أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - غسيل أموااااااا ت















المزيد.....

غسيل أموااااااا ت


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3509 - 2011 / 10 / 7 - 20:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


فإنك ميت، جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فانك مجازى به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس ". فالحديث رواه الطبراني في الأوسط عن سهل بن سعد وفيه قيام الليل بدل صلاته بالليل وفيه زافر بن سليمان وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وتكلم فيه ابن عدي وابن حبان بما لا يضر، رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وحسنه الهيثمى في مجمع الزوائد والألباني في السلسلة الصحيحة.

عملية غسيل الأموات تتجلى في مجتمعنا الفلسطيني عامة ومجتمعنا الغزي بصفة خاصة، فنحن أموات تركنا الزمن نعتصر في ماكينة غسل الانقسام البليد .

كنا على وشك النهوض مع بدايات تأسيس مجتمع حضاري حيث عشنا وعاش شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ردحا طويلا تحت الاحتلال لا دولة ولا قانون ولا نظام سياسي مثل باقي المخلوقات واستبشرنا خيرا بنشوء أول سلطة فلسطينية وطنية تعيد الثقافة والهوية والنظام والقانون حيث اكتسب الفلسطينيون طوال فترة هجرتهم في الشتات أو في جزء من الوطن خاصية الفلسطيني المتفتح الذهن والداعي إلى المحبة وتغليب القيمة الوطنية العليا على كل القيم والطموحات.

فماذا جرى لهذا الشعب؟

ما هي إلا سنوات لا تعد على أصابع اليد توهمنا أنها بدايات صعبة ولابد أن يكون بها أخطاء هنا وهناك لينهض هذا المجتمع في نظامه السياسي وعلاقات البشر في داخله فإذا بنا نؤسس لأكبر كارثة إنسانية تحل على جماعة من الناس يسمون أنفسهم شعب يسعى للاستقلال والحرية واسترجاع كرامته بعد زمن الانتهاك المتواصل منذ بداية القرن العشرين.

كان مجتمعنا تحت الاحتلال يعاني من المحتل ومن بعض الظواهر السلبية التي كان الناس متضامنين بإرادتهم أو بحكم حركة هذا المجتمع يطيحون بها كلما اتسعت رقعتها فيهرب الشاذون عن قواعد النظام الاجتماعي السليم والمقبول والمتعارف عليه بيننا ولم تشغلنا وتضيع وقتنا أيا من هذه الظواهر ليعود مجتمعنا معاقا وسليم وبواصل مسيرته نحو قيمة تعلو وتعلو في ثقافتنا وسلوكنا وهي قيمة التحرر والحرية.

بداية الحكم الوطني لبعضنا البعض كانت مفرحة للجميع كخطوة على طريق الاستقلال، فكيف تصرفنا؟ وكيف تصرف الحكام الجدد؟

كانت طلائع الفلسطينيين القادمين إلى الوطن تحسب حسابات جادة لكيفية التعامل مع شعب الانتفاضة الذي كسر قيده وانتفض في وجه الاحتلال وقدم الدم شلالا على مذبح الحرية، كانت لديهم رهبة وإرادة التكافل في نفس الوقت، يريد ثوار اللجوء أن يلتقوا ويقبلوا وجنات ثوار الداخل ويتفاعلوا معهم لتختلط التجربة المريرة لشعبنا، فهذا مقاتل أفنى عمره في الثورة خارج الأرض المحتلة، وهذا ثائر الداخل قدم نموذجا أبهر العالم لتدخل كلمة الانتفاضة كمصطلح من إنتاج النضال الشعبي الفلسطيني الذي كسر القيد.

كان المأمول أن تكتمل التجربة في بوتقة الوطن لنسير إلى الأمام باقتدار نحو الاستقلال، فإذا بنا نسير نحو مجتمع المصالح والفضائح لتأتي سنوات عجاف لم يتصورها فلسطيني حمل قيمة عليا هي حب الوطن والنزوع للحرية، وإذا بنا ننتج مجتمع الكراهية وغسيل الأموال والقتل على الطريق والاعتقال لطلاب الحرية وتصبح غاياتنا غير ما بدأنا به عند انطلاق الثورة والانتفاضة.

بدأنا بالواسطة والمحسوبية وانتهينا بشراء الحكام والأحزاب للعقارات والأراضي وشراء الذمم وإن استدعى ذلك إزهاق الأرواح، وتحولت فصائل التحرر إلى فصائل أكثر وحشية من عصابات المافيا وقد تُدَرس تجربتهم في أكبر معاهد الجريمة المنظمة لو كان هناك معاهد لهذا التخصص.

