أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - رسالة الى الرفيق/ حول التنظيم 2















المزيد.....


رسالة الى الرفيق/ حول التنظيم 2


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3497 - 2011 / 9 / 25 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة الى الرفيق/ حول التنظيم 2*
الرفيق العزيز.... بعد التحية...
عزيزي لحد الآن لم يصلني البيان و القرارات الصادرة من لجنة الدفاع عن حقوق عمال النفط... حصلت على نسخة منهما من الرفاق الآخرين صدفة. على أية حال هذا ليس بمشكلة كبيرة. لكن أود عن اعبر عن عدد من الملاحظات حين قرأت البيان و القرارات من لجنة الدفاع عن حقوق... في هذه الرسالة أشير فقط الى البيان لان البيان هو قضية اليوم كما تقول قضية "ودقت ساعة النضال"....عليه إن المطالب الواردة في بيانكم أدناه :
- إلغاء العقد الفردي بين المنتسب والشركة الأجنبية وتوقيع عقد عام من قبل وزارة النفط وشركة نفط الجنوب وتثبيت كافة حقوق العاملين بشكل واضح لا يقبل التأويل .
- صرف الأرباح السنوية من قبل شركة BP للعاملين وهي لا تقل عن 8 الى 6 مليون دينار لكل منتسب ارتباطاً بزيادة الإنتاج وكما مثبت في العقد .
- زيادة الساعات الإضافية للمناوبين من 30 ساعة شهرياً الى 60 ساعة .
- الشروع ببناء الأراضي الموزعة على العاملين منذ عام 2007 في الطوبة والنخيلة وتوزيع اراضي منطقة التنومة .
-صرف مخصصات ( مخاطر إشعاعية ) لعمل المنتسبين في مواقع ملوثة جراء الحروب السابقة .
-صرف مخصصات طعام لا تقل عن 150 ألف دينار شهرياً .
-منح العاملين الذين لديهم خدمة سنوية ممتازة الامتيازات الواردة في العقد.

أرى من الضروري أن أسجل عدد من النقاط قبل أن اعبر عن ملاحظاتي حول المطالب أعلاه.
أولا: سرعة جاءت في قرار لجنتكم ، حول عمل نضالي ما. قراركم بخلع ملابس شركات الأجنبية ، هو عامل ضغط ليس إلا كما أكدته أنت أيضا ، لتلبي الشركة مطالبكم .
أرى ما قمتم به غير مدروس بدقة. قراركم حول البدء بشكل نضالي ما جاء مستعجلا ، بحيث، لم تقوموا بما هو واجب عليكم ، اقصد لجنة الدفاع عن حقوق العاملين في قطاع نفط الجنوب. إن المسالة ببساطة هي التنظيم ، ولكن التنظيم هو لب السياسة وخصوصا بالنسبة للطبقة العاملة. والتنظيم هنا آخذه ببساطة، وهو يعني جعل مطالب لجنة الدفاع مطالب أكثرية عمال قطاع النفط او على الاقل الحقول التي بدأتم فيها احتجاجكم. كيف بإمكانكم ان تحققوا هذا الأمر؟!
قلت و أأكد مرة أخرى، من خلال تجمعات عامة للعمال" اقصد بالتجمعات العامة، اجتماع عمالي واسع لكافة العمال او أكثريتهم في محل عملهم ، وتحويل هذا المطلب الى مطلب عمالي واسع او مطلب جماعي للعمال..."(رسالة الى الرفيق: حول التنظيم). برأي هذه فقرة مهمة، ربما انتم متفقون او منسجمون داخل لجنة الدفاع وهذا عمل نضالي وتنظيمي مهم، ولكن ليس كافياً، حتى اذا تمكنتم من تحقيق مطالبكم. لان بالنسبة لقائد الشيوعي ان الحركات الاحتجاجية العمالية هي سلم لتنظيم صفوف الطبقة العاملة أوسع من جانب ومن جانب آخر بناء تنظيماتها الجماهيرية على قاعدة عمالية أوسع. أي "تجمعات عامة للعمال". هذه التجمعات تحقق للعمال عدة نتائج مناسبة لرفع استعدادات العمال ووعيهم الطبقي ودرجة تنظيمهم والتفافهم حول قادتهم او حول منظمتهم" لجنة الدفاع عن الحقوق" إذا تهدفون لجعل هذه المنظمة منظمة عمالية جبارة في قطاع النفطي.
حسب علمي و حسب سرعة عملكم خلال الأيام الماضية ، ارى ان "لجنة الدفاع" لم تقم بهذا العمل المهم، أي جعل مطالبكم مطالب اكثرية العمال من خلال "تجمعات عامة للعمال". رأيت من الضروري ان اسجل هذه النقطة، لان هذه النقطة ذات علاقة ومرتبطة مباشرة بكثرة مطالبكم أعلاه.

