أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - مجدي عطية موسى - ثُلاْثِيّة وَجَعْ الإِنسَانْ















المزيد.....



ثُلاْثِيّة وَجَعْ الإِنسَانْ


مجدي عطية موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 20:02
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


ثُلاْثِيّة وَجَعْ الإِنسَانْ
جاهلية حديثة.. في زمن الآلآم.. إلى متى!؟

تمرّد عنوان الأشقياء ولم يحلم إلا بجنون الثلاثيات! كُتبَ وأنا غائب، كلنا غائبين عن لسان راوي هذا الزمان! عن مشهدٍ من سيناريو احتضار الإنسان العربيّ وهو خائفٌ من الخطيئة. خطيئة هذا الجهل.. الوجع.. المجهول! ليبقى من أنسانا وجعنا حتى الآن واقفاً يضحك ويفتح نخب نصره شامبانيا الأقوياء.. والنتيجة: مصائب..!
مصائب كثيرة، منها ما يحتاج الكثيرون لأنْ يتحدّثوا عنها، تناولها بماهيتها وأسبابها ونتائجها المفروضة كالعادة على من..!؟ كيف ولماذا، وما مداها؟ ومنها ما يُراد أن تبقى مطويّة لتُنسى، لئلا يرى الناس بشاعة ملامحها! فيثوروا.
لدينا هنا حالتين تختلف كل منهما باختلاف السيد، الأولى فيها الإرادة سيّد (إرادة الضحية)، أما الثانية ففيها سطوة الجلاد سيد، وكلٌ أقوياء هنا وهناك، لكن من يؤمَن به أكثر؟
هناك من أدرك قواعد اللعبة وجاء ليجيب ويحمل القلم بشراسة الشوق للكتابة، بعد تجارب تفيض بالمعاناة الكفيلة مُعطي اللازم والمفيد، واصفاً ومحللاً، مؤثراً ومتأثراً، محاولاً بصعوبة إحياء تلك اللهفة التي ماتت من شدّة التكرار في نفَسْ المعاناة، ناهيكَ عن لون حروفه التي لا تتعدى الأبيض والأسود! تاركاً ورائه الكثير من الفراغ ليلونه من يحيا بهذه الحروف..
أما بعد:
نقول لمن يجرّد الإنسان، أي إنسان كان، من إنسانيته الربانية المقدسة: من منا لم يدرك قذارة اللعبة بعد، لعبتك أنت فقط، حيث لم نكن فيها سوى جنودٍ مع وقف التنفيذ على ساحة الشطرنج! من أنت لتقول ما تقول وتفعل ما تفعل؟
إنّ من يجرؤ بالإقدام على مثل هذه الجريمة لا يكون إنساناً، تماماً كأنت. فابقَ إنساناً ولا تناقض نفسكَ وأنت تعلم. أنت تعلم أن غيرك يدرك ولكن ينتظر.. أما نحن كأشقياء حدّ الجنون، لم نكتسب سمة الصبر الطويل فقلنا ونقول: لكل إنسان نقطة ضعفٍ، وربما تكون هذه النقطة تساوي القيمة الحقيقة للإنسان. فـــَ ألا تخف يوماً تتكشف فيه عوراتك ليلتقط منها المغلوبون على إنسانيتهم نقطة ضعفك وينتقمون رغماً عنهم وعنك أو ليسَ؟
لا بأس حتى اللحظة، فما زلنا الغرباء عن الصواب، خصوصاً في هذا الزمان الذي أصبحنا فيه كالآلآت، لا نفعل إلا ما تلقيناه من أوامر ولا نتبّع إلا ما اعتدناه والخطأ وارد! فأصبحت العملية أشبه ما تكون بنموذج التحليل النسقي الإيستونيّ، لكن بدون تغذية راجعة (Feed Back)، فما يدخل ويخرج لا يدرس ويوضع تحت مجهر العقل (تحديث الذات).
في زمن باتت فيه المصالح آلهة تعبد ويسحق من يكفر بها! في هذا الوقت الذي نعجز فيه عن تعريف أنفسنا أمام أنفسنا! في زمن كثرت فيه الأرقام وكثرت فيه النكبات الكيفية! (ثورة كمية بشرية، بالطبع تختلف عن مثيلتها السابقة بوجعٍ) فأصبحت الناس تحسب وتحتسب أنفسها أرقاماً وترضى بذلك فلا تتعدى مرحلة اسمها ولا تعترف بقيمتها..
رباه!: ما هذا الـزمن الذي يتحدانا؟ زمن عادت فيه روح العصبية والجهل والجمود الفكري، التصنع والتشبه ليس بأحد، بل بأشياء أكثر تفاهة، خسرنا أنفسنا وفلسفتنا، علمنا وثقافتنا، تراثنا وقيمنا، إبداعاتنا وصورنا وتصوراتنا من طموحاتنا وآمالنا ودنيانا وآخرتنا، زمن بات يعرف بالجاهلية الحديثة.!!
