أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد بكور - العام الخمسون لإنفصال سورية عن مصر














المزيد.....

العام الخمسون لإنفصال سورية عن مصر


محمد أحمد بكور

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- مشروع حضاري للوحدة -
تمر على الأمة العربية ذكرى الخمسين عاماً على انفصال الجمهورية العربية المتحدة التي فصلت سوريا عن مصر في 28/أيلول/1961. الوحدة التي كانت أول عمل وحدوي في العصر الحديث جمع قطرين عربيين في دولة واحدة و دستور واحد وعلم واحد.....
لقد تضافرت على تحقيقها عوامل عديدة مبدئية و سياسية و ظرفية تغلبت فيها العواطف على النزعة العقلانية، في زمن كانت فيه مفاهيم الوحدة و تأسيس دولة عربية ضبابية، فكما تشابكت عوامل تحقيق تداخلت دوافع و عوامل كثيرة لفصلها، بعضها ذاتي يتحملها النظام و الأحزاب التي شاركت في حكمها و صنعها، و آخر خارجي سهل على الضباط الساعين للانفصال نجاح انقلابهم العسكري و فصلها صباح 28/أيلول/1961 و أعلنوا في البيان رقم (1) القضاء على الجمهورية العربية المتحدة.
كان للانفصال تأثير كبير على الأمة العربية من المحيط إلى الخليج عامة، و على الفكر القومي و العمل الوحدوي كهدف مركزي خاصة، أصاب مفصلا أساسيا وشكل منعطفا كبيرا في النضال الوحدوي، بل كان طعنة نجلاء في الصميم ولكنها ليست قاتله رغم جللها.
ولا نريد في هذا المقال أن نشتت ذهن القارئ العربي في ظروف يشهد فيها الوطن العربي تحولاً في الاستبداد إلى الحرية، و ندخله في سرد الحقائق، لأنها مسائل فكرية و سياسية و اجتماعية و قانونية تناولتها كتب كثيرة و أبحاث و مقالات في الماضي و بعضها بحاجة إلى مراجعات دائمة و مستمرة لتواكب حركة الواقع و المجتمع و التاريخ و اكتشاف القوانين المجدده للأفكار والصيغ و تحكم العمل، إذ لكل مرحلة قوانينها. و هذه هي الغاية من مقالنا فنحن لا نبغ البكاء على ذكراها و إنما البحث عن الحقائق الجوهرية و مستلزمات العمل الوحدوي المستقبلي، التي افرزها الوعي و التطور التاريخي و الاجتماعي و السياسي على الفكر الوحدوي الجديد، ليكون دليلا لتحديد طرق المستقبل و بوصلة للأهداف للوصول إليها فكما إن الفكر و العمل الوحدوي يتطلب تجديدا للأفكار و المفاهيم فإن العمل يتطلب تقييماً للوقائع و الأحداث للوصول اقرب ما يكون للحقيقة. فالقفز فوقها و العبور لضفة أخرى أسلوب غير موضعي و يبتعد عن المنهج العلمي. أن ما نشر حسب اعتقادنا ما هو إلا جزء من الحقائق كالظاهر من السفينة، اتسم بعضه بالتبرير بسبب الانتماءات العقائدية و الولاءات السياسية و التعصب لها، و آخر إشاعات أو مقالات صحفية سادت تلك المرحلة، ولا زال بعضها يتداول حتى الآن برغم عدم دقته لكونه لا يعطي تفسيراً صحيحاً عن الأسباب و تطورات الأحداث التي قادت إلى الانفصال ...
إن المنهج العلمي يفرض عدم التفسير الأحادي و نظيرية المؤامرة الخارجية و الابتعاد عن المظاهر و الأشكال و الغوص إلى الأعماق لكشف الحقيقة و باطنها، و دراسة الأخطاء السياسيه و ردود الأفعال عليها و استغلالها.