ثانيا: ان مطالبكم كبيرة هذا لا شك فيه، هذه المطالب كيف ستحقق" بغض النظر عن المحتوى الغامض الى حد ما للمطلب الأول"، بهذا الأسلوب الاحتجاجي؟! هل ان خلع ملابس الشركة الاجنبية، او ماركتها المسجلة، وقطع الطريق بوجه ممثلي وخبراء الشركات ومنع دخولهم الى قطاع الانتاجي...؟ّ يحقق مطالبكم. برأي لا. ان حالة الاحتجاجية التي قررتم عليها، لا تتناسب و مطالبكم. براي هذا تحصيل حاصل للعمل الذي قمنا به قبل الاحتجاج. أي سرعة عملنا بدون تمعن وتدقيق وتفحص مدى اجابة العمال بصورة عامة حول هذه المطالب من جانب و من جانب اخر اخذ قرار العمال حول المطالب و الشكل الاحتجاجي المطلوب عبر " تجمعات عامة للعمال".
ان السعي الدءوب والمحاولات الجادة في سبيل تحشيد قوى العمال، وجعل القرار و الإرادة قراراً وإرادة عمالية قبل بدا الاحتجاج ، هي خطوة مهمة لتحقيق النصر في أي احتجاج عمالي. هذه النقطة براي ناقصة في هذه الحالة.

ثالثا: اما البعد الثاني هو بعد حاضر الاحتجاج أي العمال وهم محتجون بطريقة ما، مثل ما قمتم به مثلا: كيف نتعامل مع الاحتجاج، كيف نتعامل مع العمال؟ ماهي سياستنا بوجه الإدارة سواء كانت الحكومة او الشركات الاجنبية؟! حسب علمي قمتم بارسال الوفد الى المحافظ، مع بدأ الاحتجاج!! لماذا؟ّ ليس هناك أرضية لذلك براي. الاحتجاج هو رفض الحالة السابقة للوصول الى حالة التالية او من نقطة الى نقطة اخرى.. وانتم قمتم بهذا الامر قبل ذلك منذ شهر نيسان وربما مرات عديدة، اذن بعد ان رفض امركم ومطلبكم ذهبتم الى الاحتجاج، والحال كهذا انتم تقومون بعملكم المناسب و القانوني " حسب وجه النظر الاجتماعي"، انتم لديكم مطلب، بوجه ادارة الشركات الاجنبية او شركة نفط الجنوب" الامر سيان"، منْ من المسئولين جاء عندكم وسمع آرائكم ومطالبكم؟! ليس من احد . ان بداية أية احتجاج ليس المفاوضات. المفاوضات تبدأ تحت الضغط، تبدأ حين يختل توازن القوى السابقة بين العمال و الشركة او الحكومة او الاثنين معاً. كيف يختل التوازن بين العمال و الشركة لصالح العمال، حين يبدأ الاحتجاج وتحشد القوى حوله أي حول المطالب اعلاه. حينذاك المفاوضة بين العمال و الشركة تأخذ مجراه الواقعي، وطريقة من الطرق النضالية، لضغط على طرف المقابل. هناك مفاوضة ومفاوضة. المفاوضة التي تجري تحت الضغط العمالي عبر النضال و تحشيد القوى وتنظيمها، هي أيضا أسلوب نضالي للقادة العماليين او لمنظمة عمالية ما " لجنة الدفاع عن حقوق... مثلا"في سبيل تحقيق مطالب العمال. القادة العماليون الذين يعبرون عن تطلعات العمال يتصرفون وفق هذا الأسلوب العملي، وليس عكسه. الآن ما العمل؟ والعمال يقومون باحتجاجاتهم في قطاعكم؟!

