أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فكاك - في ذكرى سيد الشهداء:محمد جمال الدرة الذي انتهت حياته وزهرة شبابه، برصاصة غادرة لقناصة صهيوني.















المزيد.....

في ذكرى سيد الشهداء:محمد جمال الدرة الذي انتهت حياته وزهرة شبابه، برصاصة غادرة لقناصة صهيوني.


محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 3509 - 2011 / 10 / 7 - 18:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكرى سيد الشهداء:محمد جمال الدرة الذي انتهت حياته وزهرة شبابه، برصاصة غادرة لقناصة صهيوني.
تحل الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد وسقوط الطفل الفلسطيني في شهر أيلول- شتنبر في مشهد عرسي رهيب ،استطاعت أن تنقله عدسة مصور مفكر ،فنان لوكالة الأنباء الفرنسية لجميع أرجاء المعمور. هكذا كانت كاميرا مقاتلة فضحت القتلة الصهاينة في صورة حية ،ولها معنى ،وفيها فن.
ويسقط محمد العربي الفلسطيني وهو يهتف" إحمني يا أبي.." وتندثر روح محمد وتتلاشى وتصعد إلى السماء الأعلى بين يدي والديه ،دون أن يغني عنه شيئا.فهل كان محمد الدرة مشروع شهيد قبل أن اغتياله؟ والأمر والأدهى أن استشهاد محمد الجميل ،في الوقت الذي حرك الوجدان العالمي لكل أحرار العالم ،أعرض الملوك والرؤساء العرب وناءوا بجوانبهم عن هذه الجريمة البشعة والشنعاء التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في عز وواضحة النهار. فلولا هؤلاء الأقزام من دمى الملوك وخنازير الحكام لهذه الدويلات اللقيطة ،ما كان محمد الطفل الفلسطيني يتيما مقذوفا ؟ ذهبت يا محمد بعد أن أنزلت ألف لعنة على كل الكلاب الخائنة الفاجرة،الذين وصفهم الشهيد الأكبر ناجي العلي ،"بالرجال ،ولا رجال ، بل الحيوانات السمينة ،المتكرشة ،ذوي المؤخرات العارية،اللائي لم تعد لهن رقبة "
فكيف يا محمد إذا جاءت كل أمة بشهيد ،وجئنا بك ،نحن ،شهيدا على هؤلاء؟طفولة بريئة عبرت باستشهادها عن قامات لا يطالها صغار الحكام،قامات شامخة شموخ الجبال ،لا تنحني ولا تتواضع ،وكبرياء مشيدة وروح لماعة وضاءة خالدة تالدة،يعجز صباغوالتاريخ المعاصر ،والأفنديات والأنتيكات من شطبها ونكسها وسلبها وتشيئها.
ذهبت يا محمد ،وأنت تذهب، مفاخرا في زينة من شعبك وأمتك ،وأنت تتغنى بما تغنى به جدك الأعلى ،أبو العلاء المعري حين قال:
و إني،وإن كنت الأخير،زمانه.........لات بما لم تستطعه الأوائل.
فما كان لاستشهادك يا محمد أن يذهب في الهواء، أو تنحسر عنه الأضواء، أو تطويه أخاديد الزمان وخطوط النسيان.وحتى وإن جئت الزمن على الهرم، وفي زمن الجزر ،وفي عز التعب،فإن روحك الثورية ل تزال تغذي روح الثورة واستنهاض الشعوب لاسترداد كراماتها وسيادتها وخيراتها وسلطاتها ومصائرها وأقدارها.
لم يكن استشهادك ،إدانة وتحريضا لإسقاط أنظمة الموت والخوف والإهانة والتبعية والإمعية والذل والهوان،بل جاء موتك حياة جديدة للشعوب العربية والعالمية تجسدت في ثوراتها الربيعية من أجل إرساء الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان وحرياته ،والقطع البنيوي الهيكلي الكامل مع الأسس والدعائم والمؤسسات والعقليات والنفسيات والذوقيات والإحساسيات الدوغمائيوية الماضوية المتجاوزة تاريخيا.
