أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علال البسيط - جواب سؤال: لماذا الإسلام؟















المزيد.....

جواب سؤال: لماذا الإسلام؟


علال البسيط

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 07:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرأت كلمة لحضرة الأستاذة (مكارم ابراهيم) أعلنت فيها آراءها في جماعة من كتاب الحوار ذكرت بعضهم (هن) بالاسم ولمحت لغيرهم (هن) بالتعميم. والحق أن الأستاذة تحاملت عليهم، ارضاء لأهل الاسلام وانصار الدعوة، فتطايرت تعاليق المؤيدين تنفس عن ما في النفوس من غيظ، وتعجز من آراء الكتاب المشار إليهم. لست هنا في معرض الدفاع عن ما أخذته الأستاذة على الكتاب في ما كتبوه فهن (هم) أولى بالرد عن ذلك إن رأو في ذلك جدوى وإفادة ولست لأفتئت عليهم في مواقفهم برأي مسبق.

ولكن المسألة أكبر من مقالة أو كلمة تضرب فيها الأستاذة خماراها على جيبها وتلتفع بجلباب سلفي دفاعا عن الاسلام. إن الأمر يكاد يسفر عن ردة فكرية لطائفة معتبرة من الكتاب العلمانيين باعتبار ترسخ الايمان التقليدي في نفوسهم واندماجه في أعلاقهم، حتى تراهم وهم في مواقع متقدمة في تحقيق القطيعة مع المبادئ الدينية الهدامة، يعودون ليرتكسوا تحت تأثير المخدر الديني والسلطان الإسلامي المستمسكة عراه في العقول والوجدان.

لكن الكلمة المذكورة -التي طرب لها اللاهوتيون الإسلاميون أيما طرب، وعلقوا لها ثناء يرن رنينا - عند نفضها لا تنفذ إلى قرار المسألة، ولا تحيط بجرثومة الفكرة ولا تقدم إجابة مسكتة للسؤال الذي طرحته. بل اكتفت بوميض العاطفة الدينية المغرية بالتوشية والتلفيق والانتقائية، دون الاستعاب والنفاذ إلى الأعماق. إننا لا ندرك ولا نعقل أن الإحراق بالنار مؤلم ومرمض حتى تحرقنا وترمضنا أيما ارماض، ولذلك فإن الذين يهونون من الضرر الذي يلحقه الإسلام بالمدنية لن يقتنعوا بضرورة نقد الإسلام دون تورية أو تمسح حتى تشب ناره ويشخص شناره ولا يبقى من مفر لدفع جيوش الجهاد وسيوف القتال، إلا دفع جزية أو اعلان توبة، ولات حين مناص يا أستاذة، وأنا أؤكد لك أن القوم لن يحفظوا لك جميل تلك الكلمة.

وإن هؤلاء الكتاب الذين يستنكرون مطاعن الإسلام وممارسات النبي محمد، إنما يفعلون ذلك لأنها معيبة مشنوءة في ذاتها، وليس لأنها تؤذي من يؤمن بالإسلام ويعتقد في محمد. و
إن الحوار المتمدن حين ينشر مقالات تنقد الإسلام وأهله فإنه يرضي ضمير ملايين المقموعين والمعذبين في الأرض بقهر هذه الديانة وسلطتها المتغولة في المجتمع، إنها تفسح المجال الذي لا يفسح في هذا الشرق الشائخ لنقول آراءنا في صراحة وجلاء دون تشقيق الكلام, ولو كانت كالشق الضئيل في الصخرة لا يكاد ينفذ منه الصوت.

وهذا الإسلام الذي تترفقين به منا، ليسا لطيفا بشوشا، ولا سمحا هشوشا،إنه يطلق على الناقدين له الناكبين عن سبيله (منذ طلع به صاحبه من ثنيات الوداع) ألسِنةً من أعوانه حدادا, وأحكاما بغيضة اللون عنيفة المنزع, وإذا شئت أن تعرفي ما سواد المعنى وحثالة المأخذ وحِدّة الرأي، فهذا القرآن كتاب المسلمين الخالد ناطق بما لصاحبه من صدارة في بذاءة القول وإسفاف في المناظرة واستخفاف بالدماء, وانتهاك للحقوق الانسانية.