لا أعلم على من ألقي اللوم..؟ على شراسة تلك العقلية التي امتلكتها الرأسمالية التي أبت إلا أن تحولنا إلى مستهلكين ننتظر اللقمة من فم أصحابها الذين سلبونا إياها برضانا، وإذا لم تأتي؟ ننام أو نموت جوعاً! فهل هناك خيرٌ في أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج؟ هل عادت مرحلة العبودية إلى عهدها القديم، لأني أرى أناساً يعملون ولا يتملكون "العبوديّة النسبيّة"!! أم بابتعادنا عن الإسلام كدستور ومنهاج حياة، وتركه قيادة ونظام، والإعراض عنه عقيدة ودين، فقال الله في قرآنه الحكيم: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيامة أعمى". ومن الجدير بالذكر أنّ هذا ما قصد به المفكر الإسلامي منير شفيق في تعريفه للجاهلية فقال: "إنها الخروج على أحكام الدين، ذلك الخروج عن الملة وأحياناً يبلغ حد الخروج والردّة عن الإسلام والقول بأنّ المجتمع جاهلي يوازي القول أنّ المجتمع فاسق أو فيه خروج ظاهر على أحكام الدين". فهل ابتعاد الأمة عن الصواب والانحراف عن مسار الحقيقة هو السبب؟ لكن أَهذي هي الحقيقة؟ ديننا أصبح تـديننا ووسيلة للتخلص من الذنب فقط، وإن عجزنا عن تحمّل ذلك نقول: "ذلك قدر، لا حول ولا قوة إلا بالله ليس باليد حيلة...!!"، أم على قيادة حزبية استهلكت طاقات الشباب واستغلتهم للبقاء في مناصب تأبى الذهاب، وترك الشباب في كم هائل من التساؤلات يبحث لها عن جواب فيلقاه يتعارض مع مبادئه وحدوده..!! أم على كل شخص أصبح يحسب نفسه رقماً لا يساوي شيء ولا يبالي، أو بالأحرى لا يُعّد، أما عدنا نقول: "إن كنت لا تطمح بأن تكون جنرالاً، فأنت لا تستحق أن تكون جندياً". أو، أهيَ ثورة كمية بمعناها الجديد؟
إن ما يوجد من مظاهر في هذه الفترة العصيبة أثناء حياتنا يختلف عن الجاهلية القديمة بأشياء وعناصر أساسية، ولكن تستحق هذا الاسم ليطلق عليها، فقديماً كان الجاهل يجهل بأنه جاهل ولديهم الأعذار المختلفة لذلك، بدليل قدوم من أخرجهم من الظلمات إلى النور ومن تلك الجاهلية إلى الاستنارة والتفتح الفكري بجميع جوانبه فالمرء عدو ما يجهل طبعاً، أما حاليا فالأخطاء تتكرر وعملية المعالجة باتت شبه مستحيلة، ولنا على ذلك الحال عقود.
كما أنّ أهم ما يواجهه الفرد في هذه المرحلة المتميزة عدم قدرتهم على التعامل معها بالشكل الملائم، فالنتيجة تكون بظهور جيل جديد يختلف بقيمه وثوابته وأفكاره ومعتقداته متعارضاً مع من هم قبلهم، وجهل الأخيرة بالحلول التي يقدمونها أنها لا تلائم هذا الجيل! فمشاكل اليوم لا تحتاج حلول الأمس، هذا بالإضافة إلى تعنتهم وتصميمهم على الفِكَـر البالية بحذافيرها والخوف من كسر القيود والقواعد فيقولون: هذا ما وجدنا آبائنا عليه! وإن كان لا بد من نتائج لهذه الجاهلية التي عادت فينا، فستكون مصبوبة على ذلك الجيل الذي فرُضت عليه ليخرج قلباً وقالباً منسوخاً عن آباءه وتسليمهم لذلك.
