أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب الجبوري - رواية: رحلة بلا اجابات - الفصل الاول















المزيد.....



رواية: رحلة بلا اجابات - الفصل الاول


شعوب الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 20:21
المحور: الادب والفن
    


في ظلال المقهى الخشبي، في برد شاطئ البحر، على جانب البحر، حيث المراكب وأصواتها، في رائحة البحر، والمقهى، والحانة، والوجوه، والروائح، وبين الحقائب الغريبة، ترعرع أبو يعقوب. أبن قرية (السل واد) الوسيم، الطالع السحنة، فتى مفتول العضلات، طويل القامة، تلمذ يومياته على يوميات المقهى صباحا، والمطعم بالظهيرة، والحانة مساءا، صوته عذب بحنجرته، والاهآت المستخرجة من صدره العاري الذي لونته اشعة الشمس، والمغطى بسترتة الداكنة وكوفيته البيضاء التي تغطي شعره الاشيب تعلو رأسه، محمولة أطرافها على كتفيه الفارعين. سترته الداكنة الرثة، كانت كمخزن متنقل، يخزن فيها علبة سجائره، والمفاتيح، ورسائل المغتربين المودعة الى أهاليهم المسافرين الى المجهول، والفتحات الاخرى من سترته يخبئ فيها كعادته قنينة خمرة العرق البلدي المعتق، ومزته المفضله، الفستق المحلي المالح المولع به.

عينيه السوداوين الواسعتين، مغرورقتان بحزن دفين، لوحت فيهما تواريخ، ومحطات، وموانئ، وأرصفة، ووجوه، وأنتظارات لم تزل معاصيها دامية، حين يرفع صوته في أخر الليل عند شاطئ البحر، وهو يغني مخمورا، غناء نشيج، وشيح، تتسرب فيه عذوبة الحان الأم والاب والحبيبة والأنتظار المؤبد الأليم.

تعلم ابو يعقوب الكثير من خلال أختلاطه بزبائن المقهى، كان يشارك البحارة بالحديث عن البحر، ومشاكل الصيد والتأملات، في نهار المقهى البحري، كان يلوذ بعمله صامتا وهو يقدم خدماته لزبائنه الجدد الطارئين، وليلا مع ندمائه يتدرب على المجادلات الكلامية، وأبتكار الحان الغناء بطريقته الخاصة في الاداء وبصوته الرخيم، الحزين.. تسمعه وكأنه ينادي مناديا ما، يزداد تأملا بمساحات صوته وهو يستغرق بالاداء والاحتساء.

كان يتقن فن التعامل مع الاخرين، ويعرف لغات، ولهجات، وأشخاص، ووجوه وأصدقاء من الجنسين. لا يكل من الحديث عندما تسأله عن فلان، يسرد لك وقائع وأحداث لا تمر في تاريخ فلان نفسه من تفاصيل ودقة ومتابعة، وان سألته عن أمرأة يعرفها، يسرد لك قصة رحيلها، وطلاقها، وعشاقها، وقصصها الغرامية، أما غيرهن فيستجيب للصمت، أو لا يود الخوض في تفاصيل من لا يعرفهم. ولديه في زاوية المقهى صندوق خشبي قديم داكن، يخزن فيه مفاتيح من رحل عبر الميناء وترك له مفتاح داره، عله يرجع في يوم ما، ليسترده من أبو يعقوب، وذلك ان أحتمل الامر برجعوعهم.! ولا يدلل من كثر تراكمهن، وكثر قصص أصحابهن، أن أحد حاول العودة.!

رغم الصمت والهدؤ الذي يشهق به، الا ان الحركة والرشاقة بالانتقال بين الطاولات، ترسم له عند مغيب الشمس غناء بزفير حزين. له نفس ساكنة، وجهه وشفتاه يبرقان بطيبة نفسه، وروحه المرحة، وتأملاته تدل على التفكير بما يعرف كيف يدرك، تأمله للبحر، وعمق ذاته، وأأتمانات العابرون بكلماتهم الاخيرة، وسفرهم مع المطلق، ترسم أسفاره مع النجوم، والخمرة، والقمر وهو يستغرق في التأمل.