وقد يكون محمد نبيا ملهما, وحكيما مفعما, وأستاذا نابغة, وروحا طاهرة, ورحمة مهداة ونعمة مسداة لكننا لا نعرف فيه شيئا من ذلك، وما قلنا فيه إلا ما يقوله كلامه ويهذي به قرآنه, وما نقلنا في ثلب قوانينه وعيب نواميسه إلا ما وقع في سنته ووحي رسالته, فهل إفكا افترينا, أم زورا خلقنا, فهاتوا برهانكم ان كنتم صادقين!.
وهو إن كان مشى أمره في الضعفاء الذين أشربوا تقديسه وراثة وبما تربوا عليه وسمعوه من أنصاره وحزبه، وبالدعوى العريضة التي لا ينتصب لها دليل، وبالتكذب والغرور والتنطع والتلفيق والايهام, فإن حقيقته عندنا وعند كل مبصر صريحة في آثاره لن تُزوّر, وجناياته في حق الدماء مدونة لن تُلفق, متواترة بها الأنباء سائرة بها الركبان. فلم نتعسف في سبيل ذلك أمرا مؤولا، ولم نتمحل في ما بنينا عليه رؤيتنا لهذا الدين رأيا مدخولا.

وكل ما صنعناه ونصنعه أننا نعرض للناظرين مُثُلاً وعينات تؤول بالقارئ إلى حقيقة هذا الرجل المثير للجدل من كل مناحيه, وجل مآتيه. وما زدنا على أن قلنا هاهنا ظلم واجرام, وهاهنا بغض واحتقار, وهاهنا تعسف واجحاف, وهاهنا خرافة وانتحال, وهذا كلام نازل ولغو زائد... وما جرى في هذا المجرى.

والفرق بين حزب المؤيدين المؤمنين وبين الكافرين بهذا الدين: أن الأوائل يأخذونه جملة فلا يتصفحون عليه قولا ويردون له رأيا ويبقون أسارى في أغلال النموذج التبجيلي المثالي الأعلى الذي يهيمن على الفكر العربي اللاهوتي منذ ظهور القرآن واستفحال سلطانه، وهو ما يدعوه العالم الابستمولوجي (توماس كون) ب(البارادايم) وهي النظرية التي تمثل الحقيقة المطلقة والتي تهيمن على مجموعات بشرية (شعوبا أو أمما) فترة قد تطول وقد تتقاصر. أما الكافرين بهذا النموذج الفكري فإنهم يعلنون القطيعة مع النموذج التقديسي التبجيلي فيعمدون إلى تلك الجملة من المبادئ والأفكار المدونة في القرآن وما تولد عنها من تراث فيأبون إلا أن يكون لهم قول في تفصيلها، وهل النقد إلا تشريح التفاصيل لا وصف الجملة، والتمسح بها كما يتمسح البسطاء بأستار الكعبة.

يقابل هذا في الشاطئ الآخر من الكلام بعض اللزوميات التي ألزمت بها الاستاذة من لا تلزمهم في شيء, وإنها هفوة ما كان لامرأة محنكة دقيقة الفكر متسعة المدارك متفننة في القول مثل الأستاذة مكارم أن تتغلغل فيها وترتبك في شراكها. والقصد أنها ألزمت نقاد الإسلام أن ينقدوا معه الأديان الأخرى كحتمية لا مناص منها ولا فكاك عنها!! فهل يلزمهم ذلك حقا، وهل لهذا الاعتراض قيمة حقيقية؟