رحلت عنا يا محمد ،وما قلت شيئا عن العودة؟فكم مرة تتفتح الزهرة/ وكم مرة تسافر الثورة يل أيها الراحل من غير وداع ،أنت يا محمود درويش.؟ ألم تقل لنا "إننا محكومون بالأمل ،يا سعد الله؟ لفد كبرت يا محمد في غفلة من فراعنة العصر ، كبرت عملاقا ونضالا و بطولة ونبوءة وجيلا وطبقة رؤيا.تساميت وتعاليت حتى لا تبقى فلسطين رهينة وسجينة المحبسين ،لفتح عباس ،ومشعل حماس ،لا لكيان ميت ومكفن بأكفان صهيونية أمريكية، وإمارة ظلامية إظلامية لا ترى النور إلا من كوة أل صهيون وشقيقتهم الرجعية الخليجية السعودية.
أي محمد يا وهج التين والزيتون ،لهنك لأنت الربيع الأزهر، والروض الأعطر ،كزهر اللوز أو أكثر،بتعبير شعري فلسطيني جميل.
شهد الشعب العربي الفلسطيني ،وأنت يا أرض ويا سماء إشهدي أني أنا المواطن المغربي الذي لا يزال يؤمن إيمان الأنبياء ، ويعقل عقل الفلاسفة، وفوق النهى ،وفوق الحدود،أن عطر الشهداء هو ، مستقبل العالم.
نعم قد رحلت ولم تمت ،لكنك حررت الشعب من كل الأوهام .رحلت بعد أن حطمت كل القيود وكل السدود وكل الحواجز وكل الأسوار ،لأنظمة بالية تعيش تحت طائلة التزييف والتضليل والأكاذيب والخرافات.أنظمة تصلي للخلف ،لما وراء القبلة ،لدبر واشنطن ولندن وباريس.
وهنا ينادينا الأمل الوضاء من بعيد ،بعيد، من صيحة ووصية الشهيد ،ناجي العلي"الطريق إلى فلسطين ليست بالقريبة ولا بالبعيدة،إنها بمسافة الثورة " لذلك ما زلت أومن بالشعار الثوري العربي "فلسطين عربية أممية...سحقا ..سحقا ..للرجعية""إلى الأمام...إلى الأمام...سحقا ..سحقا..لدعاة الاستسلام"
إن الذين أسقطوا البندقية،أسقطوا الجلابية والعنوان والهوية، وهم الآن يجرون ذيول المهانة ويتيهون في الصحراء ،كيهود التاريخ ،بلا مأوى،ولا ملاذ ،إنهم كمحاق القمر ،الرجال الذين يكرهون أنفسهم.
نعم ،يا محمد ،لقد كان استشهادك،مؤلما وصادما وعنيفا ،حيث كنت شاهدا على استشهادك ،ولقد كان قلبي ينزف دما أنا أتتبع ذلك المشهد ، وكيتك يا محمد ، وإن كان بكاؤك يشفي القلب ،لكنه لا يجدي . بكيتك ،يا ملحمة من دم ومن ذهب. لقد رسم ناجي العلي خيمة ،فعلوت أنت، قمتها وأخذت تلوح بمناديل الألوية الحمراء:أن حطموا الأطلال والدمن والنؤى والنصب ( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى) (تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى)! التي هي بلغة العصر : الأمبريالية والصهيونية والرجعية العربية.
أ آلهة هذه التي يتبول عليها ثعالب الصهاينة والأمريكان ؟ أ آلهة هؤلاء الذين يعقدون أيديهم للخلف وهم عن قضية شعوبهم لها خائنون؟
وأنت يا "خزي مبارك" يا من بعت القدس والنيل ،هاأنت عشت وشفت بأم عينيك ،كيف خسفت الأرض من تحت أقدام عرشك التوتي الورقي القصبي،بعدما لم تستفد من اغتيال قدوتك الخائن :أسود العبدان" المدعو خطأ" أنور السادات" فهل جزاء الخيانة إلا خيانة التاريخ والشعوب للخائنين. ولولا إنسانية مصر السامية والعالية و الرءومة لما قبلتكما نزيلين تحت ثراها الطيب،لأنكما أجدر بمزبلة لا توارى سوءاتكما ،ولتبقى معلقة وبالمعكوس يتعجب من نتانتها الخونة المؤجلة محاسبتهم إلى حين.
أقول لك ما قاله الشاعر في عز فرعونيتك، في قصيدته "مبروك مبارك"
لعلكم سمعتم عن قصيدة "مبروك مبارك" التي كتبها الشاعر الكبير الدكتور حسن طلب بمناسبة ترشيح مبارك لنفسه في الانتخابات الأخير.. وهي القصيدة التي أثارت ضجة كبيرة آنذاك، وأعتقد أنها لم تنشر ـ بالطبع ـ في أي صحيفة مصرية,, ولكن أعتقد أنها نشرت في صحيفة القدس العربي في أواخر آب (أغسطس) أوائل ايلول (سبتمبر) 2005.. فإليكم القصيدة:


أنت ستنجح لا شك..
ستبقي لسنوات ست قادمةٍ
إن شاء الله تبارك!
أقسمت: ستنجح لا شك..
وما أنا ممن ـ إن ذهب لينتخب ـ اختارك!
فأنا أعرفك.. وأعرف مقدارك
وأنا أعرف أنك ـ لا بد ـ ستنجح..
أي والله ستنجح
.. فافرح.. وامرح..
واستمتع بالسلطة ما شئت..
ومتع أشبال قبيلتك.. وشُمَّ عرارَك
لا ريب ستنجح
فيفرح نجلاك وسيدة القصر..
وليس يهم إذا حزنت مصر..
فمبروك مبارك
أقسمت بإنجازاتك فينا
وبما أسلفت من استفتاءاتك:
لا مندوحة تنجح
حتى تكمل مشروعاتك..
ثم تتم بأقصى ما يمكنك استثماراتك
ستعيد خريطة توزيع التركة..
ثم تكافئ عياريك وشطارك
وتسلط ـ بالضبط كما سلطت علينا من قبل..
عساكرك وأشرارك
أما نحن، فلا نملك إلا أن نتأهب
كي نتعذب
نحن نستغرق في غيبوبة غم دائمة
ولستة أعوام قادمة
نتحمل فيها: وزراءك.. أرزاءك.. أوزارك!
مبروكُ .. مبارك
أنت ستنجح لا بد
وإن شاء المنتقم القهار
ستبلغ فينا أوطارك
سوف تجدد آلام المصريين..
وسوف تبدد آمالهم العظمي
أملاً.. أملاً
وستضيف إلي عللٍ عللاً
وتضاعف ثروتك الكبري
وتحقق مطمع أسرتك الصغري
وتعمق أفكارك
فهنيئاً لك.. مبروك
وهنيئا لمن اختاروك
أنت ستنجح قطعاً.. وستغمرك البهجة..
والنشوة تعروك
لكأني بالزينة في كل ميادين القاهرة..
وكل شوارعها
حيث يصفق اتباعك.. أو يرقص مأجوروك
وينافس شطّارَك في الزفة عياروك
ما دمت نجحت.. فليس يهم إذا رسبت مصر..
فمبروك.. مبارك.. مبروك
وليهتف صبيانك في الحارة..
وليكتب غلمانك في الصحف السيارة:
(يا مصرَ مبارك مبروك)
لكـأنك صرت المصريين.. وصاروك!
فهنيئا لك.. للغلمان وللصبيان..
هنيئا للشيخ وللمطران..
هنيئاً للأمريكان..
فسوف تظل كما كنت لهم:
تصدع إن أمروك..
وتزدجر إذا زجروك
مبروك .. مبارك.. مبروك
أنت ستنجح
فلتفرح أنت.. لنَحزَنَ نحن..
فقبل مجيئك كانت في مدخل شارعنا
بضع شجيرات توشك أن تزهر..
كم أحببنا هذا المنظر.
كان يخفف بعض مواجعنا
حتى جئت.. فأطلقت بغالك..
ترتع فيها.. وتركت حمارك!
ليتك ما جئت إلينا.. فأهجت سموما في أوجهنا
وأثرت غبارك!
لكن قضي الأمر.. وللأسف ستنجح
بالباطل أو بالحق ستنجح
حتما لا بد..
فمثلك إما ينجح أو ينجح!
بالبرطلة أو البلطجة ستنجح
وبإطعام للفم.. يتلوه إغماض للعين..
بسوط رجال الأمن..
ستنجح لا بد وحتماً
بغياب الوعي..
بنصف الشعب الأمي..
بألوان خداع سافرة
وبأصوات رعاع وجماهير مؤجرة
بغرائز حاضرة.. ومصير متروك
مبروك .. مبارك.. مبروك
أنت ـ ويا للهول ـ ستنجح
لا ريب وقطعاً