رابعاً: برأي يجب ان نملئ الثغرات الموجودة، ومنها إيصال صوت "لجنة الدفاع عن حقوق.." الى اوسع ما يمكن في صفوف العمال، و إقناعهم بفحوى الاحتجاج الذي قمتم به. هذه نقطة مهمة و عمل محوري لأي قائد عمالي في حالة الاحتجاج سواء كان الإضراب او التظاهرة او الاعتصام او أي شكل اخر من اشكال النضال العمالي... هذا يعني متابعة ومراقبة دقيقة لأوسع ما يمكن من العمال ، ورفع روحية النضالية عندهم ، و بصحة قراركم للاحتجاج وشكل الاحتجاج الراهن، والإجابة المستمرة لمناورات و تكتيكات الشركة والحكومة" الحكومة مع الشركات، يجب أن لا يكون هناك أي توهم داخل صفوف العمال حول هذا الأمر"، و محاولة دءوبة للتحشيد والتنظيم ومن ثم التنظيم حول المنظمة "لجنة الدفاع"، اجتماعات وتواصل مستمر لقادة المنظمة وقادة الآخرين في قطاعات مختلفة في كل يوم وفي كل ساعة إن أمكن...

عزيزي: ان أيام الاحتجاجات، هي ايام لا تشبه الايام الطبيعية او الايام الاخرى، من عدة نواحي : رفع استعداد العمال، رفع معنوياتهم وروحيتهم النضالية، أرضية مناسبة للتحريض، آذان صاغية للاستماع للأطروحات وخطط العمل المختلفة ، العمال او اكثريتهم يتابعون قادتهم ومجريات الامور الاحتجاج... العمال يدركون قوتهم حين يدركون قوتهم يدركون اتحادهم ، وأهمية الاتحاد والعمل على إيجاد الاتحاد... بمعنى اخر ان تقوية الروحية التنظيمية، هي إحدى نتائج الاحتجاجات العمالية بالتحديد. من هنا ووفق أي اسلوب تنظم العمال؟! كل هذه الامور تقع على عاتق القادة العماليين، الذين يقفون في الصف الأول، من الخطباء و المفاوضين و المنظمين.... نحن نسترشد بشيوعية ماركس، الشيوعية العمالية، وفق هذه الإستراتيجية والهدف ننظم. اسلوبنا منبثق من هدفنا: إلغاء الملكية الخاصة والعمل المأجور" انظر الى البيان الشيوعي".

اذا وفق هذا الهدف ننظم عندئذ أسلوب او نمط العمل الشيوعي ، وهذا الأسلوب في تنظيم العمال الجماهيري أساسه تجمعات عمالية عامة... لماذا؟ لان التجمعات العامة، او جمعية عمومية هي انسب او اسهل شكل تنظيمي جماهيري للعمال، هي ببساطة اجتماع العمال في قاعة الشركة او في احد ساحاتها، اجتماع أكثرية العمال حول قضاياهم، وفي الوقت الحاضر حو مطالبهم و وحول احتجاجهم... اين وصلت احتجاجاتهم؟ ما هي نتائج مفاوضاتكم؟ ما هو تقيم العمال ليومي الاحتجاج؟ ماهي الأخطاء... والخ. العمال يعبرون عن رايهم بصراحة تامة ، و يعلنون باكثرية الآراء الخطوات القادمة، و المطالب التي هي اكثر أولوية لديهم وينتخبون قادتهم مثلا او يعطون حق التمثيل " للجنة الدفاع عن حقوق..." من هنا توحيد القرار والارادة بين القادة و بين كافة العمال، ومن هنا تنبثق قوة الصف وبداية جيدة لتنظيم وتنظيم اقوى.... ان تجمعات عمالية عامة هي شكل تنظيمي جماهير عمالي التي تعيد القرار والارادة للعمال و تسحب البساط تحت اقدام كافة التوجهات البرجوازية اللاعمالية التي تتحدث باسم العمال تحت يافطة الحركة النقابية" لا اقصد نقابة عمالية" بل الحركة البرجوازية النقابوية التي تأطر النضال العمالي في اطار النظام الراسمالي، التي يمثله الاتحاد العام لنقابات العمال والحركة القومية العربية بوجيهيها الاصلاحي والديمقراطي... وتسحب البساط تحت اقدام الحركات البرجوازية الطائفية السائدة في الجنوب...

