أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طيب تيزيني - موقف أوباما: هذا ما يغضبنا














المزيد.....

موقف أوباما: هذا ما يغضبنا


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3506 - 2011 / 10 / 4 - 08:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


جاءت كلمة أوباما حول الموقف من إسرائيل ومن الفلسطينيين مدوية، حيث أعلن أنه لن يغير موقفه من الأولى، فهو يعترف بإسرائيل بكيفية قطعية. وكان الرئيس نفسه قد هدَّد باستخدام "الفيتو" على الطلب، الذي يقدمه الرئيس الفلسطيني والذي يطالب فيه بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة من قِبل إسرائيل. لماذا هذا الموقف من قبِل رئيس الولايات المتحدة، الذي وصل إلى سُدة الحكم بمساعدة أصوات مجموعات ليست ضئيلة من الناخبين الأميركيين، الذين يطمحون إلى تأسيس مجتمع أميركي يتحقق فيه أمران اثنان حاسمان. أما أولهما فيتمثل في الحرية، حرية الولايات المتحدة نفسها ومن ثم حرية اختيار مصيرها والعيش بمقتضاه. وهذا هو ما يعلن حق تقرير المصير، مصير كل الشعوب، من دون تدخل من هنا أو هناك. بل إن هذا الحق يظل أو يجب أن يظل مُصاناً في العصر العولمي الجديد، رغم النزوع العولمي إلى توحيد العالم على أساس هيمنة "الرأس القطبي المالي". ويبرز الأمر الثاني ويقوم على إيجاد حدود أولية ضرورية لمبدأ العدل في توزيع السلطة والثروة.

والحق، إن ظهور أوباما قبل بضع سنوات أحدث حالة من التفاؤل والأمل لدى أطياف من الوسط والقاع الأميركيين، ولدى أوساط أخرى في العالم، ولكنّ ما أتى في أعقاب ذلك لم يجلب معه شيئاً يُذكر.

فلقد ظلت الولايات المتحدة أسيرة العلاقات مع إسرائيل أولاً، وتحت قبضة الشركات الرأسمالية الكبرى التي تشارك المواطنين الأميركيين خبزهم وتعليمهم وصحة أبنائهم. وكان ذلك يعلن عن نفسه بصراحة تامة، حيث يُفعل المسألة الأولى على حساب شعب فلسطين وأرضه، التي تمثل حاضنة تاريخية، ومُعلناً أن الحرية لا تمثل مبدأ عاماً مُلزماً لكل شعوب الأرض، بل هي حالة تخص شعباً دون آخر. أما ما يتصل بالمسألة الثانية المتعلقة بالعدل، فنجد أن الأزمة الاقتصادية الأخيرة، التي ألمّت بالولايات المتحدة عام 2008، قد أحدثت شرخاً عميقاً في المجتمع الأميركي، دون وجود من يقدم له العون، حتى "الدولة الوطنية" التي اعتُبرت، بدرجة ما، "الدولة الرؤوم والراعية".

نحن هنا، لا نرفض الاعتراف بوجود مُعيقات كبرى وصغرى تقف أمام أوباما الرئيس، فهنالك نظام اقتصادي وسياسي وعسكري يمثل الحضور الأقوى في الولايات المتحدة، وليس للرئيس دور في اقتلاع ذلك النظام. إنما الذي لا يجوز تجاوزه هو تلك المساحة التي يستطيع الرئيس وطواقمه توظيفها في الحقلين المذكورين هنا. ولعلنا نبقى الآن في الحقل المتصل بقضية فلسطين وبالمبدأ الدولي الخاص بحق الشعب في تقرير مصائرها الوطنية السيادية. ولقد سبق أن تحدث واحد من كبار الفلاسفة والمفكرين الغربيين عن ذلك، وهو إيمانويل كانط (من القرن التاسع عشر).

لقد أعلن "كانط"، أن ثمة مبدأ يقوم على ضبط العلاقات بين الدول، وهو، أي المبدأ، لا يُلغى بحكم التقادم. وهو احترام البشر والمجتمعات التي يعيشون فيها. ومن ثم، مَن يخترق ذلك المبدأ، يغدو "خارجاً" على القانون" الدولي والمحلي، في آن واحد. ونحن هنا لا يغيب عنا ما حدث من تطورات هائلة ظهرت على صعيد العالم، بعد عمر بن الخطاب داعية الحرية الفطرية، وبعد "كانط" في ضبطه للعلاقات بين الدول والمجتمعات على أساس من الندية. ولكننا نتساءل عما إذا كانت تلك التطورت كفيلة بإسقاط مفهوم "الحق الإنساني"، خصوصاً بعد أن نكون رأينا ما تفعله إسرائيل وغيرها: الاستيطان القسري الاجرامي، وتهجير الأطفال! إن هذا يُغضبنا أيها الرئيس أوباما، بل إن واجب الدفاع عن كرامة البشر يمتد إلى حيث يقود إلى الحرية وإلى تفكيك الطغيان.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة الوسطى والانتفاضات
- الأيديولوجيا : المواقف والمعارف
- الحروب والمنظومات الأخلاقية
- الدولة المدنية والإسلاميون
- المسار التاريخي العربي
- الإصلاح والسلاح
- الاستبداد والوعي التاريخي
- كلمات في عمل جدير بالقراءة


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طيب تيزيني - موقف أوباما: هذا ما يغضبنا