أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبيد ولد إميجن - موريتانيا تتعمد قمع زنوجها














المزيد.....

موريتانيا تتعمد قمع زنوجها


عبيد ولد إميجن
(Oubeid Imijine)


الحوار المتمدن-العدد: 3506 - 2011 / 10 / 4 - 18:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يبدو انه لا تكفي أعمال القتل والقمع و إشعال الحرائق ضد المواطنين الزنوج ومنشآتهم في كيهيدي و"مقامة"، والعاصمة، ولكن الظرفية المتأزمة فرضت على أنواكشوط توظيف ورقات إضافية قوامها "الكذب" و"النفاق"، لكي يبقي الموريتانيون بعامة في حالة من الشك والارتباك المشوبين بانعدام التوازن، وهي حالة كلاسيكية اعتادها السود الذين اكتووا عقودا بنظام عرقي لا يجيد غير
التمييز بين مواطنيه، ولعل الناس هنا قد تآلفت مع مظاهر أفعال التفضيل، أيضا، بعد رددت الفئة المتثاقفة كثيرا أن "العنصر كذا أفضل وأكرم وأعلم من كل السود بموريتانيا"، حتى صار البعض يتشدق بقياسات للوطنية فيقول لك "فلان أو علان أكثر أو اقل وطنية من غيره من الزنوج"، وما أحوج العالم إلى مثل هذا القياس المجرب بشكل سافر في موريتانيا دون غيرها !!.

