أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد أبو شرخ - الصهيونية (30) .. عسكرة المجتمع الإسرائيلي















المزيد.....

الصهيونية (30) .. عسكرة المجتمع الإسرائيلي


خالد أبو شرخ

الحوار المتمدن-العدد: 3501 - 2011 / 9 / 29 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المجتمعات الاستيطانية مجتمعات ذات طابع عسـكري, بسـبب رفض السكان الأصليين لها, وإسرائيل لا تشكِّل أيَّ استثناء, من هذه القاعدة، فهي مجرد تحقُّق جزئي لنمط متكرر عام, وقد ظهرت منظمات ومؤسسات وميليشيات عسكرية قبل عام 1948م, دُمجت كلها في مؤسسة واحدة، هي المؤسسة العسكرية الإسرائيلية, التي أصبحت العمود الفقري, للتجمُّع الاستيطاني الصهيوني.
ويتميز المجتمع الإسرائيلي بصبغة عسكرية شاملة قوية، فجميع الإسرائيليين القادرين على حمل السلاح, رجالاً ونساءً, يؤدون الخدمة الإلزامية, وينطبق على هذا المجتمع وصف "المجتمع المسلح"، أو "الأمة المسلحة", كما يصف الإسرائيليون أنفسهم.
وتتشكَّل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية, من العناصر العسكرية في المجتمع الإسرائيلي، وتضم هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، والضباط المحترفين فيه، وأجهزة المخابرات المختلفة، ومعاهد الدراسات الإستراتيجية، ومختلف التنظيمات التي يمتد إليها إشراف الجيش، وأفواج الضباط السابقين المنتشرين في المناصب الإستراتيجية, في مختلف أنحاء الدولة، بالإضافة لرجال الشرطة، والسياسيين الذين ارتبطت حياتهم, ومواقفهم بدور الجيش, ومع هذا فمن العسير جداً, تحديد حدود المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بسبب استيطانية الدولة الصهيونية ولا تاريخيتها، وبالتالي حتمية لجوئها للعنف, لتنفيذ أي مخطط، لهذا نجد أن إسرائيل, هي دولة تأخذ معظم الأنشطة فيها, صفة "مدنية – عسكرية" في آن واحد, وحيث إن معظم جيشها من قوات الاحتياط, يصبح من الصعب التمييز بين المدنيين والعسكريين، ويصبح في حكم المستحيل, العثور على حدود فاصلة بين النخبة العسكرية والنخبة السياسية، إذ يتبادل أفراد النخبتين الأدوار, ويقيمون التحالفات في الأحزاب والهستدروت والكنيست وغيرها من المنظمات.
ولا تمثل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية, بالنسبة لإسرائيل مجرد آلة مسلحة, لتحقيق أهدافها السياسية, ومصالحها الحيوية، ولكنها تتغلغل في معظم أوجه الحياة السياسية، بدءاً بإقامة المستوطنات, وتنظيم الهجرة إلى إسرائيل، وتحقيق التكامل بين المهاجرين إليها، وتنظيم البرامج التعليمية لأفراد الجيش، ومراقبة أجهزة الإعلام وتوجيهها، وتطوير البحث العلمي، إلى تحديد حجم الإنفاق العسكري, بما يؤثر على عموم الأحوال الاقتصادية للدولة، والتأثير على مجال الصناعة, وخصوصاً الصناعات الحربية والإلكترونية، ومجال القوى العاملة والتنمية الإدارية.
وتقوم المؤسسة العسكرية بدور مهم, في التأثير في وضع الأراضي العربية المحتلة, وتحديد الأراضي التي يتم ضمها إلى إسرائيل، وطرد العرب من هذه الأراضي, ويُضاف إلى ذلك أن المؤسسة العسكرية, تحتفظ بصلات وثيقة، بهدف التنسيق والمتابعة، مع معظم أجهزة الدولة, مثل وزارات الخارجية والمالية والتجارة والصناعة والعمل والتربية والتعليم والشرطة والزراعة والشئون الدينية.
وللمؤسسة العسكرية شبكة للعلاقات الخارجية, تشمل الاتصالات من أجل الحصول على معلومات أو أسلحة، والقيام بعمليات سرية في الخارج، وتدريب أفراد من الدول النامية على القتال.
وتُشكِّل وزارة الدفاع الإسرائيلية, وقمة جيش الدفاع, مركزاً لقوة سياسية واقتصادية واجتماعية, لا مثيل لها في العالم, باستثناء بعض أنظمة الحكم الديكتاتورية العسكرية, مثل جنوب إفريقيا (قبل سقوط النظام العنصري), فحجم التفاعلات التي تشترك فيها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية, تقدم نموذجاً خاصاً ومتميِّزاً لدور العسكريين، وهو الدور الناجم عن البُعد التاريخي للوظيفة العسكرية, المصاحبة نشأة الكيان الاستيطاني الصهيوني، وهو ما جعل عسكرة المجتمع الإسرائيلي, في جميع المجالات مسألة حتمية.
وسنتناول في هذا المبحث الجانبين السياسي والاقتصادي وحسب، مع علمنا بأن العسكرة عملية أكثر شمولاً وعمقاً وبنيوية.

