أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر أنيس - هل يتغير الإسلاميون؟















المزيد.....

هل يتغير الإسلاميون؟


عبد القادر أنيس

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 15:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإجابة عن هذا السؤال هي بالنفي. هذه هي قناعتي الراسخة، وكل ما أقرأه عنهم يزيدها رسوخا. وهذا بالذات ما خرجت به من قراءة في حوار مع الإسلامي الجزائري عبد الله جاب الله رغم صعوبة ذلك بسبب المهارة التي اكتسبها الإسلاميون والقدرة على التقية والتخفي وراء خطاب توفيقي بين المعاصرة والأصالة وهم الذين ظلوا دائما يعادون الديمقراطية والحرية ومبدأ الأغلبية والانتخابات والشرعية الشعبية وغير ذلك من منجزات الحداثة حتى أمكنهم استغفال الكثيرين فتحولوا عندهم إلى إسلاميين معتدلين مؤتمني الجانب:
http://www.elkhabar.com/ar/autres/fotouressabah/265797.html

عبد الله جاب الله، لمن لا يعرفه، هو زعيم إسلامي جزائري من رواد الحركة الإسلامية في الجزائر ومنشطيها منذ سبعينات القرن الماضي. سجن عدة مرات في إطار مكافحة الدولة للإسلام السياسي وخطابه العنفي التكفيري تجاه المختلفين. بعد الانفتاح الديمقراطي سنة 1990 أسس حزبا سياسيا (حركة النهضة الإسلامية ثم حذف "الإسلامية" تلبية للقانون الجديد الذي يحرم استغلال الدين في السياسة) سرعان ما ثار عليه رفاقه في القيادة وعزلوه ثم أسس حزبا آخر وحدث له ما حدث في الحزب الأول، بتهمة الاستبداد بالرأي وفي إدارة الحزب، وها هو يستعد لتأسيس حزب ثالث. وسوف ترتكب وزارة الداخلية حماقة أخرى تضاف إلى حماقاتها بل إلى جرائهما الكثيرة منذ أن غفلت عن الخطر الأصولي المدمر بإعطائها الاعتماد لهذه الأحزاب الإسلامية الإرهابية المعادية لكل منجزات الحداثة والحضارة والتمدن والتعايش السلمي بين المواطنين.
جاب الله هذا كان ومازال معاديا للديمقراطية وفاءً لتراث الإخوان المسلمين منذ تأسيس حركتهم ابتداء من حسن البناء إلى سيد قطب إلى تحالفهم مع الوهابيين السعوديين. وقراءة ما جاء على لسانه في هذا الحوار تكشف أن الرجل لم يتزحزح عن هذه المواقف رغم حرصه الشديد على تغليفها بأحاديث مخاتلة عن الديمقراطية والتعددية والحقوق، ساعده على ذلك جلوسه أمام صحفيين متواطئين أو أغرار لا يحسنون طرح الأسئلة الكاشفة.
نقرأ ما جاء في الجريدة: ((ينتقد عبد الله جاب الله برودة من أسماهم النخب النافذة في النظام، في التعاطي مع الثورات العربية ودعمهم نظام العقيد القذافي أثناء الأحداث في ليبيا. وقال إنه لا يعرف بواعث الموقف السلبي من السلطات الجزائرية، تجاه الحركية التي جرت في بلدان عربية تطالب بالتغيير)).
يجب أن ننوه إلى أن الحكم في الجزائر لم يؤيد القذافي، لا عسكريا ولا حتى إعلاميا بعد أن اكتفى برفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلدان، كما هي عادة السياسة الخارجية للجزائر، نفس الموقف وقفه إزاء تونس ومصر وسوريا، وإلى حد الآن لم يثبت أن الجزائر ساندت القذافي من قريب أو من بعيد مساندة حقيقية، ولا يعقل أن تفعل ذلك وتواجه سخط الدول الكبرى التي قررت التخلص من القذافي، خاصة والقذافي نفسه لم يكن صديقا للجزائر مؤتمن الجانب بسبب تقلباته وحماقاته الكثيرة، ولا يعقل أن يكون الساسة في الجزائر من السذاجة بحيث لا يعرفون أن مصير القذافي ميؤوس منه ومحسوم بعد أن تدخل الحلف الأطلسي لحسم الصراع في غير صالحه. كما لا يعقل أن تجهل هذه البلدان الكبرى حقيقة الأمر وتسكت عنه لو أن الجزائر ساندت، فعلا، القذافي. موقف الجزائر حول الصراع في ليبيا لم يشذ عن مواقف الكثير من الدول من الصين إلى فنزويلا تشافيز مرورا بروسيا بوتين؛ والقاسم المشترك بينها جميعا هو الاستبداد. والطيور على أشكالها تقع كما يقول المثل. وهذا ما لم ينتبه إليه جاب الله.
