أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مكارم ابراهيم - أسباب إنهيار الشيوعية السوفيتية من مناظير مختلفة !















المزيد.....


أسباب إنهيار الشيوعية السوفيتية من مناظير مختلفة !


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 10:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن إنهيارأي نظام يتطلب ثلاثة عوامل أولا: تخلخل في داخل الحكومة. ثانيا: رغبة الشعب في إسقاط النظام. ثالثاً :موقف الجيش من السلطة.
مما لاشك فيه ان النظام الشيوعي في عهد غورباتشوف كان يعاني من صراعات طبقية وفساد وتناقضات داخلية الى جانب رغبة الشعب بالتغيير بسبب الفقر وانعدام الديمقراطية وتوغل البيروقراطية في مؤسساتها. وفي المقابل كان قادة الحزب والجيش واصحاب المصانع يتمتعون بالرفاهية .علاوة على الحصار الاقتصادي المفروض على الاتحاد السوفيتي من قبل ادارة رونالد ريغان. والاهم من كل ذلك كان مشروع حرب النجوم برعاية رونالد ريغان بهدف تقويض الاتحاد السوفيتي هذا المشروع الذي كلف الولايات المتحدة الامريكية خزينة كبيرة ساهم في تجويع الشعب الروسي وادى الى نهاية الشيوعية السوفيتية .

ولكن دعونا نطلع على احد البحوث العلمية التي تناولت اسباب انهيار الشيوعية السوفيتية بطريقة اخرى
فقد اخترت دراسة للباحث( Mikkel Kaustrup) من جامعة RUC في الدنمارك. تناول فيها اسباب انهيار الشيوعية السوفيتية من خلال مناظيرمختلفة.
ولااضع رايي هنا في هذه المقالة بل راي الباحث فقط فالهدف من عرض هذا البحث هو الاطلاع على وجهة نظر تختلف عما نقراؤه يوميا . وساحاول ان اجد بحث اخرى يتناول هذا الموضوع من وجهة نظر اخرى . وقد اخترت هذا البحث لانه يتناول وجهات نظر مختلفة. حيث يتناول الباحث ميكييل كاوستروب وجهة نظر الفئة المعادية للشيوعية, ووجهة نظر الفئة الماركسية, ووجهة نظر الفئة المؤيدة للشيوعية, ووجهة نظرفئة اليمين المتطرف, ووجهة نظر الفئة الديمقراطية الاشتراكية.