• عسكرة النظام السياسي :

إن هيبة ونفوذ المؤسسة العسكرية في النظام السياسي الإسرائيلي, تنطلق من أن أهم المسائل في هذه الدولة, هي مسائل الحرب والسلام، والوظيفة العسكرية للدولة, تسيطر على الوجود السياسي, سواء في فترات السلم, نتيجة تعدُّد الوظائف التي تقوم بها، أو في فترات الحرب, بسبب ضرورة حماية البقاء الذاتي للبلاد وفرض سطوتها.
ولذا نجد أن العسكريين الذين يعملون من خلال هيئة أركان عسكرية مركزية, يهيمنون على التخطيط الإستراتيجي بل يحتكرونه, فهذه الهيمنـة هي التي تضـع التخطيط الإسـتراتيجي وتتخـذ الخطوات التكتيكية, وباستثناء العسكريين في الاتحاد السوفيتي السابق، يمكن أن يُقال إن الجيش الإسرائيلي هو المؤسسة العسكرية الوحيدة في العالم, التي لديها سـلطة تامة تقريباً, في المسـائل الإسـتراتيجية والتكتيكية, وقد تحولت وزارة الدفاع الإسرائيلية, إلى أهم مركز من مراكز القوى في إسرائيل, وازدادت أهمية هذه الوزارة في أعقاب عدوان 1967م، واقترنت في الغالب بقوة أعلى منصب رسمي في إسرائيل، أي منصب رئيس الوزراء، حيث إن كثيراً من رؤساء الوزراء, يأتون عن طريق وزارة الدفاع, وغالباً ما يحتفظون بها إلى جانب رئاسة الوزارة, ولعل مثال ذلك "بن جوريون" وتَمسكه بالمنصبين طوال حياته، وكذلك "بيجين" ثم "إسحق رابين" الذي اغتيل وهو يجمع بين المنصبين, ولاهم أيهود "باراك".
وتُعَد العلاقات بين الثالوث (رئيس الوزراء ـ وزير الدفاع ـ رئيس الأركان), محور العلاقات المدنية العسكرية، وأي انهيار فيها يؤدي إلى نتائج مأساوية, وقد حدث ذلك مرتين في تاريخ إسرائيل عام 1954م, بين "شاريت" و"لافون" و"ديان"، وفي عام 1981م ـ 1983م بين "بيجين" و"شارون" و"إيتان", ولكن التنافس غالباً ما يكون بين وزير الدفاع ورئيس الوزراء، بينما يقوم رئيس الأركان بالميل لرأي أحدهما ليقويه أمام نده.
وقد سعت الأحزاب الإسرائيلية، وبصفة خاصة بعد حرب 1967م، لضم القادة العسكريين اللامعين إليها, بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من الأصوات، وهكذا كانت الاتصالات تجرى مع هؤلاء القادة قبل تركهم مناصبهم, وجاء قرار الكنيست عام 1973م, بإباحة اشتراك القادة العسكريين في الانتخابات, ليتوج الدور السياسي للقادة العسكريين.
وتُعدُّ المؤسسة العسكرية في إسرائيل, مصدراً رئيسياً للتجنيد للمناصب الحكومية العليا, والمناصب السياسة الحزبية, حيث هذه المناصب الحزبية, ممرات شبه إجبارية لتولِّي مناصب حكومية, وتؤكد الدراسات أن 10% من كبار الضباط المسرحين, يتفرغون للعمل السياسي.
كما أن إدارة الوضع الأمني في المناطق المحتلة, سواء بعد حرب 1967م, أو بعد عملية إعادة الانتشار, في أعقاب أوسلو (2), أو لمواجهة حركات المقاومة الإسلامية, التي لم تضع سلاحها بعد (كحركتي حماس والجهاد الإسلامي), جعلت وزارة الدفاع والحكام العسكريين, ومجموعة الاستخبارات العسكرية, وقوات الشرطة في المناطق المحتلة, بمنزلة حكومة عسكرية مُصغَّرة, تقوم بمهام عسكرية وسياسية بارزة.
وتحمل السياسة الخارجية هي الأخرى, بصمة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية, فرئاسة الأركان والجهاز الأمني, هما الجهتان الوحيدتان, اللتان تتوليان منذ سنوات مهمة تقويم الوضع الأمني, وكما يقول "شلومو جازيت"، رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق، إنه لا يوجد في الجهاز المدني هيئة مشابهة لرئاسة الأركان, وشعبة الاسـتخبارات قادرة على تَفحـُّص المعطيات الأمنية, وبلورة الوضع القومي.

