أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - ستة أيام لاختراع قرية لعلي عباس خفيف















المزيد.....

ستة أيام لاختراع قرية لعلي عباس خفيف


سعيد حاشوش

الحوار المتمدن-العدد: 3505 - 2011 / 10 / 3 - 14:57
المحور: الادب والفن
    


(الخرافة هي التأريخ الذي يصنعه ويكتبه الفقراء)ص78

قال القديس اوغسطيس أنا اعرف ماهي الأسطورة لكني لا اعرف الإجابة وأنا مثله تماما على الرغم من جهود بذلتها لأكثر من ثلاثين عام واعتقد أن بحثي الموسوم الأسطورة والقصص الحديث يثبت أهمية الجهود المبذولة ويمكننا وضع تعريف لها أحادي النظرة تبعا للمدخل الأدبي الذي ألجه لفهم الوجود الإنساني ، الأسطورة هي مجموعة الطقوس والشعائر الدينية التي تجسد ديانة الإنسان في طفولة تاريخيه الطويل وتتضمن انساقا مثل الخرافة والحكاية الشعبية واللغة والتأريخ .... الخ ، ويصمم دير فون لاين في كتابه الحكاية الخرافية على أن الخرافة حكاية لا يشترط التصديق والإيمان بها خلاف الأسطورة وهذا يقودنا إلى ماهية الوعي الاسطوري والأنساق المتداخلة معها مثل التأريخ والدين والسحر...الخ مما يجعلنا وهذا ما يتيح لنا التحدث عن أنماط وعي اسطورية فرعية في إطار الوعي الاسطوري العام.
ويكمن سر بحثي الطويل في ثيمات الأدب وتناصها في اللاشعور الجمعي في جنوب العراق لطبيعة الجنوب الجغرافية والتمازج الحضاري بسبب الغزو المستمر أو التقارب أو التجاور من حضارات أخرى كما إن للبنية الاجتماعية والاقتصادية الدور الأكبر في ترسب الوعي الاسطوري في كل فرد منا دون أن يعلم ، أن جنوب العراق أخصب ارض للأساطير والأديان والفلسفات والتمرد والثورات ويكفينا القول إن أعظم ثورتين طبقيتين في تأريخ البشرية انطلقتا من الجنوب أولهما ثورة اوتوحيكال السومري وهي أول ثورة شعبية في تأريخ الإنسانية اتسعت تحت سلطة المعتقدات الأسطورية وما تتيحه الأساطير وهي ديانة الأولين من تمرد طبقي أما الثانية هي ثورة الزنج تحت التمرد الديني الإسلامي ( ألتشيعي ) على الإقطاع ودولة بني العباس .... ونختصر ما قاله الفيلسوف هايدجر ( إن الأسطورة تمنح الإنسان الطمأنينة إزاء الموت الذي يواجهه كإنسان لان الفرد لايواجه الموت بوصفه فردا وإنما باعتباره ينتمي الى إنسانية محكومة بالموت وهذه ثيمة ملحمة كلكامش ، الأسطورة بالنسبة لهايدجر تنتشل الإنسان من عدمية رهيبة .
أما كارل غوستاف يونج رأى أن ( أن المجتمع الذي يفقد أساطيره ، بدائيا كان أم متحضرا يعاني كارثة أخلاقية روحية ) لاعتقاد يونج أن الأسطورة تجليا من تجليات ( اللاوعي الجماعي ) الذي تشترك فيه المجتمعات الإنسانية كلها على الرغم من تمايزها في الخصائص الدينية ، وقد اثبت كلود ليفي شتراوس ومن بعده جاك دريدا إن العقل الإنساني أينما وجد وحتى لو كان المجتمع في مكان مهمل لا يوجد فرق أو اختلاف في نوعيته سواء كان بدائيا أو متحضرا وإنما الاختلاف في الاستجابة لمعطيات المؤثرات الطبيعية والاجتماعية عليها اعتمادا على تراكم التجربة الإنسانية . وحسب نظرية فرويد ان الوعي الأسطوري يتجلى في أحلام المجموعة ( الكوابيس والأحلام الليلية للسارد ناصر قوطي في الرواية )
إذن علينا أن نكتشف الطاقات الخزينة في بنية هذا الوعي .. إنها رحلة الطريق المعتم للحقيقة ، ولعل المقدمة التي وضعها الناشر لرواية ستة أيام هي ( لو قدّر لشخص أن يرفع العراق كقطعة سليمة من الخزف الصيني وقلبه رأسا على عقب لوجده خرافة ) هذه الكلمة لتوبي دوج في كتابه ( اختراع العراق ) وهو يتحدث عن الاستعمار بمختلف أشكاله وقد أهدى الكاتب رواية بكلمة واحدة هي ( للعراق).