قليل هم الشواذ في هذا العصر، والشواذّ من وجهة نظرنا هم الصواب، وهم من كسروا تلك القواعد لينطلقوا بأفكارهم نحو خلق شيء لذاتهم وليس لإرضاء المجتمع وقيادته والتذبذب للاثنَين، لكن للأسف فالمجتمع يراهم على خطأ وحالة شاذة يجب التخلص منها في أقرب فرصة لأنها تشكل خطراً على مكانتهم منفذين بذلك أبشع جريمة وسياسة عنصرية بحقّ الإنسانية عرفها التاريخ المعاصر! في المقابل إن أمعناّ النظر في أفراد هذا الجيل سنجدهم معقدّين مشلولين الفكر والتفكير، يئسون لا يطلبون سوى الهجرة والرحيل، واقعين في شباك الأزمات التي فرضها المجتمع المحاصَر في قيود الغرب من جهة وقيود الأفكار والمعتقدات المُغلطة من الجهة الأخرى، وهم أبرياء! أبرياء من كل ذلك يرَون أنفسهم غير قادرين على الرفض حتى، فقانون المجتمع هنا سيحكم بالأحكام الشتّى: أولها السجن في البيت مع ألفاظ يكون الموت أرحم منها فتصبح مرفوض من الكل بانطلاق الإشاعات نحوك وحولك، وآخرها الإعدام بكافة أطيافه لحجج لا تعرف الحقيقة كالشرف والمساس بالقواعد الأخلاقية وغيرها العديد من تعقيدات المجتمع المغلطة، يحملون كميات لا بأس بها من الهموم وفوقهم سحاب الخوف من المستقبل يرعبهم، فيفتقرون إلى التخطيط وبعد البصر والبصيرة، ويجهلون وأحيانا يتجاهلون الحقيقة، فلا يبحثون عنها وهذا أسوأ ما وصلنا إليه، بمواجهة أفراد إمعات غير مستعدين على حمل جزء من تساؤلات ومسؤوليات هذه الفترة الغريبة. وما هو أخطر من هذا، كون هؤلاء الأفراد طلاب يرسم الأمل عليهم من قبل من هو مهتم بأحوال هذا المجتمع.
النكسة في ذلك كله أن اللوم في النهاية لا يحدد مصيره، ولا أحد مستعد لتحمل المسؤولية "الهزيمة" من أبناء هذا الجيل وسلفهم السابق، فالأطفال والشباب لن يُرحموا من مثل بعض الأفكار الرجعية، أبلغ مثال على هذا الحال عندما يرى الأقدَمين أنفسهم صواباً بكل ثقة ويقابلهم الشباب بالعناد والتحجّر مما يؤدي إلى الصراع لا محالة، ولكي لا أقع في سهام النقاد لا أشمل في كلامي لأكون مطلقاً في الوصف، لكنني أرى الفئة الغالبة على هذا الحال والدليل سير المجتمع بهذه الطريق نحو الهاوية بقيادة هي هاوية أصلا، فلم تكترث!
جوهر المرارة إذن، مرحلة العبودية غير المباشرة "النسبيّة" فنحن في حقيقة الأمر وأعترف بها بكل أسف نواجه فعلاً جاهلية حديثة تختلف عن الجاهلية القديمة قبل الإسلام للأسوأ، بكون هذه الجاهلية الجديدة قادرة على امتلاك الحلول ومعرفتها ولكن تجاهلها والتغاضي عنها هو الشائع، وما هو تكراري إلا لشدّة عنفوان هذه الفترة المطلق عليها بالجاهلية. نجد أيضاً أنّ معرفة الأسباب والأخذ بها للتوصل إلى الحلول المناسبة يكون أمراً غريباً كالطفرة، فالتعليم أصبح تلقين والطالب لا يبالي وهمه الأكبر علامة! يلحقها ويترك الفكرة والمعلومة "المضمون" وهم هنا يعبدون مبدأ ميكافيللي فـ"الغاية تبرر الوسيلة" في كل وقت ومرحلة، والانتهاء من المرحلة الدراسية طموحهم الراقي، ونسمع فوق ذلك المجتمع يقول: هناك نسبة كبيرة من المجتمع متعلمة، والكثير الكثير من طلاب العلم ويفتخرون بهذا ويتحدثون عن اقتراب موعد النصر والحرية الاستقلالية بهذا الجيل الصاعد الذي يحمل هذا الكم الكبير من العلم! عذراً، لكنهم يجهلون أن النسبة الأكبر من هؤلاء الطلاب لا يستحقوا هذا الاسم ليطلق عليهم، فهم مجرد أرقام تمر أحياناً بدون عدد "وكم من رجل يعد بألف رجل، وكم من رجال يمروا بلا عداد" وعلمهم بهذا وسكوتهم عليه الأخطر من هذا كله، إذاً ولماذا نرى السجون المدنية أصبحت مأوى للمفكرين والمبدعين من أفراد هذا الشعب وغيره..؟
بعدَ كلّ هذه الضربات التي تلقيناها لا بدّ من ألم، ومن لا يشعر بالألم لن يكون كائناً بالتأكيد. ألمنا نحن في سطورٍ تالية شعرتْ بنفسها بعد سطور معاناة سابقة كانت قدرنا والإيمان.. الإيمان على حاله متعثّر بضميرٍ وقلبٍ هافتٍ يروي حكاية كلها تساؤلات! والإجابة واضحة لم تبلغها الأيام بعد..
