أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - أسرار المشهداني لم تحرك ساسة بغداد















المزيد.....

أسرار المشهداني لم تحرك ساسة بغداد


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أطلق د.محمود المشهداني، الرئيس الأسبق لمجلس النواب العراقي، حزمة أسرار سياسية جديدة من الوزن الثقيل. لكنها، رغم ثقلها وحساسيتها ودلالتها، فشلت في أنْ تحرك المشهد السياسي العراقي، أو أنْ تؤثر فيه تأثيرا كبيرا. ربما لأنه يعج أصلا بالكثير من الفضائح والأسرار، ومع ذلك فهنا وقفة عند بعض تلك "الأسرار" ودلالاتها المهمة.
عُرِفَ المشهداني بكونه الشخصية السياسية العراقية الأكثر إثارة للجدل، وصاحب المواقف اللافتة والتصريحات اللاذعة وردود الأفعال غير المتوقعة. يعكس المشهداني، في نظر البعض، شيئا من أبرز ملامح الشخصية العراقية الشعبية ومنها الصراحة الصادمة أحيانا، والقصوية والتشنج على شيء من خفة الدم و اللماحية و سرعة البديهة. حتى إنْ لم تَصْدُق هذه الفكرة عن الرجل فهو لا يخلو من بعض الصفات الواردة فيها!
المشهداني، و منذ بروزه في ما سمي العملية السياسية التي أطلقها الاحتلال الأميركي بعد غزوه للعراق، صار له أصدقاء ومريدون، قد لا يقلّون عن أعدائه و مبغضيه، ولكلٍّ من هؤلاء وأولئك أسبابه ومبرراته. في لقاء صحفي نشر أخيرا، أطلق المشهداني حزمة من "أسراره" السياسية الثقيلة نجملها في التالي: ذكر أنه ( قبل يوم من التصويت على الاتفاقية الأمنية مع الاحتلال الأميركي سنة 2008 كان عدد النواب الرافضين لها 200 نائبا من مجموع 250 ولكن في يوم التصويت صوتوا عليها بالإجماع ) وعن تلك الأجواء، يخبرنا المشهداني، أن الرئيس الأميركي بوش الابن كان قلقا من نتائج التصويت على الاتفاقية الأمنية ( فاتصل بي و سألني هل أنت عدو أم صديق، فكان ردي "between " ) وفسَّر المشهداني الكلمةَ بأنها تعني أنه "عدو وصديق".
عن حركة الوفاق "بقيادة علاوي" قال المشهداني إنها ( ليست سوى تنظيم سعودي) أما عن الممهدات التي أدت إلى تشكيل حكومة المالكي الحالية، يخبر المشهداني مستمعيه ( ذهبتُ إلى إيران وحملتُ مقترحا معي آنذاك هو أن يكون علاوي لرئاسة الجمهورية والمالكي رئيسا للوزراء والهاشمي رئيسا للبرلمان، الإيرانيون قبلوا بذلك) وعن الوجود "السياسي" التركي في العراقي قال إنه ( بدأ مع الاتفاقية الأمنية ..الأتراك قالوا لنا أي للسنة العرب إن الإيرانيين تدخلوا وتوغلوا في العراق وإنّ تدخلنا هو لحمايتكم.)
السرُّ الأهمُّ قد يكون في قوله ( كانت هناك وثيقة "اتفاق" سرية من إحدى وعشرين فقرة بين المخابرات المركزية الأميركية "سي آي أيه" وجبهة التوافق. "القيادي السابق في التوافق" والنائب المستقل حاليا حسين الفلوجي هو من أفشى أهمَّ سرٍّ في هذه الاتفاقية هو أنّ الأمريكان أبلغوا السُنة العرب أنه في حال عدم موافقة الشيعة على الاتفاقية "الأمنية" فان رئاسة الوزراء سوف تسحب منهم ) ولم تَسْلَم قيادات الحزب الإسلامي من لسان المشهداني إذ وصفها بأنها ( عميلة وجميعها من الخارج ) و عن النائب السابق، الذي رفعت عنه الحصانة لاتهامه بالفساد، مشعان الجبوري، قال المشهداني إنّ هذا الشخص (سرق أموال وزارة الدفاع وهرب إلى سوريا، و بعد ذلك جاءني متوسلا في سبيل تدخلي الشخصي فقلت له، عليك أن تعيد الأموال التي سرقتها كي أتوسط لك ) متابعون للخلاف بين الرجلين، قالوا إنّ الجبوري كان البادئ في تهجمه على المشهداني خلال حوار معه أجرته القناة الفضائية التي يملكها "الرأي"، إذْ وصف المشهداني بالطائفي والمنافق والشيطان لأنه ( يحرض الناس ضد زعيم قائمة "العراقية" علاوي لأنه شيعي ويطالب العرب السنة بألا يساندوه!) وهذا يتناقض مع ماهو معروف عراقيا من أن المشهداني هو الحليف الأقوى والأقرب للمالكي "الأكثر شيعية" من علاوي فالأخير يصنف في السوق السياسية كعلماني فيما المالكي يصنف كإسلامي مثله مثل المشهداني !