إن ذكرى الانفصال توجب على كل المفكرين و المثقفين القوميين العمل لتجديد أفكار و مفاهيم الوحدة و استنباط آليات عملها و تجاوز ما كان سائدا في مرحله الخمسينيات و الستينيات و لا زال يتشبث بها البعض من التيار القومي نتيجة القصور في التفكير و العجز عن التطور لتقديم مفهوم قومي حضاري بعيد عن التعصب و العنصرية مراعياً الواقع دون أن يتخلى عن الهدف، لان مفهوم الوحدة كان غامضاً عند المفاوضين الذين ابرموا اتفاقها، فبعضهم لا يميز بين الوحدة و الاتحاد، و بعد الانفصال زاد مفهومها ضبابية و تعقيداً، عندما ربطت تعسفاً بتحقيق الاشتراكية وما أطلق عليه بالربط الجدلي بين الوحدة و الاشتراكية. إن هذه تقود لأحد احتمالين:
أما مفاهيم عقائدية جامدة و تدل على قصر نظر و غباء عقائدي، أو انفصال مغلف بالعقيدة إذ ربطتها بشروط صعبة تقف مانعاً من تحقيقها و في الوقت نفسه فان هذا الطرح يحوّل النضال القومي إلى صراع طبقي و يبعد عن الوحدة. فهل كان هؤلاء يدركون خطورة تنظيرهم.
لقد اثبت الواقع انه يمكن قيام دولة بنظامين من خلال تجربة الصين و هونغ كونغ. فعندما كانت النوايا حسنة فان دستور البعث حدد نظام الدولة السياسي بالبرلماني، ولم يحدده جمهورياً أو ملكياً، ليتيح تحقيق الوحدة بين أنظمة سياسية مختلفة....
إن المفكرين القوميين مدعوون للاستفادة من تجارب من سبقنا كالاتحاد الأوربي و كيف تدرج لتقويتها، و دراسة تجربة وحدة 1958 دراسة موضوعية و نقدية، تبتعد عن تقديس الاحزاب و التجمعات السياسية او عصمة الأفراد، لان كل المشاركين في قيامها و حكمها يتحملون المسؤولية سواء من غادر السلطة في منتصف الطريق، أو من لم يستطع الحفاظ عليها و ترك أبواب و نوافذ مشرّعة تسلل منها الأعداء من الخارج و الداخل، و يمكن الاستفادة في هذا المجال بدراسة المذكرات و الوثائق الرسميه و محاضر و الاجتماعات و ملف محاضر محادثات الوحدة، لاستخلاص العبر و الدروس المستفادة و فرز الحقائق عن المغالطات و التبرير و التزوير.
كما إن المثقفين و دعاة الوحدة مدعوون لتنشيط عملهم بعد الربيع العربي و ثوراته الوطنية و تحديد مفاهيم وحدوية واقعية وموضوعية معتمدة على نهج التطور و الابتعاد عن الشعارات الغوغائية و دمج المراحل الأولى بالنهائية او ربطها بشروط مانعة و ما يسببه من غلط فكري و معوقات عملية.
و نرى في هذه المرحلة دعوة أمين عام الجامعة العربية لتطويرها فرصة مناسبة لتحويلها إلى جهاز إداري يقدم الدراسات و الأفكار و منهاج عمل للدولة العربية، و إن دعوته للاستعانة بالاكادميين و رجال العلم و السياسة و تحويله إلى اقتراح مشروع وحدة حضارية تراعي الأوضاع القطرية و يبدأ بتوحيد القضايا المتفق عليها كتوحيد المفاهيم و المصطلحات العلمية و القانونية و العسكرية... و توحيد التعليم و الصحة و العمل.
لتأخذ الأمه العربية دورها الحضاري بين الأمم.
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله



#محمد_أحمد_بكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك السوري: بين التغيير – والتبرير
- القضية السورية...لا يملك احد حق التصرف بها
- قراءة سياسية في خطاب الرئيس السوري بتاريخ 20-6-2011
- اقتراح عقد مؤتمر في السفارة السورية بالقاهرة
- تنظيم اللجنة العسكرية و أنقلاب 8آذار1963 في سوريه - دراسة مو ...
- المؤتمر القطري العاشر....... فشل و عجز و أشهار أفلاس
- حالة جديدة للطوارئ لترشيد التعذيب
- القيادة للشعب و ليست لفرد أو حزب
- صحوة الموت ـ و رفسة المحتضر
- المؤتمر القطري بين الصحوة (الوطنية) و ساعة الصفر


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد بكور - العام الخمسون لإنفصال سورية عن مصر