لأن الحياة، هذي الحياة تتآكل فضائلها شيئاً فشيئاً.. وصمتَ من كان يصرخ، حتى الحجر! لأن وجع الفضيلة فينا غصّ غصته الموجعة في ضمائرنا الجماعية لا الجمعية، فـصِرنا كالعدم منتهانا مزبلةٌ أو جنةٌ للتاريخ! مسـتـــثـــنينَ الجنازة كي نعضّ فيها أصابع أقدامنا ندماً في تابوت حياة أو موت ثانٍ كان الأول يجمع نصيبه من أصابع يدين ذابتا حسرةً ولوعةً خلسة..
وها نحن ننتظر.. بحرقة الدمع في جفن قلمٍ تلوَ آخر.. نحيباً على ماضٍ لم تبلغ معانيه فينا! على الأقلّ معرفة واستكشاف الذات، ووصايا الأولين من أولياء وحكماء وأدباء، مثقفين وأكاديميين ومحظوظين!
لأن كل من جارت عليه نفسه هنيهة تنحى عن الطريق! ولأن الأمل بات شعاراً بالياً حكمت عليه السنين بالغبار نداً مدى الجهل والغباء! لأن الأخلاق أصبحت مثالية، والصواب رفيق! لأن حياتنا كعلامات استفهامٍ لا تعدوها ولا تتعداها لكي تنطق بالإبداع عنواناً! لأن كل هذا حدث وما هو أعظم آتٍ لا محالة مع هكذا عقول ساذجة لدرجة الغموض! أكتب:
ليس غريباً أن أبدأ ثانيةً بهذه المقدمات المتنهدّة، فالحياة بقلمٍ أقلّ حياة ولا أرى فيها غير نهاياتها الزاخرة بألوان الأوجاع كتبتْ علينا الدليل – الدرب - الدمعة وأوصتنا نحن الأخيار به وبالعلم أن نصليّ لنصل ونوصل، فالطريق هي الطريقة.. هكذا وصفها درويش سيّد الكلام.
فيما قبل، ارتأيت عنواناً لهذا الحال مبدوءاً بــِ "جاهلية حديثة" وصدقاً صدمت!، لكن بدا ليَ بعد غيابٍ عن المعاناة بسطورٍ أو أيام! (استزادةً في طرق المعرفة لوصف المعاناة) بأنها أكبر من كونها جاهلية وأقلّ دقة في كونها حديثة! هي الآن كانت فصارت في أمةٍ أو مساحةٍ سموها شرقَ أوسطٍ! لماذا؟ ووصموا سكانها الغالبة بــِ "المحمديين"، أيضاً لماذا؟ جعلوا من هذا الموضع نقطةً لوعيهم النقدي الضديّ! لكي: يكون العرب على وجه العموم والخصوص بعده مركز التضادّ الذي يرتقي من هو ضده نحو الأسمى والأسمى.. لكي يكون العربيّ لا شيء أمام الشيء الأجنبي! لكي ينهار العربي أمام كلمة سيدٍّ أجنبي كأنه سيّدٌ بالفعل! لكي تتكرّس سياسة فصل الإنسان عن تاريخه وتعريته من كلّ أسباب الإبداع، أو حتى الكلام! لكي نتنوّر من ظلامنا بالتحديث والعولمة، هكذا قالوا! ولكي...
لم أتعلّم فن التحليل الخطابي ولكن لديّ من الإنسانية ما يكفي لأفرّق بين من هو العنصري على البسيطة ومن الآخر، من منا يتربّع على مقبرة جماعية مستريـــحٌ لأنه غيّر بعض الأسماء! (أي من فوق ومن تحت) لا تقاس المعايير هكذا أعلم، لكن من وضعونا في موقع التضادّ لم يتركوا للخاسر (لنا كضحايا) أي مجال.. يقول درويش: "حتى لو انتصرنا.. نبقى مع الضحايا منحازين"، هذه هي الفكرة وهي القضية والثورة ربيعٌ بعنوانٍ جديد.
كشرق، لا أحد يجرؤ أن ينكر بأنه كانَ تابعاً في كلّ شيء! سلطة – قرار – ثقافة – عيون – طريق – فتات! – نحيب! – ذكريات! – تابع ولديّ ما يكفيني من جرأة جنون قلمي لأقول وأقول:
إني لأؤمن وأعترف بأني "مُسْتَشْرَقَاً"، أي تمت صناعتي وتصنعي وتوجيهي! بالمعنى الأدق: تمّ بناؤها بالقالب الغربي "الأوروبيّ – الأمريكيّ"! بالمعنى الحديث والإستشراق المعاصر تمت عولمتي بالصبغة الأمريكية! بالرواية الأمريكية! باللغة – بالشكل – بالكلام..
هكذا تــكون إنساناً قالوا لي!