ولأني من عقدين ونصف العقد عرفتك
أنت ومن حولك
ما كنت لأنتخب رئيسا مثلك..
أقسم أني أعرفك وأعرف أنصارك
هم أهل الحل وأهل العقد..
ومن عقدين ونصف العقد..
يعيثون فساداً في البلد..
فكم نهبوا منه وكم سلبوا
(أنا لا أذكر مليارات ذويك.. وقنطارك)!
أعرفهم حق العرفان
فمن ذي الكرش الأعظم
أو ذي العقل المظلم
حتى المتخنث والمجرم والمتبظرم
أعرفهم والناس جميعا تعرفهم
خبروهم ـ بالضبط كما خبروك
فكم انتزعوا من لحم الشعب..
فما شبعوا
لكن طمعوا
فأتوك وقد وضعوا فوق الصدر شعارك:
(مصر مبارك)
لكأنك قد صرت الوطن.. وصارك!
مبروك مبارك!
أنت ستنجح.. لا بد.. وحتماً
تنجح.. تنجح.. تنجح
لكن بعد غد
لا بد سيدرك الليل ـ مهما طال العمر
ـ نهارك
وستلزم دارك
سيمر الوقت.. وتنصرم السنوات الست..
ويأتي ـ لا بد وحتماً ـ ملك الموت..
يأتي من يمحوك ويمحو آثارك
وستنجاب جبال الغمة
عن صدر الأمة
لن يبقى من تلك الأزمة
إن ذكروها ـ بعد غد أو ذكروك
غير الوصمة، تلحق سائر من سكتوا عنك..
ومن نصروك
مبروك
مبروك .. مبارك
وأدام القهار المنتقم عليك استقرارك
ستفوز بتلك الأعوام الستة.. لا بد .. وحتماً
وستستأنف في درب البغي مسارك
لكأني بك يوم الفوز جلست.. وأجلست بجوارك سمسارك
وتهيأت لتستقبل زوارك
تلك وفود تتدفق.. في ذيل وفود تتملق.. في ذيل وفود
ورأيت وراءك محسوبيك وأنفارك
ورأيت الحاشية اكتملت في الخلف: حشوداً تتسلق أكتاف حشود!
وابتدأت بالطبل طقوس الحفل:
فهذا الشيخ عن الأزهر يلعب بالدف
وبالصاجات المطران..
وبالطبلة هذا الشاعر من أبنود
كم طبل قبلك لـ "السادات"..
وكم غنى للثورة من قبل..
وصار الآن يبيع الشعر بكيس نقود!
ستفوز. نعم لا ضير..
فإن كان فساد ساد..
فلا بأس بآخر سوف يسود!
وسيمضي الوقت.. نعم بالتأكيد سيمضي
وستكتب ـ أنت بنفسك ـ
خاتمة سلالة حكام العسكر..
لا بد ستصبح آخر حصرمة في العنقود
وبأيديك تجيء نهاية هذا العصر المنكود!
هذا اليوم سيأتي..
حتما لا بد سيأكلك ـ ويأكلنا ـ الدود
وستبرأ مصر من العنة..
لن يبقي في تلك المحنة..
غير اللعنة
تنصب على ذكراك..
وتذكار ثلاثين من الأعوام السود
هذا اليوم سيأتي أسرع مما تتوقع..
لا ريب سيأتيك بما لست تحب..
كأن حصاناً أعجف..
من هيئته ينخلع القلب..
عليه ملك الموت يخب..
لهذا السبب اخترتُ الخبب
استغنيتُ عن المنسرح
وألقيتُ الوافر خلفي
وتركتُ المتدارك
وكسرتُ قوانين النحو.. فقلت بملء فمي:
مبروكُ مبارك!
العشب طاطا للنسايم ونـــــــــــــــــــخ

