أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريمون سليمان داود - من فضائك استقبل نبؤة كل عام















المزيد.....


من فضائك استقبل نبؤة كل عام


ريمون سليمان داود

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 12:23
المحور: الادب والفن
    


( اهداء )


الى المعشوقة
جاااان .. م ..
الغربة والعنوان ..
ابتسامتى الأخيرة
فى حضور الموت .







( هرطقات الكريسماس )


(1)

فى نهاية كل عام ..
ياتينى "بابا نويل "
حاملا ً شمعة وبخور
وصليب ٍ خشبى ..
ربما ..
احياء ً لذكرى ملوك المجوس
وربما ..
ليعطينى محاضرة
مفادها
هدية العيد
والرمزية التى قد تئول اليها
وربما ايضاً لانه يشتهى نبيذى
يشرب ولا يثمل
ربما لذلك
يأتينى ..
فى نهاية كل عام .


(2)

فى نهاية كل عام ..
يأتى " بابا نويل "
ذلك الكهل .. ليوقظنا
يحكى لنا قصة ..
عن تلك الشجرة .. المسكونة
يحكى لى وبشكل ٍ شخصى
كيف كان " فنيسينت فان جوخ " يرسم فى الشتاء ..
دون موقد..
ليكون شريكا ً لسانت "برناديت " فى احتمالية الألم
وكيف كان له ان يعاشر الوحدة فى مصحة ٍ نفسية
ليرسم بورتريها ً للرجل ذو الأذن المبتور ..
وبعد .. َ يقتل نفسه
اخبرنى عن شيخنا " رمبرانت " حين كان شابا ً
وكيف اصبح بعد موت " ساسكيا "
ومن اين اتى " فيرمير" بذلك القرط اللؤلؤى لفتاته المرسومة
كان يحكى .. ويحكى ..
اخبرنى كيف تصالح " جويا " و اشباحه
وكيف كانت رحلة " جوجان " الى تلك الجزر هناك فى البعيد
اثناء سرده لتلك الحكايا
كان الجميع يهربون الى حديقة النوم المزهرة بالأحلام
وحدى كنت يقظا ً
وظل يحكى لى .. وبشكل ٍ شخصى
عن تلك الأحبولة التى كان ينصبها " بيكاسو" لأيقاع الفتيات
فى حبارته اللونية ..
يخبرنى ..
كيف اعلم " موديليانى " حبيبته "جان "
عن تلك التعويذة الموروثة من سالفه " جوخ "
كان صديقنا " فنيسنت " يضعها اسفل قبعته
وكذلك كان " مودى "
وكيف كان لموديليانى ان يعرى نسائه على سطح بالتته ..
ليسترهم بألوانه .
فقط
اربع تونات
هى محصلة " موديليانى " اللونية
خلق العالم بهم
علم الأنسان مالم يعلم
حاول الكثيرين اعتناقه ..
لكنه كان اصعب من ان تحتويه صومعة رأس
اخبرنى ايضاً عن ذلك الكلب
السائر الوحيد فى جنازته
" موديليانى "
اهو مات ؟؟؟
ربما ..
لا اعرف ...............
تماماً كما اننى لا اعرف
كيف منحنى تلك التعويذة الموروثة من " جوخ "
وكيف كان لى ان اقبلها ؟
لكن و ياللأسف ..
هذا ما قد حدث تماما ً
فى تلك الليلة ..
المسجلة فى قمة خريف العام
حين اتانا رجل ٍ كهل
يحكى لنا قصة
عن تلك الشجرة المسكونة
وفى غفلة ٍ منه
اكلت من الشجرة ..
فأصبتنى
تلك
اللعنة .

(3)

فى تلك الليلة ايضا ً ..
والتى هى نهاية كل عام ..
زارنا " بابا نويل "
بعربة ٍ مفخخة ..
ولما سئلنا ..
كانت الأجابة ..
" الساكن فى ستر العلى .. فى ظل القدير نبيت "
احمر ..
لذلك دمعت عينى ..
فثملت ...
روحى .