أما الآن وبعد كتابة هذه السطور سأكون إنساناً "عربياً أنجلو فرنسياً سكسونياً" قلت ربما سأكون!
ببالغ الأسى والأسف أعترف بهذا وأقره، لكن صدقاً لو كان هذا الوضع (الإستشراق) جاء معي أنا (أي على الأقل أبناء جيلي - 1990 فما قبل بنيّف وبعد بمثله، خصوصاً من يعلم وسيعلم منهم) منذ أن ولدت، لكنت مداناً بكل معنى الكلمة ولكنتُ قد استطعت مواجهة المشكلة! بالطرق التي سأكون قادراً عليها بقدر قراءتي كتاباً ليس من مفضلاتي. ( في مجال معرفة الذات والخروج من دوامة التبعية الشخصية لكل فرد فينا). لكن الحال كما تخبركم معاناة هذه الحروف، وكما أخبرتكم لماذا أكتب!
إنني لا ألقي باللوم أو بالعتاب والحمل والمسؤولية ها هنا خارجاً، بل هي ظاهرة سبق وأن حددها من هم قبلي أكثر دقة وتخصيصاً في هذا المجال الشيّق وعلى رأسهم إدوراد سعيد في رائعته "الإستشراق". فما هذه الحروف إلا نقطة صحوة في مدى ثقافة قرنين تقريباً! والظاهر من هذه الوضعية التي جلسنا فيها أننا أخطأنا فهم الاستبداد وطباعئه للكواكبي! فاختلفنا في الأدوات والفعل والمفعول ضربةً على الرأس توجع.
أتساءل بعد هذا العذاب الأدبي – الأدبي والغصة الضمائرية التي واجهتها بــِ: من أنا إن لم أكن أنا أنا، أو ذاك!؟ من هم الحقيقيون إن لم يكونوا هؤلاء!؟ ومن هؤلاء!؟ هذا ما طرحته تساؤلاً آخراً بعد خروج أطروحة جديدة لــِ شلومو ساند "اختراع الشعب اليهودي". وهذا موضوعٌ آخر يحتاج لصفحاتِ من وجعِ آخر!.
إذن، ما هو فينا لا يحتاج إلى كلمات تُرتّب كـــَ "Logo"، بل إلى وعيِ (وللمرّة الألف تعاد) حقيقيّ يكون أصحابه رواداً للحقيقة وجنوداً مستعدين لبذل الغالي والأغلى في سبيل بلوغها، صدقاً لو خرج دينٌ جديد، أو لو كان من كتب هذه الحروف فقيها دينياً لأكّد واستدلل بأن الجزاء لمن يمشي في سبيل الحقيقة عظيم وموته فيها شهيد وغيره مما لم تسمع أذناي ولم ترَ أنا عينايّ ولكن خطرَ على قلبي بالوافر النفيس.
لا يوجد داعي من الدواعي يدعوني إلى سرد تفاصيل كثيرة وهي موجودة عن مجريات زمن الآلآم هذا، فهي واضحة يراها الجميع وهي موجودة وموجعة أيضاً في سطور الجاهلية حديثة، إلا أنني لن اكتفي بما هو مكتوب هناك وأقول: بأن الحال يتعدى الحال نفسه ليصل حد الغموض من كثرة الغرابة ذاتها! فأصحاب البطون المنتفخة أصبحوا هم المبدعين، ومن بطنه أكبر إبداعه بالضرورة أعظم!! هذا لا يغنينا عن القول بما يعانيه المجتمع أيضاً من استهتارٍ بالإبداع الحقيقيّ فلم يكتفي بالابتعاد عنه! وكما وصفها لي صديق: "هي عملية فقداننا لإنسانيتنا شيئاً فـَ شيئاً"!