أن مقدمتي الطويلة للولوج إلى عالم هذه الرواية هي في الحقيقة الثيمة الخفية أو التأويل الاولي الذي تحدثه القراءة الأولى ولتعدد أصوات السرد والمؤلف الضمني والراوي والمروي له وكذلك الوثائق والشواخص التاريخية ومفكرة الأحلام والأحداث التاريخية .
أول الساردين هو الكاتب نفسه ومن ثم ناصر قوطي الذي تم اختياره من بين الكتاب لتمرد هذا القاص والفنان على أساليب السرد وعلى الواقع واختراقه للكثير من التقاليد والأعراف ولأنه يكثر المكوث على ضفاف شط العرب وليس في المشغل السردي حسب قول السارد
يقول ناصر قوطي في الرواية ( ان كاظم مظلوم نجم فاجأه في المقهى بمفكرة الاحلام ) ( وكنت اعرف انه وضع بين يدي حقيقة الاحلام والواقع على حد سواء )ص19.
ولانها خرافة وحسب المقدمة ان الخرافة لا تقبل اليقين وانما الشك وهذا مادفع ناصر قوطي للبحث عن اليقين بالسفر الى بقايا تلك القرية وتفحص تأريخ المنطقة، ونكشتف من خلال البحث ان الاديان والاساطير تشكل اللاشعور الجمعي او ما يطلق عليه في علم النفس ( اللاوعي الجماعي ) وهو في حقيقته وعيا جماعيا لم يعلن عنه ومثال ذلك ان كل مقدس في العهود الغابرة ظل مقدسا في الفترات الزمنية التي توالت عليه ويتجلى ذلك التقديس بالخوف من الاشباح او الجن في مقابر الموتى العائدة لعصور سحيقة أو ان العامة وبسبب ضغط الدولة العباسية وبعدها الدولة العثمانية تمكنوا من الاحتفاظ (بقبر الامام ابراهيم في ( تل دهيجة ) كان ارض المعركة التي قادها "ابراهيم الامام "ضد جيش ابي جعفر المنصور حين ثار ابراهيم مساندا لثورة اخيه محمد النفس الزكية الذي اعلن الثورة في المدينة المنورة وقد قضى عيسى بن موسى قائد جيش العباسيين على تلك الثورة وقتل ابراهيم فدفنت اجساد الثوار تحت تراب الايام فوق تل ودهيجة ) ص45.
( وناصر قوطي هو الذي كشف عن قبر ابراهيم الامام الذي بناه اهل باخمرا قبل مئات الاعوام وتحول بسبب الحروب والاهمال الى مجرد خربة ثم بدأ الناس يطلقون عليها قبر ابراهيم الخليل وهو المقام الذي تحول بأذهان الناس فيما بعد ... الى خطوة صاحب الزمان على تل المكرن )ص108.
الخوف من السلطة وتقديس العدالة هذه الازدواجية هي المحرك الخفي للرواية حينها يتساءل الصبي بريس والذي تكتب الرواية على مذكراته ( هل تستطيع حكاية ان تقول كل شيء ) ص25.