( بشارة )



الجميلة " انجيل "
تلك التى كانت تعطرنى بالنبؤة
وتقدمنى اهداءا ً للعالم فى كل صباح ..
راحت ..
تبحث عن اخر نبؤاتى ..
واذ لم تجدها ..
لذلك ..
لم تعد .





( كثيروون لاجئون )



(1)

العمة " كاترين "
انزعجت لغياب الجميلة " انجيل "
تماماً
كما انزعاجها حين كانا يقتسمان جسدى الموضوع
على مذبح "الفيس بوك" المقدس
ولما اعتثرها الهم ..
هاتفتنى ..
ابلغتنى ان العم " بسادة "
ذهب ليبحث عنها
واذ لم يجدها " مات " بأحدى الكنائس
اثر جرعة مكثفة من السر المقدس
ابلغتنى اننى انا الذى قتلته
لذلك تركتنى هى ايضاً وذهبت لتشيع جثمان العم
ثم تبعث ببرقية فارغة ..
لبلاد ٍ مجهولة
علها تخبر " انجيل " ان اباها قد مات
واننى قتلته
حين حاول ان يشرب من دمى
جرعة ٍ مكثفة .

(2)

" فيروز "
وهى تغنى ..
سقطت سهوا ً من مائدتى
تعثرت حنجرتها بأرجل "السفرة "
لملمت احرف اغنيتها
فصرت اغنى .


(3)


وفى ليلة ٍ مليئة بالمطر
وعلى سور شرفتنا ..
وحدنا ..
واجهنا انفسنا ..
حين تذكرنا ليلة مقتل العم " بسادة "
تذكرنا دموع زوجته
وتماهى " انجيل " فى الغياب
تماما ً كما تذكرنا
نبؤة " كفافيس "
عن مصرع العزيز " ريمون "
وصديقه " ارخيميديس "
عينى امطرت ..
لرحيل جميعتهم ..
وحيدا ً..
جلست ..
على المقعد الهزاز
لأهدهد قطرات الندى .




( حديقة العم بسادة )



تلك المقبرة المجاورة لمنزل اختى الصغيرة
تلك المقبرة المهملة ..
كيف كنت لا امثل امامها ..
حين ارغب فى مجالسته ........................
عادة ً
فى صباح البرامون
اذهب وحيدا ً
لأمارس تلك الشعائر
امام احدى دور العرض السينمائية
اجلس بتلك الكافتريا المجاورة
اشعل السجائر والهموم
واحضر الجنية
نرتشف الشاى سويا ً
اقبل الدخان والبخار والضباب
احوى الثالوث بكفى ..
بكفى افنيهم ..
لاعود مرتديا ً المسوح على روحى ..
حيث منزل اختى الصغيرة
مارا ً على تلك المقبرة ..
القى نظرة ..
علها التحية ..
ولكن ..
لا احد يجيب
اتراهم قد رحلوا ؟؟ ...........
يبدوا انهم مثلى تماما ً
يمارسون شعائرهم امام احدى دور العرض السينمائية
و ربما لم يكونوا ابدا ً ..
ربما لذلك
كانت تلك المقبرة
المجاورة لمنزل اختى الصغيرة
مقبرة ٍ مهملة .



( عادة سرية )

فى حجرة نومها
وفى غياب الزوج
انا وهى ..
انا ..
واقفا ً امام تلك المرأة الكبيرة
اشتم عطرها
واتأمل مسحيقها
ملابسها الداخلية المتناثرة على المقعد
تحكى لى كيف كانت خجلة
وهى تنتزعها من فوق جسدها
وكيف كانت عطشه حين كانت تلتهمنى
وكيف كانت ..............
هى ..
خيال .........................





(Sms)


انفخ فى الشتاء ..
الأ تعود فتحينا ؟
انفخ فى الرياح ..
اخلعى عنى ردائى الأحمر
انفخ فى النار ..
اصهيريننى فأعد ..............
انفخ فى المطر ..
اغسلنى فـأبيض اكثر من الثلج .. اغسلنى قبل الغياب
انفخ فى التراب ..
هل غسلنى المطر جيدا ً ؟
هل يحلوا لك مذاقى ؟
أأمل فى ذلك .