لم نبقَ إنساناً بمعناه الراقي والحقيقي! بترنا إنسانيتنا عضواً عضواً بأيادينا وعقولنا نحن وبعدها بترنا هذه الأدوات! فقدنا صفة الخالق لنا منا! حتى وصلنا تبريرنا للتهلكة بشكل المفارقة والعجب من سحق الذات بهذا السبب وننتظر حتى نصبح أسوأ من أشرس الحيوانات، ليصدق قولُ الله " ثم رددناه أسفل سافلين ". وربما حدث؟
لكن! إلى متى ستبقى فينا هذه الأمراض الغرغرينية، وإلى متى سنبقى في الحياة عابري سبيل لا نكلّفها ثمن هذه الأوجاع؟ لمَ يفترض منا دائماً أن نسكت، وأن لا نقفز لنلتقط حتى ولو الحدّ الأدنى من حقوقنا مبدأياً؟ إذن، إلى متى سيظلّ لسان الضحية معقود يطلب كأس ماءٍ ليس إلا! لماذا لا نزأر سواء صمتَ الجميع أم لا!؟
ما يدفعنا للغرابة أكثر هو أن المجيب يكون بإجابته متسائل مرة أخرى، فتأتي الإجابة كحال السؤال! خصوصاً عندما يكون الحديث أكثر خصوصية كحالة الوجع المقدّس (الأرض المقدسة)، لهذا اخترت بدوري قضيتي الأجدر من ناحية دلالاتها في الحديث عن مركز كل هذه المفارقات. فنقول ككل مرة:
إلى متى ومنذ بروز قضية الضحية - الأرض المقدسة – فلسطين إن لم تصل الفكرة! على الساحة (الخفية المستورة - المحلية في طور تكوين الحدث – العالمية في أوج آفاق القضية) بدأت الهزائم تأخذ بالتكرار واحدة تلوَ الأخرى، وكلها كفيلة بأن تحط بنا في هذا البئر العميق من الجهل والألم بسبب تفاعلنا (الطبيعي البريء، لكن فيما بعد الشاذّ الخبيث!) ومع هذه الحملات الشتىّ التي شُنّت علينا وتكرمت علينا بالكثير من أوسمة الغباء. فها هو حال القضية الفلسطينية لا يختلف بوضعه عن الشريحة الأم، وسوف أتطرق لما فيها من أخطاء نظراً لكونها تصلح لأن تكون فأر الاختبار الأكثر نجاعة من الأمة ككل. وبما أنني ابن هذه الأرض المقدسة لن أتنازل عن حقي في التذمّر مهما قيل وأقول:
حكايتنا سابرة في أغوار التاريخ من حيث بداية المعاناة فيها، فمنذ تلاشي ملامح الخلافة العثمانية (الجهل) في المنطقة وصولاً إلى آخر التناقضات الحادة التي ظهرت حديثاً (إرهاصات الجهل والتي بالضرورة ستكون الألم) والتي من شأنها أن تؤثر على المنطقة بصغيرها وكبيرها. إنّ عدم اقتناص فرص كثيرة كانت لنا على قدر من المسؤولية الكافية لاستمرار أوج العزّ الإنساني الذي عشنا فيه بجوّه الصافي سبب رئيسي فيما نحن عليه الآن، لكن هي مشيئة الله ولن أتكئ وأتحجج بهذا فقط! بل أقول بأنه أيضاً فعل الإنسان ومشيئته فــَ كما أن الإنسان مصيّر هو أيضاً مخيّر ولن يحتاج أحد للنقاش حول هذا الموضوع الحكم مسبقاً، فانتقادي هنا يدور حول هذه النقطة بالذات، وأنا أعلم بأن هذه الأمة تحصل دوما على عزتها وكرامتها بالإيمان، عندما تكون علاقتها مع الله ومع نفسها بصورة جيدة وتواصل جيد، لكن الابتعاد عن شريعة الخالق وأوامره تهتز ثقة الأمة بنفسها وتضعف عقيدتها وتكثر مصائبها وتكون أكثر عرضة للكسر والذل والخنوع، والتاريخ يشهد والحاضر يروي حكايات والمستقبل مأمول!
تتعدد تلك الحالات التي كنا فيها بوضع لا نحسد عليه، بل يشفق علينا. وإن كنت أقصد في كلامي الهزائم بمعنى الخسائر في العديد من المواقف العسكرية، فهذا صحيح.. لكنها تتعدى ذلك إلى وضع أشمل وصولاً للخسارة المادية والمعنوية بمعنى الحرب الشاملة، في الحالة الصهيونية – الفلسطينية مثال واضح يسطّر الواقع الصهيوني باسم "socio side" أي كل المؤثرات الاجتماعية التي يتأثر بها الشعب الفلسطيني والأمة العربية أيضاً من جراء هذه الحرب الشاملة، وهنا يجب أن نكون حذرين في التعامل مع هكذا نوع من أنواع الحروب ويقظين لعدم السماح لهذه السموم بالتغلغل في عروقنا، وعدم وقوعنا في شرك الثورة المضادّة كما وقع فيه أسلافنا بشكل مقصود أو غير مقصود، لأنها مستمرة حتى الآن لم تنتهي روحها الصهيونية بعد، فالصهيونية كانت وما زالت ذكية في توجيه الضربات وإدارة الحرب من طرفها لتفتك بها شعب بأكمله وأمة