يرقص أبتهاجا في الليل حينما يسمع أصوات البواخر القادمة، يتعطش لمعرفة الاخبار مع رسائل القادمين، تستغرب وأنت تراه كيف يرحب بالقادمين عند الرصيف للمقهى البحري، وهو ينفخ بالحسرات تارة، ويصافح تارة اخرى، مدمن مودة، ولهفة عناق، يزداد ترحيبا، يشعل سجارته بكانون الفحم، وهو يعد الشاي والشواء، يكون مفعم بالحركة حين يمرر يديه بالمصافحة لصديق له، تعلوه الابتسامة، يبدد لك ما كان مخبئ قبل مجيئهم، وهو يسأل الجميع دون ان يعرفهم أحيانا عن مشقة السفر والبحر، تشعر بان معاشرته للزبائن ليس بمشكله، ترى مودتهم له من الجميع على محياهم، الا انه لا ينسى قنينته حين يقتنصها بين الحين والاخر، وهو يضرم النار وروحه تتأجج بالارتياح بقنينة خمرتة المتجددة.

لكن أحلامه أدمنت أن يكون أميرا للمعرفة، وحكيما بالعشق، ورجل ظليع بالغناء، وفيلسوف اخلاقي، وزير نساء لم ينجبه التاريخ بعد، وطاهي، كان يطلق أمانيه أثناء حوارت الليل المخمورة، وقلبه يتراقص بهجة وصبرا لهذا الحلم.

حنينه الدائم يتراقص لذة لأمه، حينما كان طفلا في القرية، وهي تراه يقطف التين ويجمعه بالسلال، وحينما يلعب مع أصدقاءه من أبناء القرية، وهو يتقافز السواقي والاحراش، أبو يعقوب، الوسيم، قوي البنية، رشيق الحركة، سريع الانتقال، وخص النظر، فائق ببداهته ولياقة لسانه.

ابو يعقوب يداعبه الحب، ومغازلة بنات قريته الشابات له، كان يطوف القرية عند المساء ليشم رائحة البخور، وهو يتطلع عن بعد لضؤ الفوانيس لغرف النوم الحجرية، كيف تتهافت، وهو متجه الى بيتهم، ورائحة أزهار حقول الصيف المسائية، تنقله بحمية لالتقاط قنينة الخمرة، لأنهاءها قبل الوصول، بلسعة نفس وعين بارقة وروح غارقة بالدفء، يقضي عليها.

لكن أكثرهم حبا، هي (حميدة) جارته، كانت تحب صوته الرخيم، وهو يغني في باحة داره، وأمتع ما أحبته فيه شجاعته، وروحه المتوقدة، ورجولته المتوهجه، وأفكاره الطموحة.

(حميدة)، كانت تدرك، بأن أبو يعقوب لن يكون كأبناء القرية الكسالى، ولم يمارس تجارته بأثمار المزرعة جشعا، ولم يكن تافها وفارغا، ولم يكن صاحب مهنة شريرا خبيثا وقحا، ولم يكن مبهرجا بالكلام ثرثارا غبيا كالقطيع.

(حميده)، لاتود أن تصبح الا صورة من خيال أبو يعقوب، لا تود الآنتماء الى قريتهم الا لما تراه في أبو يعقوب، فكانت محبوبة، رائعة، كأن آلها وقد شمعة وتركها أبدية بوجهها المشرق، وعيناها المتوهجتين كالبريق، وهي تعرض عن ذلك ببهجة لأبو يعقوب عند الحقل وهو يحاول تتبعها عند الجدول، وهي حاملة جرة الماء على كتفها، كان يقع عندها ظلالا وبهجة ونشوة. كانت تتمنى بحلمهما ان تتبع أبو يعقوب أينما جاب الارض معه، تكمل نصف دينها، بالحلال، على سنة الله ورسوله، وكيف ستناضل لأدخال البهجة الى ذاته العفيفة الرقيقة، عندما ستنتقل الى بيتها الزوجي معه، وسترافقه زوجة، وصديقة، ورفيقة، مدافعة عن أفكاره وطموحاته، في حمل كلمة الحق مع محبوببها الرائع، لفك طلاسم القهر والاستعباد المشاع.

أحب وأغرم به أبناء القرية، وهو يدخل ظلالا شذريا من الحب والتأمل في نفوس الناس وهذا ما كانت تسعد بسماعه حميده عنه دائما وهي تتمايل بخصرها اللدن. ووجهها تغسله أيماءتها الهادئة النبيله، وجبينها يتوقد بأفكار أبو يعقوب اللطيفة السامية، وحياته الطاهرة، وكلمته الحكيمة، وطموحها ببلوغ حلمهما، وحيازة ظمأهما وآلمهما عن التيه الذي بلغ به أبناء القرية عن عدم أأتمان ويقضة ترويهم لما يكفي من الشهيق والزفير لدورة حياتهم المتبقية.