( وكنت صباح .. وكنت مساء )


قبل ان يقرر الأله فكرة الثنائية
حين كانت روحه ترف على وجه المياه
وقبل ومضة من معاشرته لذاته
وقبل اعلان سقوطه من دائرة النور الأعلى
وقبل ان يحين موعد انتحاره
حيث كان مشدودا ً فوق احدى ارفف ذاكرته
وقبل ان يلتقط لنفسه تلك الصورة
امام " كورنيش النيل "
وقبيل بيع العالم فى ليلة العشاء الأخير
ومحاورة الأصدقاء ..
وقبل الأعلان عن ظهوره الأول فى المحطات الفضائية
وقبل ان يعرف ابى امى
حدث ..
اننى ولدت .

قبل ان تلتقتنى تلك الطبيبة من رحم امى
وقبل ان يدفع ابى فاتورة المشفى .. وكافة الفاتورات
وقبل ان اتهياء للنضج..
وقبل ان التقى بتلك المرأة الوحيدة فى الفردوس
قبل ان تتركنى وحيدا ً على " مقهى البستانى "
قبل ان انهى سيجارتى وكوب شاييى
وقبلما ينتهى لقاءنا الأخير " بكافتريا اكسلسيور "
وقبل ان تغلق الهاتف على روحى
وقبل ان اعاشر تلك الغانية الفاضلة
وقبل ان اسمعهم حين يقولون ..
انتشلوا تلك الجثة من القاع
واعثروا دمه المتبقى واجمعوها فى تلك الكأس
قبل ان اعلب ..
حدث ..
اننى مت .





( للكلب وظيفة اخرى غير النباح )


قبل وصولى لتلك المقبرة المهملة
وعلى مبداء الحرف الأول ..
كرست اغنيتى
اولها تيمة جنوبية
واخرها .. حزن الشمال
معلقاً كنت بشعر حبيبتى
لأموت شهيدا ً فى تلك المدينة ..
فى تلك المدينة ..
الناس يولدون .. يموتون ..
دون انتباه المارة
فقط ..
الكلاب بنباحها ..
تعطى قيمة ً للجناز .






( قديسنا توما )



(1)

التقيته مرتين ..
الأولى ولم يكن يملك
سوى حماراً اسطوريا ً
له عشرة اعين
وستة اجنحة
حين ينام فوق ظهره ..
يحلم بالأبدية
وجدته باكيا ً عند مقبرة المعلم ..
اخبرنى ان اخوته .. يمتهنون السرقة
فقد سرقوا جثمان المعلم
دون ان يعلموه اين وضعوه
بل واشاعو فى كل البلدة .. انه قد قام
اخبرنى انهم يفعلون ذلك معه كى يصل الى مرتبة الجنون
ليودع فى احدى المصحات النفسية
وبذلك يتمكنون من سرقة حماره الأسطورى ...
.................................

(2)

وبالأخير
التقيته فى احدى حانات الخمور وقد امتلكها
وجدته ضاحكاً ثملا ً ..
قال لى ..
اننى رأيت المعلم
واهدانى تلك الخمارة
واراد لى ان اسقى جميع الداخلين اليها
على شرف قيامته
واوصانى
ان اصنع هذا دائما ً لذكره
ويوحنا ..
قد سرق حمارى الأسطورى .. ذو الستة اجنحة
ليطير به الى الأبدية
ولكنه لم يعد
لقد غفرت له
كما اننى اشك ..
بأن يوحنا سيزور الأبدية يوما ً
لأنه لص
وقد سرق حمارى ..
اشك ..
لذلك ..
صرت القديس
ت
و

م

ا .





