أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - هل تركيا واسرائيل في صراع على المنطقة العربية, ام أنّهما شريكان في مشروع واحد !؟















المزيد.....

هل تركيا واسرائيل في صراع على المنطقة العربية, ام أنّهما شريكان في مشروع واحد !؟


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ان بدأت ملامح "الربيع العربي" تتضح للعيان , وتبيّن بانها ملامح خريف, وليست ملامح ربيع عربي, كما اطلقت عليها وصورتها وسائل الاعلام الغربية, ومن ثم رددتها وسائل الاعلام المستعربة والعربية " الببغائية" . بعد هذا الوضوح, لدى البعض من الشعوب العربية ونُخبها, لحقيقة ما يسمى بالربيع العربي . برزت على الساحة قوتان اقليميتان , لا يشك أي مراقب حاذق ان لديهما الرغبة والارادة والبرامج والخطط التي يريدون من خلالها الهيمنة على المنطقة والتحكم بها وفق اجندات خاصة وبتشكيلات جغرافية سياسية جديدة . القوتان هما تركيا "الجديدة" ذات الصبغة الإسلامية والنهج العثماني الامبراطوري, واسرائيل "اليهودية العنصرية التوسعية" ذات العقيدة التوراتية الاسطورية, التي يشاركها الغرب هذه العقيدة الاسطورية . والسؤال المطروح هذه الايام هو : هل ان تركيا واسرائيل في صراع حقيقي على المنطقة العربية ام انّهما شريكان يعملان في مشروع واحد بعد ان اتفقا على تقسيم المنطقة ؟ ؟ الاحتمالان واردان ولهما ما يبررهما .
الاحتمال الاول : (صراع بين تركيا واسرائيل )
لهذا الاحتمال من الوقائع والمبررات ما يؤكد صحته " على الاقل من خلال ما يظهر في وسائل الاعلام" , فاسرائيل يبدو انها استبدلت حليفها القديم - تركيا - بحليف آخر هم - الاكراد – والاكراد حليف ناشئ جديد, وِضِعت نواته في شمال العراق . والجميع يعلم مدى رعاية واهتمام اسرائيل للكيان السياسي الكردي في العراق ومدى تحريضها للساسة الكرد في الدول المجاورة للعراق على الانفصال وتسأيس الدولة الكردية, على كل اراضي كردستان, في تركيا وايران وسوريا فضلا عن النواة في العراق . ومن البيّنات التي تؤكد ان ما يحدث هو صراع بين تركيا واسرائيل , حدوث التحالف بين اسرائيل والاكراد بعد وصول الاسلاميين في تركيا الى الحكم بقيادة – غول واردوغان " وافول نجم علمانية اتاتورك وتقويض سلطة وهيمنة العسكر على الحكم . وقد تكون اسرائيل - هنا - قد شعرت بخطر التحوّل التركي الى النهج الاسلامي, فسارعت بتنفيذ مشروعها المعروف باسبدال الانظمة العربية الدكتاتورية غير الموالية لها "بالكامل" بانظمة تقوم على تجزيء المجزء والفوضى والصراعات العرقية والطائفية والمناطقية الابدية - العراق انموذجا - هذه الحال أي الفوضى ربما دفعت في الوقت نفسه تركيا الى اغتنام الفرصة والشروع بمحاولات استقطاب تيارات الصراع " التغيير" العربي الى صفها, بغزل اسلامي مرة وبغزل وطني عربي مرة اخرى. فكانت قصة السفينة التركية المتوجهة الى غزة والتي هاجمها الاسرائيليون في البحر الأبيض . ومن ثم التهديدات التي اطلقها السياسيون الاتراك ضد اسرائيل, واللعب المباشر على قضية الشعب الفلسطيني, ذلك اللعب الذي ابهر العرب وجعل الشعوب العربية تتمنى ان يكون لديها قائدا مثل اردوغان او غول . حتى مع سوريا رأينا الاتراك يلعبون لعبة استقطاب الشعب السوري الى جانبهم . اذ اعلن رئيس الوزراء التركي بانه سيفرض حصارا وعقوبات على النظام في سوريا, واعلن اردوغان صراحة انه يريد اسقاط الرئيس