أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مثنى حميد مجيد - صورة الشهيد هيثم ناصر الحيدر














المزيد.....

صورة الشهيد هيثم ناصر الحيدر


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 23:43
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يشبه الشهيد النصير هيثم ناصر الحيدر - عايد - أخي الأصغر إلى درجة كبيرة ومُلفتة وكلاهما يصغراني بسنتين. زارتني أخت الشهيد هيثم ذات يوم في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وطلبت مني أن أرسم صورته ، ولم تكن تملك له أي صورة فوتوغرافية يمكن أن أعتمد عليها فأقترحنا معآ إعتماد صورة أخي الأصغر كبديل وحيد لا نملك غيره لرسم صورة الشهيد لمعرفتنا المشتركة بذلك الشبه الشديد في الملامح الذي يجمعهما.وهكذا شرعت بالرسم بإحضار بعض الصور لأخي الأصغر.هذا الشبه الشديد بينهما يعود إلى وموروث عن المرحومة جدتي لوالدتي فقد أورَثَت ملامحها الطيبة لوالدة الشهيد ، الأنف المكوّر ، والجبهة العريضة ، والشعر السرح ، ومنهما ورث الشهيد هيثم وأخي الأصغر ذلك الشبه. ورحت أستحث وأُعمل الخيال لأستذكر ملامح الأحباب الموتى منهم والأحياء وأستحضر تقاطيع وتفاصيل وجوههم بالقدر الذي يساعدني على رسم صورة جيدة لشهيد عزيز ليست له صورة إلا في قلوبنا ومخيلاتنا.

كانت الصعوبة في إستحضاري لملامح الشهيد هيثم في كون معاني صورته المطبوعة في مخيلتي تعود إلى زمن الطفولة والصبا الجميل ، حيث كنا نلتقي ويجمعنا اللعب والمرح والشقاوة عند زياراتنا العائلية لهم في بغداد اتين من الناصرية ، ولم تكن تلك الزيارات كثيرة لكنها كانت كافية لتترك ذكريات عزيزة لا تمحى عنه ولتطبع عميقا ملامحه في ذاكرتي.

وتذكرت وأنا أحرك قلمي على صفحة ورق الرسم تلك الظهيرة الصيفية المشمسة التي لعبنا وأدينا فيها تمثيلية ضاجة مرحة أنا وهيثم وخالد الشيخ دخيل إبن خالتنا المشترك الذي أغتيل هو الاخر من قبل أياد ظلامية فيما بعد وبشكل مفجع.وكنت أنا تقريبا صاحب الفكرة والمخرج لتلك التمثيلية ، فألبست هيثم شيلة خالتي وعباءتها مسندا له دور البطلة العروسة أما خالد فأخذ دور البطل العريس ووضعت على رأسه قطعة قماش بيضاء على أنها كوفية وفتلت عصّابة خالتي السوداء كعقال لتثبيتها على رأسه ، ثم أحضرنا ما أمكننا من قدور المطبخ وأدواته لنبدأ القرع عليها والإنشاد والضجيج بإعتبار أن التمثيلية هي زفة عرس ريفي في قرية جنوبية!.وكنا من المرح والشقاوة بحيث إننا لم نحفل كثيرا لنداءات خالتي المتكررة وتوسلاتها الراجية لنا بإيقاف القرع والضجيج والهرج الطفولي الذي ملأ البيت وعكر عليها راحتها.

لم تكن مهمتي الفنية سهلة ، فقد كان علي قبل أن أخُطَّ أي خط أو أضع أي لون أن أتنقل عبر ثلاثة محاور وثلاثة أزمنة ، الصورة الملموسة لأخي الأصغر التي أمامي ، وصورة هيثم الصغير بضحكاته البريئة وضجيجه الطفولي في أعماق ذاكرتي ، وصورته في المشهد الأخير من حياته وهو نصير بطل وشيوعي يواجه جلاوزة البعث الفاشي ليلاقي الموت ببسالة في جبال كردستان ، في معركة سينا وشيخ خدر ، تلك البسالة التي وصفها الرفيق توما توماس بقوله - أن بطولة النصير الشهيد عايد وتحليه بهذه الروحية الجهادية العالية والنادرة هي من صفات أبطال الحزب فهد وسلام عادل وسوف لا تنسى عبر الزمن -.

بعد أيام حضرت أخت الشهيد لرؤية ما أنجزت.كنت قلقا بشأن مقدار نجاحي أو إخفاقي في مهمتي التشكيلية العزيزة والصعبة ، وعرضت أمامها الصورة المرسومة مراقبا بحذر وقع مشاهدتها وردود فعلها.جالت بعينيها على الرسم متأملة فيه بحزن وحنان وأسى ثم رفعت رأسها ونظرت إلى بإستحسان ورضا لتشكرني قائلة:
- عاشت يدك يا أخي ! صورة جيدة ، سأضع لها إطار.



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القذافي وحلف الناتو بعيني نوستراداموس
- جميلتي أحلى من صلاة التراويح
- أقوال ومواعظ في جنازة قصيدة ثملة
- ياصديقي ، في الخراب ... للشاعر السويدي ستَجنيليوس
- نداء الى أدونيس والمثقفين بخصوص الحداثة والباروريكل بويتري
- أحجار الكتابة
- رسالة إلى القاريء بيان عن جرثومة البعث
- تهنئة للدكتور كاظم حبيب بمناسبة تكريمه من قبل الشعب الكوردي
- لماذا حشر الجواهري في بيان صفوة المثقفين ؟
- مسعود البرزاني وأردوان ملكا والصابئة المندائية
- تراتيل للسلام في كنيسة القديسة كلارا
- نداء إلى مدعي عام محكمة لاهاي بخصوص وحش السعودية
- حسناء السويد ووحش السعودية
- ديالكتيك البكالوريا في زمن فاشي، إلى طلبتي وزملائي المدرسين
- حبيبتي...أنا نائب في البرلمان
- تايتانك الإنتخابات في ستوكهولم
- الطبيب الجوال يمثل الضمير العراقي فأنتخبوه لن يخذلكم
- الكتاب المقدس للكروة المزمور الثاني
- قائمة إتحاد الشعب 363 هي قائمة الزعيم الحبيب عبد الكريم
- لمحة نقدية مقارنة بين كارين بويه والشابي والمعري


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مثنى حميد مجيد - صورة الشهيد هيثم ناصر الحيدر