أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد أبو شرخ - الصهيونية (31) .. المفهوم الصهيوني - الإسرائيلي للسلام















المزيد.....


الصهيونية (31) .. المفهوم الصهيوني - الإسرائيلي للسلام


خالد أبو شرخ

الحوار المتمدن-العدد: 3502 - 2011 / 9 / 30 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لإدراك الأبعاد الحقيقية للمفهوم الصهيوني - الإسرائيلى للسلام, قد يكون من المفيد العودة إلى أحد المؤتمرات الصهيونية الأولى (في عشرينيات هذا القرن), حين طرح أحد المستوطنين الصهاينة السؤال التالي: هل تريد الحركة الصهيونية الحرب مع العرب أم لا؟ ... وطرح السؤال على هذا النحو, يُلقي كثيرًا من الضوء على القضية موضع البحث, فهل السلام مسألة إرادة ورغبة، أم أنها مسألة بنية تشكَّلت على أرض الواقع، لها حركة مستقلة، تدوس كل من يقف في طريقها، بما فى ذلك دعاة السلام في المجتمع الإسرائيلي؟

ومن الواضح أن المستوطنين الصهاينة، في لحظات صدق كثيرة، تجاوزوا الاعتذاريات الصهيونية البلهاء, وأدركوا أن الأرض مأهولة, وأنهم جاءوا لاغتصابها, وأن أهلها لذلك سيشتبكون معهم دفاعاً عن حقوقهم, ففي خطاب له في 9 يوليو 1936م, أمام اللجنة السياسية لحزب "الماباي" عرَّف "موشيه شاريت" الثورة العربية, بأنها ثورة الجماهير, التي تمليها المصالح القومية الحقة، وأضاف أن الفلسطينيين, يشعرون أنهم جزء من الأمة العربية, التي تضم العراق والحجاز واليمن، ففلسطين بالنسبة لهم هي وحدة مستقلة لها وجه عربي، وهذا الوجه آخذ في التغير، فحيفا من وجهة نظرهم كانت بلدة عربية، وها هي ذا قد أضحت يهودية, ورد الفعل كما أكد شاريت, لا يمكن أن يكون سوى المقاومة, وفي 28 سبتمبر من نفس العام، كان "شاريت" قاطعًا في تشخيصه للحركة العربية, على أنها ثورة ومقاومة قومية, وأن القيادة الجديدة تختلف عن القيادات القديمة, كما لاحظ وجود عناصر جديدة في حركة المقاومة, اشتراك المسيحيين العرب, بل والنساء المسيحيات في حركة المقاومة، كما لاحظ تعاطف المثقفين العرب, مع هذه الحركة، وبيَّن أن من أهم دوافع الثورة, هو الرغبة في إنقاذ الطابع العربي الفلسطيني, وليس مجرد معارضة اليهود.

وقد توصَّل "بن جوريون" لنفس النتائج, وبطريقة أكثر تبلورًا عام 1938م, حين قال: " نحن هنا لانجابه إرهابًا وإنما نجابه حرباً، وهي حرب قومية أعلنها العرب علينا, وما الإرهاب سوى إحدى وسائل الحرب, لما يعتبرونه اغتصاباً لوطنهم من قبل اليهود، ولهذا يحاربون, ووراء الإرهابيين توجد حركة, قد تكون بدائية, ولكنها ليست خالية من المثالية والتضحية بالذات, يجب ألا نبني الآمال على أن العصابات الإرهابية سينال منها التعب، إذ أنه إذا ما نال من أحدهم التعب، سيحل آخرون محله, فالشعب الذي يحارب ضد اغتصاب أرضه, لن ينال منه التعب سريعًا... وحينما نقول إن العرب هم البادئون بالعدوان وندافع عن أنفسنا, فإننا نذكر نصف الحقيقة وحسب, ومن الناحية السياسية نحن البادئون بالعدوان, وهم المدافعون عن أنفسهم، إن الأرض أرضهم لأنهم قاطنون فيها, بينما نحن نريد أن نأتي ونستوطن، ونأخذها منهم، حسب تصوُّره " .
كان ثمة إدراك واضح المعالم, من جانب الصهاينة لطبيعة الغزوة الصهيونية, وطبيعة المقاومة العربية, ولكن السلوك الناتج عن هذا الإدراك كان متبايناً، فكان هناك نمط من الصهاينة, أدرك طبيعة الجرم الكامن في عملية تغييب العرب هذه, فتنكر لرؤية الصهيونية تمامًاً وتخلى عنها، وعاد إلى أوربا, وهناك كثيرون من حزب "بوعالي تسيون (عمال صهيون)" عادوا إلى الاتحاد السوفيتي بعد الثورة البلشفية, حتى يشاركوا في الثورة الاجتماعية, وحتى لا يشاركوا في الإرهاب الصهيوني, ولكن هؤلاء قلة نادرة, على ما يبدو، وعلى كلٍّ فإنهم يختفون تمامًا من التواريخ الصهيونية ومن الإدراك الصهيوني، ولذلك فهم لا يؤثرون من قريب أو بعيد في البرنامج السياسي الصهيوني, أو سلوك الصهاينة نحو العرب.

