طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 22:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رد على مقالة علال البسيط .في تشريع الاغتصاب في الإسلام
الكاتب
ما رأيت في أصناف المهانة والبلاء كالذي أصاب المرأة في القرآن، ولا قابلت ذلك منه بما بلغته المرأة المتمدنة من المكانة والنماء، إلا كان كصفعات البرهان على صفحات العدوان. فيا رحمة لهذه المرأة من جهل الديانة، ووعثاء البداوة , فما أرادها الاسلام إلا خاملة مغمورة, وساقطة مجزورة, ميتة في الأحياء مقبورة, وقارورة في الخيام مقصورة, مغلوبة مسلوبة, كأنها مصيبة مجلوبة.
وهذا المنشور الذي أسلمها لأتباعه ضعيفة مستخذية, منكوحة مستعطية, وصورها أنها إن كانت فوق الشياطين فهي دون الناس, إنما لجهل صاحبه بتصريف إحساسها, وقوة ضميرها, وتماسك وجدانها, وتمام عقلها. وما في الأرض( لو علم ابن آمنة) خلق أعظم من المرأة، وليس يدرك الرجل حقيقة نفسه حتى يخالط نفسها. ألا وإن أخلاق القرآن من أخلاق منشئه, وقد اندمج الناشر بالمنشور كما اندمج الثعلب في فروته, فهل ينسلخ الجلف الجافي من جلدته, وهل يعود المتنبئ الزائف عن دعوته؟ فلم يعرف المرأة إلا هولة من الهول، أو مسخا من المسوخ، وإلا شرا ماحقا وبلاء لاحقا, فلا تراها في وحي محمد إلا مخلوقة غريبة الاطوار, طريدة منبوذة في الديار, فافتن في انتهاك انسانيتها ألوانا وضروبا، والعدوان عليها من أتباع ملته أجيالا وشعوبا, فانتهبوها بأمره انتهابا, ورهنوها بين حائطين طفولة وشبابا.
ولم يدرك ابن الصحراء أن لها قلبا، وحسا مع هذا القلب، ونفسا مع هذا الحس، ورقة مع هذه النفس، وعقلا يجمع كل ذلك. فعظ يا محمد وعظوا واضرب واضربو واهجر واهجروا وإنك بعد لعلى خلق عظيم, فاللهم زدني في محمدك تحيرا.
هاهنا نطق القرآن بكلمة لو أنها في العصي والمرازيب كانت أغلظها، أو في التربية والتأديب كانت أبغضها, أو في المعاملة الاسانية كانت أوحشها, فاسمع إذا إلى ما جاء في المنطوقة القرآنية الرابعة والثلاثين من سورة النساء:
(وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا).
تذكر زبر المفسرين وكتب أسباب التنزيل أن محمدا ألفها عندما اشتكت له امرأة لطمها زوجها فاستعدت عليه، وتجرأت فطلبت القصاص منه، وجاء أبوها محمدا وقال: أفرشْتُهُ كريمَتِي فلطمَهَا, وإنَّ أثَر اللَّطْمَةِ بَاقٍ في وَجْهِهَا, فأراد محمد أن يعرفها ومن ورائها نساء المدينة، مكانة المرأة عنده وأنها أحط من الرجل قدرا، وأقل منه شأوا، وبدلا من إنصافها ادعى أن الله أوحى إليه بهذه الآية التي ذكرناها أعلاه، ثم قال لها:( أردتِ أمرا وأراد الله غيره) بمعنى أرادت العدل والنصفة والمساواة، وأراد محمد الميزة والهضم والإجحاف
تعليق...
وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً{32} وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً{33} الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً{34} وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً{35}
اخذ المشككون في كلمة ( واضربوهن) يضللون الحقيقة لنشر أكاذيبهم ليوهموا الناس على انه اعتداء على ألزوجته لأهانتها ... كما اعتبروا هذه الكلمة خلل واضحا في عدالة الله سبحانه.... ليس هم قمة في العدالة لكن ..نظرتهم الضالة هي التي جعلتهم يعتقدون هكذا... لذلك أصم الله وأعمى أبصارهم.. جعل الله الضرب أخر أسلوب في للإصلاح لإرغام بعض المعارضات من النساء بالموافقة على قانون تقسيم التركات بعد أن عرض عيهن عدد من الخيارات يقوم الزوج بتطبيقها على زوجه ألمعارضه وترك الضرب أخر الحلول .. لم تكن هناك أي مشكله في الحياة الزوجية كما لم يكن هناك إي اختلاف بين زوجين .. الضرب هو أسلوب تهديد .. لردع الزوجة وقد لا يصل الحال إلى الضرب ..ولكن له إبعاده هي أعلام الزوجة بان لا تنازل عن قانون التركات حتى لو وصل الحال إلى الضرب ... هناك بعض المضللين والكذابين ممن يطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث .. نقول لهم إن العائلة لا تتكون من رجل وأمراه فقط ..كي نقسم التركة مناصفة إنما هناك عدد من النساء والرجال.. فالمرأة تكون.. ابنه وأخت وأم وزوجه .. والرجل يكون ابن وأخ وأب وزوج .. فلا يمكن تقسيم التركات لا على اثنين ولا على ثمانية .. لان من المستحيل يحصل توافق في عدد الذكور والإناث ..
