أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مصارع - عبادة السلطة والدين الجديد















المزيد.....

عبادة السلطة والدين الجديد


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1043 - 2004 / 12 / 10 - 05:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبادة السلطة والدين الجديد
يبالغ أصحاب المصالح الضيقة في تقديس منافعهم ,وتدفعهم غاياتهم الأنانية الى اختلاق شكل من أشكال التدين , وهو تدين كاذب في نهاية الأمر , لأن تارك الدين معذب بطبيعة الحال, معذب لأن ما يقوم به يخالف المألوف ألتسامحي , فلا شيء يمكنه حبس مجرى الحياة .
تحويل السلطة الى دين وعبادة , وتحويل الأيديولوجية الى دين أو مذهب للتعصب الأعمى , وتقديس التراث بدون وعي , كما يلجأ العبث الى تقديس النزوات والأهواء الفردية الأنانية , كل هذا العمل الشاذ غير مبرر ولا تسنده أهداف سامية ولا سلوك منسجم , أنه التناقض الذي يرش الشر على البيئة الإنسانية ويخربها .
عبادة السلطة دين قديم وجديد, ولكل دين بطبيعة الأشياء عقيدة ومشايخ وطرائق
والجزء الأهم في هذه العقيدة هو استمرار التحكم بالسلطة حتى لوكان الحكم حكما لمجرد الحكم, السلطة من أجل السلطة, ولهذا الدين مريدوه الذين يقبضون عليه حتى لو كان قطعا من الجمر, وهذه تضحية معكوسة,
مظاهره اللافتة للنظر تكمن في وجود هالة سحرية حوله, تجعل المرء ينفصل عن أمه و أبيه أقوال من نوع :
(القائد خير من أمي وأبي, الحزب أغلى علي من أهلي .... )
لا يخفي البعض منهم الأسباب الموجبة لتدينه السلطوي بالقول ماذا قدم لي أبي أو أمي ؟ ولا يتردد في إظهار النعم الممنوحة له من السلطة وهو يعلن القطيعة مع كل ما يمكن أن يسئ الى سمعة دينه فلكل دين حرمته وقدسيته .
التكفير وارد مع حرية التفكير حتى لو كان يعتقد بأنه غير متزمت والإخلاص هنا هو مجرد ادعاء, وهومن النوع, ضع كل شيء على حساب المعلم الكبير, وهو في النتيجة, لن يخسر شيئا.
لقد تعود أن يرى ينظر للسيادة المنقادة لصالحه بحكم الصدفة, كما لو كانت حتمية, ولعل أسوأ مافي سلوكه تعوده السلبي على الانقياد, لا القيادة, وولاؤه المعروف والمكشوف لا يكلفه شيئا, يحتسب نفسه في سلوكه العاجز و الانتهازي, سينكشف في لحظة ما, وخاصة عندما يسأله قائده عن رأي سديد أمام واقع يتهدد نا بالخطر, فلا مبادرة ستظهر منه على الإطلاق, لأنه لم يتعود في ( تاريخ حياته الجبرية ) إلا على الانقياد.
ألحقائق التي يؤمن بها , منزلة من السماء, حتى وان بدت الحقيقة أمامه حية و بدون أستار .أن له مراياه الخلبية الخاصة وهو يعتقد بأنها شفافة و لا تصدأ أبدا و له حتميات على الواقع الدولي يجب أن تتحقق بدون استراتيجية عمل وطني شاملة وكان التغيرات القادمة ستأتي اليه وهولا يتحسس خطورة الوقوف في حالة جمود فظيعة ,وهذه نوع من القدرية العجيبة , فهو وان كان يستشعر بالخطر القادم لكنه لا يعد العدة لمواجهة الخطر القادم .
ان من واجب التطور المعاصر أن يخضع لسيادته لأنه غير مستعد للخضوع للأمر الواقع 0 حتى وان كان رفضه شكليا وغير منتج وهو أكثر من يكرس الواقع المتجمد 0 بينما يعتقد واهما بأنه جبل لا يهزه الريح 0
المزاج الشخصي نافر , و وضع الأنا محل الجمع الوطني قاهر , و استئصال الرأي اللأخرو إقصائه أمر مشروع وحق طبيعي و(حقائقه) مطلقة تعتبر النسبية ميوعة سياسية والأكثرية المطلقة من أتباعه قادرة على إثبات وجودها بواسطة استفتاء حر, و هذا هو جوهر الديمقراطية و يصوت بنعم أكثرية مطلقة و لذا يكون على الأقلية واجب احترام إرادة الأكثرية المطلقة وهذا موقف عادل في كل الشرائع السماوية و الأرضية و الدليل هو الاستقرار و الأمان وهم مقتنعون وراضون فما دخل التطور و التقدم و المصالح الأجنبية 0 بما يجري في بلادنا وإذا كان لابد من بقاء أحد طرفي المعادلة دولتنا أو شعبنا فلنضحي بالثاني لكي يبقى الأول خالدا و رمزا للصمود و التصدي .
المفارقة الواقعة, حدثت بينا حدين للجوع:
الجوع الحقيقي وهو الذي يدفع بالمرء في أسوأ الأحوال نحو ممارسة الإرهاب أو استخدام العنف كوسيلة لدفع الجوع الكافر, وهذا الجوع حقيقي وليس مجازيا,
الجوع للسلطة, فالجوع للسلطة يدفع المرء ودون مؤهلات وجدانيه, في السطو على السلطة دونما حاجة مبررة,
في العالم المتخلف المنقلب على نفسه, المعكوس والمقلوب, فالمسئول فيه لا يستريح على كرسيه مرتاحا أبدا لأنه بالأصل كان قد استولى عليه بدون حق مشروع بدون مؤهلات ولذلك تجده يداور ويناور حول القضايا الموضوعة أمامه وهاهو بدل أن يسير قضايا الناس بحكم واجبه, نجده لا ييسر منها إلا القضايا التي تحفظ معبود ه ألصنمي وهو الكرسي, وتتكون معركته ورسالته في الحياة الفانية هو بقاء الكرسي فارغا ويكفيه متعة أن لا أحد يجلس عليه, انه شرفه الشخصي ولعبته التي يتعلق, ولا معنى لوجوده, ان وجد من يسحب منه كرسيه بل يجلس عليه أو ليعيد نفس السيرة ,ان القاعد قبالة الكرسي وكل مصالح وشؤون المجتمع مجمدة حتى تتوازن مع مصلحته الخاصة, لا يظلم خصومه على الغالب لأن خصومه ان وجدوا, فهناك منطق يحكم المتخاصمين أو المتنافسين, ولكن ظلمه الكبير سيقع على كل المصالح الوطنية العليا, وسيتضرر من إصراره على فرض أسلوبه الفرداني على كل فرد من أبناء وطنه, ومن كل الفئات الاجتماعية, بل والطفولة والناشئة والكهولة والصغار والكبار والنساء والرجال...
ثم يأتي زمن يتخلى فيه المواطنون عن حقوقهم السياسية والمدنية وحرصا منهم على ما يمكن تسميته الفتنة الدائمة ويلجأ ون كالكسالى الى الوقوف متفرجين على المسلسل الطويل والذي جردهم من كل إمكانيات المشاركة فيه ومنعهم من إمكانيات إبراز طموحاتهم وآمالهم بل وأحلامهم وحتى بطولتهم الفردية وهذا حق طبيعي مقدس لهم, ولكن ما يحدث مع الهدر الفظيع لزمن الأداء الصحيح لن يمر دون أن يخلف أمراضا وعقدا نفسية قاتلة,وتبدأ روح اليأس تسود لوحة الوطن( الحر) والشعب(السعيد), ويهاجم أرواح ذوي العقول والضمائر هواجس الخوف من المستقبل الغامض ويلح على الاستفهام السؤال المشروع, الى أي هاوية سحيقة نحن مسيرين
وما مستقبل الأجيال القادمة لأن التنازل والتضحية بجيل واحد ممكنة ولكن رهن مستقبل كل الأجيال القادمة بدون تمهيدا حقيقي لبيئة نظيفة يعيشون عليها ويستنشقون هواءها, وهذه كارثة. أليس كذلك؟!!
الأمن والاستقرار ثروة عظيمة وغاية إنسانية مقدسة, مع ملاحظة أن الأمن والاستقرار والهدوء وحتى الصمت التام موجود بوفرة بالغة في مجتمع الأموات أو حدائق الأرواح, وشتان مابين استقرار الأحياء واستقرار الأموات, فاستقرار الأحياء من استقرار الوطن حول مشروع برنامج وطني شامل يؤمن للعمل الوطني بيئته بوضوح تام, وألا فان كل الجهود ستضيع سدى, ولا تكفي الحركة المبهمة في صيانة الجهود المبذولة فالمراوحة في نفس المكان سببها الأول والأخير هو الجهل بالأهداف المراد تحقيقها والبرامج المقترحة لتحقيق تلك الأهداف وعلى ضوء معطيات العصر وتحسس حاجات المجتمع السياسي الوطني المحلي ومواكبة التوازن الإقليمي والدولي احمد مصارع
الرقه-200



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للحوار المتمدن في قرنها الثالث
- التركيز
- نعم لسياسة فرق تسد
- قانون التسامح الصفري والبند السلبع
- هل أنت فيلسوف أم رئيس الدولة ؟
- مشتاقون لسماع الطزطزة القذافية
- الافتاء والاستفتاء
- الشرق الأوسط بين الاحتلال والديمقراطيه
- المقدمات المقدسة للثورة ونتائجها المدنسة
- هل يلزم لكل مواطن سوري مكبر صوت
- لقد رايت احد عشر كوكبا
- الشمولية وخدعة الأديان السماوية
- من أجل شرق أوسط لاهمجي
- ديكارت يفكر وهو غير موجود
- الشرق الأوسط يهجر الديمقراطية
- مابعد الحداثه
- المسلسل الأطول
- الانتخابات الأمريكية والإشهار المجاني
- قراءة في هجوم 11 سبتمبر
- من أجل حفنة من الدولارات


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مصارع - عبادة السلطة والدين الجديد