أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - نحن نصنع إلاهنا بأيدينا














المزيد.....

نحن نصنع إلاهنا بأيدينا


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 07:21
المحور: الادب والفن
    


حين كنا فى عهد عبد الناصر , أنبهرنا نحن البسطاء بشخصيته الجريئة والتى لم نعهد مثل هذه الشخصيات فى هذا الزمان , فشخصيته كانت جريئة , أعلن التحدى لكل القوى العظمى بصلف وعنترية , فأعجبنا به وصفقنا له كثيرا وسحرنا به , وبطريقة ألقائه للخطابات الحماسية التى ألهبت مشاعر الآمة الى أن وصلنا فى يوم من الآيام
الى أن الذى لا يعبد عبد الناصر فسوف يعذب فى السجون ويذاب فى الآحماض على يد صلاح نصر وأعوانه , ومات الاله الآعظم وجاء بعده سجان أخر رغم أنه أعلن فى بداية حكمه بصراحة واضحة بأنه لا يستطيع تحمل المسؤولية بمفرده , وعاوناه وساندناه رغم التخوف الذى زرعة فى قلوبنا منذ البداية , مما ترتب عليه من أحباطات الى أنه تحول الى درجة الغرور فسن خصومه وألقى بهم فى السجون , من شيوخ وقساوسة فى سيناء وتحدى خصومه بكل صلف وعنجهية , وتحول لنا الرئيس الى إلاه صنعناه بأيدينا كى نعبده , حق عبادة .

جاء حسنى مبارك وأنبهر به البشر لآنه صنع نصرا جويا على عدو دامت المواجهة معه أكثر من ستين عاما , فعل بنا ولم نقدر أن نفعل به أى أذى , زرع الفقر فى كل بيت الى أن قامت ثورة الجياع على الظلم والمحسوبية والفساد الذى أخرنا لسنوات طوال , وكان نيته توريث التركة لآبنه , حتى ضقنا وضاقت بنا الدنيا , وياروح
ما بعدك روح , هذا الحسنى وصلت بهم الآمور الى أن فهمونا أنه إلاه جديد بثوب جديد وأنحنت له الرؤوس وخارت له جميع القوى , لآنه واهب الشعب الحياة والآرزاق وقاطع الرقاب وممشى السحاب وهو مالك يوم الحساب , هم فهمونا ذلك ونحن شعب يكاد يصدق أى شيئ , لآننا شعب طيب , نصنع الآله بأيدينا ونقدسه .

فنحن شعوب يجب أن تعيد حساباتها مع أنفسها , لآنه لا يوجد شعوب على وجه الآرض تقدس زعماءها بهذه الطريقة لدرجة أنهم أستحمرونا , حتى نعبدهم ليل نهار , والملفت للنظر أننا شعوب تتصف بتحمل الآسية والمهانة بدرجة كبيرة , ولا نفيق من كبوتنا إلا بعد فوات الآوان , فهذه الآلهة التى كنا نقدسها بالأمس هى نفسها التى دمرناها اليوم , وهى التى جنت على مقدرات الآمة منذ سنوات طوال , وبصراحة نحن شعوب يضرب بها المثل فى تحمل الصبر وتحمل العذاب الذى لاقيناه من الآلهة التى صنعناها بأيدينا , وإذا نظرنا الى مجريات الآمور فسوف نجد أنن نفس الشيئ مع أمريكا , أعجبنا بها وبتكنولوجيتها الحديثة الى درجة الآنبهار الى أننا أرتمينا فى حضنها , ووصل الآمر الى تأليه أمريكا هى الآخرى الى أن أصبح من المستحيل الفكاك من قيد وسيطرة أمريكا علينا , لآنها الأن الآله الآعظم الذى يحكم العالم الحر والغير حر .

نحن فعلنا ما فعله الآقدمون فى الجاهلية الآولى , هم صنعوا الآله بأيديهم وعبدوه , وعندما جاعوا أكلوه , فنحن كذلك صنعنا من الزعماء ألهة كى نمجدها لكن فى النهاية حطمناها بأيدينا , إن أسلوب التعظيم والتبجيل والمدح والانحناء للزعيم والنفخ والآطراء لكل من أتى لسدة الحكم , حنى شعر بأننا نقف أمامه كالأقذام , ننحنى ونسجد , يأكل من بلاد بره ويصله الآكل ساخنا من فرنسا , ونحن نقتات من بقاياه هو وعصابته , ويصلنا فتات خبز نسد به رمقنا , نتسارع بان نأخذ ما يتساقط من بقاياه لنأكله , إنها حقا أعجوبة الزمان , أن نرى الغربان يأكلون الهمبرجر والكافيار والشعب حيران وفقران , أين هى عدالة التوزيع التى تحدثوا عنها فى وسائل الاعلام أم هذا كلام للشهرة , يجب علينا ألا نمجد أى رئيس يأتى لنا فهو شخص مثلنا , نحن أخترناه بوازع من أنفسنا , وهو واحد من الشعب , كما أننا يجب أن نبعد عنه البطانة المخربة التى تفسد أى حاكم , لآنه يأتى للحكم وهو غير خبير بخبايا الآمور الى أن يظهر له زبانية جهنم يفسدوه علينا ويفسدوا حياتنا , ويجعلوا نهارنا ليل أسودا , كما أن الرئيس الذى سيأتى يجب أن يبعد عنه كل المفسدين حتى ينصلح حال البلد , ويكون رئيس رحيم بالشعب , عالم بأحوال الآمة من عذابات الماضى البغيض الذى أرق حياتنا حتى نكون راضون عنه ويحكم بضمير حى لصالح الشعب وليس لصالحه هو , إن تحمل مسؤولية شعب كامل لهو شيئ ليس بالسهل , إنما هى مسؤولية كبيرة لا يستطيع تحملها إلا الرجال الآوفياء الواضعين فى عقولهم هموم الوطن والمواطن , إن الرئيس القادم علينا يجب أن يسهر على راحة الرعية , وأن يضع مصلحة شعبه فوق كل أعتبار حتى ينصلح أمورنا وتصل الآمور الى بر الآمان .



#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشتاق إليك
- شاعر الثورة محمود درويش
- أمة تأكل وتصرف بسخاء
- الموت داخل الوطن
- الفكر التربوى فى العصر الحديث
- مشاكلى مع الجزار
- أنا والقبيلة
- إشكالية المرأة من منظور الفكر الدينى المتطرف
- حرام عليك
- على أبوابك يا بغداد
- البكاء على عصاية المطوع
- غفرانك ياسلمى
- أبتسامة الثعالب
- جحود الآبناء
- الآخوان فى الميدان
- عصاية المطوع
- الخوف وقبر أمى
- ليه يا أمى
- وضاع الحلم الجميل
- بكيت على قبر أمى


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - نحن نصنع إلاهنا بأيدينا