أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - من اسباب ازمة الثقافة العربية















المزيد.....

من اسباب ازمة الثقافة العربية


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3505 - 2011 / 10 / 3 - 12:25
المحور: المجتمع المدني
    


المعلومات المخزنة في راس الانسان هي معلومات مركبة ومبنية بناء على شاكلة البناء الحجري اذ يوجد له اسس واركان وجدران وقواطع ومداخل وفتحات وشبابيك وساحة وسقف وارضية
ومواد بنائه من الطوب الصغير والكبير مختلف الاشكال والاحجام والالوان والانواع والكثافة والكتلة والصلادة وطينة بنائه ايضا مختلفة بالشكل والتركيبة والنوع والكثافة واللون
اذن الفكرة الواردة من الدماغ تكون بماثبة مادة خام سواء قطعة من الطوب او كتلة من الطين او قطعة من اي عنصر يستعمل في البناء الفكري فتركب هذه القطعة المستوردة لموقع العمل في الدماغ بعد معالجتها لتهيئتها للتركيب في هذا المبني ذو الخصوصية الشكلية والنوعية اذ ان الدماغ لا يدخل الفكرة الواردة له كما هي على علاتها الى بنائه الفكري دون ملاءمتها وتهيئتها بتنقيحها وتصفيتها وتشذيبها وحذف الغير ملائم للمكان منها واضافة بعض التعديلات عليها بحدود المحافظة على جوهرها واصلها ثم بعدها ينقلها للموقع المهيأ لها في البناء الفكري لتصبح جزءا تركيبيا من البناء فتفقد خاصيتها الفردية الخامية لتاخذ سياقا آخر غير السياق اللذي استوردت منه واذا مارغب شخص ما النظر اليها والتعرف عليها واكتشافها وفهمها عليه ان ينظر اليها وهي مركبة في بنائها وضمن سياقها وان اراد ان ينظر اليها بشكلها المجرد بخصوصيتها الخامية الاصلية هناك صور لحالتها حيث كانت وتاريخ لوضعيتها في كل مراحل نقلها وسياقاتها واماكن تعديلها وتركيبها وتصنيعها بمعنى ان لهذه الفكرة سيرة ذاتية تشرح كل مراحل نقلها وتطورها واماكنها ومصادرها وحالاتها
عندما اطرح موضوعا ما كان اكتب مقال او القي محاضرة يكون الطرح بحالتين اما ان يحتوي الطرح افكارا خام كما هي من مصدرها فاعرضها واسوقها للاستهلاك والتعرف وتكون منفصلة معلبة ومغلفة بطريقتي غير مركبة ضمن بنائي الفكري واما ان اعرض لها صورا واوصافا مع سيرتها الذاتية دون نزعها من البناء الفكري خاصتي للنظر اليها والتعرف عليها في سياقها الجديد ووضعها وحالتها وهيئتها الجديدة في بنائي الفكري خاصتي
في الحالة الاولى يجب علي ان اذكر مصدر المعلومة او الفكرة وطريقة انتقالها الي وطريقة الحصول عليها وتاريخ صدرورها وانتاجها ومدى صلاحيتها ومكان استعمالها وضرورتها ولزومها وجدواها وفائدتها وللمتلقى القارىء او السامع او المشاهد الحق في طرح اي سؤال عن هذه الخصائص ومن الواجب علي ان اجيب على كل تساؤلاته خصوصا عن المصدر للمعلومة او الفكرة
اما في الحالة الثانية كون الفكرة او المعلومة اصبحت موجودة في سياق مختلف عن مصدرها ووضعية مختلفة فلا يحق للمتلقي السؤال عن مصدرها كوني انا اصبحت مصدرها لانه ان اخرجت من سياقها فسدت وفقدت قيمتها وعلى المتلقي ان يفهم هذا الشيء فيكون من السخف والجهالة والاستخفاف والاستهتار السؤال عن مصدر المعلومة دون فهمها اولا هل هي مقدمة في سياقها ام مقدمة مجردة منفصلة كما هي خام بالاصل ؟
ثم انني كمصدر يطرح المعلومة اطرحها بمستوى فكري وفلسفي ومنطقي احدده انا وليس خاضع لمستوى يحدده المقابل تبعا لفهمه وهواه ومزاجه ومستوى وعيه واستيعابه فان كان الطرح اعلى من مستواه عليه هو ان يرتقي الى مستوى المعلومة لا ان يستخف بها ويتستهتر بطرح اسئلة حول مصدر المعلومة وكيف ولماذا وغيرها من اسئلة التبخيس والتقليل من قيمة الطرح وهنا ندخل في باب آداب القراءة والاستماع
البناء الفكري خاصتي تدخل به كل الافكار اللتي استقيتها خلال حياتي منذ ميلادي والى اليوم هذا طوال عمري اللذي انقضى بوعيي او بتغيبي عن الوعي لان العقل الباطن يخزن المعلومات المحيطة بالانسان اذا تغيب عن الوعي ايضا سواء كان طفلا قبل مرحلة الوعي او كان نائما او مريضا او اي حالة تغيب اضافة للمعلومات المخزنة بطريقة ارادية اثناء الوعي وبمجموعها تشكل البناء الفكري