أولاً: من وجهة نظر الفئات المعادية للشيوعية: وتتمثل في وجهة نظرالصحفي والكاتب( DPJ ) ديفيد جونس وهو من اكثر الاشخاص المعاديين للشيوعية بحيث انه يضع الشيوعية بمحاذاة النازية. ويصف الاتحاد السوفيتي بالوحشية ويجب ايقافه بالقوة العسكرية. اعتمد جونس في تحليله لانهيار الشيوعية السوفيتية على مراحل التطور في الكتلة الشرقية والجمهوريات البلطيقية. ويرى ديفيد جونس بأن أهم الاسباب لانهيار الشيوعية السوفيتية كانت الاصلاحات الاقتصادية التي كانت بهدف القضاء على الفساد في حين استخدمها اصحاب النفوذ للمحسوبية والفساد .
وكان غورباتشوف يتصور بانه يمكن للنظام الشيوعي ان يستمر بدون الة القمع وكان يتصور بان الاتحاد السوفيتي يمكن ان يبقى مترابطا بدون وجود سلطة مركزية قمعية الا انه بمحاولته لتاسيس بقايا دولة وقع في ازمة تناقض : وهي أن الفوضى كانت هي سبب فشل سياسيته وتدميرللشيوعية ومن جهة اخرى فان عملية الخلط بين الاصلاحات وبين الشمولية سببت فوضى عارمة.
ومن جهة اخرى فانه وبعد انحلال الكتلة الشرقية شاهد الشعب السوفيتي بان قيادته فقدت قدرتها على السيطرة وتوحيد امبراطوريتها ومازالت تستخدم ألة القمع على ابناء الوطن فبعد 1989 لم يعدهناك اي شئ يحمي الاتحاد السوفيتي سوى معتقلات العمل السوفيتية.
علاوة على فقدان غورباتشوف القدرة على استخدام الية القمع اللازمة في صراعه مع يلتسن الذي فاز بعد انقلاب اغسطس الى جانب وجود جهات كثيرة كانت تهدف اضعاف الحزب ونفوذ غورباتشوف معا.
كما ان الانفتاح الذي قام به غورباتشوف لخروج البلاد من أزمتها الاقتصادية الى جانب العملية الديمقراطية المزيفة المتمثلة باستمرار القمع والحكم الشمولي ساهم في انهيار الشيوعية السوفيتية.
فمنذ عام 1987 قام غورباتشوف بتاسيس مجموعات حوارية تحولت لاحقا الى جبهات سياسية شعبية ثم اسس اتحاد برلماني مستقل عن الحزب ليعطي لنفسه مميزات خاصة وفي نفس الوقت اراد ان تكون هناك اراء مساندة لسياسته ومناهضة للحزب وتدريجيا تم أضعاف الحزب من خلال خلق صراعات داخلية عميقة فيه.
وقد قلص غورباتشوف عدد اعضاء اللجنة المركزية من 412 الى 59 وثم طرد نصف عدد الموظفين واغلق العديد من اقسام اللجنة المركزية بهدف تفكيك الحزب .وكذلك حرية الاعلام ساعدت على فضح فساد الحكومة كل هذه العوامل ظهرت نتائجها عام 1990.
ويعلق الباحث ميكييل كاوستروب على تحليل ديفيد جونس بانه واضح فيه عدم الحيادية في التحليل لانه يعتبر بان الاصلاحات في الاتحاد السوفيتي شئ غير ممكن ولهذا كان لابد من انهيار النظام ولكن هذا كلام غير صحيح فتاريخ الاتحاد السوفيتي يقول بان لينين واندروف قاموا باصلاحات عديدة في فترات مختلفة ونجحوا نجاحا كبيرا دون ان تؤدي هذه الاصلاحات الى انهيار النظام الشيوعي.
ويمكن ان ناخذ الصين كمثال حيث نجحت باجراء اصلاحات عديدة رغم انعدام الديمقراطية ووجود رقابة اعلامية. ويضيف ميكيل بانه يتفق مع ديفيد جونس بان سبب استمرار الاتحاد السوفيتي كان نتيجة لآلية القمع.
ويعتقد جونس بان ضعف الاتحاد السوفيتي كان في القادة فالحزب عبارة عن مافيا ونظام الحزب سيطر عليه النسخة الشريرة لقانون داروين.
وهنا يقول ميكييل بانه يتفق مع ديفيد جونس بان الطموحات الشخصية لعبت دورا في الصراع السياسي الاانه يحتلف معه عندما يعتبر كل العملية هي عبارة عن صراع حول السلطة تكون فيه من الاختلافات الفكرية ليست مهمة مثل الرغبة الشخصية في النفوذ.
لقد صور ديفيد جونس الاتحاد السوفيتي وكانه كاريكاتور لايمكن ان يوجد فيه اخلاق مثالية في بعض الشيوعيون وهذا ايضا غير صحيح لانه بالفعل كان هناك شخصيات شيوعية عديدة في الاتحاد السوفيتي تسعى لتحقيق دولة انسانية وخالية من السلاح.

ثانياً: من وجهة نظر اليمين المعتدل (الحزب الجمهوري): جاك .اف ماتلوك الذي كان معاون رونالد ريغان وسفير امريكا في موسكو ويختلف عن الجمهوريين بنظرته الايجابية عن غورباتشوف حيث يرى بان غورباتشوف كان يسعى من خلال اصلاحاته الديمقراطية والاقتصادية لتحسين وجه الشيوعية واعطائها شكلا انسانيا امام إدارة ريغان والذي تحول تدريجيا الى شخص ديمقراطي اشتراكي وكان يسعى لسوق اقتصادية الا انه كان يسعى في نفس الوقت الى اضعاف الحزب الشيوعي الروسي( SUKP ) حيث كان يعتبره عائقاً امام الازدهار الاقتصادي والاصلاحات الديمقراطية التي كان ينشدها غورباتشوف.