(موديليانى)



صديقى القديم " موديليانى "
فى ليلة امس ..
ودون موعد
فاجئنى بزيارة
مرتديا ً قباعته الشهيرة
وزجاجة خمره ِ
اشعلنا السجائر
حتى احترقنا
حملنى رسالة الى معشوقته " جان "
امضى امسيته التعسة ومضى ..
الى حيث ............
..........................
ذهبت وحيدا ً
اسفل منزلها
كنت انتظر طلتها
كانت تقتن بالطابق الثانى
ولما خرجت الى الشرفة
صرخت بصوت ٍ خافت ..
جاااان ...............
رافعا ً كنت يدى
ولما كانت فارغة
لذلك ما تنبهت ..
فخمدت صيحتى
ومن ثم ً رجعت وحيدا ً الى مرسمى
فعادت تجلس وحيدة
لتنتظر عودة المعشوق القديم
" موديليانى "
ولكن ................




( الأنجيل بحسب القديس نيتشه)
فصلٍ خفيف ..
لمعلمنا الشريف..
مار نيتشه البشير
الفيلسوف الظاهر بالروح
الممسوح بجسدى المسحول على حافة الهاوية ..
الهارب من سخافات الماضى ليعد لكم المستقبل
تلاوته علي جميعكم امين .

(1)

امرأة ٍ هى الحياة ..
وظل ٍ لرجل ٍ ظليل ..
يحمل قنديله الفارغ من الزيت
يشحذ النور .. ذليل ..
كى ما يصنع لقوامه ظِل..
يحرق البخور ..
ويحرف الأقوال ..
ويتمتم بتعويذة النضال ..
يفخر بتلك اللعنة طيلة النهار ..
وفى المساء يعود منتهكاً حرمة المساء ..
منهكاً من اطالة البحث ِ عن تلك الدُمية المسحورة
والمخباءة اسفل قبعته ..
" يركض كالمجنون .. ولا يعلم الى اين "




(2)

بحضور الجاااان ..
بحفيف اجنحتهم على السواء
وبتحليق ٍ خافت الى تلك السموات ..
ازور قدس الأاقداس ..
واعد وليمة ٍ للأخطبوط الأعظم ..
.......................
فى القداس
تناولت شفتك ..
فأمتلئت بالروح .

(3)

فوق المذبح
رفعت النعش عن وجهك ..
اضأ الموت جبينى ..
كسرت قنديلى ..
فمزقتنى ضلالات الصوت ..
سرت لأردد كلمات المس
لأبشر بعدمية الوجود ..
صرت مفقود ..
مفقوء العين من نغذة الشوق
علاماتك على جسدى
صنعتنى خريطة
قادتنى الى مسكن الأب
حيث الأغانى القديمة
وايضا ً اذكر
همهمات الكلاب
وحرقة الشمس قد لوحتنى ..
ونارك القديسة
اصهرتنى
وقدمتنى
عروسا ً طازجة
فى حضن الأب
فرأيت ان ذلك
حسن ً جدا ً . ً
(4)

حملتنى الملائكة السبع
حيث سماءك البعيد ..
كل من بفردوسك
يعرفنى ..
لذلك ترددت فى ان أسئلهم
عن تلك التيمة الحزينة
والتى يرددونها
لأنهم قد اشاروا لى عن اختفائى من هذا العالم
وكان جسدى لم يذل بحوزتى ..
لذلك لم اتردد فى تقديمى اليكى ..
...............................


(5)
بحياء العاهرة ..
وعطش البتول ..
كنتى تلتهيميننى ..
برفق .


(6)
فى مدخل الفردوس
استوقفنى الكونت
سألنى ..
من اين انت ؟
حاضرة كانت اجابتى
واحد الشعانين بخاطرى
كنت
من تلك الأراضى المقدسة
وكنت بعيداً عن تلك الغابات
ولما سئلنى من كنت ؟
اجبت ..
والجلجثة بخاطرى ..
يسوع . .
فأعلمنى انه ليس لديهم هذا الأسم
ومن ثم َ طرحت للخارج .


(7)

وبعد ذلك
وفى هذا اليوم
اخيرا ً
استراح الرب .