وهناك نمط ثان من الصهاينة, أدرك طبيعة المقاومة العربية, ولكنه لم يطرح رؤيته الصهيونية جانباً، وبذل محاولات يائسة, أن يعيد صياغة المشروع الصهيوني بطريقة تستوعب وجود العربي الحقيقي, وتأخذه في الحسبان, ولكن من المُلاحَظ أن مثل هذه الشخصيات, تحولت بالتدريج إلى شخصيات هامشية، من وجهة نظر صهيونية، تنتمي إلى منظمات هامشية, وتدافع عن رؤى هامشية, لا تؤثر في المركز أو الممارسات الصهيونية الأساسية, ولعل سيرة "يتسحاق إبشتاين" و"آرثر روبين", وكلاهما كان مسئولا عن الاستيطان الصهيونى, وغيرهما خير دليل على ذلك, فهؤلاء الصهاينة نظراً لاحتكاكهم الدائم بالواقع العربي، أدركوا مدى تركيبية الموقف, فطرحوا صيغاً مركبة نوعاً ما, مثل الدولة ثنائية القومية, وطالبوا بالتعاون مع الحركة القومية العربية, وأسَّسوا جمعية "بريت شالوم", ثم جمعية "إيحود", لإجراء حوار مع العرب, يعترف بهم ككيان قومي ولا يتعامل معهم كمجرد مخلوقات اقتصادية, ولكن المحاولات كلها ظلت في نهاية الأمر, تعبيراً عن ضمير معذب, أكثر منها ممارسات حقيقية, ولعل "يهودا ماجنيس", من أكثر الشخصيات المأساوية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، فقد أدرك الخلل العميق فى و"عد بلفور" منذ البداية, بإنكاره وتغييبه للعرب، وأدرك مدى عمق الصراع المحتمل بين المستوطنين الصهاينة والعرب, ولذا قضى حياته كلها يحاول أن يصل إلى صيغة صهيونية, تنيرها لحظة الإدراك النادرة دون جدوى, وانتهى به الأمر أن تنكَّر له مجلس الجامعة العبرية التي كان يترأسها.

ويمكن أن نذكر في هذا السياق "آحاد هعام", الذي رأى الدماء العربية النازفة, فولول وكأنه أحد أنبياء العهد القديم، يستمطر اللعنات على شعبه لما اقترف من آثام, ومع هذا نجده بعد ذلك في لندن, مستشاراً لـ"حاييم وايزمان"، في الفترة التي سبقت إصدار وعد بلفور، يدلي له بالنصيحة بخصوص كيفية الاستيلاء على فلسطين، ولا يُذكِّره من قريب أو بعيد بالمقاومة العربية أو بالدماء النازفة, وينتهي به المطاف أن يستقر هو ذاته على الأرض الفلسطينية، بكل ما يحمل ذلك من معان اغتصاب وقهر, ولكنه حتى وهو في فلسطين، بعد وعد بلفور، ظلت تخامره الشكوك بخصوص المشروع الصهيوني, وظل موقفه مبهماً حتى النهاية.