العامل الايديولوجي: يرى ماتلوك بان الشيوعية السوفيتية كان محكوما عليها بالاعدام منذ البداية لانها ضد طبيعة البشر. فقد كانت دولة بوليسية عزلت المجتمع عن العالم, ولعبت ايديولوجية الصراع الطبقي الماركسي دور المنصف للحكومة المفروضة على الشعب, وشكلت لها اعداء في الداخل والخارج وكانت هي سبب إشتعال الحرب الباردة التي كان من الحتمي استمرارها مادامت توجد دول خارج سيطرة الاتحاد السوفيتي او الى ان يتخلى الاتحاد السوفيتي عن هذه الايديولوجية وعندما انتهت هذه الايديولوجية تم تهميش القوى الشيوعية.

العامل الاقتصادي: كانت الازمة الاقتصادية حادة لدرجة انها لم تكن لتصمد امام المنافسة الغربية التي ادت الى ازمة اجتماعية وسياسية وغالبية الشعب كان معارضا للاصلاحات الاقتصادية التي قام بها غورباتشوف.
عامل الانفتاح وامريكا والغرب: يرى ماتلوك بان ادارة ريغان وكل الدول الديمقراطية لم تكن لها اية نية بالقضاء على الاتحاد السوفيتي بل على العكس ساندت النظام في تحقيق الديمقراطية, الا ان الفقر وتضييق الحريات هي السبب في انهيار الشيوعية السوفيتية.

عامل الديمقراطية: ديمقراطية غورباتشوف من عام 1988 الى 1990 هي التي اضعفت سيطرة الحزب على الشعب.