أخضر طري مالهش في الحســــــن أخ

عصفور عبيـط انا .. غاوي بهجه وغـــــنا

ح انزل هنا.. وانشالله يهبرني فـــــــــخ



أما أنت يا محمد الدرة ،وهل يساوي الدر بعر و"خرأ"وغائط الموتى من الخونة الغادرين؟
فتقبل مني يا هذا الولد العظيم ،يا زين الطفولة والشباب الذي لم يمتع بالشباب.إن خير خاتمة مقالتي هذه هي قصيدة الشاعر العظيم الذي هي رثاء شهيد لشهيد:
قصيدة محمود درويش: القربان
________________________________________
القربان


هيّا.. تقدّمْ أنتَ وَحْدَكَ، أنتَ وَحدَكَ
حولكَ الكُهّانُ ينتظرون أمرَ اللهِ، فاصعَدْ
أيُّها القربانُ نحو المذبحِ الحجري، يا كبشَ
الفداء – فدائنا… واصعَدْ قويّا

لَكَ حُبُّنا، وغناؤنا المبحوحُ في
الصحراء: هاتِ الماءَ من غبش السراب
وأيقظ الموتى ! ففي دمكَ الجوابُ، ونحن
لم نقتلْكَ… لم نقْتُلْ نبيّا

إلا لنمتحن القيامة، فامتحنا أنتَ
في هذا الهباءِ المعدني، ومت لنعرفَ
كم نُحبك.. كم نُحبك! مُت لنعرفَ
كيف يسقطُ قلبُكَ الملآن، فوق دعائنا
رُطباَ جنيّا

لكَ صورةُ المعنى. فلا ترجع إلى
أعضاء جسمك، واترك اسمكَ في الصدى
صفة لشيء ما، وكُن أيقونةَ للحائرين
وزينةً للساهرين، وكُنْ شهيداً شاهداً
طلق المُحيّا


فبأيّ آلاء نكذّب؟ من يُطَهّرُنا
سواك؟ ومن يحررنا سواك؟ وقد
ولُدتَ نيابة عنا هناك. ولُدْت من نور
ومن نار. وكنا نحن نجّارين مَوْهوبينَ في
صُنْع الصليبِ، فَخُذْ صليبَكَ وارتفعْ
فوق الثُريّا

سنقولُ: لم تُخطئْ، ولم نُخطئْ، إذا
لم يهطِل المَطَرُ انتظرناهُ، وضحينا بجسمكَ
مرةً أخرى فلا قربانَ غيرك، يا حبيب
الله، يا ابن شقائق النعمان، كمْ منْ
مرّةٍ ستعودُ حيّا!

هيّا، تقدّمْ أنت وَحدَك، يا استعارتَنا
الوحيدة فوق هاوية الغنائييّن، نحن الفارغين
النائمين على ظهور الخيل.. نسألكَ الوفاء،
فكُنْ وفيّاً للسلالة والرسالة، كُنْ وفيّا
للأساطير الجميلة، كُن وفيّا‍‍!

وبأي آلاء نكذّب؟ والكواكبُ في
يديك، فكن إشارتنا الأخيرة، كُنْ عبارتنا
الأخيرةَ في حُطام الأبجدية "لم نزَلْ
نحيا، ولَوْ موتى" على دَمكَ اتكلنا
دلّنا، وأضئ لنا دَمَك الزكيَا‍!

لم يعتذر أحدٌ لجرحِك، كُلُّنا قُلْنا
لروما "لم نكن مَعَهُ" وأسْلمناك للجلاّد،
فاصفح عن خيانتنا الصغيرة، يا أخانا
في الرضاعة، لم نكن ندري بما يجري،
فكُنْ سمحاً رضيّا.