لكن أبو يعقوب لم يبهج نفسه، ولم يكن راض بداخله عما كانت تستكشفه له تأملاته، كان هائما في الحقول، بين الاثمار، ولون الاشجار، يجلس عند الجداول، وظلال الاشجار، وهو يمضي بالتأمل، مطهرأ نفسه بالأستحمام في الجداول. كان يجالس بعض أبناء القرية تحت البرودة الشفيفة لظلال شجرة التوت، التي أعتادوا الجلوس عندها، واللعب وهم صغارا، هادئا وحركاته بالحديث تزداد تهذيبا وهو يسمع الاخرين، جعل الاخرين أكثر حبا وشغفا بحب لقاءه، يحمل البهجة في قلب من قابله، والاحلام والتأمل لا قرار لها، وهو ينظر الى الشجر ونموه، وجريان النهر، وحركة الغيوم، وتعاقب الليل والنهار، وعظمة شموخ الجبال، والكواكب والنجوم. كان يقضي ساعات طويلة يتأمل بهذه التعاليم الدؤبة الصماء. كان أحيانا يشعر بالجوع وقت الظهيرة ويستسلم للرجوع الى البيت وهو يتشهى وجبة طعام الغداء من أمه.

أبو يعقوب، أشرئب به الحزن والأمتعاض، وهذا التأمل يتغذى به طول الوقت. اخذ يفكر ببقاء أمه وحبه لأبيه وأبناء قريته وحميده، بقاءهم الفاني، أخذت هذه الصورة من تاملأته تضاعف فيه الامتعاض، وهو يتحسس أن هذه اللا أبدية في بقاءهم، يزداد بها آلما وأوجاعا. بدأ يتوجس وجع أبناء قريته بشيوخها ونساءها، وهو يراهم كيف يتعذبون، في أعمالهم، وكدحهم الذي يذهب سدى بلا عائد منفعة، ودون راحة بال لهم.

أخذ يهجس بجلوسه مع أبيه الجليل، المعلم، الشيخ الوقور، ورفقة مجلس لقاء حكماء القرية الاجلاء في بيتهم مساء كل يوم خميس، وهم بعد صلاة العشا، يتحدثون عن الفضيلة، والثواب، والصبر، وحسن الاخلاق، والضمير، والانتظار، وترقبهم ليوم أفضل من هذه الايام التي يتسامرون بها، بتبادل الحوار والحديث، كانوا ينعتوها بأيام قهر وجهل ومرض وأضطهاد مرّ. وهم يرددون فرحين بأمل فيما بينهم، على أن هذه أيام زائلة، لا يودون البقاء والاستمرار بها طويلا لتحمل الاثام والفواحش، وهم يدعون الله صبح مساء، أثناء صلاتهم وتسابيحهم، ان الله يرحمهم منها، ويكررلقائهم بحياة طاهرة أفضل، أبدية.

تصّبب هذه الكلمات بذاته زيتا تأمليا غزيرا، لروح لم تنتهي من عطشها لمعرفة ما يدور بهذه الكلمات من جوهر، وهو يرددها بتأملات وأسئلة، عن نصاب هذه الكلمات، وحكمتها، والرضا بها، وماهي علاقة النفس بهذا كله التي تابى الحياة دون تحقيقها اخلاقيا.؟ ومن هم القرابين المنتظرة لهذا كله؟ ومن تلك الروح المتعطشة لشرب دمائها؟ وهل أبناء القرية هم القرابين القادمون،؟ وهل أباءهم تزوجو وانجبت امهاتهم ليكونوا قرابين؟ ماهي الخطيئة التي اقترفوها، ليكونوا في قوائم المذنبين؟ ومن هو سعيد الحظ، وروعة شدة أنتظاره اليهم ليرتوي ضمأه بدماءهم.؟!

كان مزدحم التامل، متوهج بالاسئلة وهو يتناولها. لم هذا الخوف الذي يفوح به القلب،؟ ولماذا القلب وليس العقل؟ ولماذا العقل يختبئ من المواجهة، ويخفي نفسه عن القلب،؟ هل العقل مخلوق اخر.؟ هل بسببه أقترف القلب ذنوبا؟ أ لهذا يرتجف القلب ظاهرا ويخفي العقل نفسه باطنا عن جريمته، ما فعلته؟ وماذا فعل العقل، ومتى تظهر خطيئته؟ كي يستشف القلب سبب شدة أرتعاشاته وأضطرابه الدائم، والتخلص من هذا الاحساس بالخطيئة؟ أم أنهما مزحة أو أكذوبتان، والاثنان فانيان وليس لهما علاقة بالثواب والعقاب، والوجود والعدم؟ أم الأثنان يفقهان فن اللعبة.؟ وما شأن القلب والعقل والخوف والخطيئة من خلق هذا الكون ونهايته؟.