الاسد باسرع ما يمكن , والسبب المعلن " طبعا " هو انتصار الحكومة التركية لحريات وحقوق الشعب السوري بكافة اعراقه وطوائفه . ونسي اردوغان ان نظامه في تركيا يطبق سياسة التتريك ضد اكثر من نصف الشعب التركي من غير الاتراك وخاصة الكرد الذين لا يسمح لهم التحدث بلغتهم الكردية مع ان عدهم يزيد على 25 مليون نسمة , هذا يعني ان ما يقوله اردوغان لا يعدوا ان يكون خطابا سياسيا استهلاكيا خادعا . يريد من خلاله تحقيق مآرب تركية ستراتيجية في مشروعها الجديد, فضلا عن اظهار تركيا امام العالم وكأنها دولة ترعى حقوق الانسان, وملتزمة بالمواثيق الدولية بهذا الخصوص . نحن لم ننس بعد ردود تركيا المتشنجة والغاضبة على فرنسا والاتحاد الاوربي يوم اعلنت فرنسا والاتحاد ان مذبحة الارمن التي حدثت في تركيا قبل عقود كانت ابادة جماعية . اذن تركيا ليست مع حقوق وحريات الشعوب وهي قطعا ليست مع الشعوب العربية في نيل حقوقها وحرياتها, بل ان الساسة الاتراك يتصيّدون مصالح تركيا في الماء العكر , الماء الذي عكرته اسرائيل ومعها الغرب , فميما اسموه بـ - الربيع العربي - وتوثيقا لصحة هذا الاحتمال رصدنا اثناء مراقبتنا للصحافة التركية مقالات تُؤكد ما ذهبا اليه وقد نشرت مؤخرا جريدة كونه ش (الشمس) التركية خريطة جديدة لتركيا مع تعليق قصير جاء فيه بما معناه "إن كنت تريد خريطة حقيقية لتركيا فهذه هي الخريطة". وكانت الخريطة تحتوي على بعض المدن والمحافظات العراقية من ضمنها دهوك والسليمانية وأربيل وكركوك والموصل وزاخو وتسع محافظات سورية وأقسام من اليونان وأرمينيا وقبرص وغيرها من الدول والمقاطعات الأوروبية والآسيوية. وهذا ما يفسر استماتة الزعماء الاتراك من اجل اسقاط نظام الأسد بقوى موالية لتركيا او يمكن استمالة تلك القوى للجانب التركي اكثر من أي طرف آخر .
الاحتمال الثاني ( مشروع مشترك بين تركيا واسرائيل )
وهذا الاحتمال يقول, بوجود مشروع مشترك بين تركيا واسرائيل, يقضي بتحقيق مصالح الدولتين معا , ولهذا الاحتمال ما يبرره من الوقائع والاحداث والمصالح . اذ ان تركيا تحتاج الى اسرائيل في قضية التمرد الكردي داخل تركيا, وخارجها , خاصة وان هذا التمرد قائم على الدعم المادي والعسكري واللوجستي والمخابراتي الاسرائيلي . وان هذا التمرد مرهون باسرائيل, التي استطاعت بعد الاتفاق مع تركيا ذات عام على جلب رأس التمرد الكردي " عبد الله اوجلان في صندوق من اوروبا وتسليمه الى تركيا . هذا فضلا عن الدعم الغربي الذي توفره اسرائيل للاكراد من خلال نفوذها في المؤسسات السياسية والشعبية الغربية وخاصة في امريكا . الى ذلك ترى تركيا ان اسرائيل بنفوذها الغربي قادرة على انهاء التأييد الاوروبي والعالمي للاكراد . كما تستطيع اسرائيل مساعدة تركيا بقدر كبير للانضمام الى الاتحاد الاوروبي وازالة العوائق التي اعترضت وتعترض هذا الانضمام . وتستطيع اسرائيل كذلك مساعدة تركيا في تحقيق حلمها باستعادة الامبراطورية العثمانية التي تجعلها الدولة الاقليمية الأكبر والاهم في المنطقة وقد يمهد استعادة تركيا لمقاطعات ودول اوربية كانت ضمن الامبراطورية العثمانية الى دخولها الاتحاد الأوروبي . هذه بعض من المصالح التركية المهمة التي تستطيع اسرائيل تحقيقها لتركيا او مساعدة تركيا على تحقيقها . اما المصالح الاسرائيلية لدى الاتراك فهي تنحصر في قضيتين , الاولى امنية , والثانية جغرافية سياسية عقائدية, تتمثل