ثم نقرأ أيضا: ((أفاد جاب الله بأن الموقف الذي يليق بالنخب النافذة عندنا، هو دعم الثورات التي كان مفجروها يريدون بناء دولة مدنية، ولكن النخب خالفت ذلك، وظهرت مخالفتها جليا مع ليبيا . وتساءل رئيس (حزب) العدالة والتنمية ، قيد التأسيس، إن كان سبب الموقف المؤيد للقذافي، استعانة المعارضة الليبية بفرنسا، أم هو الخوف مما تسميه السلطات إرهابيي المجلس الانتقالي ، ورغبتهم المحتملة في بناء دولة إسلامية)).
((وقال جاب الله في الموضوع: إذا كانت دوافع الموقف الرسمي هو فرنسا، ففرنسا موجودة في ليبيا بإرادة المسئولين عندنا أو بغير إرادتهم، ولو دعموا المجلس الانتقالي لكان موقف الجزائر، كدولة كبيرة بالمنطقة، كابحا للأطماع الأجنبية في ليبيا. فغياب الجزائر عن مسرح الأحداث عند الجيران شجع أطماع الفرنسيين . وإذا كان الموقف الرسمي في الجزائر مرتبطا بالخشية من سيطرة الإسلاميين المتطرفين على المجلس الانتقالي، فيرى جاب الله أن حلف الناتو يحارب الحركات الإسلامية في العالم بما فيها ليبيا، ومع ذلك اجتمع برموزها مثل عبد الحكيم بلحاج. مشيرا إلى أن الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة اعترفا بالسلطة الجديدة في ليبيا فكيف للجزائر أن تتخلف عن ذلك، وهي الشقيقة الكبرى بالمنطقة؟ كيف والشعب الليبي له أفضال على الجزائر؟)).
جاب الله هنا يريد تسويق مجموعة من الأوهام والمغالطات لا يستسيغها إلا عقل إسلامي. فلا الجزائر هي دولة كبيرة في المنطقة ولا هي في مستوى يمكنها من لعب دور الكابح للأطماع الأجنبية في ليبيا، ولا غيابها هو ما شجع أطماع الفرنسيين. ولا الناتو يحارب الحركات الإسلامية في العالم، وإنما يحارب الإرهاب الإسلامي بعد أن هاجمه في عقر داره. ولا يعقل أن يجهل جاب الله كيف كان الغرب ومازال دار هجرة لجأ إليها الإسلاميون ومنه أعادوا تنظيم صفوفهم وتحالفوا مع هذا الغرب بالذات في حربه ضد الشيوعية.
