مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1043 - 2004 / 12 / 10 - 12:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رسالة ... إلى أبنائي بمناسبة العام الجديد 1990 -
أولادي الأحباء
حتى ك 1 - 1989 - : الذاكرة لا تموت
الذاكرة لا تموت في دفتر القرن العشرين وعقوده المنصرمة , , محفوظة حية بين تراب الوطن .. وجدران المدارس ,
وأجراس الأعياد .. وأصوات الماّذن .. وحجارة الكنائس والمساجد , والأدراج .. وملاعب الطفولة .
مخبأة في زوايا البيوت .. وشوارع الناس .. ومحلات الباعة .. وباحات التجمع . وحكايا الموقد .. وأحضان
الجدات .. وعرق الكادحين والمرهقين والمتعبين .. والفلاحين .. والرعاة .
الذاكرة لا تموت
مخزونة بين أوراق العنب والتين .. وسهول القمح .. والتفاح والكرز والزيتون .. والكتب .
الذاكرة ... خيال خيّال , يمور في الحركة والحياة .. حي يعيش معنا ويغذينا من نبع أصيل :
الأرض - الأم - التراب - النبات - الألوان , الجمال , والخير .
1999 - ك 2 - أي كانون الثاني ,
العودة - الوطن - الهوية -الإعتزاز - الفخر - الإنتماء - العمل - المشاركة - المواطنة - التفاعل - العطاء
الإنتاج . الفرح - إحترام ال‘نسان - حق الحياة - حقوق الإنسان .
الديمقراطية - التعبير - الكتابة - النشر - القراءة . الحوار المناقشة - الرأي سيادة القانون - المبادرات الفردية
والجماعية . السلام , عودة المبعدين , المنفيين , المشردين , المقيدين , النازحين , المهجرين , الاجئين , المسجونين
والمعتقلين . حرية التنقل , والسفر , والعمل , والأحزاب , والإنتخابات , والدراسة والإختصاص .
حرية الرفض , والتأييد , الكره والحب - الإحتجاج - والشجب - التظاهرات , الإستنكار , والتضامن .
قاموس الإنسان الطبيعي اليومي للحياة هذا .. أرغب أن يتحقق الكثير الكثير من هذه الممنوعات التي تغمر إنساننا
العربي , ولتدفن مع الثمانينات ,, العقد الأسود ,, .:
التهجير , النزوح , الهجرة , التوطين , الإستيطان , الإحتلال , أجهزة الإستخبارات , القمع , , السجون , أقبية
التعذيب , الحكم الفردي , الفاشية , الديكتاتورية , العسكريتارية المتسلطة , الطائفية ., النعرات الدينية , التعصب
الديني .
السرقات , الغلاء , الجوع , البطالة , النهب , الفساد , نهب الشعوب واستعبادها , قوانين الطوارئ , الأحكام العرفية ,
المحاكم الإستثنائية , محاكم أمن الدولة , المشانق , هدم المدن , المجازر الجماعية والفردية , تغييب الشعب , إلغاء
العقل .
هذا المسلسل الدموي المأساوي اليومي ... الذي ترزح تحته أكثر طبقات شعبنا المصلوب منذ أكثر من ربع قرن ,
هذا لا ينتهي بالأمنيات المستقبلية فقط ,
هذا الكابوس الدرامي الثقيل لا يزول .. ويدفن من تلقاء نفسه في الأعوام الجديدة القادمة .
هذه أمنيات ,, أم ,, في ليلة العيد .. خارج حدود وإطار ومعنى العيد ,, - لأنها خارج ,, الوطن ,, .
أمنيات سوف تتحقق إذا عرف جيل الإنتفاضة كيف يفجر حجارة سورية ,, النظام الطاغية ,, - شريك الصهيونية
على مسرح المنطقة .
الذاكرة لا تموت .. إنها البركان الذي سيثور ...
وإلى عام جديد .. ووعي جديد .
قبلاتي .
واسلموا للوالدة . مريم نجمه : مدرسة سورية
هذه الرسالة التي كتبتها ونشرت في مجلة اليوم السابع - التي كانت تصدر في باريس - , على صفحة منبر -
رسالة الأسبوع .