وهناك أخيراً النمط الثالث، وهو أكثر الأنماط شيوعًا, وهو النمط الذي يؤدي إدراكه لحقيقة المشروع الصهيوني, وأبعاد المقاومة العربية, إلى مزيد من الشراسة الصهيونية, لنضرب مثلاً على هذا النمط الصهيوني "بفلاديمير جابوتنسكي" , زعيم الحركة الصهيوني المراجعة, الذي أدرك منذ البداية, أن الصراع بين الصهيونية كحركة استيطانية, مغتصبة للأرض, والعرب أمر حتمي، فلم يختبىء وراء السحابة الكثيفة, من الاعتذاريات الصهيونية, عن الحقوق اليهودية الأزلية، كما لم يختبىء وراء الحجج الليبرالية, عن "شراء" فلسطين، أو وراء الحجج الاشتراكية عن "رجعية القومية العربية" , و خلافه من الاستراتيجيات الإدراكية، وإنما أكد دون مواربة أن الصهيونية جزء من التشكيل الاستعماري الغربي, الذي لم يكن بمقدوره أن يحقق انتشاره إلا بحد السلاح، ولذلك طالب منذ البداية, بتسليح المستوطنين الصهاينة, تمامًا مثلما يتسلح المستوطنون الأوربيون في كينيا وفي كل مكان، أي طالب بتعديل موازين القوى, بطريقة تخدم التحيز الصهيوني. فالعرب لن يقبلوا بالصهيونية, وتحيزاتها ورؤيتها, إلا إذا وجدوا أنفسهم في مواجهة حائط حديدي.

ونفس النتيجة توصَّل إليها "بن جوريون"، إذ أن إدراكه للمقاومة العربية, كان يحيِّده التزامه بالرؤية الصهيونية، ولذا توصل إلى أنه لا مناص, من فرض هذه الرؤية عن طريق القوة وحد السيف, ولذا لم يبحث الزعيم الصهيوني, عن سلام مع العرب، فمثل هذا السلام على حد قوله مستحيل، كما أنه لم يحاول أن يعقد اتفاقية معهم، فهذا ولا شك سراب، بالنسبة لـ"بن جوريون": "إن هو إلا وسيلة وحسب، أما الغاية فهي الإقامة الكاملة للصهيونية، لهذا فقط نود أن نصل إلى اتفاق مع العرب, إن لشعب اليهودي لن يوافق، بل لن يجسر على أن يوافق، على أية اتفاقية لا تخدم هذا الغرض. ولذا فالاتفاق الشامل أمر غير مطروح الآن، فالعرب لن يستسلموا في إرتس يسرائيل, إلا بعد إن يستولى عليهم اليأس الكامل، يأس لا ينجم عن فشلهم في الاضطرابات التي يثيرونها أو التمرد الذي يقومون به وحسب, وإنما ينجم عن نمونا نحن أصحاب الحقوق اليهودية المطلقة في هذا البلد".
واستمر يقول: "لا يوجد مثل واحد في التاريخ أن أمة فتحت بوابات وطنها للآخرين, إن تشخيصي للموضوع أنه سيتم التوصل إلى اتفاق مع العرب, لأنني أؤمن بالقوة، قوتنا التى ستنمو، وهي إن حققت هذا النمو، فإن الاتفاق سيتم إبرامه". وهكذا تم عقد اتفاقيات السلام مع العرب.

ولا يختلف "شاريت" عن هذه الرؤية, التي تذهب إلى أن المثل الأعلى الصهيوني, لابد أن تسانده القوة حتى يمكن فرضه على الواقع، وهو أيضاً يتبنَّى سياسة الحائط الحديدي، شأنه في هذا شأن "بن جوريون" و"جابوتنسكى": "لا أعتقد أننا سنصل إلى اتفاق مع العرب حتى تنمو قوتنا. ولكني أعتقد أنه ستحين اللحظة حين نصبح أكثر قوة وسنبرم اتفاقًا ثابتاً مع بريطانيا العظمى، كقوة مع قوة أخرى، وسنصل إلى اتفاق مع العرب كقوة مع قوة أخرى. لكن الشرط الأساسي هو ألا ينظر لنا العرب باعتبارنا قوة محتملة وإنما باعتبارنا قوة فعلية"
وقد أدرك "وايزمان" منذ البداية أن أي سلام مبني على العدل، أي يؤدي إلى إعطاء الفلسطينيين كافة حقوقهم السياسية والدينية والمدنية، عواقبه وخيمة، إذ أنه سيؤدي إلى سيطرة العرب على الأمور, فلو تم تأسيس حكومة في إطار هذا السلام العادل، فإن العرب سيمثَّلون فيها، وهي حكومة ستتحكم في الهجرة والأرض والتشريع وبهذا سيحقق الصهاينة السلام ولكنه "سلام المقابر", (على حد قوله). والصهاينة شأنهم شأن كل من في موقفهم، كانوا لا يبحثون عن سلام المقابر لأنفسهم، وإنما للآخرين، ولذا فالاتفاق الذي يتحدث عنه "جابوتنسكي" ثم "بن غوريون" و"شاريت" و"وايزمان", ليس اتفاقاً مع العرب, باعتبارهم كياناً مستقلاً له حقوقه وفضاؤه التاريخي, والجغرافي, إنما هو اتفاق مع طرف آخر, تم تغييبه أو ترويضه عن طريق القوة والحائط الحديدي، ولذا فهو يقنع بالبقاء حسب الشروط التي يفرضها الآخر, وهذه رؤية ولا شك واقعية, إذ كيف يمكن أن يتوقع أحد من العرب أن يرضخوا طواعية لرؤية تلغي وجودهم؟