من وجهة نظر ديمقراطية اشتراكية: اركي بروان ( Archi Brown ) من اليسار المعتدل. كتب العديد من الكتب عن التاريخ الروسي والسوفيتي مثل كتاب( The Gorbachev factor ) . يتناول الكاتب عوامل مختلفة واهمها عامل الاصلاحات: ينتمي غورباتشوف الى الفئة المضادة لستالين في الحزب الشيوعي( SUKP ) التي نشات منذ الستينات وكانت منذ البداية تسعى لاصلاحات اقتصادية وسياسية وتدريجيا اقتنع غورباتشوف بانه لابد من تحويل النظام وان الحزب كان عائقا في وجه السياسة الخارجية وحاول البدا بالديمقراطية من اجل الاندماج مع المجتمع العالمي وبهذا تبنى الديمقراطية الاشتراكية.
العملية الديمقراطية: يرى براون بان الحزب الشيوعي السوفيتي فقد سيطرته على المجتمع بسبب الاصلاحات التي قام بها غورباتشوف بالاخص العملية الديمقراطية والانفتاح ومن خلال سياسة غورباتشوف تم تفكيك الحزب الشيوعي بصورة تدريجية من خلال نهج انتخابات مباشرة وسرية في الترشيح لمناصب الحزب حيث حصل غورباتشوف على منصب رئاسي مستقل عن الحزب الشيوعي السوفيتي ووضع مؤسستين استشاريتين خاصة به لدعم نفوذه.
وقام بتقليص حجم اللجنة المركزية وجرد اللجنة المركزية والمكتب السياسي من سلطتهم ومن حقهم في اصدار القرارات التي حولها غورباتشوف الى سلطته.
وفي مؤتمر الحزب ضغط على المكتب السياسي واللجنة المركزية بهدف التصويت لاصلاحاته رغم عدم حصوله على اجماع كافي.
وقد عين غورباتشوف فقط المقربين منه في المناصب العليا وعزل كل المعارضين له امثال( Grichin Tikhinov , Romanov) .
وفي عام 1990 نجح غورباتشوف بالغاء بند في الدستور يعطي ضمانات لقادة الحزب الشيوعي السوفيتي بالحصول على ادوار مهمة في المجتمع. ومنذ عام 1990 قام غورباتشوف بعد ان حصل على منصب الرئاسة واعلى سلطة في الاتحاد السوفيتي قام بتحويل كل المهام والمناصب وبصورة تدريجية من الحزب الشيوعي السوفيتي الى سلطته والبرلمان والمؤسسات التابعة له.
الانفتاح: كان للانفتاح دور كبير في فقدان الحزب الشيوعي السوفيتي مكانته السياسية والاقتصادية حيث بدات مناقشة كل المحرمات التابو كالفساد الاداري للدولة والحزب الشمولي والايديولوجية الشيوعية ...الخ. اي بدات تتكون بوادر المجتمع المدني واحزاب معارضة للحزب الشيوعي.
وقد أثبت انقلاب اغسطس 1991 بان الشعب اقوى من النظام لقد فشل الانقلاب ولكن بعده منع الحزب الشيوعي السوفيتي من العمل.
السياسة الخارجية: يرى براون بان قيام غورباتشوف بالغاء مبدا برجنيف والذي يتضمن ان الاتحاد السوفيتي عليه مساعدة اي دولة اشتراكية وقت الازمة , وادى هذا بشكل كبير الى موت الحكومات الشيوعية في الكتلة الشرقية حيث قام الشعب السوفيتي بعد ذلك بربط سوء معيشته بحكومته الشيوعية.
إعلان السيادة: إعلان السيادة في حزيران 1990 من قبل البرلمان السوفيتي كان له دور كبير في انهيار الشيوعية السوفيتية حيث تبعها نقاشات حول انفصال بقية الجمهوريات .
انقلاب اغسطس: ساهم في تعزيز رغبة الجمهوريات بالانفصال خوفا من حدوث انقلابات جديدة تهدد سيادتها. وهذا الانقلاب حرض اوكرانيا على طلب الانفصال وبتشجع كبير من يلتسن.
أما نهاية الاتحاد فقد تحققت عندما وقع يلتسن معاهدة ( CIS) في الثامن من ديسمبر.
ويرى براون أن غورباتشوف قد تخلى عن الايديولوجية الشيوعية عام 1988 واصبح ديمقراطي اشتراكي والنظام الشيوعي انتهى عام 1989 مع بداية عمل البرلمان الجديد ومع الغاء الحكومات الشيوعية في الكتلة الشرقية.
فبعد فترة ستالين لم يكن غورباتشوف ومؤيديه على علم بمدى عمق المشكلة الوطنية التي يعاني منها الشعب وقد قللوا من حجم الدورالذي كان يجمع الاتحاد مع بعض.
فالشيوعيون المحافظون كانوا يسعون للحفاظ على الاتحاد مهما كان الثمن بينما الاشتراكيون كانوا يطالبون بانفصال الجمهوريات.
كما ان اصلاحات غورباتشوف ادت الى تقوية التوترات الدولية وصعودها لتطفو على السطح. ومن خلال الانفتاح الاعلامي ادرك الشعب بانه بعيد جدا عن المستوى المعيشي في المجتمعات الغربية.

