أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جرجيس كوليزادة - وزارة التجارة العراقية تتحدى الارهاب














المزيد.....

وزارة التجارة العراقية تتحدى الارهاب


جرجيس كوليزادة

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 00:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سلة غذاء البطاقة التموينية تعتبر من البرامج المساندة لدعم الحالة المعيشية للعراقيين وخاصة للعوائل الفقيرة من ناحية توفير المواد الغذائية الرئيسية، ولكن بسبب فساد السلطة تعرضت هذه السلة خلال السنوات من 2003 الى 2010 الى السرقة والنهب من قبل وزراء ومسؤولين في الحكومات السابقة وبفضل السياسة "الرشيدة" لتنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي تقلصت النفقات السنوية المخصصة للبرنامج على التوالي إبتداءا من سنة 2005 حتى وصل حجم التقليص في 2008 الى حافة التلاشي فأزيل مواد كثيرة من السلة دون مراعاة لحاجات الشعب ودون مراعاة للعوائل الفقيرة التي تقدر أعدادها بعشرات الملايين، وهي بحاجة الى لقمة العيش في ظل الفساد الرهيب والظروف العصيبة التي يمر بها البلاد، واستمر تقلص النفقات السنوية للبطاقة التموينية ضمن ميزانية الحكومة حتى وصل في عام 2011 الى 4 مليار دولار امريكي، وهو تخصيص قليل مقارنة بما يحتاجه الاغلبية الفقيرة من الشعب العراقي.

ونتيجة الارهاب والفساد الرهيب والنهب العريض لاموال الشعب، تعرض برنامج السلة الغذائية الى وضع مأساوي نتج عنه مخاطر كثيرة على حياة العراقيين، اضافة للخوف والرعب والترهيب والهجرة والترحيل التي تعرضت لها العوائل العراقية مع ترك بيوتهم وحوائجهم من منطقة الى منطقة أخرى بحثا لانقاذ حياة الأطفال والنساء وفي ظل ظروف عصيبة ومفتقرة الى تأمين المواد الغذائية الأساسية وخاصة في السنوات التي تلت سنة الفين وثلاثة، وفي ظل هذه السنوات القاسية للعراقيين قامت الحكومة بتقليص المواد الغذائية للبطاقة التموينية بحجة تقليص المصروفات العامة واتباع سياسة السوق الحر التي تطبق في كل اجزاء العراق بشهية شريرة وبفرعنة شرسة ومن قبل نفوس لا تتسم الا بالقلوب الشيطانية.

والمشكلة لم تنحصر في مسألة تقليص المواد من سلة الغذاء بل أخذت عملية التأمين وتوزيع المواد تعاني من شحة وفقدان لمدد طويلة، فلم تكن تصل المواد الى المواطنين الا بعد شهور وبنقص كبير وشديد، وكن التوزيع مسألة مزاجية يلعب بها المسؤول الاول في وزارة التجارة في الحكومات السابقة، فلم يكن معلوما لماذا التأخير حاصل ولماذا يحصل حجب لمواد كبيرة من السلة؟.

وفوق هذا عانى برنامج البطاقة التموينية من إهمال متقصد من الوزراة المعنية ومن الحكومة، وكان وراء هذا الاهمال المتقصد نية متعمدة للتلاعب بأسعار المواد الغذائية في الأسواق لزيادة اسعارها والربح على حساب المواطن العراقي، وعلى سبيل المثال سجل سعر اللتر الواحد من الزيت ارتفاعا ناريا من 1500 الى 3000 دينارا، وكذلك الحال للمواد الغذائية الأخرى، فأصبح حال المواطن واقعا بين نارين، نار الأسعار، ونار فساد المسؤولين على البرنامج وقصور واهمال الحكومة للجوانب المعيشية للحياة.

والحمدلله، بفضل الكفاءة التي يتميز بها وزير التجارة العراقي الحالي تمكن من اخراج البطاقة التموينية من الفساد الرهيب التي عاشته في ظل السلطة بالسنوات السابقة، وتمكن من تحسين مفرداتها الغذائية بالرغم من قلتها، وبفضل المراقبة والمتابعة المتواصلة تمكن من تنظيم عملية توزيعها واستقرار ايصالها الى كل مواطن شهريا، ومن المؤمل تعبئة السلة الغذائية برزمة واحدة في الفترة القادمة لتسهيل وضمان ايصالها الى العائلة العراقية.