سنُصدّقُ الرؤيا ونؤمنُ بالزواجِ الفذّ
بين الروح والجسدَ المقدّس كلّ ورد
الأرض لا يكفي لعرشك، حفّت الأرضُ،
استدارتْ، ثم طارتْ، كالحمامة في سمائكَ،
يا ذبيحتنا الأنيقة، فاحترقْ، لتضيئنا، ولتنبثقْ
نجماً قصياً

أعلى وأعلى. لَسْتَ منا إن نزلتَ
وقُلتَ: "لي جَسدٌ يُعذّبني على خشب
الصليب" فإن نَطقتَ… أفقْتَ، وانكشفَتْ
حقيقتُنا، فكُنْ حُلُماً، لا تكنْ بشراً
ولا شجراً، وكُنْ لُغزاً عصيّا

كُنْ هَمْزةَ الوَصْلِ الخفيفة بين آلهة
السماء وبيننا، قد تمطر السُحُبُ العقيمةُ
مَنْ نوافذِ حَرْفك العالي، وكن نور البشارة،
واكتبْ الرؤيا على باب المغارةِ. وأهْدِنا
درباً سويّا


وليحتفلْ بكَ كُلُ ما يَخْضرُّ، مِنْ
شجر وَمِنْ حَجَر، ومن أشياء تنساها
الفراشة فوق قارعة الزمان قصيدةً…
وليحتفلْ بكَ كُلُّ مَنْ لم يمتلكْ ذكرى،
ولا قمراً بهيّا

ولا تنكسرْ! لا تنتصرْ، كُنْ بَينَ،
بيْنَ معلقاً، فإذا انكسَرْتَ كُسَرْتَناَ، وإذا
انتصَرْتَ كَسَرْتَنا، وَهَدَمْتَ هَيكلنا، إذًا،
كن مَيّتاً – حيّاً – وحيّا – ميتا، ليواصِلَ
الكُهّانُ مهنتهُمْ، وكُنْ طيفاً خَفيّا

ولتْبقَ وَحْدَك عالياً، لا يلمسُ الزّمنُ
الثقيلُ مجالكَ الحيويَّ، فاصعَدْ ما استطعتَ،
فأنت أجمَلُنا شهيداً، كن بعيداً ما استطعْتَ
لكي نرى في الوحي ظلكَ أرْجوانيَّ الخريطة،
فالسلامُ عليك يَوْمَ وُلِدْتُ في بلد السلام،
ويَوْمَ مُتَّ، ويَومَ تُبعثُ من ظلام الموت
حيّاً!

محمود درويش
لا يموت أحد في 30 شتنبر
محمد فكا ك
عاشق فلسطين كحمامة بجناحيها : البندقية ، وغصن الزيتون الأخضر



#محمد_فكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الانسان بين الخيارين الظلاميين السيئين: الحكم الاستبداد ...
- في البيان والتبيين ،في تعيين البصراوي والبصريين رئيسا لجهة ب ...
- آخر رسالة إلى المرتد عبد اللطيف المنوني
- رسالة إلى السيد رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتم ...
- من أجل دولة فلسطينية حرة ،ديمقراطية ،مستقلة وموحدة
- رسالة الى السيد محمد الساسي ’نائب الأ مين العام للحزب الاشتر ...
- الكوميديا الرمضانية المخزنية بين البلاهة والابتذال
- Lettre au président de la république française. Mr. SARKOZY
- الثورة المصرية و الأمير عبد الكريم الخطابي
- رسالة إلى عباس ا لفاسي ،الخادم الأوفى في حكومة الحكم الفردي ...
- في ذكرى جمال عبد الناصر
- رسالة من تحت الماء إلى إلهات /فينوسات السينما الأفريقية
- نداء عاجل ،إلى عاشقات ،وعشاق الفن السابع،والجمال الإفريقي.
- يا كل جندرمة وبوليس العالم ، تعالوا وخذوا علم الخرزولوجيا وا ...
- رسالة إلى حركة 20فبراير :مدينة الملح والزنك والرصاص والخشالي ...
- جهاز القضاء لا يحاكم سوى المقهورين والغلابة والضعفاء ،بينما ...
- إنهم لن يستطيعوا وقف ثورة البروليتاريا ...فلاديمير لينين رسا ...
- قلت للينين نم قريرا أنت نبي بعد قرون حتى وان أصبح خلفاؤك من ...
- محمد الصبار يريد إجهاض ثورة شباب الفوسفاط مستعينا بكلاب الحر ...
- رسالة إلى السيدة المحترمة :وزيرة الخارجية للولايات المتحدة ا ...


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فكاك - في ذكرى سيد الشهداء:محمد جمال الدرة الذي انتهت حياته وزهرة شبابه، برصاصة غادرة لقناصة صهيوني.