أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - لا يهزم أمريكا سوى أمريكا















المزيد.....

لا يهزم أمريكا سوى أمريكا


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3509 - 2011 / 10 / 7 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد أن غربت شمس الإتحاد السوفيتي غاب التوازن الدولي وحرمت الشعوب الضعيفة من وجود قوة ردع مؤثرة قادرة على لجم ووضع حد لأطماع الدول الامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة ، كان السوفيات يتصرفون مع هذا الند العملاق كما يتصرف سايس ومرّوض الخيل الشرسة ، يعرف كيف يدجنها ويكسر كبريائها .

لكن للأسف فقد تغير مجرى التاريخ وتغيرت معه آمال وأحلام شعوب كثيرة ، أصبح العالم أسيراً لقوة وجبروت دولة طاغية قادرة على تحديد معالم سياسة غالبية دول العالم ، صادرت إرادة المؤسسات الدولية ، هذه الدولة هي الولايات المتحدة .

لقد جعل هذا الطاغوت من نفسه وصيًا وحارساً غير شرعي لحماية الأنظمة الرجعية المستبدة وجميع القوى الهدامة خاصة داخل الوطن العربي ، والعراق والبحرين واليمن اكبر دليل على ذلك، كما أنها تشد من أزر رموز الرجعية العالمية في شرق أسيا وفي أمريكا الجنوبية وفي السعودية والكويت وغيرها، ناهيك عن أنها تمضي دائماً ( لإسرائيل ) على بياض في كل شيء باطلٍ ومناقضٍ للحق والإنسانية.

لكن هذا لا يعني أن محور الطغيان هذا لم يذق مرارة التراجع والهزائم، تعرض إلى هزائم مرحلية أجبرته على لعق جراحه بعد أكثر من معركة واحدة عاد وهو ينزف، القاسم المشترك لجميع هذه الهزائم والتراجع أنها جاءت من داخل أمريكا نفسها، حدثت نتيجة حراك شعبي وطني ضاق ورفض سياسة المسؤولين في البيت الأبيض، لأن نسبةً كبيرةً من أبناء هذا الشعب لم تحتمل الفضائح والخسائر المادية والبشرية الناتجة عن ممارسات وحروب عبثية، هذا أدى إلى انفجار الاحتجاجات فقام البيت الأبيض بتغيير سياسته والاعتراف بفشل زعمائه.

تاريخ أمريكا الحديث يزخر بمثل هذه الهزائم أو الانتكاسات التي بدأت بعد حرب كوريا سنة 1953 نذكر في مقدمة هذه الهزائم هزيمة أمريكا في فيتنام بعد أن خاضت حرباً داميةً في هذا البلد منذ سنة 1964 حتى مطلع السبعينات، في هذه الحرب تكبد الأمريكان خسائر كثيرة فاقت المئة ألف قتيل وجريح، لم يحتمل الشعب الأمريكي هذا العبء فقرر إيقاف النزيف لأنه أدرك أن المعركة خاسرة والأهداف لا تستحق مثل هذه التضحيات.

خلفت هذه الهزيمة رواسب كثيرة في نفوس الساسة في البيت الأبيض حتى أنهم أصبحوا يعانون من عقدةٍ نفسيةٍ سياسيةٍ أسمها ( عقدة فيتنام ).

لكن الرئيس رونالد ريغن حاول تجاوز هذه العقدة فقرر ربط بلاده بعجلات الحروب من جديد وقام بإرسال وحدات مشاة الأسطول إلى لبنان لدعم أعوان أمريكا وإسرائيل هناك، فلم يتأخر رد فعل المقاومة وقامت بعملية نوعية يوم 1983-10-23 هاجمت خلالها قاعدة الغزاة في بيروت، فقتل حوالي مئتي جندي مرة واحده وجرح حوالي مئة جندي على الأقل، مرة أخرى بدأت الهزيمة من أمريكا عندما رفض الرأي العام هناك سياسة الرئيس ريغن الاستمرار في التدخل في لبنان، وعندما أيقن هذا الرئيس ازدياد عمليات الفرار والانتحار بين صفوف قواته قرر الانطواء من جديد والانسحاب غير المشروط من بلاد الأرز والبطولة.

حاول السادات تحريض أمريكا ومساعدتها كي تتخلص من عقدة فيتنام التي لاحقتها وعقدة لبنان، فقد كان يشجعها دائماً على غزو إيران لكسر شوكة الثورة فيها، هذه الثورة التي وضعت حداً للنفوذ الأمريكي والإسرائيلي في هذا البلد، لكن أمريكا تجاهلت صراخ السادات وتحريضه فترة من الزمن لكنها عادت إلى حماقتها من جديد فجردت حملة عسكرية حاولت من خلالها إعادة السيطرة على سفارتها في طهران في عهد الرئيس كارتر 1980-4-24 من أجل تخليص الرهائن الأمريكان الذين احتجزتهم مجموعات من طلبة الجامعة في طهران داخل السفارة الأمريكية.