هنا أيضا يجب ألا يغيب عن بالنا أن انشغال الجزائر في محله لوجود مخاطر حقيقية على السلم في المنطقة بسبب هذه الفوضى العارمة في ليبيا خاصة انتشار الأسلحة وتسريبها للجماعات الإسلامية هنا وهناك، ولقد رأينا كلنا مخازن الأسلحة الليبية مفتوحة لمن هب ودب بما فيها الطائرات الحربية والصواريخ المتطورة. ولهذا لا يكفي أن يتخفى جاب الله مع غيره من الإسلاميين العرب وراء أكذوبة "الدولة المدنية" المطاطة والتي لا تعني بالنسبة إليهم سوى الدولة الإسلامية التي تأتي بهم إلى الحكم عن طريق صناديق الانتخاب بعد أن ضمنوا ولاء العامة التي ساهمت هذه الأنظمة الاستبدادية الحاكمة في تبليدها وتقديمها للإسلاميين لقمة سائقة، ولا تعني الديمقراطية بالنسبة إليهم أكثر من ذلك. والأوضاع في ليبيا مفتوحة على كل الاحتمالات السارة والضارة وحتى الدوائر الغربية التي شجعت على الإطاحة بالقذافي بدأت تتخوف من هذه الفوضى. أما طلب الليبيين للتدخل الفرنسي فمغفور لهم عند جاب الله فقط لأنه شم منذ البداية رائحة الإسلاموية في توجهات الثوار الليبيين، ألم يقل الحديث النبوي (إن الله نصر دينه بالرجل الفاجر؟!) وإلا، لما ذهب هذا المذهب وهو الذي ظل ومازال يتحدث في الجزائر منذ أن عرفته عن حزب فرنسا الجزائري، كتهمة وجريمة يلفقها للعلمانيين والديمقراطيين، بحجة أنهم يستعينون بفرنسا للإطاحة بالاستبداد في الجزائر (ومن يتولهم فهو منهم). إنها المكيافللية الإسلامية بامتياز التي تبرر للثوار الليبيين ما لا تبرره لغيرهم لأنهم فقط إسلاميون.
وعموما، وعلى رأي أمير الغندور الصائب: ((فالحزب أو الشخص الذي يتبنى وسائل ميكيافيلية (انكشفت لدينا في الشاهد) .. لابد لنا أن نستنتج أن "الغائب" لديه (وهو الغايات) (الفعلية لا المعلنة) إنما ستأتي على نفس الشاكلة من الميكيافيلية أيضا.
ثم نقرأ ((وذكر جاب الله أنه بعث رسالة للمعارضة الليبية في بداية الأحداث ضمنها وجهة نظره في الأزمة، وقد نصحتهم بعدم الاستعانة بالغرب، وبمباشرة مسؤولياتهم بأنفسهم، وقلت بأن تاريخ الغرب كله دماء مسلمين تلطخت أيديهم بها. ولكن كان ما كان ولابد اليوم من الاعتراف بالمجلس الانتقالي وتقديم الدعم له)).
وكان ما كان ! فلماذا إذن يبررون (المقاومة) في العراق ضد الاحتلال وتخوين النظام القائم بحجة أنه جاء على ظهور الدبابات الأمريكية؟
وهكذا وشيئا فشيئا نكتشف من الحوار أن جاب الله الإسلامي لم يتغير، وما تغير وتبدل هو سهم الانتهازية والتقية والخداع في مواقفه. ها هو ينصح الثوار الليبيين ((بعدم الاستعانة بالغرب، وبمباشرة مسؤولياتهم بأنفسهم))، ويقول لهم ((بأن تاريخ الغرب كله دماء مسلمين تلطخت أيديهم بها، ولكن كان ما كان))،
ولما لم يعمل ثوار ليبيا بنصيحته (وكان ما كان) ووجد نفسه أمام الأمر الواقع بعد أن استعانوا بهذا (الغرب ذي التاريخ الملطخ بدماء المسلمين) وصارت الدولة الإسلامية هناك قاب قوسين أو أدنى، نراه يدوس على قناعاته الإسلامية بانتهازية ويطالب النظام الجزائري بمد يده إلى تلك الأيدي الغربية الملطخة بالدماء ليتعاون معها على إسقاط القذافي. فما أغربه منطق لكنه منطق إسلامي بامتياز! كيف؟
السياسي الإسلامي، وحتى لا يعترف بالخطأ، فإنه يطوع المستحيل رغم أنف المنطق والمبادئ وأنهم لا يخافون في الله لومة لائم.
جاب الله رأى أيادي الغرب ملطخة بدماء المسلمين وكأن تاريخ المسلمين لم يتلطخ بدماء غيرهم. بل إن جاب الله ظل دائما يجد مبررات للدماء التي أسالها الإسلاميون الإرهابيون في الجزائر، وهي دماء مسلمين أيضا مادامت الغاية شريفة (إقامة الدولة الإسلامية).
ثم نقرأ مغالطات أخرى في هذا الحوار مثلا: ((ويعتقد جاب الله أن وجه الشبه بين الأوضاع الحالية في البلدان التي شهدت ثورات، تشبه وضع الجزائر قبل 20 سنة. إذ يقول: نحن بالجزائر لدينا تجربة مريرة بعد 5 أكتوبر 1988 إذ عاش الجزائريون تعددية غير منضبطة، وذقنا ويلات العدوان على الحريات والحقوق، وقد ناضلنا لوقفها رغم كل الصعاب)).