من وجهة نظر ماركسية: لقد دافع الماركسيان ( Keeran og Kenny (K & K) ) كيران وكيني عن المشروع السوفيتي والايديولوجية الشيوعية في بنية المجتمع من خلال كتاب( ”Science & Society” ) . يعتقد الكاتبان الماركسيان كيران وكيني بان الاقتصاد السوفيتي كان من اهم عوامل انهيارالشيوعية السوفيتية. الى جانب تطور الصراعات الداخلية بسبب الاصلاحات السياسية لغورباتشوف التي اراد منها حل المشاكل السياسية الخارجية الناتجة عن ضغوطات ادارة رونالد ريغان. وهناك العوامل الاقتصادية (عدم فعالية الانتاج سوء معيشة الافراد) والعوامل السياسية (فساد اداري من جهة ,وركود الحزب الشيوعي السوفيتي من جهة اخرى). ان اصلاحات غورباتشوف كانت قريبة وعلى صلة من اصلاحات لينين وبوخارين وخروتشوف ولكن كانت اكثر اتساعا.
يصف كيران وكيني منهج غورباتشوف بعد استيلائه على الحكم بانه كان يمثل افضل القيم الشيوعية النموذجية ولكن بمرور الوقت بدأ ياخذ منحى الديمقراطية الاشتراكية ويمكن تفسير ذلك بثلاث احتمالات:
1. ان غورباتشوف منذ البدء كان ديمقراطي اشتراكي, او انه كان شيوعي ذوتوجهات رأسمالية ولكنه أخفى ذلك لاسباب تكتيكية.
2. تخلى غورباتشوف عن اصلاحاته المبكرة والتي كانت تتماشى مع اصلاحات اندروف وذلك لانها لم تكن فعالة وكذلك لانه كان من الصعب تحسين الاقتصاد ضمن ايطار الشيوعية السوفيتية وبدل ذلك قام بتطبيق اصلاحات راسمالية ذات توجه السوق. كما انه عمل على إضعاف الحزب الشيوعي السوفيتي لانه اعتبره عامل اعاقة امام اصلاحاته الاقتصادية.
3. تخلى غورباتشوف عن الشيوعية واتجه للراسمالية لانه لم تكن لديه القوة الكافية لمواجهة مصالح اعداء الشيوعية التي برزت اثناء عملية الاصلاحات بشكل واضح وكبير.
السياسة الخارجية لغورباتشوف: لقد تخلى غورباتشوف عن مبدا الصراع الطبقي وقدم تنازلات غير ضرورية لاعداء الطبقة وبدا ينهج طريقة تفكير جديدة مستبدلا الصراع الطبقي بطبقة مبنية على اساس التضامن والسلام مع قيم الشعوب الاخرى وانسحب تدريجيا من افغانستان.
وبالنهاية فقد خان غورباتشوف جميع حركات التحرر والدول الاشتراكية في العالم الثالث وتخلى عن مبدا بريجينيف العسكرية التي اعتمدت على تكافؤ الاسلحة الذرية وتخفيضها لصالح الاتحاد السوفيتي. وفي عام 1988 سحب غورباتشوف 500,000 جندي من اوربا الشرقية.
وفي عام 1989 تخلى عن مبدا برجينيف واكد بان الاتحاد السوفيتي لن يتدخل في شؤون الدول المجاورة وبعدها استطاعت الثورة المضادة استيعاب الكتلة الشرقية لتنهار الاخلاق الشيوعية في الكتلة الشرقية.
وقد ساعد هذا على تقوية نفوذ الانفصاليين والمواليين للرأسمالية, وهذا ماادى الى إضعاف الاقتصاد السوفيتي بشكل واضح.
علاوة على الضغوط التي مارستها ادارة رونالد ريغان على اقتصاد الاتحاد السوفيتي من خلال دعم التضامن في بولندا وحركات المقاومة في افغانستان وتخفيض سعر النفط وحملته المكثفة للحد من صادرات مواد الطاقة الخام السوفيتية, والحملات الدبلوماسية الامريكية لمنع وصول التكنلوجيا الغربية العالية الى الاتحاد السوفيتي.
وكذلك سباق التسلح الذي شرع به رونالد ريغان بما يسمى بحرب النجوم ومبادرة الدفاع الاستراتيجي والتي كلفت الاتحاد السوفيتي مايقارب عشرة مليار دولار من اجل ان تتوازن مع الامكانيات التسليحية للولايات المتحدة الامريكية.
يقول تالبيرغ ( Tallberg) إن سبب انهيارالشيوعية السوفيتية يعود الى أسباب جوهرية وأسباب ترتبط بالمؤسسات الحديثة وأسباب ترتبط بالمجتمع وأسباب أخرى متنوعة.

