أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بن جبار محمد - التخلف كممارسة يومية














المزيد.....

التخلف كممارسة يومية


بن جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3502 - 2011 / 9 / 30 - 18:11
المحور: المجتمع المدني
    


لسنا بحاجة لخبراء البنك الدولي ومستشاري منظمات الأمم المتحدة المتخصصة لمعرفة أننا فعلا بلدا متخلفا بامتياز ودون الخوض في حساب المؤشرات وقراءة الإحصائيات و فحص البيانات..هناك مظاهر واضحة للعيان ولا تحتاج إلى جهــد كبير بل أن تلك المظاهر ذاتها تستفزنا يوميا و تفرض وجودهــا علينا و بإصرار.

1- مواكب الوزراء و الولاة الضخمة:
ما درج عليه المسؤولين في زيارتهم لمدننا و قرانا الموشحة بالبؤس , أن هؤلاء يتعمدون في إيذاء مشاعر المواطنين بمرافقتهم لمئات السيارات الفخمة في مواكب كرنفالية ضخمة و إستهلاك آلاف الغالونات من البنزين في مشاهد إستعراضية لا طائل من ورائها سوى البهرجة الزائفة و حرق الأعصاب و أستفزاز الناس .
في تلك الفترة الزمنية تعلق الأنشطة التجارية و أرزاق الناس و تغلق الطرقات و المنافذ و تؤمن له السماء و الأرض ريثما يمر السيد "الأكبر". في حين أن أحد رؤساء دول الشمال "الأروبي" يدشن أكبر مجمع تكنولوجي في القارة دون بهرجة و لا إستعراض قوة , كانت في رفقته مجموعة سيارات لا تتعدى الأربع .

2- الإجراءات الإدارية المعقدة :
لا يتعلق الأمــر هنا بالإستثمار الإقتصادي و التجاري لأن الأجانب أصحاب المشاريع قلما يداومون على نشاطاتهم , سرعان ما يغلقون مصانعهم و يفرون بجلودهم أو ينخرطون في المضاربات كوسيلة للربح السهل ذلك أن المناخ الإقتصادي و السياسي لا يساعد كثيرا على المشاريع الجادة و المبدعة . أنا أتكلم عن البيروقراطية بإجراءاتها المعقدة للحصول على وثيقة إدارية لتكوين ملف بسيط , بالإضافة الى الوقوف لساعات طويلة أمام الشبابيك فأنت مجبــر على الحصول على وثائق أخرى و تصاريح من مكاتب أخرى في متاهات جهنمية لا تنتهي. أما إذا تعلق الأمــر بسحب أجرتك من مراكز أو وكالات البريد فستخوض حرب ماراثونية مريرة مع إستنفاذ الكثير من الطاقة و الجهــد.

3- بلدان غنية و شعوب فقيرة
و هي من أكثر المفارقات التي تدعو للحزن , أن بعض البلدان العربية غنية جدا بمواردها الطبيعية و البترولية و المنجمية إلا أن السواد الأعظم من شعوبها تعيش تحت خط الفقــر و لا تكاد أسرة متوسطة توفير حاجياتها الأساسية إلا بصعوبة بالغة لتأمين المتطلبات الحيوية و الضرورية لسد الرمق و القلة القليلة تستحوذ على الثروات و ملايين الدولارات من الريع البترولي دون جهد يذكــر . نتج عن ذلك يأس شديد لدى الشباب الذي أدى به الى خوض غمار المغامرات الخطيرة في هجرات سرية فيها الكثير من المهانة و إهدار الكرامة و السقوط في أحابيل المنظمات المافيوية في البلدان الأروبية ناهيك عن الإستغلال و الإستعباد.

4- الإنتخابات الرئاسية : الفوز ب99 بالمائة
لا يرضى الرئيس الذي يعاد انتخابه إلا برقم 99 بالمائة أو أكثر , تزوير الانتخابات أمر مفروغ منه و لا يحتاج الى تدقيق و إنما نرى كيف أن النظام بكل أطيافه المدنية و العسكرية يتكالبون لتحقيق هذا الرقم دون خجل من شعوبها و الضحك عليه دون حياء , و يطلع علينا الناطق الرسمي بقراءة نتائج الانتخابات أمام مرأى العالم و كاميراته و بذلك أصبحنا أضحوكة العالم و مصدر تنذرو سخرية . و ينهي الناطق الرسمي مؤتمره الصحفي الدولي بقوله أن الانتخابات كانت نزيهة و شفافة و ديمقراطية و أن المجلس الدستوري سيبت في الطعون المقدمة لمكتب انتخابي أو أثنين على الأكثر .