جاب الله هنا يتجاهل أن السلطة في الجزائر استجابت بسرعة إلى مظاهرات 5 أكتوبر 1988 وكانت رائدة في ذلك، وجاء دستور 1989 ليفتح الأبواب واسعة لتعددية سياسية واعدة. وما يسميه جاب الله تعددية غير منضبطة ويخفي حقيقته، إنما يعود أصلا إلى دخول الإسلاميين في هذه التعددية وهم لا يؤمنون بها فلوثوها وحرفوها عن مسارها وشاركوا في إجهاض تلك التجربة الديمقراطية الفتية لصالح الاستبداد كما تسببوا في هذا العزوف الذي نلمسه لدى مواطنينا اليوم في المشاركة في الحياة السياسية والحزبية رغم ما شهدته البلاد من حماس واندفاع ومشاركة عظيمة في بداية تلك التجربة. كان جاب الله وغيره من الإسلاميين لا يرون في الديمقراطية الغربية حلا، بل كانوا جميعا يرفعون شعار الإسلام هو الحل. ويرفضون كل الحلول الغربية التي يسمونها أفكارا مستوردة كافرة. لم يكن هذا الرجل يقبل حتى بالتلفظ بكلمة الديمقراطية، أما من طالب بالديمقراطية والعلمانية فقد كفروه واستباحوا دمه. وكانوا هم السبب الرئيسي في عدم انضباط هذه التعددية وانفلات الأوضاع.
لم أسمع ولم أقرأ يوما له نقدا ذاتيا يعترف فيه بمسؤولية الإسلامية، بل العكس. وها هو حتى اليوم، وبعد أن قدم ملفا لتأسيس حزب جديد، يكتب في بيان التأسيس كلاما خطيرا يذكرنا بتلك الفترة المأساوية غير المنضبطة. نقرأ فيه
http://eladala.net/ar/index.php?option=com_content&view=article&id=54&Itemid=15
((إننا نعلم كغيرنا أن الساحة الجزائرية فيها الكثير من الأحزاب التي تطلب ودّ الأمة وتسعى في كسب رضاها، وبعد كل التجارب التي عاشتها مع تلك الأحزاب وذاقت فيها مرارات عدم الوفاء وأنواعا من التحايل والمكر، آن لها اليوم أن تميّز بين أصحاب المبادئ وأصحاب المنافع الشخصية، وأن تفرق بين من تأسس لخدمة أشخاص أو نظام أو فئة، وبين من تأسس لخدمة دين ووطن وأمّة، وأن تميّز بين من ينشر العلمانية ويشجع الارتماء في أحضان التغريب والعولمة، ويدعو للقطيعة مع ماضي الأمة وتاريخها الحافل بالأمجاد، وبين من يؤمن بالإسلام كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ويشجع الارتماء في أحضانه وحسن الالتزام به، ويدعو للاعتزاز بماضي الأمة وتاريخها المجيد والاستفادة منه ومن التجارب النافعة في بناء الحاضر والتخطيط للمستقبل)).
فبعد هذا الكلام التخويني الذي يصنف الناس إلى خدم للدين والوطن والأمة وأعداء للدين والوطن والأمة وهو ما يضعهم في منظور الإسلام كفرة يجوز فيهم الاغتيال، ها هو يدعو أيضا في هذا البيان إلى ديمقراطية مقيدة مكبلة في إطار ((مجتمع يمارس ديمقراطية تعددية نابعة من واقعه وموروثه الحضاري والثقافي)). وكأن في واقع موروثنا الحضاري شيء يمت بصلة لديمقراطية تعددية حقيقية تغنينا عن استيراد الحلول من أعدائنا.
وأخير يختم بيانه هذا بالدعوة إلى ((إقامة جمهورية جزائرية ديمقراطية واجتماعية ذات سيادة في إطار المبادئ الإسلامية)). ونحن نعرف أن حيلة (المبادئ الإسلامية) هي بمثابة مسمار جحا أو حصان طروادة يمكن أن يتم تأويلها لرفض أي فكرة يحكمون عليها بالتنافي مع الإسلام ويمررون من خلال كل التحريمات الممكنة.