صحيح ان مجالس الحكماء في بيت أبيه الجليل، تعلم فيها الكثير من تلاوة وتجويد القرآن وحفظه، والتواشيح، والاحاديث، وسمع فيها روائع السير والقصص والحكايات التاريخية، وعن حياة الرسل والانبياء، والخلفاء الراشدين، والزاهدين. وكثير ما أوقفته سيرة حياة الخليفة (عمر بن عبدالعزيز)، وهي تتكلم عن الزهد، والارادة، والضمير، والحق، والثواب، وجزاء العقاب والخطيئة، والعقل والفكر، والموت والانبعاث، واليقظة المضطربة والنوم الهادئ النقي. كانت تلك الآماسي أوقظت فيه عمق التأمل وسبر الاغوار، وكيف ينتقل أحساس الرضا من خلال تأدية الأمانة بالصدق، وحفظ الارادة بها بأتمان.

كانت عند أبو يعقوب مجموعة مدونات، من كلمات مأثورة لفقهاء راسخون في العلم، وشعراء فطاحل في الحكمة والبلاغة، وله مزيدا من حكم الانبياء النقية، كانت تلك المدونات يراجعها، ويحفظها، وهو يتمتع بقراءة ملاحظاته، بروحة المزهوة، وكيف انتقلت هذه المعرفة، من الاحبار والاوراق وسلالات المعرفة التي تعلمها من مجالس ابيه الجليل الى فكره الوقاد. لكن كان تواقا لمعرفة ما تعلموه هؤلاء الحكماء-اللغز، وكيف؟ ولماذا هذا الرأي وليس ذاك؟. وهل كانت المعرفة المسترسلة بالمجلس، تنم عن خطاب توبات، لخطايا وفواحش مارسوها يوما ما، مما دعاهم للأعتراف بالذنوب، وأن يفيضوا بهذا الفيض الفكري الطاهر كله كتطهير ذاتي، وهل تغفر الخطايا والذنوب هكذا؟ على أعتبار أن الله غفور رحيم، وعفى الله عما سلف. هل أشعرتهم فياضة وكياسة معرفة ابو يعقوب بطهارة حكمهم بالثواب، ام أنهم ادركوا حسن أيمانه العميق اليقظ الوهاج بتعطشه لمزيد من المعرفة من علمهم الغزير،؟ وهل سعادتهم به، كأبتهاجه بما تعلمته (حميده) من دروس الحكمة،؟ كسعادته بقرأتها لمدوناته،؟ كانت (حميدة) تقرأه بسحر وشغف عن نفسها، وهي تكتشف ما كانت تجهله عن اهم الامور المبهمة.

كانت (حميدة) جديرة الاعجاب بأبو يعقوب السلوادي، بكلماته، واسئلته الحكيمة، وخلف ما يتركه من فكر وقاد رائع بذاتها. كان يردد قول الله فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا. وكانت تراه أحيانا كثيرة يحسب نفسه قريبا من الخليفة (عمر بن عبد العزيز) منه، وهو يتنقل بين زهد الدنيا وعالم الاخرة. لكن لم يستطع بلوغ ما بلغه الخليفة والخلفاء، ولم يمانع من محاولاته للأرتواء من ضمأه هذا من خلال مجالسة حكماء مجلس ابيه الجليل، الذي تعلم منها الفصاحة، والحكمة، والموعضة الحسنة، وهو يزداد يوميا شغفا بمعرفة العلوم والفقه، والمصير الابدي.

ذات يوم رأى (حميده)، طلب منها ان تتبعة الى الحقل، الى حيث شجرة التوت مقر لقاءهم الدائم. فجلسا يتبادلان الحديث وهما يتأملان ببعض منذ الاربعون عاما. تأهبا قبل مغيب الشمس، وهو يقول لها:

أسمعي حميدة، قررت ان اتزوجك على سنة الله ورسوله. بعدها نمضي نحقق أحلامنا. قال هذه العبارات وهو يردد كلماته الصافية، بتقوى وايمان مع نفسة، وهي تسمعة كعاتها بهدؤ وروح رائعة، وهو يقول قول الله .. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا . وبعد صمت، التفت اليها قائلا مرة اخرى بصوته الخافت، الهادئ، الطاهر، النقي بلغي اهلك بالامر.. وخفتت خطوات كل منهما الي بيته.