بتحقيق اسطورة اسرائيل الكبرى . وكلا القضيتين بامكان تركيا مساعدة اسرائيل فيهما بشكل كبير . امّا الامنية, فان خضوع المنطقة العربية لتركيا المتحالفة مع اسرائيل يعني منع كل ما يعكر أمن اسرائيل من خلال طريقين , الاول: صياغة وعي وثقافة اسلامية عربية تؤمن باسرائيل ارضا وشعبا ووجودا سياسيا واسطوريا ودينيا وتحّرم الحرب ضدها . والطريق الثاني لتحقيق امن اسرائيل فيكون من خلال القوة الضاربة لتركيا " العثمانية " الجديدة او من خلال الاثنين معا . اما القضية الثانية "الجغرافية" فان تركيا تستطيع مساعدة اسرائيل على اقامة دولتها الكبرى الاسطورية - من الفرات الى النيل - مقابل ان يكون لتركيا ما تبقى من المنطقة, وهو متبق كبير جدا, ولن تخسر تركيا في هذه الحال شيئا من اراضيها الحالية ولا من واقع حالها السياسي الراهن . ولن تكون مساعدة تركيا لاسرائيل بهذا الخصوص صعبة ولا مكلفة , اذا علمنا ان الغرب بقيادة امريكا مستعد للمساعدة بكل السبل والوسائل بدءا من الدعم المادي والسياسي والاعلامي وانتهاءا بالحرب . ولن تجد الحكومات الغربية صعوبة في ذلك داخل بلدانها لان شعوب تلك البلدان تؤمن باسطورة اسرائيل الكبرى والمخلص ومعركة هرمجدون . وقد اثبت بعض الاستطلاعات ان اكثر من 51 % من الشعب الامريكي يؤمن بهذه الأساطير وهو مستعد للإنخراط من اجل تحقيقها .
وأخيرا .. ربما لا تغطي هذه القراءة كل الوقائع والحقائق والاحتمالات على الساحة العربية المفتوحة حاليا على كل الاتجاهات . ولكن الاكيد انها تناولت ابرز احتمالين وهما الاقرب الى الواقع, ولا ينافسهما الا احتمال ثالث يجمع الاحتمالين معا من حيث المضمون ولكنهما يختلفان فيه من حيث الشكل وهذا الاحتمال هو ان المنطقة العربية وبفعل الظروف والحال الراهنة اصبحت منطقة "مُشاعا" فتكالب الطامعون عليها, كل يريد الهيمنة على اكبر قدر منها وكان من ابرز الطامعين واكثرهم تاثيرا وفعلا فيها هما , تركيا واسرائيل .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلَّم .. فطرة, تدوّن ذاكرة المكان ...
- المتاحف ادوات اتصال جماهيري بين اجيال الشعب الواحد المتعاقبة ...
- امريكا والدول الغربية -وصبيانها- من الحكام العرب يريدون اسقا ...
- العراق يستطيع الرد على الكويت وايران ولكن ... !!
- عقيدة -المخلّص- ومعركة -هرمجدون- وراء الاحداث العربية الراهن ...
- العرب عازمون على قتل العراق, وامريكا وايران تتصارعان على لحم ...
- النجيفي .. علاوي .. وللسقوط السياسي بقية ..
- تَمَيّز
- الجندي الذي مات قبلي
- انتفاضة الشعوب العربية , مشروع يُشرف ويُسعد العرب في اوله وي ...
- نعم, نحن بحاجة الى صدام آخر يُعيد لنا الكويت ويردع ايران وتخ ...
- هذيان في حضرة الوعي
- -العائلاتية- في السلطات العراقية .. هل هي انعدام لثقة المسؤو ...
- المطرب ..
- جمال الحلاق في -حريق- ه .. السؤال وحده هو الجواب, والجواب رح ...
- عباس مطر في مستشفى الكرخ
- بغداد ليست بحاجة للقمة العربية القادمة !
- مركز الرافدين للتدريب والمعلومات .. بناية متصدعة وادارة ضائع ...
- ثورات الشعوب العربية على حكامها الطغاة .. صحوة امة ام تدبير ...
- قانون حماية الصحافة والصحفيين 00 ام قانون حماية نقابة الصحفي ...


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - هل تركيا واسرائيل في صراع على المنطقة العربية, ام أنّهما شريكان في مشروع واحد !؟