• عسكرة الاقتصــاد :

اتسم المجال الاقتصادي الإسرائيلي بالنزعة العسكرية, وخصوصاً بعد حرب 1967م، حيث تحوَّل الإنتاج العسكري, إلى الفرع الإنتاجي القائد في بنية الإنتاج والتصدير.
ويؤكد ذلك جملة من المؤشرات لعل من أهمها:

• تزايد الإنفاق العسكري من 18% عامي 1985م ـ 1986م, إلى حوالي ثلث الموازنة المالية (33%), مع تزايد التزامات إسرائيل العسكرية, ومع زيادة تكاليف الصناعات العسكرية وتشعُّبها (صواريخ ـ أقمار صناعية ـ أسلحة نووية).
• تزايد حجم قطاع الصناعات العسكرية (سواء قطاع الصيانة أو قطاع الإنتاج), بحيث أصبح أكبر قطاع صناعي في إسرائيل, سواء استناداً لمعيار رأس المال الثابت أو اليد العاملة, حيث أصبحت تمثل 40% من إجمالي الصناعة في إسرائيل.
• دخول هذا القطاع في علاقات مشاركة, مع كبريات الاحتكارات الأجنبية, التي تمتلك فروعاً لها في إسرائيل, ومع الشركات الإسرائيلية الأخرى, الأمر الذي جعل القادة العسكريين, من أول المستفيدين من العمولات، بل أصبح بعضهم من كبار الرأسماليين في المجتمع الإسرائيلي.
• تطور الصادرات العسكرية المطرد, وتصاعُد نسبتها في الصادرات الصناعية، وهي تحتل في الوقت الحاضر إحدى المراتب الثلاث الأولى, من جملة عائد إسرائيل من العملة الصعبة, مع صناعة صقل الماس والسياحة.
• تسريح كبار العسكريين, لا يعني ملازمتهم للمنازل, في المجتمع الإسرائيلي، بل يعني تولِّيهم إدارة شركات صناعة الأسلحة, أو إدارات المصارف والمؤسسات الخاصة والحكومية والهستدروتية, حيث يُشكِّلون، حسب بعض التقديرات، ثلاثة أرباع مديري الفعاليات الاقتصادية, على اختلاف أنواعها.