ولا شك ان عمل الوزير يأتي في ظل ظروف معقدة وضغوطات شديدة يتعرض لها الوزير من مسؤولين وتجار كبار واحزاب سياسية لتمرير صفقات تجارية فاسدة لنهب أموال البرنامج والاضرار بصحة المواطن العراقي، ولكن بفضل الشفافية والمتابعة وبذل جهود غير عادية تمكن الوزير الجديد من السيطرة على برنامج البطاقة التموينية الذي كان محل سخرية واستخفاف في السنوات الماضية بسبب فساد المسؤول الأول لوزارة التجارة في الاعوام السابقة.

ولكن مع هذا بات على مجلس النواب والحكومة ووزارة التجارة ابداء اهتمام أكبر ببرنامج السلة الغذائية للمواطن العراقي لأهمية مواد هذه السلة للأغلبية العظمى من الشعب وللفقراء والمساكين واليتامى والثكالى، والمقدرة بعشرات الملايين من المواطنين، وعلى الحكومة ان تعير اهتماما كبيرا بهذا البرنامج الحيوي الذي يعتبر شريان الحياة للمواطن الفقير ولمن يمتلك دخلا محدودا، وحان الوقت للتفكير الجدي في تطوير البرنامج لخدمة العراقيين لتوفير مستوى مناسب من القوت لهم، واضافة مواد غذائية أساسية اخرى الى السلة الشهرية، والواقع الراهن الذي يتسم ببطالة عالية وركود اقتصادي يلزم الحكومة بالتفكير جديا للعمل على زيادة المواد الغذائية في البطاقة التموينية التي تعتبر لقمة العيش لعشرات الملايين من المواطنيين.

وبمناسبة تحسين برنامج السلة الغذائية الشهرية للمواطن العراقي في ظل الحكومة الحالية، نتقدم بتحية التقدير الى وزير التجارة الدكتور خيرالله حسن بابكر لدوره الأساسي والفعال في ارساء هذا التحسن لصالح جميع العراقيين ولدوره الوطني في تخليص البرنامج من الفساد الرهيب الذي كان يعيش فيه في السنوات الماضية، وبمناسبة الموقف المسؤول والحريص للسيد الوزير امام السلطات التركية قبل ايام لاعادة جثمان شهيد عراقي الى أرض الوطن نتقدم بتحية عراقية أصيلة لموقفه وحرصه الوطني.

وعسى أن نسمع كلمة طيبة من الحكومة والبرلمان ووزارة التجارة لتطوير برنامج البطاقة التموينية وزيادة مكوناتها الغذائية لضمان الغذاء والصحة الجيدة لكل العراقيين.

كاتب ومحلل سياسي – اقليم كردستان العراق



#جرجيس_كوليزادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعود وهبوط نجم برهم صالح
- مبادرة الى الرئيس البرزاني وكوسرت رسول
- المطلوب مبادرة وطنية من مسعود البرزاني
- العراق ومنافع الإحتلال الأمريكي
- عرب كركوك والتقارب الكردي التركماني
- مبادرة الى حكماء العراق
- زعيمان لم يتفقا على إمرأة واحدة
- أم الثورات العلمية في نهاية العقد القادم
- الموازنة وحقائق غامضة عن تعداد سكان العراق
- المالكي وتجويع العراقيين بميزانية 2008
- إعلام الرئاسة العراقية واجهة فاشلة
- أراء القراء عن آليات مناهضة جرائم الشرف
- المالكي واحتياجات المواطنة العراقية
- إقليم كركوك ضرورة عراقية وكردستانية
- ألا يَا نَخْلَةَ الوادي
- حياةُ بِلادِ الكُردِ مماتٌ
- سَوادُ الفَسادِ في كُردِسْتان
- الأقاليم العراقية
- جَرائِمُ الشَرف
- آليات مناهضة ومنع جرائم الشرف في العراق


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جرجيس كوليزادة - وزارة التجارة العراقية تتحدى الارهاب