وهذا على كلٍّ ما أدركه العرب منذ البداية، فرغم كل البيانات الصهيونية المعقولة عن السلام والحوار والتفاوض والأخوة العربية اليهودية, والأخذ بيد العرب، كان العرب يعرفون أن الصهاينة قد رفضوا أن يستقروا في المنطقة باعتبارهم رعايا عثمانيين, وأصروا على أن يأتوا تحت راية الاستعمار الإنجليزي, ورماحه وبمساعدة جيوشه وبوارجه، وأن وعد بلفور قد منحهم فلسطين، وأشار بشكل عابر إلى حقوق "الجماعات غير اليهودية"، أي أن الصياغة اللفظية نفسها لوعد بلفور, قد قامت بتهميشهم وتغييبهم على مستوى المخطط، ولم يبق سوى التنفيذ والممارسة, ولم يكن العرب غافلين عن المفاهيم الصهيونية, مثل "العمل العبري" أو عن المؤسسات الصهيونية مثل "الكيبوتس "و"الهستدروت" و"الهاجاناه" التي تستبعدهم وتستعبدهم وتُغيِّبهم, وفي علاقاتهم اليومية مع مؤسسات حكومة الانتداب, كانوا يعرفون أن بوابات وطنهم, قد فُتحت على مصراعيها ليهود الغرب, ليستوطنوا فيه، كما كانوا يدركون أنه بغض النظر, عن نوايا بعض المستوطنين الطيبة, وبغض النظر عن إدراكهم لطبيعة المشروع الصهيوني, وطبعية المقاومة العربية, فإن الواقع الذى كان آخذاً في التشكُّل كان واقعاً صراعياً، فالمستوطنون كانوا يهدفون دائماً, إلى زيادة عدد اليهود في فلسطين, وإلى إقامة كيان اقتصادي اجتماعى عسكري منفصل، وفي نهاية الأمر مهيمن.

وكان العرب يدركون تمامًا, أن الحديث العذب, عن التقدم الزراعي والصناعي وخلافه, إنما هو حديث عن التغييب وعن سلب الوطن, إن التقدم في إطار غير متزن من القوة لصالح المغتصب, يعني أن العربي سيفقد كل شيء، وبخاصة إذا كان الآخر, لا يعترف بالعرب ككيان تاريخي, وإنما كمخلوق اقتصادي, ولذا تغيِّر كثير من الشعوب المقهورة إستراتيجياتها التحررية, وبدلاً من البحث عن التقدم تفضل الدفاع, عن البقاء من خلال التشرنق.

ولعل هذا هو الذي يفسر رفض "موسى العلمي", لكلمات "بن غوريون" الحلوة العذبة, حين تقابلا عام 1936م, في منزل "موشي شاريت", فطبقاً لما جاء على لسان "بن غوريون", بدأ الحديث بترديد النغمة القديمة, التي أعدها عن المستنقعات, التي تم تجفيفها، والصحارى التي تزدهر بالخضرة، والرخاء الذي سيعم الجميع, ولكن العربي قاطعه قائلاً: "اسمع ياخواجه "بن غوريون"، إنني أفضل أن تبقى الأرض هنا جرداء, مقفرة مائة عام أخرى، أو ألف عام أخرى, إلى أن نستطيع نحن استصلاحها, ونأتي لها بالخلاص", وهنا مارس "بن غوريون" إحدى لحظات الإدراك النادرة, ولم يسعه إلا الاعتراف بأن العربى كان يقول الحقيقة، وأن كلماته هو بدت مضحكة وجوفاء أكثر من أي وقت مضى.

