أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد السلايلي - الانتخابات بمغرب الاستثناءات














المزيد.....

الانتخابات بمغرب الاستثناءات


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 3509 - 2011 / 10 / 7 - 01:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



صنع الأحزاب الإدارية وشراء النخب السياسية يعد عاملا رئيسيا في بنية الفساد السياسي والاقتصادي بالمغرب، وهذا ما يجعل الانتخابات التي يتحكم فيها النظام المخزني، مثل السوق التقليدية التي يضبطها القانون العرفي، وفق المثل الشعبي : "الله يجعل الغفلة بين البايع والشاري ".؟
ماذا يعني هذا؟ بسبب عدم سماح النظام بفتح المجال السياسي على قاعدة الشفافية والوضوح وسيادة القانون، تقوم وزارة الداخلية بتأمين دورة النخب المرتبطة بالسلطة. الانتخابات هي الآلية الأنجع التي من خلالها يتم تجيير عملية تداول هذه النخب وإرسائها، لإضفاء نوع من الصبغة التمثيلية الشعبية.. من هنا، تكمن أهمية إنشاء الأحزاب الإدارية وتسخير إمكانيات الدولة للتحكم في الخريطة الانتخابية.
في الدول الديمقراطية، التي تدعي السلطة المغربية أنها تتحرك في اتجاه التماثل معها، الأحزاب تنشأ من داخل رحم المجتمع، وتتنافس بشكل ديمقراطي وتداولي، على تسيير الدولة. أما بالمغرب، فالعكس هو الصحيح، تقوم الدولة في مرحلة أولى، بإعفاء كبار موظفيها من مسؤولياتهم الإدارية ( أحرضان، عصمان، أرسلان، المعطي بوعبيد..حاليا الهمة صديق الملك .. ) وتدفعهم لصنع أحزاب تخدم توجهاتها، بعدما تقدم لهم كل أشكال الدعم، بدءا من التقطيع الانتخابي والتحكم في اللوائح الانتخابية، وانتهاء بتسخير لوجيستيك الداخلية من عمال ومقدمين وشيوخ واليات الجماعات المحلية، للم شمل الأعيان وعناصر النخب المحلية التي تتشكل من سماسرة العقار والبناء ( المصدر المهم للإنزال المالي لشراء الذمم )، والمرتبطة بالسلطة من أجل تأمين الاغلبيات المحلية والبرلمانية التي تنسجم مع الخيارات المخزنية؟
هذا النموذج الانتخابي، كان واضحا في عهد الحسن الثاني وادريس البصري صانع معظم أحزابه. لكن في أواخر هذا العهد، سيتم استدراج جزء أساسي من المعارضة الديمقراطية، لقبول هذه اللعبة والدخول فيها بدون ضمانات دستورية تحدد مبدأ فصل السلط وإخضاع المسؤولية للمحاسبة. بحيث وقعت هذه القوى شيكا على بياض لتأمين انتقال الملك، دون أن يحصل في بنية النظام أي إصلاح عميق يمكن من نقل الدولة من طابعها الاستبدادي التسلطي، إلى دولة تقيد فيها المسؤوليات بالمحاسبة، التي يضمنها استقلال حقيقي للقضاء.
في نفس المرحلة ، التي شكل فشل التناوب التوافقي عنوانها الأبرز، انحرفت علاقة هذه القوى الديمقراطية بالمجتمع، و دفعت بغالبية الكتلة الناخبة للاستنكاف والعزوف. خاصة بعد تكون قشرة انتهازية في صفوف الأحزاب الوطنية والديمقراطية، و تم رهن قرارات أحزابها بخيارات الدولة، بات من الصعب الانفلات من شراكها، ما لم تحدث ثورات حقيقية بداخل هياكلها. والنتيجة كانت نفور المواطنين من العمل الحزبي والتوجس منه، و اتساع الهوة معهم، زادت من فجواها الحملة الموجهة من طرف الدولة وغالبية الصحف المستقلة التي تقتات على ذلك، لفائدة الحزب الإداري الجديد.؟
يمكن القول، انه مع ظهور حركة 20 فبراير، وما تشكله من نقلة نوعية وكمية في النضال الديمقراطي للشعب المغربي، كان ممكنا، ولازال، بالنسبة لهذه القوى أن تلتقط دلالات الاحتجاج السياسي الشعبي المتنامي، للتخلص من فخ " الإشارات " المشفرة للدولة، التي قيدت سلوكها وعزلتها عن محيطها.
التخلص من هذا الفخ، يعني الخروج من مربع الفساد السياسي ( والحملة على التصويت للدستور لا تحتاج لتعليق !! ) وبصورة أشمل، عليها أن تختار بين القطب المستفيدون الدولة وسخائها الحاتمي، أو القطب الشعبي الذي يتبلور في اتجاه المطالبة بدمقرطة الدولة، من خلال المطالبة بإرساء دولة الحق والقانون التي تجرم مجمل العلاقات الزبونية، وتصون الحريات والكرامة والإنسانية والعدالة الاجتماعية من خلال توزيع عادل لثروات البلاد ومبدأ تكافؤ الفرص.
مشاركة هذه القوى، لا يمكن نكران تاريخها النضالي الطويل، في انتخابات 25 نوفمبر، تعيد إنتاج نفس البنيات الاستبدادية، هي بمثابة وقوع في فخ أعمق من فخ التناوب الشكلي، لان الشروط الموضوعية بين اللحظتين مختلفة، وسياقها الدولي، الذي يتميز بتحرك الشعوب ضد الاستبداد والديكتاتورية، خاصة على المستوى الإقليمي المفعم بثورات الربيع العربي، يجعل من خيارها سلوكا شاذا وانتهازيا، ونهجا غير محسوب العواقب، يفتح المجال أمام اتجاهات لاديمقراطية لاحتلال مكانها في الساحة الشعبية.
التاريخ والحاجات الموضوعية لنطور المجتمع المغربي، كأي مجتمع، لم يعدا ليسمحا بذلك الفراغ. إن هذا الخيار، الذي يكرر نفس أخطاء الأمس، بتقديمها شيكا على بياض للنظام القائم المتورط، في ظروف ينتفي فيها أي مبرر منطقي أو موضوعي، نتيجة حراك الشارع المغربي المتواصل، سيجر هذه القوى لخسارة مجلجلة، وسيقضي على ما تبقى من امتداداتها داخل المجتمع، ويزيد من تعميق شرخها مع قاعدتها، التي تبقى، على أي حال، رغم ضغوط تحييدها وإرباكها، جزءا لا يتجزأ من مجموع القاعدة الديمقراطية العامة.



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش تدشين - تي جي في - المغرب : توسيع مجلس الخليج والقض ...
- - الطبقة الوسطى- المغربية والوضوح المطلوب
- السكتة القلبية
- اليسار المغربي ودور القوى الحاملة للفكر الديني في الحراك الش ...
- هنيئا للاتحاد الأوروبي بالمغرب - شريك في الديمقراطية - ؟
- التراجيديا المغربية: 2 - المخزن وطقوس الأضحية
- التراجيديا المغربية: 1 - كبش الفداء
- الصبار وعنف الدولة المشروع
- الضرب على الوتر الحساس
- البكاء على الميت خسارة؟
- الربيع العربي والجفاف المغربي أسئلة حول علاقة النخبة والشعب ...


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد السلايلي - الانتخابات بمغرب الاستثناءات