ونحن مع الصبي لا يمكن لحكاية او الاف الكتب ان تقول كل شيء عن التأريخ المخفي للمضطهدين ،الحكاية تطرح اسئلة وليس مهمتها الاجابة ان الاماكن المهملة تنصهر فيها الاساطير والخرافات وكذلك الاديان السماوية لتظهر بموروث ديني لا يمكن استيعابه وحسب تصريح الكاتب علي عباس خفيف لوكالة اصوات العراق (المكان المهمل او المهمش في حقيقته تأريخاً زاخراً بالحياة ،حياة استعارت نسيج خرافة العالم،خرافة الوجود كما لو انها تحيا في عالم ظني)
(وكان الصبي بريس قد تحدث في اوراقة ،وكذلك كاظم مظلوم نجم في الكوابيس التي ينصب فيها ناصر قوطي الى مشنقة معلقة فوق فضاء النهر عن عبادة وثنية سرية ،كان اهل القرية يؤمنون بها،تحت طائلة الخوف وتقليد الحدود،من دون ان يشعروا ان تلك عبادة وثنية ،فقد كانت طقوس الولادة تشبه طقوس الموت، وهي مثلها مليئة بالحزن بسبب سلطان الصقر)ص 45
ويقدس السروجي لانه راهب مسيحي (مؤسس قرية سنحة) له من طيبة القلب والكرامات وقدرات وثنية في النمو والخصب حين يتجول في الاراضي من الصباح للمساء، ومن هذا الخلط اللاواعي يتكون عقل الانسان الجنوبي حتى و ان ابى ذلك،على سبيل المثال ان نزول الاله تموز في الشهر الثالث في الحضارات القديمة (بل هو الشهر الثالث في التقويم البابلي)
ويعد عيداً بابلياً وبعد ذلك تحول في نينوى وتحت تأثير الحضارة الاشورية والديانة المسيحية الى عيد القديس مار جورجيس اما في الجنوب فأنه عيد (الياس) وتحت تأثير الديانة الزرادشنية ومن بعدها المانوية وعلاقة النور(اشعال النيران) بالنمو في الربيع لان زرادشت يعيش في النور اما اهيرمن نبي الشر يعيش في الظلام وهنا يجب التركيز على انه اله الخير يعيش في النور (اذا عرفنا ان الديانة اليزيدية قائمة على هذا المبدأ )وبالتالي صار عيداً للشجرة (يطلق عليه في شمال العراق وايران بعيد كاوه الحداد)
او النبي الخضر الذي ورد في ملحمة كلكامش حين التقاه في الطريق او في التوراة في القصة المعروفة حين تبع النبي موسى الخضر دون ان يحق له السؤال او في القرآن الكريم (جاء رجل من أقصى المدينة يسعى) سورة يس كل ذلك يحدث في الربيع ولهذا السبب كان والدي يملأن الخصاص كل ذلك يحدث في الربيع بسعف النخيل الاخضر وأغصان الصفصفاف اما الباب يكلل باوراق الياس والخس في ستينات القرن الماضي،ان قرى جنوب العراق هي اكبر خزين تراثي لديانات واساطير وخرافات الحضارات ،وقد يكون (تل المكرن) وتل (الدهدار) هما ليس مقابراً للاحياء وانما مقابر اللاوعي الجمعي (هذا الوعي تكمن مقبرته الحقيقية اسفل الدماغ حسب نظرية فرويد وكذلك يونج)
(اعرف من تلك التلال سبعة عشر تلاً) (بقايا الاديرة والقلاع المنسية ومنازل المهزومين) ص35 ويعني السارد بكلمة المهزومين ممن هدم الجيش العباسي بيوتهم ودفنها على شكل ركام وما زلنا نسمي هذه التلال بكلمة (كوت) وما زال اعتقادنا الشعبي ان كل كوت تسكنه الاشباح.