وهكذا أدرك الصهاينة والعرب, من البداية أن الصراع بينهما له طابع بنيوي, وأدركا أن السلام الذي يعرضه الصهاينة هو سلام المقابر، سلام مبني على الظلم والحرب.


ظلت بنية الصراع العربي الإسرائيلي واضحة, حتى عام 1967م مع هزيمة العرب، ومنذ ذلك الحين بدأ الحديث عن "السلام", والرغبة في التسوية من جانب الطرفين, ويرى دعاة السلام أن الرغبة في السلام من الطرفين العربي والإسرائيلي, أصبحت قوية وصادقة وحقيقية، وهو أمر قد يكون مفهوماً بالنسبة للعرب, بعد الهزائم المتكررة, ولكن الأمر بالنسبة للإسرائيليين, قد يحتاج إلى قليل من الشرح والتفسير, ويمكننا أن نـستنتج عدة أسـباب التي ولَّدت لـدى الإسرائيليين الرغـبة في السـلام
فلم تأت الانتصارات العسكرية, بالسلام للإسرائيليين, رغم أن الآلة العسكرية الإسرائيلية, وصلت إلى ذروة مقدرتها الحربية، بل إنها أتت لهم بالمزيد من الحروب, وتحققت النبوءة القائلة, بأن أقصى ما تطمح به إسرائيل, هو حالة من "الحرب الراقدة".
• اندلاع الانتفاضة التي فرضت على عدد كبير من المستوطنين أن يكتشفوا أن الحلم الصهيوني القديم بتوسعيته المستمرة أمر مستحيل، وأنه في إطار النظام العالمي الجديد من الصعب التمسك به
• منطق جيش الشعب النظامي والاحتياطي, لم يَعُد ممكناً بالسهولة, التي كان عليها سابقاً, وذلك بسبب مقتضيات الاقتصاد الإسرائيلي, في إطار النظام العالمي الجديد, والتكنولوجيا المتقدمة.
• لم يَعُد الإسرائيليون, قادرين على تحمُّل الحرب الدائمة, والاستنفار المتواصل، باعتبار أن الحرب الخاطفة الساحقة، أي الحرب بدون تكلفة بشرية واقتصادية عالية، لم تَعُد ممكنة.
• تزايدت تكلفة الحرب, وهو ما يعني تزايُد اعتماد إسرائيل, على الولايات المتحدة, والولايات المتحدة حليف موثوق به تماماً، ومع هذا بدأت تظهر عليه علامات تثير القلق, مثل تزايد المزاج الانعزالي, الذي قد يتحول في أية لحظة بضغط من القوى الشعبوية, إلى تحرُّك سياسي يرفض التورط في مغامرات خارجية , وإلى تخفيض المعونات الاقتصادية لحلفائه وعملائه.
• ومما يزيد الرغبة في السلام, عند المجتمع الإسرائيلي, أن الشعب اليهودي (أي الجماعات اليهودية المنتشرة في أنحاء العالم), قرر عدم ترك منفاه, وهو ما يثير قضية سبب بناء المستوطنات أساساً, هذا في الوقت الذي يتزايد فيه العرب, في الأراضي الفلسطينية التي احتلت قبل عام 1967م.
• وقد بدأت تظهر علامات الإرهاق, والتذمر في المجتمع الإسرائيلي, ويظهر هذا في أزمة الخدمة العسكرية, والتكالب على الاستهلاك.
• بدأ العرب يطورون نظماً هجومية ودفاعية, صاروخية وربما ميكروبية, تعادل القوة النووية الإسرائيلية.
• مسألة التسليم والاستسلام، وبخاصة بالنسبة للفلسطينيين حتى بعد أوسلو، لم تَعُد واردة (مَنْ يستسلم لمَنْ؟).
• رغم كل سلبيات اتفاقيات أوسلو, إلا أن قيام السلطة الفلسطينية, يشكل أول اختراق للعمق الإستراتيجي الإسرائيلي، إذ توجد كتلة بشرية ضخمة, لهـا مؤسـساتها وإرادتها وطموحاتها.
لا شك إذن في أن الرغبة الإسرائيلية في السلام حقيقية وصادقة, ولكن أي سلام ؟
بنية الصراع لا تزال قائمة، فالدولة الصهيونية هي دولة استيطانية إحلالية، اغتصبت الأرض وحاصرت سكانها, ولا يزال المستوطنون الصهاينة متمسكين بالأرض والسيادة عليها, وبمحاولة فرض سلام المقابر على الفلسطينيين, ولذا نرى أن ما حدث هو أن الرؤية العدوانية القمعية, لا تزال كما هي والسلوك العدواني والقمعي, لم يتغيَّر وما تغيَّر هو الديباجة والخطاب, نظراً لتغيُّر الظروف الدولية, وظهور النظام العالمي الجديد المبني على التفكيك والإغواء, بدلاً من المواجهة المباشرة مع شعوب العالم الثالث, ولذا بدلاً من دق طبول الحرب، فإن الإعداد للحرب يستمر, على أن تُعزَف نغمات السلام.