5- تردي مستوى الخدمات
عند أول سقوط للمطر أو هبوب رياح أو إرتفاع درجة حرارة الموسمية تبدأ المتاعب في إنقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي يدوم ساعات طويلة تستمر مرات الى يوم كامل .
قبل عدة سنوات قال لي صديق أن المرحلة الآتية ستشهد مراحل مأسوية على كل الجبهات و لكن تفاؤلي الكبير لم يجعلني آخذ كلامه مأخذ الجد , قال لي بوضوح أن أننا سنشهد إنقطاعات متكررة للكهرباء بل أن أجهزتنا ستصاب بأعطاب بليغة و ضارة لا يمكن إصلاحها . و فعلا بعد سنوات , أهترأت الشبكات بشكل كبير لنقص الصيانة و عدم الإكتراث بغالبية السكان كما أنوه أن الإنقطاعات لا تخص سوى المدن الصغيرة و القرى النائية و قد حدث أنه في إحدى المدن الروسية الصقيعية أن أنقطع التيار الكهربائي فيها لعدة أيام دون أن تقوم الجهات المعنية بإصلاح الكهرباء هناك رغم وجود مبررات و أسباب تتعلق بقساوة المناخ فطلب الرئيس بوتين من وزرائه المبيت في تلك المدينة على الظلام حتى يقاسمون السكان معاناتهم .تردي مستوى الخدمات لا يقتصر على الإمداد الكهربي و إنما يمتد الخدمات الأخرى كالخدمات الصحية و المياه وشبكات الطرقات , ما يحزنني فعلا أن الطرقات التي تم إنجازها حديثا أهترأت و فسدت و لم تعد تصلح للسير عليها رغم المبالغ المالية الكبيرة التي رصدت لها أو أنها تم حفرهــا من جديد لأجل تمديد قنوات المياه أو الصرف الصحي ..الخ .

6- الإكتظاظ في وسائل النقل العامة :
رغم وجود ترسنات قوانين ردعية و تنظيمية تتعلق بالنقل و التنقل إلا أن الملاحظ و هذه هي السمة العامة التي نراها في الدول المتخلفة و هي الإكتظاظ في وسائل النقل حيث أن الحافلات تحمل أكثر من طاقتها الإستيعابية بعشرات المرات مما يعرض المسافرين الى أخطار متعددة إضافة الى المهانة و الحط من الكرامة الإنسانية و سهولة إنتقال العدوى و الروائح الكريهة . وسيلة النقل في حد ذاتها مستهلكة و قديمة لا تصلح للخدمة تنفث في داخلها دخان العوادم و الغبار و تنعدم وسائل الراحة.

الخاتمة :
أي شخص يمكنه تمييز هذه الأشياء و النقاط التي ذكرناه كمظاهر للتخلف العام و لا يمكن حصــرها لأن القائمة طويلة و ما يخفى على النظر هو أعظم و أسوء بكثير و خاصة أن بعض الأشياء لا تفصح عن نفسها إلا بمعاشرتها طويلا و معاينة للواقع البائس . التخلف أصبح كممارسة يومية عن قصد و عن غير قصد إلى درجة لم نعد نفرق بين الطبيعي و غير طبيعي .



#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصلاة خير من النوم.
- كفاكم دعارة !!!
- صديق من زمن الحرب
- عن نشأة العنف في الجزائر ..
- الجلاد في آخر أيامه
- فرنسا : التهديد القادم
- الحنين الاستعماري
- صديقي الكومبارس
- المومس و الإصلاحات السياسية
- الولاء للوطن أم الولاء للأسرة ؟
- فرحتنا لم تكتمل..
- إسلامية المعرفة و عزف الألحان
- قراءة للنص المرجعي- للإسلامية المعرفة -
- في النموذج الأندلسي
- النجاح : السير في دروب الفساد
- الشعب مهتم , الشعب غير مهتم
- لخبطة حقوقية


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بن جبار محمد - التخلف كممارسة يومية