فشلت هذه الحملة وقتل ثمانية من بين القوة المهاجمة وأثبتت أن قوة أمريكا محدودة وليست معجزة بحد ذاتها، لكن أمريكا التي اعتادت على سفك الدماء لا تستطيع أن تبقى بدون عدوان ضد الشعوب مدة طويلة، من هذا المنطلق قررت التدخل لإخراج القوات العراقية التي احتلت الكويت سنة 1990، فقامت بحملةٍ أسمتها عاصفة الصحراء وقد شجعها على هذا العدوان والتدخل السافر دول الخزي العربي بقيادة مصر مبارك والسعودية ، فقد وفرت لها الأخيرة الأموال والقواعد العسكرية وطرق المواصلات والوقود لإتمام مهمتها، وقد نجحت في ذلك بعد أن توقفت الحرب دون إسقاط صدام حسين.

يوم الحادي عشر من شهر أيلول 2001 تعرضت الولايات المتحدة لهجوم مفاجئ ضُربت من خلاله عدة أهداف إستراتيجية، والحقيقة أن هذا الهجوم يعتبر الأول من نوعه الذي يقع فوق أرض أمريكية منذ انتهاء الحرب الأهلية بين ولايات الشمال وولايات الجنوب، ضاعف هذا الهجوم من هوس وجنون بوش الابن فعدا عن إصابته بالذعر والارتجاف وفراره من العاصمة واشنطن، الا انه بعد ان استفاق من غيبوبته أخذ يبحث عن ضحايا خارج بلاده للانتقام منهم وتفريغ شحنات حقده وفشله، فاختار أفغانستان أولاً دون أن يدرك عواقب عدوانه عليها، فلم يجد جنوده فيها غير الرعب والموت وحالات الجنون والانتحار حتى اليوم، لم تشفي جرائمه في أفغانستان غليله فصارع في زج بلاده في مستنقع أخر أدغاله فتاكة أكثر من أفغانستان، فشن عدواناً لا مبرر له على العراق بعد أن حاصر شعبها اثني عشر عاماً، قام بهذا العدوان رغم معارضة غالبية شعوب ودول العالم، وقد سقطت على يديه ثاني عاصمة عربية حديثاً (بغداد بعد بيروت)، اعتبر بوش تدمير العراق انجازاً تاريخياً وقد أبلغ شعبه بأن أمريكا سيدة العالم قد انتصرت وأنها ستكون حامية للسلام والديمقراطية في العراق والشرق الأوسط، لكن المقاومة العراقية استطاعت خلال أقل من شهر من الاحتلال إعادة تنظيم نفسها، وبادرت إلى شن هجمات منظمة وقاتلة ضد الغزاة، فبدأت دول حلف بوش غير المقدس بالهروب من العراق الدولة بعد الأخرى ومن بينها بريطانيا التي تكبدت خسائر فادحة إلا أن أكثر الخسائر كانت من نصيب قوات الغزو الأمريكية، فقد اعترفت حتى الآن بمقتل حوالي 5000 جندي وجرح عشرات الآلاف من جنود الغزو، لقد قلمت هذه الحرب مخالب أمريكا من جديد، حتى أن العديد من الضباط الذين شاركوا فيها اعترفوا بفشلها وبعدم قدرة جنودهم على تحمل ضربات المقاومة، أعادت هذه الحرب إلى أذهان الأمريكيين من جديد كابوس وشبح حرب فيتنام، ومرةً أخرى وتحت وطأة ضغط الرأي العام الأمريكي وضربات المقاومة أجبرت واشنطن على سحب غالبية جيوشها من بلاد الرافدين بسبب الخسائر الفادحة، اليوم لم يبقى سوى ذيول من هذه الجيوش معظمهم من المرتزقة يحاصرون في معسكراتهم وسوف تندحر هذه الذيول في القريب العاجل ومعها المرتزقة من الطابور الخامس الذين وصلوا إلى الحكم في بغداد بفضل الدبابات الأمريكية.



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى أنتِ يا بوسنة؟؟؟
- من حق اوباما دعم اسرائيل ... !!
- علي سالم ينعى الهاربون من السفارة
- اسوار حول الجيتو في القاهرة
- بين الشحات والعربي علم
- تناطح الناطحات في ديار حفاة الخليج
- معسكرات من الخيام ام صحوة حقيقية
- ثورة وثورة وبينهما عبد الناصر
- اين اموال الوقف الاسلامي
- الطاعون هو امريكا
- على طريق ايلي كوهين
- سوء الظن فطنة وحسن الظن ورطة
- وعلى كتفي نعشي ... سأمضي
- الباكستان خنجر بايدي الجزار الامريكي
- عرس الزين - وليم -
- كل اصلاح ينهض على العنف يذهب به العنف
- هرمنا قبل ان يتحقق الحلم
- النقد ابو الثورات
- متى سيخرج عمرو موسى من اسواق المزايدات السياسية
- ايهود براك ينتظر حكم روبسبير في مصر


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - لا يهزم أمريكا سوى أمريكا