اما الاسباب الجوهرية فهي طبيعة النظام في الاتحاد السوفيتي التي لم تتغير منذ عام 1917 ولهذا فان اي محاولة كانت لاجراء اصلاحات جديدة كانت تبوء بالفشل.
2. المؤسسات الجديدة: ومن وجهة نظر ( Philip G. Roeder ) و ( Steven.L solnick ).
فيرى فيليب بان مؤسسات الدولة والحزب كانت ضد التغيير والتجديد وهذا ماادى الى حدوث صراع بين المؤسسات من جهة وبين المجتمع مما ادى الى انهيار الشيوعية السوفيتية.
اما سولنيك فيرى بان اصلاحات غورباتشوف ادت الى الغام المؤسسات بالبيروقراطية التي ادت الى انتهاج الانتهازية في الشركات حيث البيروقراطية هي التي كانت تتحكم بسير الشركات وهذا مادى الى انهيار النظام الشيوعي.
أما على مستوى المجتمع فيرى ( Geoffrey Hosking ) ان الحاجة للاصلاحات منذ عام 1980 كانت نتيجة حتمية لان النظام الشمولي قد دمر المجتمع ماقبل الشيوعية عندما كان يسعى لبناء مجتمع شيوعي جديد وامة مصدومة بماضيها بوجود فجوة عميقة بين حياة الافراد الخاصة وحياتهم العامة.
فبعد موت ستالين بدات العادات الروسية في المشاركة بالحياة السياسية بالعودة من جديد وظهورها على السطح وصاحبتها تعزيز المجتمع المدني بشكل تدريجي. واصلاحات غورباتشوف جاءت ليس فقط كاستجابة للازمة الاقتصادية بل استطاعت ان تعيد المجتمع بحيث يصبح مجتمع مستقل.
اسباب متنوعة: يؤكد( Alexander Dallin ) على انه هناك ستة تطورات سلبية الى جانب ظاهرة غورباتشوف ساهمت جميعا بشكل متداخل في انهيار الشيوعية السوفيتية:
1. الانحلال التدريجي لنظام ستالين المسيطرعلى كل شئ.
2. نمو الفساد.
3. تأكل الايديولوجية الشيوعية.
4. تغير ملحوظ في التطور الاجتماعي.
5. أسباب دولية مثل تكاليف الدفاع والخوف من حرب القنبلة الذرية.
6. تدهور الاوضاع الاقتصادية.
اما راي الباحث ميكييل في اسباب انهيار الشيوعية السوفيتية . فيرى ان غورباتشوف كان تحت ضغطين من جهة ضغط ادارة ريغان ومن جهة اخرى من الحزب الشيوعي المعارض لاصلاحاته ولكن غورباتشوف اختار ان يقف مع الغرب على رغم مقاومة الحزب ومقاومة العديد من الافراد للسلطة المركزية في موسكو الى جانب السياسية الاقتصادية والانفتاح والعملية الديمقراطية وانهيار الجمهوريات بعد انقلاب اغسطس الذي الغى توقيع اتفاقية جديدة للاتحاد والتي كانت قد وافقت عليها جميع الجمهوريات والتي ادت الى فقدان الثقة بالسلطة المركزية واضعاف قوة غورباتشوف ويلتسن . كما ان سلوك غورباتشوف من خلال رضوخه للخسارة في حرب التسلح امام الامريكان كان بالتاكيد مسالة حاسمة في انهاء الحرب الباردة لصالح الامريكان. فالحرب الباردة كانت عامل اساسي في انهاء الشيوعية. هناك احتمالين لموافقة غورباتشوف على نزع السلاح تحت ضغط ادارة ريغان اما لانه راى انه من الصعب منافسة التكنلوجيا الامريكية وهذا طبعا غير منطقي لان الاتحاد السوفيتي كان يملك القنبلة الذرية يعني امريكا لاتستطيع ان تعتدي عليه, او لانه راى بان منافسة امريكا ستؤدي الى ازمة اقتصادية هم بغنى عنها ولايقدرون عليها فرضخ لنزع السلاح, او هولانه موقف شخصي منه بعد ان استلم منصب السكرتير العام. لانه لو كان بريجنيف او اندروبوف لتصرفوا بطريقة عدائية ودوغمائية ورفضوا الرضوخ لادارة ريغان ونزع السلاح السوفيتي وكانوا استمروا بكل اصرار في الحرب الباردة.
وهناك تحليل تالبيغ بان تطورات المجتمع في مجالات التعليم والتكنلوجيا ساعدت على ازدياد رغبة الشعب بالتغيير الديمقراطي والاقتصادي وهو احتمال معقول.
لقد استخدم الاتحاد السوفيتي البربوغاندا لتثبيت شرعيته امام الشعب وعندما فشل قمع المقاومة . لقد كانت النخبة قوية ولاتقبل التخلي عن امتيازاتها مهما كلفها الامر.
الاصلاحات الاقتصادية كانت فاشلة لم تكن منطقية وكانالحزب يعارضها منذ البداية. والاقتصاد اصبح اسيرا بين السوق وبين المخطط الاقتصادي وعنصر السوق الاقتصادية القطاع العام والخاص كان سيئا لانه كان يفتقد لمؤسسات دعم السوق الضرورية( قوانين, قضاء, سياسة مالية) وفقدان التفاهم والتعاون بين مدراء الشركات كيفية العمل في السوق. لانه بعد الغاء تدخل السلطة المركزية في فرض قوانين الانتاج على المواطن بدا كل شخص بكل انانية يتصرف كما يريد لاحتكار السوق وجني الارباح بكل الطرق وفي الواقع السوق الاقتصادية اصبحت اسوء بعد ان استلم يلتسن الحكم لانه حدث تسريع للخصخصة واعتقد بان مقومة البيروقراطية للخصخصة كان سبب تدمير التطور الاقتصادي الايجابي ولكن من جهة اخرى ارى بان عملية الخصخصة من قبل الدولة جاء بصورة سريعة قبل ان تؤسس الدولة مؤسسات تدعم السوق وقبل ان توجد قوانين ثابتة للعمل ضمنها بحيث يكون عادلا واعتقد انه لو كانت الدولة تتحكم بالخصخصة بقوانين لما حدث ماحدث.
يشبه الباحث ميكيل نظام الحكم في الاتحاد السوفيتي بالمستعمرات الافريقية من حيث الفساد في تقسيم الكعكة. فشلت فيها عملية الديمقراطية في كل الفترات بسبب الصراعات الداخلية فيها كانت عنيفة حتى في 1917.