وتبدأ معزوفة السلام الإسرائيلية, بالمناداة بالبُعد عن عُقَد التاريخ, وأن تتناسى كل دول المنطقة خلافاتها لمواجهة الخطر الأكبر (الاتحاد السوفيتي سابقا ـ الإسلام حاليا), وأن نقطة البداية لابد أن تكون الأمر الواقع. وهذا المفهوم يفترض أن إسرائيل, ليست التهديد الأكبر، مع أن الأمر الواقع الذي يُطلَب منا, أن نبدأ منه يقول عكس ذلك, فهو أمر واقع مؤسَّس على العنف, ويؤدي إلى الظلم والقمع, وهو ليس ابن اللحظة, وإنما هو نتيجة ظلم تاريخي, ممتد من الماضي إلى الحاضر, وهذا الظلم والقمع, هو مصدر الصراع والحروب والاشتباك, فالمسألة ليست عُقَداً آنية أو تاريخية، وإنما بنية الظلم التي تشكلت في الواقع, ولا يمكن تأسيس سلام حقيقي إلا إذا تم فكُّها.

بعد تناسي عقد التاريخ, يطالب الصهاينة بوقف المقاومة, مقابل تسليم بعض المدن والقرى, التي لا "تنسحب" منها القوات الإسرائيلية الغازية، وإنما "يُعاد نشرها"، وهذا ما يسمونه "الأرض مقابل السلام", والقوات الإسرائيلية لا تنسحب، لأن أرض فلسطين هي أرض الشعب اليهودي، والقوات الوطنية لا تنسحب من أرض الوطن, وإنما يعاد نشرها فيه وحسب, ولذا رغم اتخاذ هذه الخطوة الرمزية الإعلامية, فإن الاستيطان سيستمر على قدم وساق (تحدَّث شامير عن استمرار التفاوض في مدريد لمدة مائة عام والمضي أثناء ذلك في الاستيطان), والقدس ستظل عاصمة إسرائيل الأبدية.

إن كل هذه التصورات للسلام, تنبع من إدراك أن أرض فلسطين, هي "إرتس يسرائيل"، وأن الإسرائيليين لهم حقوق مطلقة فيها، أما الحقوق الفلسطينية, فهي مسألة ثانوية، فالأرض في الأصل أرض بلا شعب, وتتبدَّى هذه الخاصية بشكل واضح ومتبلور, في المفهوم الإسرائيلي للحكم الذاتي , وتصوُّر إسرائيل لمستقبل المنطقة لا يختلف كثيراً عن ذلك، فالمركز هو إسرائيل, وهي التي تمسك بكل الخيوط، أما بقية "المنطقة", فهي مساحات وأسواق, وإسقاط عُقَد التاريخ هنا, يعني إسقاط الهوية التاريخية والثقافية, بحيث يتحول العرب إلى كائنات اقتصادية، تحركها الدوافع الاقتصادية التي لا هوية لها ولا خصوصية, هنا تظهر سنغافورة كصورة أساسية للمنطقة, وكمثل أعلى, بلد ليس له هوية واضحة, ولا تاريخ واضـح، نشـاطه الأسـاسي هو نشاط اقتصادي محض, وحينما يتحول العالم العربي إلى "سنغافورات" مفتتة متصارعة, فإن الإستراتيجية الاستعمارية والصهيونية للسلام, تكون قد تحققت دون مواجهة, ومن خلال "التفاوض" المستمر.

