أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - هل يمكن ان تكون طائفيا ووطنيا في ذات الوقت؟














المزيد.....

هل يمكن ان تكون طائفيا ووطنيا في ذات الوقت؟


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 3503 - 2011 / 10 / 1 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/للطائفية ثقافة وللوطنية ثقافة. ليستا ثقافتان متناحرتان، بالضرورة ، لكنهما ينأيان عن بعضهما في التشكيل الوجداني، وفي التعبير عن هذا التشكيل في الابداع والسياسة والمنظومات الحقوقية. يكفي القول ان ثمة في الثقافة الطائفية مواطنون (من اتباع طائفة اخرى) من الدرجة الثانية.. هذا في السعودية كما في ايران، وثمة في الدولة الوطنية المستبدة، مقابل ذلك، مواطنون من الدرجة الثانية، من وطنيات اخرى، كما في انظمة الحزب والانظمة العسكرية.
الخدعة الطائفية الجديدة تتمثل في تصنيع وطنية زائفة لمشروع الدولة الطائفية، وتذهب الى الايحاء بان الطائفي اكثر وطنية من الوطني، ويضرب مثلا هنا، في حزب الله اللبناني الذي يحرس حدود الدولة الوطنية، وحيدا، وعنيدا، ومقاتلا، ومقاوما، فيما تتساقط (في اكثر من منعطف) جميع هذه التوصيفات "الوطنية" في اول تهديد للمكانة السياسية للطائفية. حدث ويحدث ذلك في طائفة من الدول التي تتقاسم صراع الطائفية والوطنية.
ان تكون وطنيا وطائفيا في نفس الوقت، تكون قد كذبت علينا وقبل ذلك على نفسك، وقد كذب علينا وعلى نفسه، وما زال كثيرون. صدام حسين استخدم المساران في لعبة الترويض والعض على السلطة: الوطنية العراقية في اعلى نبراتها الخطابية بوصفها شعارا آنيا للتعبئة الى الحرب وبهدف إخصاء الهويات والتنوع والعقائد والخيارات غير المرغوب فيها، ثم الطائفية الدينية في اقبح تجلياتها من اجل تصليب عود النخبة الحاكمة ودفع اتباع الطائفة (الطوائف) الاخرى الى مرتبة مواطنين من الدرجة الثانية، ومغلوبين على امرهم.
وثمة دائما في الصراعات الوطنية والطائفية منطقة وسط (معتدلة) ترفض غلو الوطنية والطائفية معا. منطقة هشة (في ظروف الاضطراب والصراع على السلطة) لكنها تتنامى في مجرى توحش الصراع الطائفي وظهور اسنان فتاكة لمشروعه السياسي، في حين تواجه هذه المنطقة المعتدلة بما تمثلة من شرائح واصوات وهياكل هجمات الطرفين، الاكثر طائفية والاكثر وطنية.
يتكرر ذلك كثيرا، فالاعتدال غالبا ما يكون ضحية المتصارعين المتطرفين، وفي مرمى نيرانهم، وثمة الكثير من الظروف يتوحد فيها الوطنيون والطائفيون لدحر الاعتدال بوصفه خطرا محدقا بهم.
ودائما، في الدولة الوطنية التقليدية اللاديمقراطية، ثمة مواطنة موزعة على درجات، ضحيتها الوطنيات الاخرى، ودائما، في الدولة الطائفية النموذجية ثمة مواطنون من درجة ثانية، مهمشة، هم اتباع الطوائف الاخرى، والمعروف، ان دولا طائفية واخرى وطنية تمسك الان مفاتيح العلاقات الاقليمية وما يتصل بها من امن وتجارة وثقافة.
في دول الخليج، مثلا، ثمة بحران يتلاطمان بعنف، الوطنية والطائفية، حيث باءت بالفشل صيغة الدولة الوطنية (الاقطاعية) التي دست هويتها الطائفية خلف شبكة من اعلانات النيون الدستورية وبعض الاجراءات الديمقراطية الشكلية (الانتخابات) لتسويق شرعية حكم الاقلية، وفي المقابل اخفق ضحايا التمييز الطائفي في تقديم مشروع الدولة المدنية كبديل عن الحكم القائم، وفيما يستنجد حكم الاقلية بحلفائه (اقليات حاكمة)في المنطقة، يبرز خطر التحزب الطائفي من الجانب الآخر على سطح حمية مشروعة للحفاظ على النوع الطائفي.
ثمة سؤال مغرق بالتبسيط: لماذا لا نجد ظلا للاحتراب الطائفي او الوطني في الدول الصناعية، فيما نرصده في دول التخلف؟.
*
" لا يكفي ان تكون في النور لكي تري بل ينبغي ان يكون في النور ما تراه".
العقاد






/



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتراب طائفي .. هذا ما يحصل في العراق
- الغرب والدكتاتوريات.. ماض سئ السمعة
- هادي المهدي.. القاتل -معلوم- هذه المرة
- فرزات.. انهم قطع غيار
- كاظم الحجاج.. مرثية توماس اديسون
- القاعدة في اوربا.. فوق النظر وتحت السيطرة
- الحراك السوري.. معارضتان وسلطة واحدة
- الطفل المدلل الذي صار سفاحا
- افتحوا ملفات المافيا العراقية
- مقتل ابن لادن.. عراقيا
- -الجزيرة-.. هل غيرت مسارها؟
- خيارات المالكي.. المُر والأمَرّ منه
- اليمن: 12 الف سنة حرب وانجلز مرّ من هنا
- اسقاط نظام المالكي.. رأي آخر
- الخبز والحرية
- لماذا يُستهدف المسيحيون؟ ومن الذي يستهدفهم؟
- الوزارة المالكية الثانية.. تأشيرات مبكرة
- قراءة لتشوهات الصراع السياسي في العراق
- كانوا يتكلمون الفصحى
- مقاضاة -العالم-..


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - هل يمكن ان تكون طائفيا ووطنيا في ذات الوقت؟