أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الحاج صالح - لماذا سمح النظام السوري بعقد مؤتمر هيئة التنسيق الوطنية؟














المزيد.....

لماذا سمح النظام السوري بعقد مؤتمر هيئة التنسيق الوطنية؟


محمد الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 07:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لماذا سمح النظام السوري بعقد مؤتمر هيئة التنسيق الوطنية؟

من يقرأ بيانَ مؤتمر هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطية، ويعتمد على معرفته السابقة لسلوك النظام السوري، لا بد وأنْ يتفاجأ. شو عدا ما بدا ليسمحَ النظامُ بأن يخرج المؤتمر بتعابير وجمل كانت فيما مضى تودي بأصحابها إلى الاعتقال أو إلى الموت تحت التعذيب. شو عدا ما بدا ليُسمحَ لثلاثمائة من المعارضين أن يجتمعوا في مكان واحد، مقارنةً مع زخ الرصاص على أي تجمّع للتظاهر. وأبعدُ في الزمن قليلاً كانت حتى تجمعات الأصدقاء في المقاهي تحت منظار مُكبّر للمخابرات، ولابد لها (أي المخابرات) من أن تبتز وتضغط حتى يبْتردَ قلبُها في تدبير أحد الأصدقاء لاعتماده كاتب تقارير عمّا يجري من حديث في المقهى.
إن أي تفحّص للقوى وللشخصيات المنتمية "لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطية" ذات الاسم المُطوّل والمشابه "للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى"، سيَشي بجزء من السرّ. وقد أوحى مؤتمر الدوحة بهذا الجزء.
في مؤتمر الدوحة اختلف المجتمعون وطالت نقاشتُهم حول الجملة السحرية التي تصدح بها حناجرُ المتظاهرين. إسقاط النظام. بين من يريد مجاراة الشارع وبين من يراها عبئاً على العمل السياسي وعلى الحوار المُرتقب مع النظام. ومن مؤتمر الدوحة صدرتْ "الفتيّا" حيث وجد المثقفون في جرابهم ما يحتالون به، أي صيغة "إسقاط النظام الأمني المستبدّ". بالملموس تؤدي هذه الصيغة إلى قبول بشّار وجزء مهمّ من نظامه، على أن يُسقط الجانب الأمني من النظام. تتذاكى إذن فتوى الدوحة في تمريق الأمر على الناس عبر صياغة لم تنطلِ على الشارع، لكنها لم تلاقِ صدوداً من النظام. بدا وكأن النظام يوافق عليها باطنياً أو لأمرٍ في نفس يعقوب.
ترسمُ صيغةُ الدوحة المُعادة والموسّعة في مؤتمر "الجماهيرية!" في مزرعة قرب دمشق تصوّراً "حمائمياً" للحوار أو "التفاوض" القادم مع النظام. وبالفعل فإن حسن عبد العظيم الأمين العام للاتحاد الاشتراكي ورأس هذا المؤتمر، مثلاً، ظلّ وعلى الدوام منذ وفاة جمال الأتاسي يعيقُ أي موقف أو تحرك "حادّ" تجاه النظام. الأمر الذي جعل من "التجمع الوطني الديمقراطي" الذي أسسه المرحوم سويّة مع رياض الترك، جعل منه جثةً حية لا يحلّ دفنُها ولا يُحرّم الترحّمَ عليها. أما الحمائم الأخرون فلكلّ أسبابه. ميشيل كيلو تخلّى عن صقوريته إثر مقال كاشف للتركيبة الطائفية، أغضب بشار الأسد ذاته. وفايز سارة بالمثل. وكذلك حسين العوادات.
ولْنلاحظْ أن جميعهم حمائم متقدمة في العمر لا بيضاً يُرتجى، ولا هديلاً يطربُ، ولا قوةً في الأجنحة.
الجزء الثاني من السرّ يمكننا اكتشافه إذا ما أعددنا جردةً عمّا خسره النظام في الآونة الأخيرة على الصعيد الدولي والإقليمي. خسر أولا صدقين إقليميين كان يطيران به بجناحين قويين: قطر وتركيا. أي المال والنجاح والمشاغبة على الاعتدال. علاوة على ابتعاد كل دول الخليج ومصر وتونس عنه. والأنكى أن الأصدقاء الآخرين روسيا والصين أخذوا في التململ، وسيختارون أخيراً مصالحهم مع الغرب بعد مساومة مُربحة. وحتى الحلفاء أي أيران وتابعها "قفّة" الحكم العراقي وحزب الله وحماس، حتى أولاء واقعون في حيص بيص. حماس صامتةٌ إلا من تعاطفٍ سريّ. وحزب الله يندفع بخطابات "حسن نصرالله" ويصمت إلا من تحليلات قناة المنار. وحكومة العراق تقول جملة أو جملتين وتنظرُ بطرف العين إذا ما كان المعلم الإيراني مسروراً، ثم تصمت. وإيران لم تجد بدّا من أن تنصح بالإصلاح والاستجابة للشعب مرفقين برؤية وليّ الفقيه بأنها مؤامرة، وتصمت.
لا مراء إذن أن النظام معزولٌ عزلة فريدة، وستزداد. ألا يفكر إذن بأن يجد منفذاً؟ منفذٌ يختلف عن حالة الانكار والعنجهية والهمجية التي تطبع سلوكه. بلى لأنها غريزة البقاء فالأنشوطةُ تعقد على مهلٍ.
جرّب النظام أن يحاور نفسه ويسوّق حواره مع نفسه للعالم وللداخل، لكن النتيجة كانت صفراً. لماذا إذن لا يجرب حواراً مع معارضة حقيقة، وإنما بقُلوب حمام!
لذلك نجد في تصريح حسن عبد العظيم كل العناصر التي تعزفُها رَبابة النظام من إدانة للتدخل الأجنبي ( وكأن الجيوش تجيّشتْ!) ومن إدانة للطائفية (روح قلب النظام الحكي فيها) ومن نبذ العنف والحديث عن أفعال انتقامية مسلحة (منى عين النظام)
إنه بالطبع الحظُّ السيء للشعب السوري، فالحمائم التي تخاف ظلّ "الشوحة" على الأرض ستتخلّى عن كلّ شيء إذا ما حامَ الصقرُ قريباً، فكيف إذا ما انقضّ!