تتكلم مجموعة هذه الآيات عن زوجات معارضات لقانون تقسيم التركات والذي بموجبه تدنى نصيب الزوجة من الميراث إلى الربع والثمن... بعد إن كان نصيبهن النصف حسب قانون الجاهلي .. صنفت هذه الآيات النساء ثلاثة أصناف
1-الصنف الأول .. ظهر الصنف الأول من النساء كمعارضات بعد نزول آيات التقسيم وكان اعتراضهن (بأمنية) إي مجرد تمنيهن بزيادة نصيبهن من التركات إلى نصيب الرجل . من أبعاد المعارضة هي الضغط لتغير قانون التركات بما ينسجم مع مطامعهن المادية والاقتصادية التي تجعل للمرأة رصيد مادي يمكن أن تستخدمه كوسيلة لاستقطاب الرجال للزواج بعد وفاة أزواجهن.. رفض الله سبحانه الاستجابة لهن وطلب منهن أن يسألن الله من فضله في الأيمان والتقوى .. والله اعلم بمنافع ذلك التقسيم حسب المسؤولية الملقاة على عاتق الوارث في كل عائله سواء إن كان ذكر أو أنثى
قال الله
وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً{32}
لإقناع المعارضات عن أسباب تدني نصيب الزوجة لابد من تحديد إبعاد ذلك التقسيم.. قد جعل لكل وارث موالي إي إتباع ينفق عليهم من ميراثه وقد يتولى رعاية أسره بأكملها وهذا يعني إن مستوى المسؤولية عند الرجل تفوق المسؤولية عند المرأة فهو يحتاج إلى المال أكثر من الزوجة لأن الزوجة وأطفالها أصلا واقعه تحت رعاية الوارث .. هناك عقد يعقده الرجل مع رجل أخر من أقاربه أو غير أقاربه على نصيب من ميراثه حسب اتفاقيات ترتبط بينهما حسب ما تقتضيه المصلحة ألاقتصاديه والأسرية بالإضافة إلى إن هناك عقود قد إبرامها الرجل في حياته كعقد إيجار البيت أو المحل وما يترتب على تلك العقود السداد السنوي لها.. فان الله يشهد بما يتحمل الرجل من أعباء الحياة والله على كل شيء شهيد
وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً{33}
2- وهنا يظهر الصنف الثاني من النساء .. بعد أن بين الله الأسباب التي أدت إلى تدني نصيب المرأة وبين الالتزامات المترتبة على الرجل.. ( قوم) الرجال على النساء وفق تلك المسؤولية بزيادة نصيب الرجال على النساء ليس الهدف من التقويم هو جعل سيطرة ذكورية على المرأة أنما جعل وحدة القياس في التقويم تعتمد على مسؤولية الإنفاق على الأسرة ..لذلك الرجال قوامون على النساء ..ويظهر في الصنف الثاني نساء صالحات لم يعترضن على آيات التركات ..(قانتات أي ساكتات) لم يعترضن (حافظات..طاعات) للتنزيل بما حفظ الله.. بحدود ما انزل الله
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ
3- وهنا يظهر الصنف الثالث من النساء... وهو الصنف المعارض لتقسيم التركات ..كان أهل الجاهلية يقسمون الميراث منصفتا بين الزوجة والأبناء.. وعلى هذا العرف سارة الحياة الزوجية. ففي التقسيم الذي اقره الإسلام انخفض نصيب الزوجة مما أدى إلى نشوز الكثير منهن عن أزواجهن.. وتركن بيوتهن
الزوجة ترث زوجها بنسبة الثمن أذا كان لها ولد وان لم يكن لها ولد فلها الربع ... لم يستجب الله لمطالب النساء وهن يردن تغير شرع الله وعدله بما يشتهين ويرغبن بما في أنفسهن... كما لا يمكن أن تنتفع زوجه ويقع الضرر على الإفراد آخرين من الأسرة ... أمر الله سبحانه بمعالجة الموقف بالأمور التالية..
الأسلوب الأول .. الوعظ .. وهو توضيح للزوجة أبعاد التقسيم وأهدافه ألاقتصاديه في كيفية توزيع التركات على مستحقيها
الأسلوب الثاني.. هو الهجر في المضاجع للواتي لا يخضعن للموعظة
الأسلوب الثالث.. ضرب الزوجة .. وفي هذه المرحلة ينتهي دور الرجل في الإصلاح.. ولو أمر الله الرجل بضرب الزوجة في هذا الظرف لوقع الطلاق فعلا.. لان الزوجة أصلا نشزت عن بيتها مستخدمة الزوج والأطفال كوسيلة ضغط لتغير قانون التقسيم ...فلا يمكن للزوج ضرب زوجته أنما يضربها من لديه سلطة عليها كوالدها أو أخاها أو من هو وليها أو مسئول عنها ... فان انتهين عن المعارضة وستجبن لما أمر الله به فليس لكم عليهن سبيلا في هجرتهن او ضربهن
وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً{34}
عند نفاذا كافة الحلول ومن ضمنها الضرب ووصلت الأمور إلى الانفصال بين الزوجين يأتمر أهل المشورة والحكمة من أهليهما ...فان كان هناك نية للتراضي ولإصلاح يوفق الله بينهما .. أما قضية تغير قانون التركات أو زيادة نصيب الزوجة من الميراث فهذا من المستحيل .. فان كان هناك أي صيغه للتراضي فهي خارج قانون التركة حتى لو اضطر المؤتمرون بدفع مبلغ من المال مقابل عدولها عن المعارضة وعودتها إلى بيت زوجها... إن الله كان عليما بما وصل إليه الحال وخبيرا بخلقه.. كيف لا وهو خالقهم يعلم سرهم ونجواهم
وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً{35}
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