الخرافة في هذه الرواية هي تأريخ حقيقي حيث ينقل السارد عن كتاب(علي بن ناصر الحويزي)ان اسرة (افراسياب بن احمد) اول اسرة عراقية تتمكن من تحطيم سلطة العثمانين عام 1616م في هذه المنطقة لكن ناصر قوطي (البطل الواقعي المفترض الوحيد في الرواية)(من ذلك كله كان اعتقاد ناصر قوطي ثابتاً ان التلال مفتعلة وتخفي اسرار التاريخ (ص36) قد يبدو قول ناصر قوطي متناقضاً والتناقض هنا سر الابداع في هذه الرواية التي استعارت الطابع اليوليسي في التحقيق والتفتيش وهذه نقطة التقاء اخرى مع رواية ضياء الجبيلي (حيث صدرت الروايتان في كتاب واحد) وليس تحدث الموتى بعد موتهم، ان ناصر قوطي وعلي عباس خفيف ومرتضى كزار وضياء الجميلي هم(شياطين السرد الكبار) ويقول ناصر قوطي (لقد عاشت هذه القرية قروناً كقبر ،او كشيء خرج من الكوابيس او انبثق عن المستقبل)ص36 (وقال انه لم يكتب ذلك ولا يدري
أكان ذلك في أحاديث كاظم مظلوم نجم ؟ ام انه هو الذي اخترعه )؟ص36
والحبكة الروائية يكمن سرها في هذه الوحدة القصصية الصغرى وهو ( يحكي عيون المواليد الجدد التي كانت تقدم اضاحي لصقر يحكم حياة قرية (بيت سنحة) ويصف لي الرعب ، مفترضا ان هذا كان نوعا من العبادة ، لا يدري احد كيف تمكنت من حياة الناس واصبحت طقوسها مقدسة طيلة تلك السنين ) ص44 ( لكن اهل القرية مع كل ولادة ، كانوا يقيمون مراسيم دفن رمزية ) ص44 وفي بداية الرواية يذكر السارد الاول علي عباس خفيف عدد العميان والعوران ليذكرنا بكتاب ماركوز الانسان ذو البعد الواحد او العين الواحدة عند هوميروس في الالياذة .. عين السكلوب لانها وحيدة حاقدة اما في هذه الرواية يؤكد القاص ان الانسان المهمل والمهمش والخاضع لطقوس الرعب ينظر للحياة بعين واحدة او هو اعمى في حقيقته بسبب ايمانه الاعمى ومن هذه الاسطر يبدأ فن القص الخفي ( وكان الصبي (بريس ) قد تحدث في اوراقه وكذلك كاظم مظلوم نجم ( الشبح الذي يوقظ الوعي الجماعي ـ الكاتب ) في الكوابيس التي يذهب فيها ناصر قوطي الى مشنقة معلقة فوق قٌضاء النهر عن عبادة وثنية سرية ) فقد كانت طقوس العبادة تشبه طقوس الموت ..... بسبب سلطان الصقر ، وخشي ناصر قوطي ان يذكر ذلك وتحداه الصبي فيما بعد ( حينما يزوره في الليل على شكل شبح ـ الكاتب)
لماذا لا تكتب الوثنية ؟
وكان ناصر قوطي يخشى تدنيس هذا العالم لانها عبادة اخرى )ص45 وعند ظهور الرجل صاحب عين الذئب بهراوته غاب الصقر عن سماء القرية لتحل محله الهراوة القاتلة وهي مرحلة اكثر تطورا في اسلوب القتل بعد مرحلة قتل الوعي اما الهراوة تجسد القتل المباشر وليس ذلك الموت البطيء الذي تورثه المعتقدات العوراء ، تمثل الهراوة الحد الفاصل بين استعمار قديم وآخر جديد يؤدي في النهاية لقتل المتمردين وهروب الناس من بيت سنحة.
ويمثل الرجل عين الذئب الطابور الخامس للاستعمار وعلاقته السرية بالغني (حجي صكبان) ومن ثم بالانكليز وقتل كل من يتمرد على سلطة الهراوة ( وفي الحقيقة، طيلة تلك السنوات لم نكن ندري اننا عبيد ذلك الخوف ولقد عرفت يومها ان ابي كان قادرا على التمرد ..... لانه عقب على كلام حجي صكبان حين قال له ... حين قال انه صقر مبارك فخرجت هذه الكلمات مثل عواء )ص53
وحين يتمرد اهل القرية على الغريب صاحب الهراوة وبعد ان يكشف ابو بريس خطة الرجال بنية حسنة يتمكن الغريب وحجي صكبان من تهشيم رؤوس المتمردين .
عبر قرون تمكن الاحتلال العثماني ان يستمر بعد ان عمي الناس واعوروا ولم يتمكنوا من رؤية الحقيقة ولهذا السبب يسمى هذا الاحتلال بالفترة المظلمة.
ويقول المؤلف علي عباس خفيف لناصر قوطي ( هل هذه الحكايات لكي تؤكد نكايتك بالتأريخ ـ فسر لي التأريخ وفسر لي الخرافة )ص77
وبعد مجيء الرجل الغريب الذي لقبوه بالتنديل قال لابي بريس ( انه باقي معنا حتى الموت ) تعبيرا عن الاستعمار الخفي ( الاستعمار الاقتصادي والمؤسساتي ) ( فقد كان الموت في كل مكان ) ص96و(بدأ الناس يموتون فجأة وعلى عجل من دون ان تهشم رؤوسهم الهراوة ) ص100 ( لان التنديل وحجي صكبان حليفان ) ص101 وحين يتحدث السارد عن الموت السريع ندرك انه يتحدث عن ثمانينيات القرن الماضي وفترة ما بعد 2003.
