفلسفي التى تشتمل على كل هذه الأدوات جميعا مضافا إليها "عقيدة القوة" وروح السيطرة التي تكبل الجموع وتوقف نمو شعب وحضارته وثقافته، وتعرقل تطور تاريخ عظيم على ضفاف وادي النيل.

رواية تنبؤية محرضة على الثورة

يرى دكتور محمد بما أن يوسف نبيل قد ذكر فى ختام روايته انه أتمها فى ديسمبر 2010م، فمن حقه ومن حقنا أن نعتبرها رواية نبوءة، فقد وضع إصبعه على نبض الجماهير المصرية وما تعانيه من شعور بالقهر والفساد، وما تضمره من رغبة فى الانفجار والتمرد ومواجهة القبح والجريمة والفساد.

ويتفق عصام معه فى الرأى ويضيف انه يعتبرها مندرجة ضمن إطار روايات "التحريض السياسى"، ففي المشهد الأخير من الرواية، والذى يراه نبوءة ثورية، تصل كل الشخصيات على تعدد واختلاف تطورها الدرامي إلى نهاية طريق واحد يؤكد أنه لا مفر من احتشاد "قوة الجماهير" أو "قوة الأغلبية" في مواجهة قوة الأقلية الفاسدة المسيطرة، بل إن أول شهيد من شهداء معركة الثورة يسقط مع السطر الأخير من سطور الرواية، وليس ذلك مستغربا فكل أدب جيد وإنسانى لابد أن يكون بصورة أو بأخرى أدبا تنبؤيا.

وتشير بهيجة إلى أن الرواية تنتمى ليس فقط لمرحلة ما قبل ثورة 25 يناير إنما فيما بعدها أيضا، فتلك الثورة وأهدافها العظيمة لم تكتمل بعد، فهى مازالت تطالبنا بشخوصها لتحقيق الحلم.

ويستكمل محمد أن الرواية فيها لمسات محبة تنتمى إلى عالم نجيب محفوظ، ولا عيب فى هذا فنجيب محفوظ هو الأب الروحى لفن الرواية المصرية منذ منتصف القرن ال20 والى ما شاء الله، وان يوسف نبيل ينسج على نول نجيب محفوظ، ولكنه حاول أن يستخرج لنفسه مذاقا مميزا، بتعبيره عن مشكلات الواقع المصرى الراهن الذى المح إليه نجيب، ولكن يوسف نبيل قد وضع كبسولة التفجير بقوة لأنه وهو شاب ينتمى للواقع الحى الذى نعيشه فى شخصيتى يوسف صالح ويوسف سليم، حيث يذهب الأول باحثا فى المفاهيم، فنجده يأخذ طريقه إلى أسوان ويدخل احد الأديرة ليعيش فيها زمن محدود مختبرا تجربة صوفية، فى حين ينتقل الثانى إلى منطقة المقطم والجمالية والأزهر، وهذا الجماع بين الدير ومصر الإسلامية يعد تطرق إلى الجديلة الرائعة التى ينتمى إليها الشعب المصرى، والذى هو خلاصة حضارات وتجربة إنسانية ذات عمق ضارب فى القدم وذات تطلع ثورى حداثى لا يمكن اعتقاله.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحقق أغنية -أنت أخى- للفنان طونى قلدس تجاوب عالمى
- تاريخ مصر الحضارى يرقصه فنانى بالية اوبرا القاهرة
- الإنشاد الدينى المشترك يستعيد الوحدة الوطنية من دائرة الزيف


المزيد.....




- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - رواية كسر الايقاع تعبر عن الانسان نفسيا وفلسفيا