انقسم زعماء إسرائيل فيما بينهم, من دعاة التمسك بالأرض المحتلة, دون التنازل عن شبر واحد من الأراضي , مقابل من يطالبون بالتنازل عن بعض الأراضي, نظير الاحتفاظ بالصبغة اليهودية الخالصة للدولة, ولذا يمكن القول بأن الفريق الأول الذي يمثله ما يسمى باليمين الصهيوني (لا يملك رؤية للسلام), أما الفريق الثاني الذي يمثله ما يسمى باليسار الصهيوني, فله رؤية محددة للسلام, وقد فصَّل "بيريز" رؤيته هذه في كتابه "الشرق الأوسط الجديد" فهو يذهب إلى أن السلام, لابد أن ينطلق من نوايا جماعية لدى أطرافه المعنية, تدفع باتجـاه الثقـة, وتزيل مشـاعر الشك والقلق، ومن ترتيبات ومؤسسات مشتركة، فتصبح المنظمات الإقليمية, مفتاح الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة, وبالتالي، فإن القضاء على مشكلات الإقليم, لا يتم بالاتفاقات الثنائية، بل عن طريق ثورة عامة في المفاهيم, من هنا يجب أن تعكس السوق الإقليمية المشتركة, توجُّـهات جديدة في المنطقة, بحـيث يسـود نمط الحضارة الغربي، الذي أصبحت "السـوق" بمقتضـاه أكثر أهـمية من الـدول المنفردة، وأصبح الجو التنافسي, أهم من وضع الحواجز على الطريق, ولهذا، ينبغي ألا تؤجَّل العلاقات الاقتصادية, أو ترتبط بعملية السلام, إذ في الإمكان الشروع في تعاون اقتصادي, لامتصاص المعارضة السياسية، وفي الإمكان بالتالي أن تقوم العلاقات الاقتصادية, بتسويق العلاقات الدبلوماسية.

وهذه الرؤية, تقتضي توفير مناخات اقتصادية تطبيعية, تهمِّش الشأن القومي التاريخي, (العقد التاريخية كما يسمونها), وتلغيه وتُحل محله شأناً جيواقتصادياً جديداً، وهذا ما دعاه "بيريز" بـ"الشرق الأوسط الجديد", باعتباره وحدة متكاملة اقتصادياً وأمنياً وسياسياً، بما يحقق الهدف الإسرائيلي, المتمثل في "إسرائيل العظمى" عبر السيطرة على المنطقة, ويضمن أمنها عبر موافقة معظم الأنظمة العربية المشاركة, في مؤتمر "شرم الشيخ" على ضمان أمن إسرائيل, في هذا الإطار يمكن السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة, على جزء من أرض فلسطين المحتلة, على أن تظل هذه الدولة خاضعة للاعتبارات الأمنية الإسرائيلية.

أما رؤية اليمين, فترفض الفكرة السابقة, وتعارض أسلوب "بيريز"، باعتبار أنها أضعفت السياسة الإسرائيلية, وشلتها إستراتيجياً، فالمؤسسات والاتفاقات, التي ركزت عليها حكومات اليسار, فشلت جميعها في توفير الأمن لإسرائيل، ولذلك لابد من إجراءات أكثر حسماً، وإعادة ترتيب سلم الأولويات, وفق رؤية أخرى طرحها "نتنياهو" في كتابه "مكان تحت الشمس" ليكون:

- الأمن قبل الاقتصاد، والأرض ملازمة للأمن, وهو ما يعني استمراراً لفكرة العمق الإستراتيجي, فلابد من وضع أسس جديدة للمفاوضات, تستند إلى مبدأ "السلام مقابل السلام" بدلاً من مبدأ "الأرض مقابل السلام", الذي أدَّى إلى تراجُع مكانة إسرائيل الإستراتيجية, وعلى الجيش الإسرائيلي, أن يتولَّى مباشرةً حماية الإسرائيليين في أي مكان دون قيود أو حدود, والسلطة الفلسطينية مطالبة بتوفير الأمن لإسرائيل، أما الجولان فهو غير قابلة للتفاوض في هذه المرحلة, لأنها تشكل العمق الإستراتيجي لإسرائيل .