تسيرها لصالحها ببالغ السهولة، بحيث أصبح الواقع الصعب لدى الضحية الفلسطينية هو استحالة تغيير بنية عقول مجتمعية كاملة، حتى أنه لا أحد من أفراد هذا الشعب مستعد لتحمل مسؤولية الهزيمة، والكل أبرياء - صواب - معصومين من الخطأ والنسيان وغيره من شعارات ساذجة! وما ساعد على إنجاح هذا الدور الصهيوني، الجهل الفلسطيني من شعب وقيادة في التعامل مع هذه السياسة الصهيونية المتوارثة الناجحة، ولطالما ركزت هذه الأخيرة سمومها على مر التاريخ بطريقة فنية مدروسة وبشكل شامل متكامل في كل النواحي على أفراد هذا الشعب، أهمها: طمس التاريخ الفلسطيني وسلبه من أصحابه في وضح النهار، ظهور نوع من التعصب الفئوي والحزبي والعرقي الخطير جداً الذي ساعد على تشجيع ومن ثمّ تكريس الانقسام، إبقاء الفرد في حالة بحث عن الذات والتاريخ والأصالة إن وجدت! (ربما يوجد تاريخ وربما يوجد الكثير منه، ولكن هل هو صحيح غير محرّف أو ضائع مسروق، وما حجم الثغرات فيه!؟ ومن ليس له ماضي ليس له حاضر ومن لا يتوفر لديه الحاضر لن يحلم بالمستقبل أو يستطيع تحديده كما يريد وبالتالي لن يخطط ولن يقدر على بناء مستقبله)، وامتدت هذه السياسة المركزة لتظهر حتى بين العشائر وبين الأفراد في العائلة الواحدة فأصبح الشعب الفلسطيني كالفروع الهشة المتفرعة يسهل كسرها بسرعة والتغلغل بين أحشائها بالصورة التي تضمن سير هذه الفئات لصالح الجلاد الصهيوني بصورة غير مباشرة وبدون علم أصحابها حتى ظهور تقزّم خطير لأحلام ولطموحات هذا الشعب العظيم ومناقضة الفرد فيه لنفسه بصورة خطيرة لا تكاد تحتمل! وهنا السؤال: هل حقنا في فلسطين بقي من البحر إلى النهر كما كان أم تقزّم هو أيضاً؟
على ضوء هذا الواقع المؤلم وتناقضاته، اختلفت تعاريفنا للوطنية فتخالفنا وأصبحنا نطالب بالتعددية السلطوية لا بالتعددية السياسية! أصبحت الوطنية مصطلح يعرفه الأفراد حسب مصالحهم المختلفة "أداة" والكل ينادي بها، ووجود هذه الظاهرة التي تتشابك أسبابها السياسية والاجتماعية يشكل تهديد رئيسي لمستقبل الضحية العربية الفلسطينية في الدفاع عن قضاياها، والسبب الذي لم يحسن الكثيرون تنبؤه هو الغباء الذي يتصدر به أبناء هذا الشعب ومن بعده الأمة بأكملها، فـــَ فعلا إلى متى سيبقى أطفالنا يرددون النشيد الوطني في المدارس كل صباح وهم يجهلون معنى كلماته ولا يطبقون مبادئه، يقول قائل!؟ كذلك أيضاً شراسة الحملة الصهيونية والغربية على هذا الشعب والأمة تماماً كما يقال "إن كنت تريد السيطرة على أمة ما، فعليك بالسيطرة على مصادرها المالية والإعلامية". فما بالكم بالسيطرة على الأموال والإعلام والعقول وصولاً لكل خصوصيات هذا الشعب؟
أما فيما يتعلق بالمواجهة والتصدي لهذه الحملات المتعددة لم يتعدى مرحلة النصف، فلم يصعد هذا الشعب بنفسه ليحمي نفسه من الضياع في بحر من التساؤلات، وهنا تتمثل منطقة الغرابة في الموضوع!! فبوجود مثل هذا الشعب وبهذه التضحيات التي لا تعد ولا تحصى، ووجود الإمكانيات وهي الأهم في الموضوع، وكذلك الخيارات المتاحة أمام الشعب الفلسطيني والأمة العربية بأكملها، ولكن لماذا لم نرَ الكثير من المحاولات لوضع حد حقيقي لهذا السكون الذي ينتاب الجسم العربي الفلسطيني! والعمل على تقويض الخوف ودعم الجرأة لإبداء أي رأي.. لم نرَ أيضاً قدرةً حقيقية على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية عقب هذا القرار وكلّ قرار بدون تردد أو وخوف؟
ربما قد يعود السبب في هذا إلى تعدد المصالح واختلافها وتناقضها لدى كل شخص على حدة أو حزبية، وفساد هذه المصالح هو السبب الرئيس وراء إطالة أمد هذه النكسة الطويلة، كما لا ننسى الجهل والغباء، فهما أمران لا يجب التنحي عن ذكرهما في خضمّ هذه الألم، فهما الأصل في جعل مصالح هذه الأمة فاسدة وتلهث وراء المواقع والدنيا بحالها وأحوالها، وحسب رأيي إنه الرأي الأقوى والأكثر مناسبة.