#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقدُ المعارضة السورية وتجريحُها
- مهاجمو برهان غليون
- خفّة دم الانتفاضة السورية تزعجُ الأستاذ الخازن
- قائد فصيل المُهارفة ابراهيم الأمين يتمنى
- الحزب الشيوعي اللبناني يسكت دهراً وينطق ستالينية
- أُبيّ حسن في فينكس الناطق الرسميّ باسم العلويين الغاضبين
- هذه المرّة الشعبُ السوري أكثر تحضراً وتمدّناً من النظام بما ...
- العار في صحيفة العار صحيفة رامي مخلوف
- الثورة السورية أعظم الثورات العربية
- إعلان دمشق في الخارج يُبَيّن البَيّن
- الصنفُ الآيل للسقوط من المثقفين السوريين
- ليس أرخص من نظام يدفع نحو الطائفية
- -كرمال- الكرسيّ ترخصُ دماءُ السّوريين
- أخبار الرقة. خبرات ونضج سياسي
- الشعب السوري أكثر تحضراً من النظام
- المستشارة بثينة شعبان وكرامة السوريين
- هل يدخلُ العربُ التاريخَ مرّة أخرى؟
- في مُقابلة الرئيسِ بشار للوول ستريت جورنال
- بيان. الشبابُ السوريُّ قادمٌ
- خطاب الحرب الأهلية في -المنار-


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الحاج صالح - لماذا سمح النظام السوري بعقد مؤتمر هيئة التنسيق الوطنية؟