- الاقتصاد قبل السياسة، فإسرائيل القوية هي التي تجذب الاستثمار، وتصبح قوة اقتصادية تقود المنطقة، وتدخل الاقتصاد العالمي دون حاجة إلى جسر شرق أوسطي, لأنه جسر الفقراء, ولكن شعار "الأمن قبل الاقتصاد" لا يلغي الاقتصاد أو يغفله، لأن عنصر الأمن الداخلي الإسرائيلي, هو الشرط الأساسي لجذب الاستثمار وازدهار الاقتصاد, وترفض هذه الرؤية, فكرة أن تراجع عملية التسوية, يمكن أن يؤدي إلى تراجُع معدلات النمو الاقتصادي في إسرائيل، لأن الهجرة اليهودية, ستواصل تحريك الاقتصاد الإسرائيلي, بجانب التطور التكنولوجي والمساعدات الخارجية.

- السياسة قبل السلام، فالسلام يجب أن يُبنَى على مرتكزات موضوعية راسخة, بصرف النظر عن القادة والزعماء، لأن الفرق بين إسرائيل والعرب, هو الاختلاف في القيم السياسية المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان, وتنطلق هذه الرؤية, مما أشار "نتنياهو" إليه في كتابه من أن السلام الذي يمكن تحقيقه في الشرق الأوسط, هو السلام المبني على الأمن، أي الردع، إذ أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، في حين أن الدول العربية, جميعها ذات نظم استبدادية، وبالتالي فإن "سلام الردع", هو البديل الوحيد الممكن، فكلما بدت إسرائيل قوية, أبدى العرب موافقتهم على إبرام سلام معها لذا فإن الأمن، أي قوة الردع المعتمدة على قوة الحسم، هو العنصر الحيوي للسلام، ولا بديل عنه.

وثمرة هذا الموقف, هو غياب أية إستراتيجية للسلام, وكما يقول عزمي بشارة: "إن الليكود يكتفي بطرح الحكم الذاتي الموسع على الفلسطينيين في ظل السيادة الإسرائيلية ... في الحالة الفلسطينية، لا يقبل الليكود الأرض مقابل السلام، ويطرح مقابلها السلام مقابل السلام"

جاء في مجلة نيوزويك الأمريكية, أنه بعد أن قبل الرئيس السادات, توقيع اتفاقية "كامب ديفيد", طلب تخصيص رقعة ما في القدس, تُرفع عليها الأعلام العربية، فاقترح أعضاء الوفد الإسرائيلي, أن تُرفع الأعلام على المقابر العربية، أي أنه اقترح "سلام المقابر" , أما ديان فارتفع عن هذا قليلا,ً ووصف طلب الرئيس "السادات" بأنه "بقشيش"، أي أنه اقترح سلام السادة والعبيد, وما بين المقابر والبقشيش, يقع المفهوم الإسرائيلي للسلام.



#خالد_أبو_شرخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصهيونية (30) .. عسكرة المجتمع الإسرائيلي
- الصهيونية (29) .. نظرية الأمن الإسرائيلية (2)
- الصهيونية (28) .. نظرية الأمن الإسرائيلية (1)
- الصهيونية (27) .. الديموقراطية الإسرائيلية
- الصهيونية (26)..الإرهاب الصهيوني من عام 1967م وحتى إعلان الم ...
- الصهيونية (25).. الإرهاب الصهيوني حتى عام 1967
- الصهيونية (24).. التطهير العرقي في فلسطين أعوام (49-48-47)19 ...
- الصهيونية (23).. التطهير العرقي في فلسطين أعوام (47-48-49)19 ...
- الصهيونية (22) .. الإستعمار الإستيطاني حتى عام 1948م
- عودة إلى موضوع الهولوكوست
- الصهيونية (21) .. التخطيط للتطهير العرقي
- الصهيونية (20) .. الإرهاب الصهيوني حتى عام 1947م
- الصهيونية (19) .. الدولة اليهودية الوظيفية
- الصهيونية (18).. سمات المشروع الصهيوني
- الصهيونية (17)..موقف الجماعات اليهودية
- الصهيونية (16).. المدارس الصهيونية
- الصهيونية (15).. الشراكة مع النازية
- الصهيونية (14).. وجه آخر للاسامية
- الصهيونية (13).. العلاقة مع الدين اليهودي
- الصهيونية (12).. تغييب العربي عامة والفلسطيني خاصة


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد أبو شرخ - الصهيونية (31) .. المفهوم الصهيوني - الإسرائيلي للسلام