هذا ما كان وحصل مع الأجيال السابقة والحاضرة، لكن ماذا مع الأجيال القادمة ؟ هل ستبقى على هذا الحال وبهذا الجهل والغباء، وستبقى أحلامنا بهذا التقزّم؟
من باب التفاؤل والأمل المعهود، سيبقى فينا شريان الحياة نابض، والطموحُ ما هو إلا خصلاً حية تعيش في ذهون الأجيال منذ وصولهم إلى المرحلة التي يبدؤوا فيها بالتحرر والانطلاق نحو الفكر الجيد المفيد والبحث عن الحقيقة، ونحن نأمل أن تكون هذه الجراح على وشك الالتئام فقد تطاولت وتمادت فينا كثيراً..
ما هو مطلوب من الأمة، أن تعترف أولاً بالواقع ولا تنكره بتجاهلها له بدون معرفة العواقب، وأن تبحث جيداً عما هو مفقود فيها ولا تعتمد على غيرها ليقول لها ما هو ضائع منها وبالتأكيد لن يقول الحقيقة لأنها تختلف تماماً مع مصالحه، فالعدو يبقى عدو وعدونا ليس بسهل. وأذكر أنّ ديفيد فيسكوت قال يوماً: "لا تعتمد على أي شخص قد يأتي لينقذك، ويمنحك الدفعة الكبرى لكي تنطلق، ويهزم أعداءك، ويناصرك، ويمنحك الدعم اللازم لك، ويدرك قيمتك، ويفتح لك أبواب الحياة. إنك الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يلعب دور المنقذ الذي سوف يحرر حياتك من قيودها، و إلا فسوف تظل حياتك ترسف في أغلالها". كما إنني لن أغفل العنصر الأساسي في هذا الطرح التفاؤلي، ألا وهو الإيمان. أؤمن بأن الجيل المستقبلي إن بادر سيصل وإن فعل سينتج العظيم، وخير دليلٍ على صحة هذا الكلام الثورات العربية التي يقودها الجيل الشاب المؤمن بالله وبالفكرة.
كل الآمال إذن، تقف وتتوقف عند هذا الجيل المستقبلي الذي ننتظر ربيعه بفارغ الصبر، إنه الجيل العالم القوي والسليم المتسلّح بالأخلاق كمنهج في حياته، نحتاج إلى الجيل المتحرر من كل قيود الجهل المفروضة في هذا الزمان، جيل مشرق وواعد بالأمل في النصر والتحرير، جيل كالذي كان قديماً إن أتى الجبال أزالها.
لكن إن بقينا نقبل بدور المعاق، ستكون عواقب الصمت أشد خطورة من أسبابه، وتأنيب الضمير الآثم سيقتلنا، فمن بالغ في استسلامه ضاق فكره عن رؤية الحقيقة. ومأوانا في نهاية المطاف سيكون في مزابل التاريخ! هذا حالنا، فمجتمعنا إذاً بحاجة ماسة إلى العلم ثم العلم ومن ثم العلم أيضاَ، فهو الأساس لتقدم الحضارات وتطوّرها وخروجها من الأفكار الغامضة المشوهة القاتلة وهو بالتأكيد من يطلق العنان لضمائرنا لكي تنطق بالحق والحقيقة.
نهايات الكلام، هذا الكلام لن أثق بها! فأنا لستُ بإلهٍ أو ملآكٍ أو حتى بصير، لهذا أقف هنا لأقول: لأن التاريخ لا يعيد نفسه لكنه يتفضّل ليعيد ما يشبهه من أحداث، كان العنوان ثلاثي الوجع وللحق والتاريخ من يَقِنَ سيقول: ما كان فينا ويكون وسيكون إلى حد أقرب نقطة للصحوة لا شيء يهوّنه وعلينا سوى الإيمان.. الإيمان قادر والقدرة لا تعرف أسواراً أو حتى بحار! لنؤمن بالله.. بالفكرة.. بالحق.. بالحقيقة.. بالصواب قبل الكل وفي الكلّ هو.. بالذات.. وما ستفعل إن أرادت.. فليس سوى أن تريد وليس سوى أن تؤمن لترى وتفعل. لا تعش الحياة كما هي تريد أو لا تريد، لأنك لن تعيشها هناك.. ولن تعيشها مرتين إلا إن كنت آخراً غيرك بعيـــــد! كن أنتَ أنتَ وكن حذراً من الأخلاق.. إن أبعدت عنها نسيتك، وإن اقتربت منها أبعدتك.. كن أنتَ أنتَ وكن معتدلاً كما يكون المعتدلـيـن.. ليس أبيضاً ولا أسوداً، كن أسمراً إن أحببت..

بقلم: مجدي عطية.. 2011




#مجدي_عطية_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - مجدي عطية موسى - ثُلاْثِيّة وَجَعْ الإِنسَانْ