أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - من الذي سقط ويسقط الان!؟














المزيد.....

من الذي سقط ويسقط الان!؟


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 03:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في اللغة العربية؛ السَّقْطةُ: الوَقْعةُ الشديدةُ. سقَطَ يَسْقُطُ سُقوطاً، فهو ساقِطٌ وسَقُوطٌ، هي واحدة من أكثر المفردات انتشارا منذ نيسان 2003م، حينما انهار نظام صدام حسين وهرب رئيسه الى تلك الحفرة البائسة، ومن ثم تهاوى كامل هرم الدولة العراقية بمؤسساتها، وهروب القائمين عليها، بين سقوط وهروب الى خارج البلاد بما حملته حقائبهم من خفيف الوزن ثقيل النوع، أو انكفاء في بيوت وملاذات حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود!؟

وخلال سنوات طويلة سادت هذه المفردة وشاعت بين كل الناس، حتى أصبحت مصطلحا يدلل على نهاية صدام حسين ونظامه، الذي سقط حقيقة قبل احتلال الأمريكان للبلاد بسنوات طويلة، حينما تجاوز ذلك النظام كل الأعراف والمواثيق الدولية والثوابت الأخلاقية والقانونية، وتعامل بوحشية مع شعبه وأهله ورفاقه، فسقط منكفئاً في ذاته حتى تحول الى محطة للسخرية والتهكم من لدن كل الأهالي بمن فيهم الكثير من تنظيماته المدنية والعسكرية التي كانت تعبر عن استيائها الشديد منه ومن سلوكه الدكتاتوري والعشائري المقيت، فتخلت عنه تماما منذ الأيام الأولى للحرب؟

ان ما يجري اليوم في منطقة الشرق الأوسط عموما هو استكمال لعملية السقوط التي بدأت في بغداد، وتأخذ مدياتها في كل عواصم الدكتاتورية التي تلغي الآخر وتكثف السلطات بيد شخص أو حزب أو عرق أو قوم أو دين أو مذهب، في بلدان تنوعت فيها كل هذه الانتماءات وتم اختزالها لصالح دكتاتور مريض أو حزب فاشي التهم بقية الأحزاب والحركات ليؤسس جمهورية الرعب والخوف والإلغاء.


لقد حاولت كثير من وسائل الإعلام تعريف السقوط على انه سقوط بغداد أو العراق، لكي توحي للرأي العام بان الذي سقط هو العراق وليس ذلك النظام الفاسد، في محاولة لإعاقة عملية التغيير والإصلاح والبناء، وتشويه ما حدث ويحدث لصالح أولئك الذين سقطوا واقرانهم في عواصم الدكتاتوريات، التي تتهاوى اليوم وتسقط أنظمتهم البائسة، ليكتشف العالم عارات أولئك الذين كانوا يغطون بدائياتهم وجرائمهم، بشعارات وتسميات اقلها إنهم منقذي الأمة وحماة الشرف والحضارة ومناضلي الوحدة والحرية والعدالة، بينما أزاحت عملية السقوط ذلك الستار الحديدي وتلك الغشاوة عن حقائقهم، لتظهر أبشع ما يتصوره المرء في سلوكهم وعلاقاتهم وجرائمهم، وابعد ما يكونوا عن الشعب وعن تلك الشعارات الرنانة الفارغة.

ان من سقط في الأمس ويسقط اليوم، هو تلك الأنظمة وأحزابها ورموزها، وليس الشعوب التي ترمم ما خربته تلك النظم الدكتاتورية ونتائج سياساتها، التي عرضت بلدانها للحروب والاحتلال أو التدخل الأجنبي، كما حدث في العراق ويحدث في ليبيا، وهي ما زالت تحاول إسقاط دولها وأنظمتها الجديدة من خلال تشبثها بالسلطة وتدمير البلاد وإغراقها في دوامات العنف والدماء كما حصل وما يزال في العراق وليبيا وسوريا واليمن.

حقا لقد بدأ سقوطهم في بغداد وها نحن ذا نشهد سقوطهم المخزي في تونس وطرابلس وصنعاء ودمشق وكل العواصم الجميلة التي حاولوا تشويه صورها وتاريخها ونظافتها، وغدا ستعود بغداد ودمشق والقاهرة وشقيقاتهم من مدن الشرق الجميل الى عهد تاريخهم العريق منارات للحضارة والحرية والانعتاق.



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفاح محمود من الاعدام الى شاشات الاعلام!
- بطانات الطغاة وحلقاتهم الملساء؟
- ارحلوا فقد صدأت كراسيكم؟
- دكتاتورية الفساد والافساد؟
- جناح سقط وآخر يحتضر؟
- المعارضة بين البرلمان والشارع؟
- انهم يسرقون الكحل من العيون؟
- مدن تغمرها القرى؟
- من اجل مستقبل مشرق... لنتحاور*
- الاعلام العربي وحق تقرير المصير؟
- الاقليات في العراق وصراع الوجود
- كاتدرائية النجاة والاسئلة الموجعة؟
- الحواسم وبازار المناصب؟
- مبادرة البارزاني والعهد الجديد
- بين كلاله واربيل يجتمع العراق
- ما أحوجنا لحجارة المتنبي؟
- برلمان أم مجلس لتنابلة السلطان!؟
- حكومة عراقية.. أم ممثلية لدول الجوار؟
- إرجعوا من نصف الطريق!؟
- اسئلة مشروعة؟


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - من الذي سقط ويسقط الان!؟