وهنا ما اود الوصول اليه بانه لو اخذت اي معلومة من هذا البناء بشكلها المجرد وبحثنا عن مصدرها سنجد ان لها عدد لا يحصى من المصادر تمتد على مساحة عمري منذ وولادتي فهناك تشكيلات وتعديلات وتهييئات بالمعلومة الخام تمت لها في سياقها الجديد المبنى الفكري نتيجة مقاطعهتا مع معلومات سابقة او اسقاطها عليها او تنقيحها بها او ادماجها معها او ملاءمتها لموقعها بينها او تهيئتها بطريقة تعديلية تشذيبية تنقيحية او ازالة اجزاء منها واضافة اجزاء او تركيبها من مجموعة افكار تشابهها وتلائمها من مصادر مختلفة واصبحت بشكل تجميعي تركيبي لا نقدر ان نقول بان مصدرها كذا فاصبحت فاقدة لمصدرها ومن الصعب تحديده لكنها موجودة كفكرة ولها سياقها وعملها وجدواها وقيمتها ومشاركتها في برنامج الحياة الخاصة والعامة وبامكانها ان تفيدني وتفيد غيري كجزء من منهاج حياة متكامل وفلسفة وجود وطرقة واسلوب للتفاعل مع الوسط
لذا فالموضوع اللذي يطرح من منطلق البناء الفكري دون ان يعرض افكارا منفصلة مجردة بسياقها الاصلي الخاص واضحة المصدر والشكل والقيمة اسمه موضوع فكري
اما الموضوع اللذي يطرح معلومات مفصلة واضحة لها سياقها الذاتي غير مركبة ضمن بناء فكري وقابلة للاستعمال والبناء في اي بناء فكري أخر لاي شخص وبشكل افرادي حر كمادة خام عمومية فهذا الموضوع اسمه موضوع معلوماتي وهنا يحق السؤال عن المصدر للمعلومة وعن طريقة نقلها ومدى صلاحيتها وجدواها وقيمتها وكيفية استعمالها ومكان وزمان استعمالها وضرورتها من عدمها ومن حق المتلقى ان يحاور ويناقش ومن حقه ان يسال ما يريد ويتلقى اجوبة على كل تساؤلاته ويذهب البعض في تسمية هذا الموضوع بالموضوع الحواري
الموضوع الاول وهو الموضوع الفكري عندما يطرح غايته تكون بتعليم وتدريب الدماغ للشخص المقابل على كيفية التفكير وصناعة الافكار موضوع الطرح والعمل على تحفيز الدماغ وتنشيطه وفتح آفاق فكرية جديدة به ونوافذ مغلقة وتمهيد ساحات جديدة ليتوسع ويتمدد بها الدماغ كمساحة فكرية يبني عليها افكاره ويبحث داخلها عن مواد وافكار جديدة تثري رصيده من المعلومة الجديدة اللتي تساعده في حياته وتطور قدراته ومواهبه ومقومات ادراكه ووعيه وفهمه لحياته ومحيطه وتطور وتنمية وبناء شخصيته وترفع من مستوى تفكيره وتنقله الى حالة ارقى من الوعي والاستيعاب والتفاعل الايجابي
اما الموضوع الثاني وهو الموضوع المعلوماتي اللذي يقدم المعلومة بشكل النقل او التلقين او التعريف او الدلالة او الاشارة او التنويه او الحشو او التعبئة فانه لا يعنيه كل ما ذكر من اهتمامات الموضوع الاول بقدر ما يعنيه وصول المعلومة لذهن المتلقي فقط اي انه وسيلة نقل معلومات لا اكثر والمتلقى هو حر بتصرفه بالمادة الواصلة اليه
للاسف ان الغالبية الساحقة من المثقفين العرب يرفضون المواضيع الفكرية لانها متعبة وتحتاج لجهد فكري عالي وتركيز وانتباه ومواصلة ومتابعة ويميلون للمواضيع المعلوماتية ذات الطريقة التلقينية الحشوية التعبوية ياخذون منها معلومات وافكار معلبة ويضعونها في مخازنهم وساحاتهم الفكرية كما هي دون اجراء او تعديل او تغيير او حتى فهم واستيعاب وفتح واحتواء وتبقى مكدسة بشكلها الخام دون استعمال بنقلها الى ابنيتهم الفكرية فتجد المثقف لديه كم هائل من المعلومات والافكار الخام ولكنه ليس لديه بناء فكري يعطي له صفة حضارية كأن نقول مثلا هذا هو المثقف العربي بهيئته وطريقة تفكيره ونوع انتاجه ونمط سلوكه الفكري وطبيعة تفكيره ونوع معلوماته ... الخ
وعلى هذا فان الكاتب العربي او الخطيب يذهب لمجاراة المثقف القارىء او المستمع او المتلقى بشكل او بآخر فيعرض له مواضيع بمعظمها معلوماتية تعبوية تلقينية ولا يجرؤ على عرض مواضيع فكرية لسببين اما ان يكون خالي من البناء الفكري الغني القوي الكبير المتنوع المشكل ذو القيمة العالية والمستوى الرفيع واما ان يكون جبان امعي انسحابي لا يتحمل مسؤولية عرض افكاره ورايه وقراره
فالمشكلة مزدوجة هي مشكلة مصدر ومشكلة مستهلك ونامل ان تحل هذه المشكلة لانها سبب رئيسي في ازمة الثقافة العربية



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب الحر
- العلمانية بين الالحاد والسياسة
- دور الاسلام في الدولة المدنية
- الفوائد الصحية من الشتاء
- الايمان والقناعة بالاسلام
- برنامج الفكر الاسلامي
- دور الطبيعة في كيان الانسان
- قيمة اظهار جمال المراة
- حبي للمراة له شروط
- المراة انسان كامل
- فهم مركبات الشخصية وكيفية بناءها
- الانتقال الى مرحلة تقنية الحياة
- كلب وفي
- من هو الانتحاري ؟
- صورة عن الشباب العربي
- كي لانبقى امة ارهابية انتحارية
- مفهوم الغيرة بين الرجل والمراة
- الايمان بالدين مجرد ادمان
- الفهم المنطقي الطبيعي للانوثة والمراة
- صورة عن شخصيتي


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - من اسباب ازمة الثقافة العربية