حل المساء، وحان صلاة المغرب، دخل والده الجليل الى مجلس الصلاة داخل البيت، رأى أبو يعقوب يسبح، وكان يدعي ربه بقلب خاشع، ونفس صادقة لله. نبهه بقيام الصلاة، وبعد أن أنهيا الفرض. أعدت أمه العشاء، نادت عليهما من وسط باحة الدار، جلس وعيناه في تأمل وأستغراق عميقين.

ما بك يا بني ..؟ قال الوالد

قررت أن اكمل نصف ديني، من بنت جارتنا (حميدة). قال أبو يعقوب

قالها وجلس بنفس مستريحة، مستغرقا ب(حميدة)، وسعادته بها، وهما يطوفان العالم بهذا الحب، والبحث عن سر توارث الضعف الاستعباد.

مساء اليوم الثاني، تصاعدت الزغاريد، واخذ أبو يعقوب مع حميده يطوفان أرجاء القرية المضاءة بالفوانيس والشموع، وسط احتفالات ابناء القرية بهما، مع كبار أهالي القرية وحكماء مجالس أبيه الجليل، وكانت نساء ينثرن الحلويات والرز على رؤسهم واكتافهم، والاهالي تنحر الذبائح مكتوين بالفرح، والالفة تعلو هاماتهم بين ما تمنت لهم الدعوة لحضور هذا الفرح لابن الشيخ الجليل، حيث حضر الاقرباء والاصدقاء ومن اهالي القرى البعيدة والشيوخ، من كانو من اصدقاء مجالس أبيه من الحكماء وغيرهم، حيث تتطاير من السنتهم الادعية والتهاني، وعيناهم واياديهم مرفوعة الى السماء بالدعاء لهم بحسن الذرية الصالحة، ويتعقب موكبهم شباب وشابات القرية، وروائح عبقة من البخور والعنبر ممزوجة بعطر أزهار الحقل القادمة مع نسمات المغيب الشفيفة، تمليء الروح بالتعبد والخشوع والدعاء، وابو يعقوب وحميده تملأ روحهما الطاهرة صدق الوعد، والطمأنينة ومستقبل أحلامهما الذي ينتظرهما. يمسك يدها برفق ويدها اللدنة تجتمع بيده كعسل أجمعه النحل، وهو يشابك كفيهما كسلال تين القرية الربيعي في الصباح، وتشع أبتسامتهما السامية اللطيفة الراقدة على شفتيهما نقاءا، وهدؤا، وشابات القرية جديرات باعجابهن بقصة حبهما التي بلغا ثمارها، أمام جيمع ابناء القرية، ورائعة روائح الاكل والقرابين التي صبو أبناء القرية غزارتهم بالروح الطيبة والرضا الذي يملئ نفوسهم الهادئة، وقلوبهم مرتوية بطهارة هذين القلبين النابضين بالحب السرمدي، ببواطن لا تهدم. أحلام بلا قرار لها، يدغدغ فيها النشوة والشكر لله. تتسرب لهم برودة الجداول والحقول وعبق عطر الورد والحناء وعيناهما تلتمع بوسط البخور المتصاعد وهما يتقدمان للبيت الجديد، وبخطوات راجفة يدخلان، فيلتمع لهم الليل بالنجوم، والشمس بأشعتها. ها هي أحلامهم، وأضطراباتهم النفسية كانت تلفهم شفيف همس وأبيات حب، يغذي ذاتيهما، بدأ يحس أبو يعقوب حب أبيه، وأمه وحبه لحميده، لن يشبع أبناء قريتهما ولا يرضيهم، الا أنهم عرفوا ان السعادة أكتملت بهما بعد أغتسالهما ليلا وناما بسعادة. هكذا تمت حكمتهم وبدأت رحلة أحلامهم.