(اغتراب)



" تاهت..
ملامحك بين ادين بتزفها "
بشيخوخة الجرح .. كان يغنى
وبأنتفاضة ٍ قوامها الرحيل ..
اعددت حقائبى ..
وسلة مهملاتى ..
المزدانة بقذورات العالم ..
وقفت على حافة الدرج ..
اطبطب على وجعى وصوت "الحجار" يئن ..
تركت اشيائى
اقتربت من نافذتى ..
نظرت والغروب مرسوما ً فوق بالتة الوانى ..
سقطت ..
سمعتهم يقولون
" لقد رحل "
وحقيقة الأمر
اننى رجعت للوطن
ميتا ً كنت بالفرح .








هناك ...

فى البعيد ..
الموتى يضحكون ..
يسخرون جدا ً وطوال الليل
من عدمية الأحياء
والشياطين تعوى ..
والخطايا تسير ..
والليل المعتم يئن لأحالة النجوم
الى موضع اخر
لتعلن بحضورها ..الغياب من دائرتى ..
و سقوط النقاط من اسمى ..
دفتر مواعيدى ملقى بالشارع الغريق
"ام كلثوم" تردد ...
"فات الميعاد "
..................................
واخيرا ً..
التقينا ..
فى تلك المقبرة ..
فى البعيد ..
حيث قهقهة الأموات
لجدلية الوجود و العدم .





( الفصح )

سراجى المتقد ..
يشع نهارا ً ..
يحكى عن ذات المكان ..
حين كنت استقبل زيارتكم الموحشة لوحدتى ..
لم انزعج طويلا ..
ولكننى انزعجت بحضوركم المستتر ..
خلعت عنى ملابسى ..
هيئت لأستقبل تمتماتكم ..
كنتم تنشرون الضجيج بروحى ..
والأصدقاء يعجبون ! ..
ثقبونى بالهلاوس ..
ورجمتنى تحياتهم الكريمة ..
جمعتهم فى عليتى
جمعت ..
الأثنى عشر خيال ..
اجلستهم على مائدتى ..
عريت امامهم نفسى ..
تحسسونى
فأنتبهوا للندوب ..
فردت فوق المائدة جسدى ..
اعلنت لهم ..
ليشدوا كل منكم قصيدته ..
فقد حانت الساعة ..
لترفعونى فوق همزاتكم ..
وما كان منهم غير الضحك بصوت ٍ جاهور
ولم يتبقى منهم
غير البكاء .




( ابى )



كان ينير شوارعنا ..
ويعالج انقطاع الضوء من مساحة عتماتنا ..
يعمل بتوزيع الكهرباء
فى المساء ..
يأتينا محملا ً
يحكى لنا زكرياته عن النهار ..
يخبرنا كيف يكون النور ..
فكنا
نحلم بالملائكة .
........................
ذات شتاء
احترق بفعلتها ..
ودخل المشفى ..
سئلته ..عن حقيقة الأمر ..
اخبرنى انها كانت معركة ..
وكان عدوه الأكبر ..
وحش ٍ ضخم يدعى
الظلام ..
......................
مات ..
ومنذ اللحظة
لم اعد ..
احلم بالملائكة .



(اين هم ؟)



فدائما ً اصحوا متأخرا ً
اصنع النبيذ من دمى ..
اتفتح على المساء ..
اتهيأ للوجع ..
خجلا ً اردد اغنيتى ..
وارتدى العرى بلا استحياء
انزل للشوارع ..
القى الهموم والتحيات ..
اعلق الجنيات ..
وقبل ان يصطبغ وجهى بالعتمة الباهرة ..
وقبل ان تتسرب الخفافيش من فتحة قميصى ..
امارس طقوسى ..
اودع العالم ..
واحمل الصليب ..
لأرقص..
وحيدا ً
فى وادى ظل الموت .