يرى محللون عراقيون علقوا على هذه التصريحات، أنه لا أحد في العراق يتساءل الآن عن مقدار صدقية هذه "الأسرار" وصحتها، فالواقع السياسي والاقتصادي والأمني العراقي في غاية التحلل والسيولة وهو يضج بالكثير منها، وبما هو أكبر منها. وإذا كان البعض يفسر إمكانية تصديق كل ما يقال بسيادة عقلية المؤامرة، أو بحبِّ الجمهور للشائعات والمبالغات، فإن محللين كُثر يرجعون هذه الظاهرة إلى أسباب تتعلق بطبيعة الحكم العراقي القائم على أساس الوصفة السياسية التي جاء بها الاحتلال والتي يختصرها عنوان "المحاصصة الطائفية والعرقية"، وبمستويات الفساد المخيفة فيه. غير أن ما توقف عنده بعض المراقبين من هذه الأسرار هو ذاك المتعلق بالعلاقة بين السعودية وحركة علاوي. فلطالما انتقد علاوي وحركته على علاقته الأشبه بالتبعية للسلطات السعودية، أما اعتبارها تنظيما سعوديا كما قال المشهداني فهو يصبُّ في الاتجاه ذاته ويمنح هذا النقد سندا جديدا. نقطة أخرى أثارت اهتمام المراقبين هي تلك الخاصة بمستوى التدخل السياسي الإيراني الطاغي في العراق، والذي بلغ قبل أيام درجة إقدام طهران على الإعلان ومن جانب واحد عن ترسيم الحدود مع العراق وبغياب كامل لأي رأي أو موقف لحكومة المالكي أو خارجيتها. أما كلام المشهداني عن محاولات تركيا التدخل في الشأن العراقي والذي تبرره بإيجاد نوع من التوازن الطائفي بين الشيعة والسنة ومعادلة التدخل الإيراني فهو في نهاية المطاف ( ليس إلا محاولة لإطفاء النيران برش المزيد من النفط عليها) كما قال صحفي عراقي قبل أيام.
كلام المشهداني عن حالة مجلس النواب قبل التصويت على الاتفاقية الأمنية وبعدها، و عن مستوى خوف بوش الابن وقلقه على مصيرها، يعكس عدة أمور منها: الأهمية القصوى لتلك الاتفاقية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية على عكس ما حاولت جهات سياسية منها تحالف المالكي ترويجه. كما أنّ ما صرَّح به المشهداني بهذا الخصوص يعكس مستوى الهشاشة السياسية والارتجال اللذين طبعا حركة مجلس النواب السابق وأدائه بطابعهما وقد لا يختلف الأمر في هذا الصدد تحديدا عن وضع المجلس الحالي.
لعل أهم "الأسرار" التي طرحها المشهداني هو ذاك المتعلق بما قيل أنه "وثيقة اتفاق سرية" بين المخابرات المركزية الأميركية وبين "جبهة التوافق" التي اعتبرت آنذاك الممثل الأبرز والأشمل لجماهير العرب السنة في غرب وشمال العراق. فهذه الوثيقة التي قيل عنها الكثير هي كما يعتقد مراقبون هي واحدة من عدة وثائق واتفاقات سرية برمجت العلاقة التحالفية بين المحتلين وبين زاعمي تمثيل الطوائف والأعراق والإثنيات العراقية.
قياسا على هذا، فليس من المستبعد وجود اتفاقيات مخابراتية سرية بين تلك الجهة الأميركية "السي آي أيه" وبين زعامات طائفية أخرى شيعية و كردية.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلم التركي والدرس الكردي -غيرالعويص-
- هدايا كويتية -مسمومة- قد تطيح هوشيار زيباري
- تحذير لنائب المالكي يثير الذعر: العراق سيُحْرَم من نصف مياهه ...
- العلوي بين فلسفة التاو الصينية والمتصوف النُفّري/ج2
- العلوي وفلسفة التاو الصينية : بين المطلق الصيني والآخر الإبر ...
- عزّت الدوري يعزّي البرزاني فيثير غضب البعثيّين
- هل أحبط المالكي انفصالا عشائريا في الأنبار؟
- مجزرة «النخيب» العراقيّة: طائفيّة وعشائريّة وغياب للمركز
- -تطوير- غاز البصرة : صفقة مشبوهة مع -شِل- وكارثة يتحمل مسؤول ...
- أتهم جلال طالباني وآخرين باغتيال هادي المهدي!
- خرافة -جاموس الحجاج- وحقائق التراث الرافديني
- كيف قرأ الراحل هادي العلوي التصوف الإسلامي -القطباني- وتجربة ...
- عقود المشاركة في إنتاج النفط العراقي: سرقات وفق القانون/ج3
- مشروع قانون النفط -المالكي- في مواجهة المشروع - الكردوعلاوي- ...
- نفط العراق المحتلّ: قصّة سرقة أقرب إلى الخيال
- التضامن النقدي مع -الربيع العربي-: قراءة في مثال نظري وعملي ...
- رمضانيات عراقية: أزمة دينية أم سياسية؟
- الحضور المندائي في اللهجة العراقية و العربية الفصحى
- نماذج طريفة من الكلمات الأكدية والآرامية في اللهجة العراقية
- قراءة جديدة في-محاكمة- كافكا: تشريح شعري ساخر لعبث الوجود


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - أسرار المشهداني لم تحرك ساسة بغداد