ملازمة أبو يعقوب لأبيه الجليل كواحدًا من الذين قرأوا وكتبوا في مجتمع قريتهم الأمي، وحبه للعلم وشغفه به، جعل أصدقاء والده الجليل، ومجلس الحكماء منّعم بمحبتهم له منذ صغره، وقد ثابر وهو يعيش منذ طفولته في كنف مجالس ابيه، فتربي على يديه وزادت عناية والده به بعد بلوغه، فكان والده الجليل الرافد القوى الذي أثر في شخصيته، وصقل مواهبه، وفجر طاقته، وهذب نفسه، وطهر قلبه، ونور عقله، وأحيا روحه، فقد لازم والده في المجلس داخل القرية وخارجها، وقد كان حريصًا على التتلمذ على يديه، وعلى يد كبار رجال مجلس الحكماء، الذي كان يربي أصحابه على تعاليم القرآن الكريم، فقد كان هو الينبوع المتدفق الذي استمد منه أبو يعقوب علمه وتربيته وثقافته، وقد كان والده تزاوره وفود من رجال العلم وكبار أهالي القرية على حسب الوقائع والأحداث، وكان يقرؤها على أصحابه في المجلس وبرفقته أبو يعقوب، مع الذين وقفوا على معانيها وتعمقوا في فهمها، وتأثروا بمبادئها، وكان له أعمق الأثر في نفوسهم وعقولهم وقلوبهم وأرواحهم، كما كان أبو يعقوب واحدا من الذين تأثروا بالتربية القرآنية على يدي والده الجليل، وتشرّب تعاليمه وتوجيهاته الجليله، وقد اهتم أبو يعقوب عنه منذ يقظ فكره بحفظ القرآن الكريم، وفهمه، وتأمله، وظل ملازما لأبوه يتلقى عنه ما سيقول عليه حتى تم له حفظ القرآن وجميع آياته وسوره، لقد حصل أبو يعقوب عنه ببركة صحبته لأبوه الجليل، وتربيته على يديه خيرا كثيرا، وأصبح من له مقعد بمجلس ابيه فيما بعد، فقد حرص على التبحر في الهدى والحكمة في القديم والجديد من المعرفة، وأصبح لأبو يعقوب أطلاع واسع ومعرفة غزيرة بالمعالم الجديدة، فقد استمد من أبيه الجليل علما، وتربية، ومعرفة بمقاصد هذا الكون العظيم. وقد جمع بين أبيه الجليل وأبو يعقوب حب شديد، وما يعتقده والده بأن الحب عامل مشجع ممتاز بين معلم المعرفة وتلميذه، يأتي بخير النتائج العلمية، والثقافية، لما له من عطاء متجدد. أبو يعقوب قد أحب والده حبا جما، وتعلق فؤاده به وبأمه، وقدر نفسه أن يقدم روحه الطيبة العفيفة فداء لهما، وأيضا يود أن يضحي في سبيل نشر حلم دعوته مع حميدة.

لما حان الرحيل، نزل الموت بأبيه الجليل، الذي كان أخر ما تكلم بيه ابوه: تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ . وحزنت أمه لموت أبيه ووقعت مغشية عليها من الحزن فماتت من ساعتها ودفنت مع أبيه في وقت واحد. وأرتجت القرى الدانية والقاصية لوفاتهما، ولم تر قرية السلواد يومًا أكثر باكيًا وباكية من ذلك المساء الحزين، وأقبل أبو يعقوب مسرعًا، باكيًا، وهو مسترجعًا ما كانت صلته بوالديه، صلة ودية تقديرية تليق به وبهم، كانت هذه المودة والثقة متبادلة، وكانت من المتانة بحيث لا يتصور معها التباعد، فزوجته (حميدة) بنت القرية والحبيبة، بنت السلواد الرقيقة القلب، من أحب الناس إليه مهما احتد الموقف. رحمك الله يا أبي ويا أمي، كنتم إلفة أنس، وراحة، وثقتي وموضع سري، ومشاورتي، وكنتم أول القوم حبا، وأخلصكم يقينًا، وأشدكم حنينا وتقوى، واخوفكم علي، وأعظمكم حبا اليّ، وأحوطكم حرصا بحلمي مع حميدة، وأحدبكم ظلا على وجعي، وأحسنكم صحبة، وأكثركم من ستحبوني، وأفضلكم انتظارا بسفري، وأرفعكم مودة، وأقربكم وداعة، وأشبهكم بحلمي متاعا لقلبي وترحالي مع حبيبتي (حميدة) يأأشرفكم منزلة، وأرفعكم عندي، وأكرمكم لي، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله عز وجل قضاءه وسلمنا له أمره (هذا ما قاله أبو يعقوب لنفسه) وهو مطاطا رأسه عند اكتاف حميدة في المساء بعد ان رحل المعزون.