( شبه له)


مصلوبا ً كنت من مشرق الصباح ِ ..
الى حيث .. غروب انجيلى ..
اشعلتهم .. وهم .. اطفئوا قنديلى
جميع من اطلقونى بالمعلم ..
يسخرون الأن بأسمى
ولحمى
اهديتهم فوق مائدتى الأخيرة
والكبيرة ..
انه مذال معلقا ً بين انيابهم ..
خبرتهم عن سر كأبتى ..
وبحوزتى .. ابتسامتهم ..
فما كان لهم ..غير انهم ..
اوصمونى بالجنون ِ ..
انتزعت من فوقى الظنون ..
وارتديت رداءا ً من الشوك ِ ...
فوق جذوع الموت ..مددونى ..
حملونى بالأكفان .. وبالقبر ِ وضعونى ..
حللتنى الأسئلة ..
غير ان ماتبقى منى عجز الأجابات ..
و فى الغابات كنت اهيم باكيا ً ..
وقد ارهقتنى المسافات ..
وسبحت فى الأوردة ..
مصلوبا ً كنت ولم اذل ..
هنا .. منذ الأذل ..
حيث دمعاتك البريئة ..
خانتنى الطرقات .. يا رفيقة ..
ومزقتنى اصوات الكمنجات ..
والنفايات صارت امتعتى ..
مذال السؤال معلقا ً ..
مثلى ..
الى متى تفور جمجمتى ..؟
مصلوبا ً كنت من وجع ٍ على وجعى ..
حاضرا ً كنت فى الغياب ..
وللضباب صارت اغنيتى ..
يا جلجلتى ..
يا جلجلتى .






(وبعد)



تصلبنى عيناك ِ
بين لهفتى وجلد الأنتظار ..
مفتتاً صرت كالغبار ..
وكأننى اب ً بلا ابناء
حُمتى تقتلعنى من برودة الأشياء ..
وانا وحيدا ً
هنا منذ الصباح ..
امارس الطريق ..
ذهابا ً وعودة على سفح الجراح ..
رحلتى وايضا ً رحلت
وماراح قد راح ..
اي يا ضحكتى الا تعودى يوما ً ؟
لنوارى سويا ً .. هما ً
مسواه الأخير
قِبلة الرياح .




(وحدة)


ليكن نايك ِ ناى ِ ..
وانا..
فوق العشب ِ ممدا ً ..
وامالك ِ مدتنى بالأحلام ..
لأعاشر " زرقاء اليمام "
فأحمل صفة النبى ..
وفى صفاء حديقته .. اأمر بهبوب الرياح ..
لتقتلعنى ..
" اتبعنى "
لتصير الغنوة لنا ..
دون همهمة
نردد البكاء بصوت ٍ جاهور ..
فاخور ٍ .. بأسمك ِ رغم المحن ..
ليكن جسدى ملاذ روحك ِ َ ..
ولن يكون التناسخ محتمل ..
نرسم بلون ٍ مُختمر ..
مضيفة ٍ للغرباء ..
ولنجعل المصيدة ..
وطن الغرباء ..
نضيف المسيح الممزق
ولمرة ٍ واحدة ..
نغسل ارجله
ومن ثم َ نلبسه كمعطف ٍ
بقبعة ٍ شوكية ..
ننشد الألم اغنية ٍ.. اتية
من زمان التجربة ..
كنبى ٍ رث الثياب ..
نسرق ثوب الأله ..
حتى لو تعرى ..
لمرةٍ واحدة .






( وداع )


بقنينة ٍ فارغة
وحبل ٍ مجدول ..
ومعدة ٍ جدارها مثقوب..
وكلية ٍ مُملحة ..
وقلب ٍ مفتور ..
وبهرطقات الكريسماس المعهودة ..
و البصاق فى وجه العالم عبر النت
وامام ايقونتك التى هى بلا اطار
اوقد سراجا ً
لأحتفل ..
بوداع العام الجديد .


ريمون سليمان

28 كانون الأول 2010



#ريمون_سليمان_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياحة
- رقصته الأخيرة ...
- قصيدة ( ( يوميات أله مهتم بأعادة بناء الخلق )
- قصيدة الموعظة على الجبل ( اهداء الى الذين يتاجرون بأسم الدين ...


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريمون سليمان داود - من فضائك استقبل نبؤة كل عام