لقد مضى على كتابة هذه المقالة حتى الاّن ,, 14عاما ,, أردت اليوم أن أنقلها على صفحات الموقع ليطلع القارئ
عليها ويحلل ويرى الحقائق والصرخات التي كنا نعبر عنها ونعلنها للعالم منذ عقود , وهي ليست جديدة ولا ..
مستوردة ..!؟ ليرى القارئ والعالم أين نحن نعيش وكيف يعيش المواطن وفي أي جحيم يرقد .
أعتقد بأن الصورة واضحة لا يلزمها الكثير من التفكير والمقارنة , أو الوثائق .
لاشئ تغير في سوريا النظام .. مكانك راوح .. إلى الوراء سر .- من الكذب .. وإلى الكذب سائرون .
لن أفصل كل مقولة من قاموس الممنوعات تلك بل سأختصر بصورة عامة .
الذي تغير .. هو إستبدال الإبن بالأب .. أي الشكل والإسم , أما التركيبة والمحتوى فلا يزال هو هو .
لا يزال الفساد المزمن المستشري في جميع مفاصل الدولة وامتداداتها .
لا يزال قادة الجيش والأمن والشركات والوظائف الكبرى مؤسسة عشائرية وعائلية لا يجوز أحد إختراقها
أو الإقتراب منها , فهذه ,, مطوّبة ,, لحساب عائلة الأسد ورؤوس النظام .
من عاد إلى الوطن ..؟ وكيف عاد , وعدد الذين عادوا والذين لا يزالون في المنفى والتشرد والإبعاد ؟؟؟
الوطن لا يزال مكبلا بلغة الحديد والنار والممنوعات .
حرية الكتابة داخل أسوار الوطن متاحة للذين يمجدون السلطة ويكتبون من بعيد لبعيد بإشارات وهمية
وناعمة كي لا تخدش اّذان الملك وجوقة المنافقين .
فالصحافة ودور النشر لهم ومنهم وإليهم ولمن يكتب ويمدح السلطان والجالس على عرش الوراثة .
أما الحوار والمناقشة وسماع الرأي الاّخر فلا يزال داخل القاعات المغلقة والمجهزة بكاميرات الصوت
والصورة , وأحيانا يفتحون ,, الستارة ,, للمزايدات أو للإستهلاك والتصدير .
فالراي الاّخر حتى الاّن لم يدخل حيز التنفيذ ولا في إجاندة الخطاب الرسمي أو الصحافة ( المؤسسة )
للحزب الواحد والرأي الواحد , هذا الحق للاّخر صعب على الفهم أو الهضم .. إنه شعار أو ممارسته
خطيرة يهدم الكرسي ويطوي مرحلة متخلفة وحشية .
أما سيادة القانون : أجل .. إنها اّخر من يتكلم عن القانون .!!؟؟
لاتزال الهجرة والتهجير .. على قدم وسلق .- أما واردات النفط السوري .. فلا تدخل في ميزانية الدولة
بل باتجاه جيوب ,, العائلة المالكة ,, وأرصدتها في الخارج ,.. للرفاهية والإستجمام من عناء التعب و..
الإرهاق في لجم الشعب وتكبيله وتضبيط سلوكه الثوري و
المتمرد وتدجينه للطاعة الأبدية ..!!؟
نعم .. لقد أصدرت السلطة السورية بعض القرارات الإقتصادية التي تخدم إقتصاد السوق المفتوح باتجاه
العولمة والخصخصة ونتائجها .. البطالة , والجوع , وارتفاع الأسعار . والغلاء التي ترزح تحت ه
الطبقات المسحوقة فقرا وإقصاء . .
الإصرار على الظلم والقمع وكم الأفواه والإعتقالات لاتزال مستمرة بين الأكراد والعرب , والمحاكم الإستثنائية
طالت حتى عمداء الجامعات أمثال : د . عارف دليلة وغيرهم .. لأنهم تجرأوا وفضحوا أو انتقدوا السياسة
الإقتصادية العرجاء الفاسدة .. أو طالبوا بحقوقهم القومية المهضومة .
هل يستمر النظام ومن يدعمه محليا , وأقليميا , ودوليا قائما إلى ما لانهاية ..؟
أم سيأتي البركان الشعبي الوطني ليهدم أو يزيح الصخرة ( 34 ) عن صدر الشعب .. ويسدل الستار على حقبة
مريرة مظلمة كلفت الكثير .. الكثير ....؟؟!!
هولندا - 9 11 - 2004 -
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