إن هذا كالذي يقول: إن الذي يطعن في الليبرالية يلزمه الطعن في الماركسية, والذي يقدح في السنة عليه أن يسفه الشيعة, بل يعكس ذلك في النقاد المسلمين الذين ملؤوا أسفارا في نقد الديانة النصرانية والإزراء بها على مدار قرون من الزمن أن يفعلوا الشيء نفسه بالاسلام. ثم إن الأستاذة تحتج لرأيها بأن الإسلام امتداد لتلك الأديان فوجب توجيه النقد إليها أيضا!! وهذا ليس صحيحا على اطلاقه فإن الإسلام حرص على تمييز نفسه عن غيره كل الحرص، ورغب أتباعه في ذلك وحثهم على مخالفة اليهود والمسيحين حثّاً، وابتدع شريعة تختلف في مجمل أصولها فضلا عن فروعها عن الشرائع السابقة، فبان الفرق وبه وجب احترام الاختصاص وترك الافتئات.

ثم إن القرآن منظومة اجتماعية وفكرية لها ظروفها الخاصة التي تكونت فيها وتبلورة في نطاقها وهي راجعة إلى أحوال عصبية فإن ما بداخل الانسان هو الباعث على ما في خارجه وكذلك محمد في كتابته للقرآن، فأنت لا تصل إلى حقيقة ما كتب إلا إذا وقفت على حقيقة مشاعره وأخلاقه وطباعه, وأقواله وأفعاله, وأصله وفصله، هي وحدها تفسيره وتفسير كتابه, وذلك ما فطنت له عائشة حين قالت عن محمد: كان خلقه القرآن, وقالت أخرى من زوجاته: إنه كان قرآنا يمشي على قدميه.

والحاصل أنها فذلكة أهون من أن يعبأبها أحد، وإنما قلنا فيها ما قلناه لمكانة الأستاذة عندنا، وحظوتها في نفوسنا، ونأسف أن تورد في سياق التقريع واللوم والاتهام حججا داحضة توشك من تهلهلها تنفتق وتتهتك.

وأنهي هذه العجالة بتعليق للأستاذة (فينوس صفوري) أرى له مناسبة فيما ذكرناه واتماما لما بنيناه قالت: (لماذا ننتقد الإسلام ولا ننتقد المسيحية على سبيل المثال, وهو: أنه في حالة المسيحية فقد تم نقد وتفنيد وتكذيب كل كلمة وكل حرف بالديانة المسيحية من قبل المسيحيين أنفسهم وغيرهم وبأطنان من الكتب والموسوعات والبرامج الوثائقية والأفلام , وعلى مدى مئات السنين, ولن نضيف شيئا اذا نقدنا المسيحية !! أما بحالة الإسلام , فقد بدأ نقد الإسلام عمليا مع ثورة الانترنيت وعولمة الثقافة ,أما قبل ذلك, فكان الاسلام يرهب ويبطش ويقتل أي محاولة لدراسته دراسة علمية تحليلية أو تاريخية (قلت أنا علال: نستثني من هذا أعمال المستشرقين وأبحاثهم قديما وحديثا).
السبب الثاني لنقد الاسلام لأنه السبب الأساسي في تخلف مجتمعنا على مدى 1430 سنة، أما المسيحية والبوذية والهندوسية واليهودية فلم يكن لها أي أثر يذكر على تطورنا , فمرضنا الأساسي هو الإسلام !!ومن يطلب منا نقد الأديان الأخرى لكي نكون حياديين, فهو كمن يطلب من مريض السرطان أن يتناول دواء الاتفلونزا..)



#علال_البسيط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشريع الاغتصاب في القرآن
- سادية النبي
- اعدامات الرسول
- أمية محمد
- متى يعقد المأذون قران المثليات؟
- مشانق القرآن
- بَيْنَ بَيْنْ
- جناية الإسلام على الفنون والآثار
- الراعي والنساء
- الدامغ للقرآن
- متى تعود الأصنام إلى الكعبة ؟
- اثبات تحريف القرآن
- حاسبوا الله على سوء توزيع الأرزاق
- في المسلمات الاسلامية.. الحديث النبوي وتخرصات الحفاظ -1
- قبلة فرنسية...
- صعصعة الديموقراطي
- جيوش الصائمين وكتيبة المفطرين


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علال البسيط - جواب سؤال: لماذا الإسلام؟