منذ زمن قد زار مجلس ابوه من (ارض السواد) مجموعة من الحكماء، والخطباء، والعقلاء، والنبهاء، الذين يدعون أشاعة العدل، والحق، والمساوات، والحقوق والواجبات. كانت وجوه تجلب التوازن والدهشة، وخلابة الروح بالايمان تتوقد في محياهم، تضيء قسماتهم، تسطع اشراقات أبتساماتهم بقوة العدالة، وسلطان الرحمة، وغنى التواضع المتيقن بالحق، والقبول بالصفاء والانقياد الى خلاص الرحمة والمحبة. كانوا كهولا وشباب، نساء وشابات، يملؤ نظراتهم نظارة التبصر، تتلامس فيهن النفس الراضية، حين تتأمل بعمق ترى ملأ الالم الاخير وهو يتراشق من وجع الرحلة، وأعينهم تخبب، تسري فيهم رعشة العطش الاخيرة، وشعور عميق ينهض بين الحين والاخر بوداعة تسيل من روحهم المطمأنة، وهم محاطين بالترحاب، وعزم الصبر، وظلال الاشجار تتطاير عليهم وهم في غمرة الاحساس العميق بنظارة الاستقبال، رغم أكتوائهم بالمسافة والشمس ووحشة الدرب، الا ان عذوبة ملكوت الرحمة ينال هباءه لهم وهم ينصعون بصيرة ونبلا في أستغراقهم. واذا أحس ابو يعقوب بعد ان وعدهم بالزيارة بملمس روحي أشفق وأجزل وأشغف عليه، يرنو أعماق صدره بصوت خافت، يسكن ملاذ دواخله المتنعمة بحضورهم في ذاته، وذواتهم تمس لذائذ اسراره، وروحه المنشرحة، وقلبه يتنبع تعاليم بصلات حياتهم ومثل أفكارهم بما تمناه أن يشاركهم قدرهم وهو يتعلم فن الحب وطقوس اللذة بالعطاء ونكران الذات الدامي.

أنسل أبو يعقوب الى رائحة غرفة النوم العابقة بالشغف الصامت، رأى حميده تحدق عبر النافذه الحجرية المطلة على الحقول، وهي تروح وتجيء، وبقلب مهموم، تتوقف صامتة تتأمل بعمق، وقدميها الحافيين يتلألأن لونا ورديا فاتح اللون، تجمد في مكانه، لم ينصرف وقلبه يمتلئ قلقا ومضضا نابضا في الاهتداء لتحقيق حلمهما. نظرت الى الخلف، وبنصف أبتسامها، رأت، أبويعقوب السلوادي، واقفا صامتا يتطلع اليها كمعجزة، مكث جامدا، بلا حراك،هادئا، ساكنا، تماثلت فيه نظرة تضاهيها بنصف أبتسامتها، دغدغته أمنية حقيقية بالتأمل اليها جالسا وماشيا، ويقبلها قبلة حرة، قبلة جليلة، خفيفة، منشرحة، طفولية، ملغزة، مغمرة، قبلة سلوادية مكنونة بذاته وهو ينفذ لذاتها. لكن أبو يعقوب غمرته التعاليم ففضل أحترام لحظات تأملها ووجها يتوهج كأشعة الشمس، وبريق عينيها في الظل تتلألأ بغلوهما بالفرح والسعادة العذبة، وثوبها يتكاسل على نهديها البهيين المتضافرين، الملهوفين، التائقين، المتألمين، الشجيين، الناضحين بالشوق، المرهفين بالرغبة، المغلوليين بالفرح والالم، وجسدها العامر بالسهر والشوق ينضح فيها كشلال تتآلف منه الجداول، والانهر، والينابع، وساقيها المنتفضتان تبرما كجدائل راهبة، يتألقان توقدا تحت ضفتي خصريها، تتراخي أزرار ثوبها الليلي فوق مفاتنها كجنائن ظليلة بنضيج النحل، ثأرت فيه رغبة تنضح ببطأ لتقبيلها على خديها الناعمين الضاحكين، يرفق خصرها المضطرم ببهجة اللون والرونق، وهو يتأمل نسائم عذبة تستولى عليه، وقاع النشوة يراقصه زهوا في عطرها العبق.

قالت له: لماذا تنظر اللي هكذا؟. وشجى نبرة صوتها ملهوف كوداعة نبرة النهر.

أتأملك حبيبتي. كم أنت جميلة.! قالها أبو يعقوب متلعثما

أحمرت وتغير لونها خجلا- وهي تقاطعه- قائلة ملتذة: هل وراءك من خبر يفرحني ؟.

أطمأني، سنحقق أحلامنا حبيبتي، سنغادر القرية.. قرية السلواد لم تعد وطن لنا.