في هذا الحوار نقرأ له أيضا معلقا على ما نص عليه قانون الانتخابات الأخير بضرورة التزام الأحزاب بحصة للمرأة لا تقل عن 30 في المائة في الترشيحات وبعد أن عارضها بحجة أن العادات والتقاليد لا تبيح ذلك، قال: ((ما وقع في حق المرأة كان بسبب العادات البالية، وليس بسبب الإسلام)). ((وتابع لما سئل عن قانون مشاركة المرأة في السياسة إن "ثورة المرأة يجب أن تكون على التقاليد البالية وليس على الإسلام كما تفعل التيارات العلمانية، فكانت النتيجة أن تستغل المرأة في التمرد على دينها .)).
وهو عذر أقبح من ذنب، ذلك أن التقاليد البالية التي هضمت حقوق المرأة حسب رأيه يجب أن تحارب وتُتَجاوَز عبر توعية الناس بمساوئها وليس الخضوع لها والتريث في معالجتها بينما حقيقة الأمر أن جاب الله يعرف أن الأمر لا يتعلق بعادات وتقاليد بالية بل بالإسلام بقضه وقضيضه كدين يحط من شأن المرأة.
وأخيرا يقول: ((أدعو إلى طي صفحة الماضي طيا كاملا، وإلى المساواة بين الجزائريين في الحقوق والواجبات، وأقصد بذلك حقوق المواطنة التي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم قبل 14 قرنا)).
هكذا إذن، صارت المواطنة، عند الإسلامي جاب الله، إنجازا إسلاميا، وتحدث عنه النبي منذ 14 قرنا!، ولكن، للأسف، عمل المسلمون طوال كل هذه القرون بسبب تمسكهم بالعادات والتقاليد البالية دون تحقق هذه المواطنة !!!، فيا لهم من منحرفين عن الصراط المستقيم!
من يعتقد بهذا لا بد أن يقول مع جاب الله بأن ((حقوق المواطنة .. تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم قبل 14 قرنا)).
يقول هذا الكلام وكأن من قال بأن المرأة ناقصة عقل ودين وشكك في شهادتها، ليس هو نبي الإسلام، ولا من حكم على المرأة بالقصور وانعدام الأهلية من المهدي إلى اللحد ليس الإسلام ولا من حبس المرأة في البيت ليس هو الإسلام ولا من اعتبرها عورة حتى صوتها ليس هو الإسلام. يقول هذا الكلام السخيف وكأن المسلمين الذين ظلوا يحتقرون المرأة طوال 14 قرنا إنما كانوا يفعلون ذلك خروجا عن الإسلام وجهلا به. يقول هذا الكلام بينما كل ما تحقق لصالح المرأة في مجتمعاتنا تم رغم أنف رجال الدين وبفضل جهود العلمانيين بعد أن تحولت الشمس للشروق من الغرب!



#عبد_القادر_أنيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان علماني رغم أنفه
- مقالة وُلِدَت على شاطئ البحر
- أيهما سقط: الجزيرة أم نظرية دارون؟
- الجزيرة تسخّر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتجهيل 4
- الجزيرة تسخر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتخلف 3
- الجزيرة تسخر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتخلف 2
- الجزيرة تسخّر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتجهيل
- عن المؤامرة مرة ومرة ومرة
- دينهم سياسة وسياستهم دين
- هل نتعرض فعلا لمؤامرة غربية؟
- القرضاوي ومكيافللي
- السياسة في الإسلام: ساس الدابة يسوسها
- لماذا نقد الدين؟
- تمخض الجبل فولد فأرا
- ما حقيقة الدولة الإسلامية (المدنية)؟
- هل العلمانية مسيحية متنكرة؟
- هل في الإسلام مواطنة: قراءة في فكر راشد الغنوشي 5
- هل في الإسلام مواطنة؟ قراءة في فكر راشد الغنوشي
- راشد الغنوشي هل في الإسلام مواطنة؟ 3
- راشد الغنوشي: هل في الإسلام مواطنة 2


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر أنيس - هل يتغير الإسلاميون؟