أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لن أتخلص من غربتي إلا حين تخرج المعارضة من شرنقتها!















المزيد.....

لن أتخلص من غربتي إلا حين تخرج المعارضة من شرنقتها!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الناطور المهووس بحقده يقف لكم بالمرصاد..فكيف نلتقي؟...أطفال تذهب للمدرسة مقيدة القدمين..وفرسان الشوارع يتناقصون..تنهمر فوق رؤوسهم ..زخات من مطر البارود المحشو بالكراهية..خرجنا منذ نصف عام عن صمتنا القدري المختار..إلى حضن الدم الساخن يتدفق من فم صرخة بالكرامة أنطقت الحجارة والصخور، خرج الفرسان يخبون بجواد أقدامهم تهدر وترفض السكون والركوع..أعلنا العيد في كل الربوع..عيد لثورة تبلع الألم وتستحم تحت ضوء النجوم..البدايات كانت مذهلة..ونور الضحايا يوقد الأمل ويدفع بالريح نحو السفن الراسية عقوداً إلى أن ترفع أشرعتها وتطهر سطحها من الطحالب..ثم تطلق صفير انطلاقها نحو آفاق الحرية..حتى الشِعر خرج من سطوره المظلمة..ليقف شاهداً على كواكب تزرع الأرض محبة ووعياً وتتغلب على جحافل التتار المنبوشة مما يختفي تحت عباءة الدولة أو عباءة القومية..أو الوطنية..وكلها تسميات نعيق أصاب آذاننا بالطرش وألسنتنا بالخرس..إلى أن أيقظتها صيحة طفل مخنوق بجنازير الكتب العقائدية..وكل سحرها المعمول به في كهوف النطاسين والحواة لم يستطع التغلب على الرغبة المكبوتة لدى طفل رأى رايات شعب يشبهه ..يجعل من الساحات والشوارع ميادين نصر على القهر المزمن..فراح يرسم أقماره وشموسه فوق كل جدار يجد فيه فسحة لكلمة..خرج كل المخزون تباعاً..والآن وصلنا إلى طريق اللاعودة...لأن خطوة واحدة نحو الوراء كفيلة بأن تعيدنا لقبرٍ أشد ظلاماً من موتنا في التيه أربعين عاماً..
تركت كل أيامي تسبح بحمد هذا العيد..وتهرب كل لحظات زمني المفقود نحو استرجاع الذكرى واستعادة صلوات لطقوس اعتقدت أني دفنتها..مع موت الرجولة..الذي رسَمَته الأيام على مخدة هجوعي..نفضت الذل عن معصمي وتقدمت بخطى ثابتة من الأمل أستحثه على الانطلاق فوق صاروخ يعبر الزمن..كنت أرى بعض العثرات والمفازات المريرة تخرج من هذا الباب وذاك الشباك..أبواباً عهدتها مغلقة على الذات ومتوجسة من كل آخر يريد أن ينتشلها معه..لكنها تعودت المَسمَرة الفكرية في الماضي..وتعودت طقوسه الكنسية..في معابد الأيديولوجيا..المهترئة بفعل انتهاء مدة الصلاحية، فأنى لها أن تجري مع مَن خرجوا من جوف التصحر، مَن كفروا بما هو قائم فوق رؤوسهم يجلدهم بسياطه، وماهو قائم من حولهم وخارج بيادرهم يشدهم نحو الأسفل ليتخندق معهم..مرتدياً ثوباً شبابياً لاتتسع له جلودهم،ويُصر على أنه الوحي وله الحق بتسلم راية الخلافة...أتسمر في مهبطي..الهلامي..لا أرى سوى سيوفاً استُلت فجأة رغم تآكلها لتتقاتل على مذبح..العرس الموعود...بينما الشموس والأقمار جديدة المسار والحركة..حديثة الظهور والتألق..تؤمن بالخبرة وتؤمن بالقدرة على الخروج من شرنقات العهود المظلمة الظالمة لحَمَلة تلك السيوف..تريدهم أن يتخففوا من ذاتيتهم..أن ينحلوا بشباب الكواكب المنطلقة في فضائنا ..في.وعلى وقع وتوقيت ربيعنا المشرقي..لكن خريف الفكر وحَمَلتَه..