ومنــذ قيامهـا تعطي إسرائيل الأولوية للإنفاق العسكري، طبقـاً للإسـتراتيجية الإسرائيلية, الهادفة إلى المحافظة على بقاء الجيش الإسرائيلي أقوى قوة عسكرية في المنطقة، وهو ما يتطلب الحصول على أحدث الأسلحة المتطــورة، واستـيعاب مستجدات التكنولوجيا الحـديثة، فازداد حجــم الإنفــاق العســكري بصورة مطـردة, فقد كانت نسبة الإنفاق العسـكري, من الناتج القــومي الإجمــالي أقل من 10% في مطلع الخمسينيات، ثم أخذت في التزايد مع كل حرب جديدة, حتى بلغت 32.8% بعد حرب 1973، وهي أعلى نسبة في العالم، كما أن نسبة الإنفاق العسكري من الناتج القومي الإجمالي, كانت أعلى من نسبته في سوريا أو في مصر، وهما البلدان اللذان تحملا العبء الأكبر في الصراع العربي الإسرائيلي, ولكن من المهم ملاحظة أن الازدياد الهائل في الإنفاق العسكري, الذي بدأ مباشرةً بعد حرب 1967م, اعتمد في الدرجة الأولى على المساعدات الأمريكية, التي لولاها لعجز الاقتصاد الإسرائيلي, عن تَحمُّل أعباء هذا الإنفاق الهائل.
وقد استمر معدل الإنفاق العسكري عالياً، وعلى سبيل المثال حكومة "نتنياهو" الأولى, لم تف بوعودها بتخفيض الإنفاق العسكري بنحو 5 مليارات شيكل (1.6 مليار دولار), بل رفعت الإنفاق العسكري بأكثر من ملياري شيكل عام 1997م، الأمر الذي يُعزِّز تمحور الدولة الصهيونية حول المؤسسة العسكرية, وقد ترافق الارتفاع الكبير في الإنفاق العسكري, مع نمو صناعة السلاح, التي أعطيت أولوية كبيرة, كي تصبح إسرائيل مكتفية ذاتياً, على صعيد التسلح، وكان أحد أسباب ذلك الحظر الفرنسي, على بيع الأسلحة لإسرائيل بعد حرب 1967م.
إن نمو صناعة السلاح وتطوُّرها الكبير قد أديا، أيضاً، إلى نمو ما يُسمَّى "المجمّع العسكري - الصناعي"، وذلك يعود إلى أن عدداً كبيراً, من المنشآت الصناعية أصبح يعتمد اعتماداً أساسياً, على العقود التي يحصل عليها من وزارة الدفاع، لذلك أصبح من مصلحة هذه المنشآت, تعيين جنرالات وضباط سابقين, في مراكزها القيادية, فالضباط في الجيش الإسرائيلي, يتقاعدون في سن مبكرة نسبياً (40 عاماً)، الأمر الذي يُفسح لهم مجال مزاولة مهنة جديدة, ومن الطبيعي أن تكون تلك المهنة إدارة شركات صناعية, تربطها علاقة بصناعة السلاح، ذلك أن لهم خبرة بالسلاح أولاً، ويستطيعون الاعتماد على علاقاتهم بالجيش ثانياً.
إن ظاهرة المجمّع "العسكري – الصناعي", موجودة في كل الدول الصناعية، وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية, لكن الموضوع في إسرائيل, يكتسب أهمية إضافية لأنه مكمل لظاهرة المجمّع "العسكري – السياسي" الموجود منذ قيام دولة إسرائيل؛ ذلك أن جنرالات الجيش الإسرائيلي يحتلون، بعد تَقاعُدهم، مراكز قيادية سياسية, وقد تركت عسكرة المجتمع الإسرائيلي, إضافة إلى الدور الوظيفي للدولة, آثارها على السياسة الخارجية للدولة، فأصبحت إسرائيل مصدراً للخبرات العسكرية والأمنية, إلى مناطق تغطي مساحة شاسعة من العالم, مثل دول أمريكا اللاتينية, وبعض الدول الآسيوية, وحتى بعض الدول الاشتراكية السابقة.
ورغم عسكرة المجتمع الإسرائيلي على المستويين السياسي والاقتصادي, إلا أن مكانة المؤسسة العسكرية قد اهتزت قليلاً في الآونة الأخيرة, فرغم أن هذه المؤسسة تشكل وحدة متماسكة, فإن العنصر "الإشـكنازي" هـو العنصر المهيمن فيها، هيمنته على الدولة الصهـيونية ككل. أما "السفارد" و"اليهود الشرقيون" فوضعهم متدني. فرغم أن بعض اليهود الشرقيين, قد تم تصعيدهم واحتلوا مناصب قيادية مهمة, فإن معظم هذه المناصب القيادية تظل في يد "الإشكناز" بالدرجة الأولى, كما أن ثمة أبواباً خاصة تُفتَح لليهود "الإشكناز" والغربيين وحدهم, في أسلحة بعينها مثل المخابرات والطيران, وغيرها من الأجهزة الحساسة, التي تفضي إلى وضع اجتماعي بارز بعد التسريح, كما أن الترقيات لا تُمنَح بيسر لغير "الإشكناز" والغربيين, وهو ما يُعتبَر نوعاً من إغلاق أبواب الحراك الاجتماعي أمام "السفارد"، وهذا ما يعني ترجمة التمييز العنصري لواقع طبقي، وتحوُّل المؤسسة العسكرية من بوتقة للصهر, وآلية كبرى من آليات الاستيلاء على الأرض الفلسطينية, وقمع أهلها إلى حلبة أخرى للصراع بين "السفارد" و"الإشكناز".
وإذا كان مناخ الحرب, يساعد على استمرار ومركزية المؤسسة العسكرية, في حياة الإسرائيليين، فإن ظهور مؤسسات أخرى, تحمل صور الريادة (جماعات المثقفين ـ الشركات ـ معامل الأبحاث ـ الجامعات), خفَّف من انفراد المؤسسة العسكرية بهذه الصورة الريادية, وأدَّت هزيمة الجيش الإسرائيلي العسكرية في أكتوبر 1973م, وفي جنوب لبنان, وعجزه أمام الانتفاضة, وإرتباكه وسؤ أداؤه في حرب تموز 2007م، إلى اهتزاز مكانة المؤسسة العسكرية والكثير من رموزها، وضرب نظرية الأمن الإسرائيلي.
وساهمت عملية التسوية الجارية للصراع العربي الإسرائيلي, إلى إضعاف مكانة الجيش الإسرائيلي, في الأوساط الإسرائيلية, كما أن تَصاعُد معدلات رفض ممارسات الجيش في الأراضيالمحتله, وجعل أخلاقياته موضع تساؤل, جعل كثيراً من الشباب ينصرف عن الخدمة العسكرية ويهرب منها.
وفي الآونة الأخيرة, لوحظ تدهور وتأزم العلاقات بين المؤسسة العسكرية , والمؤسسة السياسية, ويعود هذا إلى بعض الساسة, لوضع إطار جديد لطبيعة الدور الذي تمارسه المؤسسة العسكرية في النظام السياسي الإسرائيلي, لتصبح إحدى أدوات القوة الشاملة للدولة، وليس الفاعل الأساسي فيها، بمعنى أن يصبح الجيش الإسرائيلي "قوة احتراف" وليس "قوة ضغط سياسي", وهذا الموقف يتناقض مع إعلاء شعار "الأمن قبل السلام", الذي يفترض زيادة دور المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية.
لكن عسكرة المجتمع الإسرائيلي, لا تعني هيمنة المؤسسة العسكرية عليه, وتغلغل عناصرها في الهيكل السياسي والاقتصادي للدولة الصهيونية وإنما هو أمر أكثر عمقاً, ومن يدرس الظواهر الإسرائيلية ابتداءً من النظام التعليمي, وانتهاءً بأكثر الأمور تفاهة، سيُلاحظ الأبعاد العسكرية خلفها, فالبُعد الاستيطاني مرتبط تماماً بالبُعد العسكري، والهاجس الأمني أي محاولة قمع السكان الأصليين, يسيطر على السياسة العامة في كل القطاعات، وعلى سلوك الإسرائيليين، بل على أحلامهم وأمراضهم النفسية، فالمجتمع القلعة لابد أن يكون مجتمعاً عسكريا,ً يحاول أن يحتفظ بالمادة البشرية, في حالة تأهب عسكري دائم، إذ يُحتِّم البقاء حسب الشروط الصهيونية "قَهْر العرب".