إن الرهانات الشعبوية للنخبة العرب-بربرية الحاكمة تحمل في طياتها مزيجا غير متوازن يجمع ما بين الخطابات الديماغوجية التي لاتسمن ولا تغني من جوع –كما يقال- وعلامات الحيرة والخداع، كما هو واضح من كلمة "المفعول به" البارحة حيث حذر جماهير ولاية "كوركل" المنتفضة ضد عنصرية "الإحصاء" من زيادة جرعات أعمال التنكيل والقمع على أيدي المصالح الأمنية لوزارته..، ولكن أحدا لم يصفق ومر الخطاب دون أن يثير أدنى حماس في الصحافة..، ببساطة لأنه يكذب أفضل من "غوبلز" و"الصحاف" و"شاكير" ليبيا.
لقد أحاطت السلطة السياسية والعسكرية والبوليسية –ومنذ التأسيس- نفسها بمثل أولئك الندماء المتلونون، من أجل تبرير سياساتها العنصرية و الإقصائية، كمثال، نذكر، الهوية الجمعية للمجتمع والدولة الميالة إلى الانتساب الوهمي للعالم العربي، كما قد تلعب تلك النخبة أدورا إضافية للذود عن السلطة حين تقمع الزنوج ولحراطين، كما يحصل عادة مع مناهضي الرق ، هذا فضلا عن ترويج خطابات، رجالات السلطة، كما رأينا في حالتي قطع أو تطبيع العلاقات مع "دولة إسرائيل"..، الأمر الذي انخرط فيه رجال أعمال ومثقفون غير قليلون تحت مبررات مختلفة، تارة قبلية، و أخرى تجارية وثالثة عنصرية، وهكذا.
أما إذا حاولنا إمعان النظــر في مجمل المحطات السابقة لاكتشفنا دون كبير عناء أن السلطة إنما ترمي من وراء سعيها الحثيث إلى تثبيت قيادة "البيظان" المزعومة للمجتمع والدولة، حتى لو تطلب ذلك الشروع في جرائم إبادة جماعية للزنوج، كما حصل خلال العقد الأخير من القرن العشرين..، أو كما يتضح من موقفها من الإحصاء الــ"بيومتري" المثير للريبة والجدل، إن كل ذلك يندرج في إطار اختبارات ماحقة ومهددة للوحدة والانسجام الاجتماعيين.
و لم تستوعب المجموعة أن للصبر حدود وأنه هنالك أمور أسوء من اللعب بحذر، أقله التشكيك في وجود ما يناهز الــ30 بالمائة من سكان موريتانيا، عبر المزيد من التدبير السيئ لمكونات اجتماعية يصح فيها وصف الصحفي الأمريكي "توماس فريدمان" بأنها "سريعة الاشتعال".
إن تنظيم "لا تلمس جنسيتي" يعكس بجلاء مستوى التذمر في صفوف كل المجتمعات المظلومة بموريتانيا، ويبدو فعلا، أن الأمور لم تعد تطاق، مصداقا لما صح عن النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم حين قال : "إتق شر الحليم إذا غضب"، والغضب على ضعف أداء حكومة، تحتمي بالتجار لا يمنع من اندلاع حرب أهلية، بل يسرع فيها !!.
وبالفعل فقد أوكلت الأجهزة الأمنية الأمور إلى "التجار" وعملت على تسليحهم من أجل الهجوم على متظاهرين مسالمين، وكأن التعزيزات الأمنية القادمة من (الترارزة) و(لبراكنة) و(انواكشوط) لا تكفي لكبح جماح عشرات الفتيان الرافضين..، إن في الأمر ما يريب!!
أليس من حقنا أن نعرف حجم ونوعية الأسلحة التي يملكها أولئك التجار، بعد أن قال السكان أن بعض التجار متورط في تجارة السلاح لصالح متمردين أفارقة بدول الجوار، كجبهة كازامانس بالسنغال، مثلا، أليس من حقنا أن نعرف الحقيقة كاملة فيما يتعلق بالاسلحة المكدسة في مخازن القيادات القبلية والحضرية، ولماذا نشاهد في مواسم "الرماية" أن "الرماة" كلهم من فئة واحدة ؟ وأخيرا ألا يمكننا أن نجزم أنه بقوة السلاح يكون أولئك "الرماة" بالفعل هم من يحكم الدولة والمجتمع؟، وغيرهم إما خدم أو حشم !!.
لقد رفع الغطاء في "كيهيدي" و"مقامة" عن نوايا "الشر" و مسارات "الفتنة"، ولم يعد هنالك من حرج في الجهر بالسوء من القول، بعد أن أظهر التعاطي الأمني عن قدرة فائقة للانجرار وراء المزيد من الجرائم بحق المواطنين الزنوج الأبرياء، لا لشيء سوى أنهم ولدوا زنوجا يتكلمون لغة "الوالو والو" ويلتحفون السواد.
لقد أصيبت الطغمة العسكرية الحاكمة في موريتانيا، بالهلع الشديد، على الضفة اليمنى لنهر السنغال، بعد أن أدركت أنها إنحدرت في ذلك المستنقع الأسن، وعاملت سكان المنطقة بكل وحشية، لدرجة أن "لمين مانغان" سقط بالأمس الثلاثاء 27 سبتمبر شهيدا، بفعل طلق ناري من يد دركي متعطش لإراقة دماء الزنوج العزل والمطالبين بحقوقهم السياسية والمدنية المشروعة عبر وسائل ديمقراطية ، حضارية وسلمية..، إن استنجاد الوالي "أحمدو ولد الشيخ الحضرمي" بالوجهاء والشخصيات الدينية بالولاية، وبنائب وسيناتور المقاطعة على التوالي، "عيشة منت أنويص" و"كان اوسمان سانكوت" يكشف عن وضع غير مريح، ولا تحسد عليه الإدارة الجهوية، بعد أن أدركت أن انتفاضة الأهالي في الجنوب، لم يعد بإمكان النظام احتواؤها بالطرق الأمنية ولا بسياسة الترغيب أو الترهيب..،
لقد أخرج "فتيان الضفة" الأمور عن السيطرة الأمنية لأكثر من أسبوع، وأغلق مركز تقييد السكان أبوابه، لمدة أسبوع، و شرعت الدولة في إعلان حالة الطوارئ على كامل مناطق الضفة، فلماذا لا يعجل اصحاب المظالم وضحايا النبذ الطبقي بالتلاحم، من أجل تدشين ثورة شعبية ماحقة، قد تكون بعدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية قادرة على توفير الملاذ لمن أساء تقدير الأمور على حافة المحيط الأطلنطي!!.



#عبيد_ولد_إميجن (هاشتاغ)       Oubeid_Imijine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية على الطريقة الموريتانية
- عودة المنسيين
- تبديد الشكوك .. الحلقة الثالثة والأخيرة
- الغضب المشروع . . . والصمت المرفوض الجزء الاول
- هل نقبل مجلس حقوق الإنسان كحكم بين العبيد وأسيادهم بموريتاني ...
- توسلات المستمعين لم تشفع في استمرارية إذاعة المواطنة
- النشيد الوطني الموريتاني بين إملاءات الماضي ومواكبة التجديد


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبيد ولد إميجن - موريتانيا تتعمد قمع زنوجها