أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عجيب - أزمة منتصف العمر_3














المزيد.....

أزمة منتصف العمر_3


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1043 - 2004 / 12 / 10 - 05:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ثرثرة في أزمة منتصف العمر

كان يستمر في سرده الخزفي
حين حلّ الظلام فالنور
وأسدلت ستائر ثم رفعت
في منتصف المسافة
يعلك صورته كالجمل المسافر بعيدا
هو الغريب الذي خالته الأصابع جسرا فبكى
يده على الحصان الخاسر
والذئبة الرمادية
تعوي في برية الكون

"سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد" تقلقني عبارة فرويد, مؤسس اتجاه ثقافي_ معرفي, يتمحور بكامله حول العالم الداخلي للفرد,وأتفق مع القول بأنه أكثر من ذلك,مؤسس لعلم جديد,يقبل القياس والتجربة المنطقيين عموما والفعليين غالبا.
يشرح فرويد فكرته, بأن المفقود من إدراك الحواس وبشكل مستمر, هو الأساسي والأكثر, وبالمقابل المدرك والقابل للمعرفة هو الأقل, وبالتالي سيبقى الواقع والحاضر بمجمله خارج الإدراك الفردي, ويفهم من سياق العبارة أن المقصود هو الجانب المكاني من الواقع,وهو الأقرب والأكثر وضوحا من الجوانب المختلفة للواقع مثل الزمن والنهايات والحدود.
كشفت الفيزياء الحديثة عمق وأصالة حدس فرويد,وأوضحت أن جهلنا بماهيّة الأشياء البسيطة كالكرسي والطاولة وبقية الاستخدامات اليومية, لا يقل عن جهلنا بالكون الذي نعيش فيه.
لا يغطّي العلم المدّعم بالتجربة والبرهان سوى جزء ضئيل من معارفنا وخبراتنا الفردية والجمعية. والنتيجة المباشرة والبسيطة أننا كأفراد ومجتمعات , سنتعايش وبشكل قسري مع جهلنا العام, والخيارات فيما أرى محدودة, فإما إدراك هذا النقص وتخفيف حدة نتائجه على الذات والآخر بالتسامح وقبول التعددية, أو كما هو سائد وشائع للأسف في بلادنا وثقافتنا العربية, حيث الأحادية واليقين المفرط وما ينجم عنهما من قسوة وجفاف عاطفي مروعين. تجميع عشوائي للعناوين المجردة تحت مسمّى الثقافة العربية!أليس اليقين مطابق للجهل ووجهه الآخر!؟
من ذلك المنظور أتبنى موقف المدافع عن"الحق في الخطأ", وهو ما يمنحني حرية كبرى في التفكير والتعبير عن نوا قصي وفشلي وأخطائي , ويجذبني دوما إلى مواضيع المكبوت والمنبوذ والمهمل والمسكوت عنه, وقد أوصلني إلى نتيجة أختبر صلاحيتها بشكل يومي ودائم في حيلتي الشخصية والثقافية, وخلاصتها أن:
اللا أعرف درجة متقدمة في الوعي.

*

اخترت الفرد كموضوع وقضية, واعتبره الحلقة المفقودة في الحوار السوري خصوصا والعربي عموما, كما اخترت النقد من قبل كمدخل أساسي للحوار, وطريق ملكي إلى المعرفة, واعتقد أنه الصيغة الأعمق لاحترام الذات والآخر.

لماذا نكذب يا أبي ؟ثم يا أخي وصديقي ويا من ستختلف أو تتفق معي !؟
أقدم صورة في ذاكرتي عن أبي غير المثالي(وصاحب الشخصية المفككة), عندما صححت له في مجلس عائلي, ما ظننته (نسيان أو سهو) أنه قال لي أو بحضوري ما يخالف رأيه الحالي(في ذلك الزمن البعيد), نظر إلي بقسوة , مجردة مخيفة, ثم صفعني بلا رحمة. تكررت الحادثة عدة مرات , بعدها فقدت الثقة بأبي الشخصي, وجميع البشر الذين ينكرون نقصهم ويخفونه بوحشية.
أبي ما يزال على قيد الحياة, ولا تظني قارئتي أو قارئي, أنه الأسوأ أو يشابه الصورة النمطية التي رسمها الإعلام العربي, وما زال يروج لها على أنها حالة خاصة لا علاقة لها بآبائنا الفعليين, هو شخص مسالم ورأيي الشخصي فيه أنه لا يعرف عيوبه وتناقضاته, ويظن نفسه الفادي والمخلص الذي يقدم لغيره ما يحرمه على نفسه!

لا تورثني أحلامك يا أبي
على الأصابع حلم يترنح
(كل الذين احبهم ذهبوا وراحوا...)
ليس بالدم
بالحبر كتبت
وطني حطمني

*

تكررت محاولاتي الفاشلة للدخول في الحوار السوري, آخرها كان هذه السنة 2004 , جميعها انتهت بالخيبة.
لا بد من تذكر أخي وصديقي أحمد جان عثمان الشاعر الصيني المولد السوري الهوى والرغبة وعربي اللسان أكثر مني, الذي انتهى به المطاف مع عائلته السورية لاجئين في كندا . تبادلنا الكلام والاختلاف والاتفاق, وسمع أحدنا الآخر, وتحاورنا مطولا حول قصيدة هولدرلين الشهيرة:

لقد خاض الإنسان
تجارب كثيرة
وسمى كثيرا من السماوات
منذ أن كنا حوارا
وكان بوسعنا أن يسمع بعضنا
البعض الآخر

*

هل يمكن أن نقيم حوارا, الآن وهنا!؟
ذلك كان رهاننا وخصامنا ومحبتنا الخالصة.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة منتصف العمر_2
- قمر طرطوس
- العدميون في بلادنا
- تساؤلات مفتوحة
- في سوريا السعيدة
- خوف
- حول تجربة التجمع الليبرالي في سوريا
- كي لا ندفن فكرة وتجربة - التجمع الليبرالي في سورية - مرتين !
- بيتنا
- الموءودون
- لا صوت يعلو
- الوقف الليبرالي السوري
- الفردية والانتماء
- مكاشفة - الانتماء الحر رأي فرد عضو في التجمع الليبرالي في سو ...
- سؤال الوجود
- التجمع الليبرالي في سوريا
- حالات
- الليبراليون السوريون في الميزان
- نحن لا نتبادل الكلام
- الارهاب واليأس


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عجيب - أزمة منتصف العمر_3