حال سماعها ما ينطق، وسرها يلفظ أنفاسها، ورداءها الطويل يغوص بها أبتهاجا وفضول، تتفحص نظراته، ترمقه وهي هامسة: وأين سنتجه، يا أبو يعقوب؟. قالتها وهي تبتسم كمن أنساب الورد بعد نعاس وغسل وجهه في نهر، وتبدد الذبول وأنسرح بالسرور والانشراح، وهو أمامها بوجهه الساكن، الطيب، النقي كما في سره وقلبه. كانت تحس بأصغائه يلامسها بأحساس أقوى مما لم أحست به يوما.

الى أرض السواد حبيبتي، ومن هناك ننطلق. قالها، وشفتيه تنبض بالكلمات كقلب طفل صغير وهو يستعد لفتح هدية عيد ميلاده.

قالت، هذا رائع ، رائع جدا. ومن دون أن يعرف حملت نفسه من دون جلبة الى كم ثوبها الملفوف تحت أباطها، وأستجدى بهم الصمت، وساورها بقبلة وثبت الى ثغرها المحمّر كحبة كرز بلدي. فتأجل السفر بسب وفاة والديه.

في المساء، بعد أسبوع من وفاة والديه، وبعد تأمل في باحة الدار، ورائحة عابقة تلف به الشغف الصامت، متلفعا بالاستغراق، ساكنا، عيناه مثبتتان في زوايا البيت، واعماقه النقيه تلتذع في الشهيق والزفير. كانت حميدة، عندها منزلة السامع والباصر، فيما تنزّل بقلب أبو يعقوب من فاجعة، عانقته، وأتيّه بها قلبها حين ضمته اليها، وقامت معه على البكاء حين قعد، وصحبته في شدة كرمها، صحبة الرفقة، والمحبة والحنان، منزلّة عليه السكينة والهدؤ الا من سواهما، ورفيقته في الرحلة هذه، وخليفته في الدين لذريته بحسن تربيتهم، وحين يرتون علما، انهضته من الأمر ما قام به، ونهضته حين وهن، وبرزت حين استكان، وعزمته حتى هدأ ، ولزمت به إذ وهن وضعف، تشد بأسه، متواضعة في هّم من في نفسها، عظيم شأنها، جليلة في أعين الناس، كبيرة في أنفس أبناء القرية، لم يكن لأحدهم فيهم مغمزأ ولا مهمزأ، ولا لمخلوق يخفف هوادته، وضعفه عنده أقوى من عزيز يأخذ بحقه حقا، لا القريب ولا البعيد عنده سواءها، وكانت أقرب الناس اليه وأطوعهم وأتقاهم...شأنها شأن الحق والصدق، والرفق، حبها وقولها اعتدال به، وقواها به ايمانأ، وقلبها له أمر سبق الدفء سباقًا عظيما، ولم تتبعه من بعد ما إتعب قلبها حزن حبيها الشديد، وفازت بخير حبه لها فوزا رائعا. لن يصبها وجعا بعد بمثله أبدا، فهو لها عزا، وحبيبا وزوجا، فألحقته بمحمل روحها، .. يكفي أبو يعقوب بعزة الله وجلالته ونبيك محمد...ربي لا يحرمني منك، ولا من ظلك حبيبي.. تنهدت سكتت حميده بعد ان قالت كلماتها الاخيرة وهي تغص بكلامها، عانقته... وجاء صوته اليها حبيبتي سنلحق بحكماء أهالي أرض السواد فجر الغد . بادرته لطفا وكمالا وهي تتطلع اليه أنا لك حبيبي، وآن الاوان لسماعها من فمك..أيها الرائع . أنحنت عليه وأطالت النظر الى وجهه، وقبلته على جبينه بفمها الناعم وهو مغمض عينيه الواهنتين، مؤزرا شعرها الاسود الطويل، ورائحته الزكيه تداعب أنفاسه الزاهدة. عرفت حميدة: أن مصير الأسفار والصوم سيبدأ، وسيغتنوا بقاع الذات السرمدي. وبملامح ساكنة، أستغرقا بالتفكير وهما منطلقان بصوت الحق الالهي القادم من ينبوع صميم أيمانهم الخالص لله، وبصمت وتأمل راودهما النوم.

الجزء الثاني

في صباح اليوم التالي، ودعا الجيران، بعض من جيرانه الاصدقاء الذي شؤموا من وجودهم بالقرية، بعد وافاة والده الجليل، عرضا الحاق معه صحبة ومصير واحد. فوافقا على قبولهم برحلتهم. فأنطلقا.






#شعوب_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب الجبوري - رواية: رحلة بلا اجابات - الفصل الاول