يريدون أن يأخذوا الشباب إلى كهولتهم..أن يكونوا أوصياء على يُتمهم ـــ مع أن لهم دوراً مهما صغر في هذا اليتم ــ فراحوا ينصبون خيم العرس..ويحولوها إلى مآتم بعضها يطلق الآيات وبعضها الآخر يطلق العِبَر والمصطلحات القادمة من كتب صفراء لثورات عسكر فاشلة ..لأن التاريخ سبقها بفراسخ، وعلى وقع الجنازات المكللة بالغار وبأغصان الزيتون والمغنية للحلم المشروع..أقيمت سرادق التآمر..تآمر على إنشاء مجالس محنطة مصنوعة من هياكل خشبية عُلِبَت عشرات السنين في أقبية النوم العربي....انشقت الحلوق وهتفت للشباب وللثورة ..وجلست تعد الوقت المتبقي من حياتها، وكيف يمكنها أن تستخدمه في خدمة خرائط محتضرة لأنياب مفترسة..تغامر بالدم المسفوح وتقامر بثمنه في أسواق الاستبداد وأنظمة العسكر وطغاة القتل والاستباحة..كله يتم تحت مسميات" الوطنية" والخوف من الآخر الغريب..الذي يمكنه أن ينقض على حصاد الثورة ويبتلعه لصالح أجنداته!!..مع أن شرطة المرور لهذه السرادق المقيمة في عواصم للندب وأخرى للكذب وبعضها للتشفي ..لاتتفاءلوا كثيراً أيها المذيعون في أبواق أقنية مسدودة النهاية، أو ممن اتخذوا من طاولات الشاشات منابراً لعرض مبتكراتهم التشبيحية للثورة ..سواء تشبيح النظام ــ وهذا وحده يكفينا زاداً مسموماً ــ فتأتي بعض المعارضات لتسن وتشحذ سكاكينها ضد بعض من لايقاربها أو يوافقها..الكل طامع ..الكل مغامر ومقامر بالثورة..الكل يعتقد أنه يصغي لوقع خطواتها..الكل يعتقد أنه يجاريها ويسير بركبها ومعها جنباً إلى جنب..الكل يقول أنه صداها..وصوتها في الخارج...الكل يقول أنه يمثل كل تركيبات المجتمع السوري!!! إذن لمَ كل هذه العراضات؟! إذن لم كل هذه المقترحات؟وعلى ماذا نتصارع ..ولمَ لانتصارح؟..أم أننا ورثنا وتربينا على الإخفاء والتخفي والتلطي وراء كلمات تظهر غير ماتبطن ..وخاصة من مُدَّوري الكلام والملتفين على اللغة بمفردات ..تخدم محرقة الهولوكوست الأسدي ، وتبريء الرأس المخطط...يريد البعض القضاء على الاستبداد..جميل...لكنه لايشير باصبعه الشاهد لصانع الاستبداد وممثله الأول ومنظره وراسم خريطة الموت.....لابراء للمُخَطِط ولا براء للمُنَفذ..من محاكم الثورة ...دعونا نبتهج ..ونقول أن معارضكم ومحافلكم في عواصم الغرب والعرب..قد توقفت..وأنكم اتفقتم على واحدة منها..فلينسحب الباقون إذن..بأدبٍ جم يوازي مكانته السياسية، ويقف بمستوى المسؤولية الوطنية....كلكم يمسك بطرف خيط من الخيوط..لا أحد يحاسبكم ..ولا أحد يريد سحبه منكم..لكن لاتسحبوا خيوط الثورة ولا بساطها الأرضي حيث تقف مذهولة من أفعالكم..حيث تقف متأملة منكم ماتستحقه فيكم....أن تكونوا بمستوى المسؤولية وبمستوى التضحيات الثورية ..وبمستوى مايُخبأ لهذا الشعب المتعوس بنظام بربري..وبمعارضة تتعارض أكثر مما تتفق..لانطالبكم ولا يطالبكم الشعب ..ولا تطالبكم الثورة بوحدة صف أيديولوجي وحيد اللون..كرهنا اللون الواحد ونثور عليه...لكنا نريد منكم وحدة موقف مرحلي انتقالي..ينقذ الوطن..ينهض بالثورة ..يكون كتلة وطنية بوجه مخططات الغدر..ومخططات الموت المستمر...صوت يصرخ بمحافل العالم الصامتة والمتكئة على مصالحها في المنطقة ومصالح من ترعاهم كأبناءها المدللين..