لقد ضحكت السلطة على الشعب وضحك الشعب على السلطة، ضحكت السلطة عل الشعب باتفاقها في اوسلو على أنه في صالح القضية وسيؤدي بنا ذلك إلى الاستقلال وحق العودة، وضحكت على الشعب بأن لنا رئيس وأن لنا وزارات ولدينا قانون تنتهكه السلطة قبل المواطن.

درسوا لنا أن الكفاءة هي مدخل الوظائف والكراسي فكانت الشللية والحزبية تنتهك ما درسوه فأصبح الغفير وزيرا وأصبح المشلط مديرا وأصبح العالم والمثقف موظفا صغيرا، وصادروا الوظائف العامة لحزب السلطة وتركوا الآخرين المشكوك في فلسطينيتهم لأنهم أبناء أحزاب أخرى فأصبحت الدوائر والوزارات والمؤسسات من لون واحد فلم تنتج ولم تطور لأن مرجعية الوظائف كانت على خلفية الانتماء التنظيمي وليس على خلفية الكفاءة أو النظام والقانون وظهرت مراكز قوى تعيد ترتيب المجتمع على أدني قيم إنسانية لها علاقة بالحسب والنسب والقرابة والمنطقة وليس لها علاقة بالمطلوب للنهوض في القرن الواحد والعشرين.

تفاعل المجتمع على هذا الصراط غير المستقيم فتغير الثوار وأصبحوا فاسدين ومفسدين وبدل أن يأخذ القادة بيد المجتمع نحو جادة الصواب فتحوا له حفرة العصبية والفئوية والشللية والمكاسب فوقع فيها، وضحك الشعب على سلطته بأن أصبح الجاهل خبير ويجد من يصدقه ويضعه في مركز اتخاذ القرار فالشعب أذكي حين يجد أن قوت يومه سينفذ فتصبح له قدرة غريبة على الانحناء والتعامل بنفس الطريقة السائدة فَكَبَرَ من أراد التكبير ونفخ في سترته من الانحياز والتزوير حتى أصبح لدينا كم مهول من نجوم الترقيات لا يوجد لها مثيل في العالم فكلهم ضباط ويريدون المزيد دون شهادات وكليات.

وهكذا وجد السيئون أشباههم من المجتمع والسلطة فكبرت شريحتهم حتى اشتبك المتحاصصون على رغيف المواطن الفقير الذي صادروا فرصة عمله بشطحاتهم فانخرط في السلطة كمصدر رزق وتابعوا جميعا بناء السور الأعوج في المجتمع الفلسطيني لتنمو في المقابل صيغ وأفكار مضادة للتأقلم مع الحال وحماية الذات للمستقبل وانتهزت حماس الفرصة في حالة وهن وضعف لبناء مشروخ فانقضت عليه لتهزمم في انتخابات كان ثلث أصواتها من فتح للنكاوة فيمن كبر كومه وموقعه من فتحاوييهم وثلث الأصوات من المرأة القابلة للتلقي العاطفي بآيات الله المستخدمة للوصول إلى سدة الحكم ومن ثم يجرى ما نراه من مآسي لتقلب حماس على الديمقراطية التي أتت بها واستخدامها العنف في حسم الموقف ويتراجع المتراجعون .

حماس تطبق على رقاب الناس بالحديد والنار وتتحكم في مصيرهم ومصير إيراداتهم وتنفتح لها طاقات الجنة لتسقط الأموال من السماء فتشتري البلاد والعباد ولا تترك شاردة وواردة للكسب المادي وهناك في رام الله
من يسمون بالثوار والمناضلين يستجدونها للذهاب للانتخابات من جديد ولا مجيب، فلماذا تستجيب ؟

ربع مليون فتحاوي في قطاع غزة تواروا عن الأعيان وكأنهم سراب طوال أربع سنوات لم يترجموا إرادتهم بموقف في وقفة ليقولوا نحن هنا فهم وقادتهم ليسوا في وعيهم فقد ذهبت مملكتهم ويريدون استعادتها ولكن لا يعرفون كيف وينتظرون الشعب أو أحد ما لإرجاع الأمانة والمملكة دون عناء وحماس تغرز أنيابها في لحم الشعب الميت فتغسله في اليوم خمس مرات على طريق الجباية ومكاسب الدنيا فتزداد جشعا وتكبر المأساة وتوقف المقاومة التي انتخبها الشعب على أساسها وتلتفت لتمكين الحكم مستعينة بالقادم في جارتنا مصر منبع الإخوان المسلمين لمواصلة رحلة الحكم السعيد الذي غير النفوس والطقوس والتكوس، فبدل المشي على الإقدام أصبح الجيب الرباعي الدفع هي أسمى الأماني وقطعة أرض أو عقار، حماس لم تقدم بعد انقلابها مبادرة واحدة لأجل عيون الشعب الميت والمغسول يوميا في ماكينة المال السياسي الذي أفسد الوطن من رفح حتى جنين.