انها رواية عن الفقراء الاحياء الاموات ( حيث يعيش هناك الأحياء والاموات معا ويتبادلون الاحاديث والزيارات )ص79.
وتروي المرأة العجوز وهي آخر الساردين لناصر قوطي عن قرية سنحة ( يستأنسون بصحبة موتاهم في القبور )ص106
وعلى الرغم من هفوة صغيرة وقع فيها كل كتاب البصرة وهي الجهل بعالم النبات والطبيعة وهذا اغتراب من نوع خفي بعد ان كانت البصرةام السواد ( ولم نذهب ذلك اليوم لجمع النبق من تحت شجرة السدر ايضا) ص43 وكان هذا اليوم الاول ـ الجمعة ـ 23/6/1921 وهو اول الايام الستة التي دونها ناصر قوطي والكبوة هنا عدم وجود النبق في 23/ 6 لان هذه الثمرة تنضج آخر أنواعها في بداية الشهر الرابع .
والحقيقة ان ستة ايام ليست لاختراع قرية وانما لاختراع مقبرة جماعية ، انها رواية عن تأريخ الموت في جنوب العراق وبجدارة تعتبر مجسدة لسرديات ما بعد الحداثة ، حيث الحكاية الشعبية والحبكة الرواية والتقرير التأريخي وقد جعل الكاتب من نفسه راويا ومروى له وجعل من ناصر قوطي راويا ويروى له عن طريق وثيقة مشوهة هي اوراق الصبي بريس وحتى رسوم الطفل هي وثائق يكون ناصر قوطي منها حكايات وقد يأتيه شبح الصبي نفسه او شبح كاظم مظلوم نجم او عباس ميسر او العجوز بل ان الاشباح احدهم يروي للاخر فصار الجميع راويا ومروى له وهذا سر عبقرية علي عباس خفيف الذي اعتمد الخرافة والتأريخ الحقيقي والتقريرية في الصفحتين 70 الى 72 والتأثيث الزمني لسرد وقائع ماتت مع اصحابها وتحول قرية سنحة الى مستنقعات وتلال وكأن القرية انبثقت من المستحيل وعادت اليه اشبه بقرية ماكوندو ماركيز .
في النهاية تمكن علي عباس خفيف من اضافة رواية لتأريخ الرواية المعاصرة في البصرة ولكن مادام الموتى هم الذين يسردون الاحداث والاحياء يدونون فأن هذه الرواية تحتاج ويشكل ملح لمقالات اخرى.



#سعيد_حاشوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معرض الفنان عبد الرزاق سوادي .....الفطرة الفنية
- قراءة في المختارة لجمان حلاوي ....عاصمة الزنج
- المختارة
- ازاحة الاقنعة
- عبد الحليم مهودر في ظل استثنائي... مدينة الانهار
- قراءة في مجموعة (اللوحة) القصصية لمجيد جاسم العلي
- ادباء بصريون : (شواهد الاشياء لباسم الشريف... شواهد الماء)
- (أصوات أجنحة جيم ) لجابر خليفة جابر....رفيف الأجنحة الراحلة
- كتاب ( طريدون ) القصصي ...رواية حديثة
- قراءة في مجموعة علاء شاكر رجل في عقل ذبابة : تطويع اللغة ومر ...
- لاأحد يشبه المسيح
- أدباء بصريون.... ناصر قوطي .. العمق المنفرد
- ادباء بصريون...عبد الحسين العامر في مرزوك ...الإيقاعات الضائ ...
- أدباء بصريون...حارس المزرعة لنبيل جميل .... عبثية الإنسان ال ...
- أنفلونزا الصمت..للقطراني قصص قصيرة جدا
- أدباء بصريون ... لعنة ماركيز لضياء الجبيلي .. رواية عجائبية
- أدباء بصريون... قراءة في رواية - علي عباس خفيف - (عندما خرجت ...
- أدباء بصريون .... محمد خضير بين التشيؤ والمثيولوجيا
- مكنسة الجنة لمرتضى ﮔزار...رواية ذاتية التوالد
- رصد مدفعي


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حاشوش - ستة أيام لاختراع قرية لعلي عباس خفيف