#خالد_أبو_شرخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصهيونية (29) .. نظرية الأمن الإسرائيلية (2)
- الصهيونية (28) .. نظرية الأمن الإسرائيلية (1)
- الصهيونية (27) .. الديموقراطية الإسرائيلية
- الصهيونية (26)..الإرهاب الصهيوني من عام 1967م وحتى إعلان الم ...
- الصهيونية (25).. الإرهاب الصهيوني حتى عام 1967
- الصهيونية (24).. التطهير العرقي في فلسطين أعوام (49-48-47)19 ...
- الصهيونية (23).. التطهير العرقي في فلسطين أعوام (47-48-49)19 ...
- الصهيونية (22) .. الإستعمار الإستيطاني حتى عام 1948م
- عودة إلى موضوع الهولوكوست
- الصهيونية (21) .. التخطيط للتطهير العرقي
- الصهيونية (20) .. الإرهاب الصهيوني حتى عام 1947م
- الصهيونية (19) .. الدولة اليهودية الوظيفية
- الصهيونية (18).. سمات المشروع الصهيوني
- الصهيونية (17)..موقف الجماعات اليهودية
- الصهيونية (16).. المدارس الصهيونية
- الصهيونية (15).. الشراكة مع النازية
- الصهيونية (14).. وجه آخر للاسامية
- الصهيونية (13).. العلاقة مع الدين اليهودي
- الصهيونية (12).. تغييب العربي عامة والفلسطيني خاصة
- الصهيونية (11).. اليهودي النقي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد أبو شرخ - الصهيونية (30) .. عسكرة المجتمع الإسرائيلي