ما أراه لايقع في مجال التشاؤم..لكنه في وسط واحة الواقع..واقع.. أننا نموت وحدنا، ويُفتك بنا والعالم يطلق شعارات من منابر لايعنيها الدم السوري..بقدر ماتعنيها خريطة الغد وتوازنات الحاضر....مَن يطالب المجتمع الدولي وهيئة الأمم أن تبحر سفنها باتجاه بلداتنا المحترقة..باتجاه مواطننا المُعَّرض للموت كل لحظة..أقول له بكل مصداقية..أن حساباته البيدرية لاتنطبق على حسابات حقل الأوساط الأهم في صنع القرار بهذه الهيئة الأممية....لن يأتوا لحمايتنا....لن يأتوا لعوننا....بعد ستة أشهر ونيف لم يتفقوا بعد على هول موتنا ولا على كيفية نجاتنا...لكل منهم أسبابه السياسية وحساباته الاقتصادية والانتخابية والمناطقية...إنه الوقت يمرُ ويمر فوق جثثنا..إنه الوقت يُمنح ويقدم للسيد الأسد وزبانيته كي يستخدم قوته " التي لم يستخدمها بعد" ــ حسب تصريحه لوفد سوري من مغتربي الكويت في صحيفة الرأي ــ إنه الوقت ممهور بموت دائم وخفوت يُخشى من عواقبه سواء مايخص المد الثوري أو مايتعلق بالانتشار العنفي..أو دخول الوطن في متاهة حرب يُراد لها أن تظهر طائفية تقسم وتشرذم الوطن وتزج به في هتون عنف لاراد له سوى المزيد من الدم والمزيد من الفرقة والكثير الكثير من الكراهية بين أبناء الشعب الواحد....وهذا مانخشى نجاحه إن استمرت المماطلة والوعود الكاذبة..وإن ترافق معها وقوف المعارضة على عدة جبهات متناحرة..تأخذ الثورة إلى المجهول.بدلاً من أن تمسك بيدها ومعاً يتجاوزا كل العراقيل ويتخطيا كل مايحاك داخلا وخارجاً ..لا أشك في أن الثورة نجحت حتى الآن بمستوى وعيها...لكن إلى متى؟!..وكل الكوادر العاقلة والمُعَقِلة..الفاعلة على الأرض وفي الإعلام والابتكار...إما قتلت ..أو داخل السجون..أو تعيش تحت الأرض...أو هربت خارج البلاد..مع هذا لا أخاف عليها من الجديد ومن التجديد..مايخيفني أن تجرفها المعارضة إلى عمليات الشد والجذب فتصاب بعدواها...
الآن وقبل يومين قرأنا مانتج عن مؤتمر استانبول قيام وتشكيل " مجلس وطني"..لن أدخل في خصام ولا في حالة وئام تام مع ماجرى من حيث الكيفية والنوعية..ولن أُقَيِم أحداً...مايهمني هو الاتفاق بأكثرية الداخل والخارج ثورة وشعباً وأحزاباً تقليديه أو ناشطين اجتماعيين أو مستقلين على هذه التشكيلة..لأن فيها مايجمع أكثر مما يفرق..من حيث الطروحات المستقبلية والمرحلية..من حيث الأشخاص..وتمثيلهم..نعلق آمالاً..على القادم..نعلق ونرجو أن تتوقف المؤتمرات..فقد أُشبِعنا..ونتمنى أن نرى الأعمال على الأرض وفي الصحف والمحافل..العربية والدولية..هناك الكثير من الأسماء التي أثق بها وأعول عليها..وباعتقادي لست الوحيدة..إذن لنتفق على هذه التشكيلة، فالرمد أفضل من العمى..والقليل أفضل من لاشيء..والانسجام مع سقف وطروحات الثورة أراه الأقرب في هذا المجلس
آمل ألا أكون مخطئة....وآمل ألا يخذلني من أعول عليهم..وأن ينقذوا مايمكن انقاذه قبل فوات الأوان...
ــ باريس 26/09/2011.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار في حقيقة حلم مع أمي
- بيرق الأسد!
- مخاطر لابد من الإشارة إليها، قبل الخراب!
- أغار منهم-...-وماقتلوه ولكن شبه لهم-
- ملاحظات من صلب مرحلة الفرز السياسي في سوريا
- وصية شهيدة درعاوية : ( من وحي الثورة السورية)
- من - عصابات مسلحة- في درعا، إلى - مخربين- في حماة!
- سباق محموم نحو مؤتمرات تحاور أو لاتحاور- بين النظام والمعارض ...
- المحتمل الآتي في خرائط النظام السوري
- ماهو نوع المعايير والمقاييس التي يستخدمها الطغاة في فهم - مح ...
- لماذا يدفع الشعب السوري اليوم ، ضريبة رعب الأنظمة العربية من ...
- أحلامنا الشائكة
- النَفَس الأخير في نسل الهمجية
- النازيون الجدد
- إلى أين تأخذ سوريا ياسيد بشار الأسد؟
- الراعي الكذاب
- فيلم سوري رديء
- زهرة من دم
- سوريا بين الأمس واليوم
- المدن السورية تعلن القيامة


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لن أتخلص من غربتي إلا حين تخرج المعارضة من شرنقتها!