ماذا يفعل الشعب المغسول؟

هذا الشعب الميت الضرب فيه حرام،فما بالك وغسيل المال والأموات به قد حل محل القيمة العليا الوطنية للتحرر والحرية ، كل يغني على ليلاه ويأخذ جزء من شعبنا رهينة لا يريدون مصالحة ولا انتخابات وهم سعداء على جناحي الوطن بالسلطة والجاه والهيلمان.

في رحلة الجهل بالقضية تضيع الدقائق والأيام والسنين ولا من صحوة ضمير لدى هؤلاء وهؤلاء ، ديدنهم أحزابهم ومكاسبهم التي ضيعت كل شيء، هل فكر هؤلاء لو كنا في مكان آخر غير إسرائيل فمن من المؤسسات والداعمين سيأتي لمساعدة الشعب؟فالشعوب في كل الدنيا تعاني ولا أحد يلتفت إليها، وحكامنا يعرفون السر فلو تحررت فلسطين لن يجدوا هذا الرخاء فالمواطن والقائد من أغنياء الحرب يعيش في وضع مالي وترفيهي أفضل من المواطن الأمريكي والأوروبي، فلماذا يتركون النعمة التي سقطت عليهم من السماء ، ولكن ليعلموا جميعا أن التاريخ لن يرحمهم بفزلكات الطفولة السياسية الغائب عنها مصلحة الناس والوطن .

هذه لعبة للأطفال يتسلون بها وليس شعبا وقضية، ماذا يريدون من شعبنا حكام غزة وحكام رام الله ؟

لمن يؤسسون مجتمعا ممزقا وصلت فيه الجرائم الاجتماعية حد الشذوذ العقلي والمجتمعي، لمن يتركون شعبنا كل يوم لديه قضية اجتماعية مسكوت عنها تبدأ بالترامال وتنتهي بسفاح القربي، لمن يتركون شباب الوطن ليصبحوا خمسين ألف خريج جامعي لا يجدون مستقبل وهم يحافظون على مستقبل أولادهم ، لم يتركون هذه القنابل الموقوتة في الشارع والنت والجوال والقنوات الفضائية من شباب وشابات يتضورون جوعا وجنسا وهم يتزوجون ويعددون ويزوجون رفاقهم وأقاربهم من منابع الثروة الكبرى التي هبطت على المبشرين منهم، لو كان لدى حكام غزة ورام الله من ضمير يحس بالناس لانتهت مشاكل لا يجوز استمرارها لتطيح بمجتمع فلسطين الأبي ليصبح الترامال والسرقة والقتل وسفاح القربى هو عنوانهم،

أنتم تشاركون في مأساة الناس وضياعهم بتشنجاتكم وجهلكم ومصالحكم ، فهل سمع ذي عقل ومن لديه حياء؟

ما فائدة الوطن الذي تدعون خدمته إذا كان لقطائه سيشكلون الأغلبية؟

هل من يستحي ليفكك هذه القنابل قبل أن تجدوا الأطفال اللقطاء يوميا في الشارع ؟ ملعون أبو الفور وييل درايف،وملعون أبو الفلل والسيارات،وملعون أبو الحسابات البنكية،وملعون أبو الجاه والسلطان.

... كفى غسيلاً بالأموات .. خذوا أموالكم وارحلوا لو كنتم تخجلون.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا صبحة حطي بالخُرْج
- لا للفيتو ولا لعباس وحماس
- أيلول وذنبه المبلول بالدم
- لا أحد سيذهب للأمم المتحدة
- شياطان الاعتراف وجن بائعي العودة .. والعفريت ميمون
- ربيع العرب وربيع فلسطين
- استعادة غزة مقابل عدم الذهاب للأمم المتحدة
- الشهيد د. منذر باسم قريقع يبتسم لطفليه
- لولا الملامة لقلنا الكرامة تتآكل
- لماذا وماذا وهل ؟؟
- التدحرج من إيرز إلى قناة السويس
- أبشع جريمة سياسية في حق الفلسطينيين
- الإباحية الجسدية والإقتصادية
- الخطاب المرتبك آيل للسقوط
- سلام الشرق الأوسط يحتاج إلى تغيير المعادلة
- يا حكامنا الزؤام .. هذا حرام
- على هامش لقاء الرئيس محمود عباس في برنامج -مباشر- LBC
- غزة رام الله اسرائيل لا لسياسة الأمر الواقع
- غزة لم تقل كلمتها يا رام الله
- أبو مازن والتاريخ وفانتازيا الحظ


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - غسيل أموااااااا ت