مكارم ابراهيم
المصدر:

http://rudar.ruc.dk/bitstream/1800/2480/1/Sovjetunionens%20sammenbrud.pdf
الكاتب والصحفي David Price Jones (DPJ) مؤلف كتاب " The War that Never Was
الكاتب الامريكي النقابي" Jack F. Matlock"



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة الى التعايش السلمي !
- الاسلام فقط وماذا عن بقية الاديان؟
- اليسار الالماني يواجه حربا شرسة
- اليسار والاسترايتيجية الفلسطينية
- حكومة نسائية يسارية للدنمارك
- محرقة اليهود أسطورة أم حقيقة؟
- العراق بحاجة الى ثورة فكرية
- أمريكا وحقوق الانسان/شِعاروتطبيق
- الصراع الطبقي في الدول الاسكندنافية
- المجد لأبطال مريرت في المغرب
- الإغتصاب في الغرب بالأرقام
- العولمة وتسونامي الازمة المالية
- وأخيرا اليساريون كانوا على حق!
- الدعم الغربي الى ليبيا وافريقيا
- الى نوري المالكي
- المتمردون الشباب والرأسمالية
- حوار مع الكاتبة العراقية مكارم إبراهيم
- الليبرالية الحديثة!
- تحقيرالطبقة العاملة وراء أحداث لندن
- احداث شغب في لندن!


المزيد.....




- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مكارم ابراهيم - أسباب إنهيار الشيوعية السوفيتية من مناظير مختلفة !