رفيقي العزيز... اما الان اريد ان اسجل ملاحظاتي على المطلبين اعلاه:

أؤكد مرة اخرى ان هذا الشكل من الاحتجاج لا يتناسب مع هذه المطالب الواسعة. انا ارى ان استعداد العمال حول تحقيق هذه المطالب في حدها الادنى.. لكن اذا نعمل وفق خطة مدروسة، وانا كتبت بعض الملاحظات اعلاه وفق معرفتي المتواضعة بالحركة العمالية، حينذاك بإمكاننا ان نتجاوز بعض أخطائنا الأولية، الامر يعتمد عليكم.

المطلب الاول من مطالبكم السبعة: هذا المطلب فيه شوائب كثيرة و غامضة. ان مطلب تحويل العقد الفردي الى جماعي هو مطلب طبقي مهم، كما قلت في رسالتي السابقة. هذا جزء مهم ومهم جداً ولكن يتطلب وعيا وإدراكا طبقيا أرقى ، الذي ينقص العمال في الوقت الحاضر في قطاعكم وباقي قطاعات الاخرى في العراق. لتحقيق هذا الهدف والامر يتطلب عملاً طبقياً جباراً، وبدوره يتطلب رفع الوعي الطبقي للقادة العماليين في اول وهلة ومن ثم أكثرية العمال حول تحقيق هذا الامر، برأي لا يمكن تحقيق هذا الامر بسهولة. بل يتطلب وعيا طبقياً أي وعيا شيوعيا، لا اقصد الشيوعية البرجوازية الدارجة و المتغلغلة في صفوف العمال، بل اقصد شيوعية ماركس الشيوعية العمالية.... حول هذا الامر كتبت في رسالتي السابقة بصورة ملخصة لا اريد تكرارها. اما الشق الثاني من المطلب هو العقد الجماعي مع نقل العقد الى الشركة الام او الحكومة... براي هذا يعبر عن مشكلة عويضة داخل صفوف القادة العماليين في العراق... أي ان قادتنا العماليين لحد الان يتحركون وفق توجهات القومية الاقتصادية السائدة لدى الأحزاب الشيوعية البرجوازية السائدة و هي توجهات للحركة القومية العربية، تحت يافطة " الوطنية" الفارغة من المحتوى أصلا ، خصوصا في هذه المرحلة من عالمنا المعاصر.
العمال بطبيعة الحال يحتجون ويناضلون في سبيل تحسين أمورهم المعيشية ، وهي قضية واقعية طبقية ليس مرتبطة بحزب ما او توجه سياسي ما... ومن هنا تنبثق الشيوعية كحركة ايضا. اذن تحسين الامور المعيشية والنضالية هو أساس للاحتجاجات العمالية مهما كان شكلها. ما معنى تحسين الامور المعيشية والنضالية؟ يعني زيادة الاجور، توزيع الارباح، تخصيص مخصصات الخطورة والغذاء، تقليل ساعات العمل اليومي، زيادة العطل الاسبوعية، تقليل سن التقاعدي الى حد مثلا 55 سنة، توفير الضمان الصحي... كل هذه الامور تقع في خانة تحسين الامور المعيشية، و توفير حق الاضراب و التنظيم.... تقع في خانة تحسين الامور النضالية... اذن محتوى الحركة العمالية في اطارها الاصلاحي" او ماتسمى بالنضال الاقتصادي" وهي حلقة أولية ومهمة من ثورتها الاجتماعية ايضا، هو تحسين امورها المعاشية والنضالية.

من هنا وفق المنظور العمالي و انا لا اقول الشيوعي العمالي، ليس مهماً من يدير شركتي، هل هو اجنبي بى بى او صينية او ايطالية او هولندية او يابانية او كازاخستانية او روسية او اماراتية او امريكية او عربية او كردية او ايرانية او تركية أو عراقية... رأسمال يستثمر العمال و يستغلها، الراسمال ليس لديه قومية او طائفة، انها يافطات لتركيع العمال فقط عبر تقسيم العمال وفق الهويات القومية و الدينية والطائفية و الجنس...، انهم متحدون لتقسيم الربح" العملية السياسية الراهنة في العراق" هو توافق بين البرجوازية القومية الكردية والعربية عبر القائمة العراقية و الطائفية عبر الائتلاف الوطني... اذن ان التيارات البرجوازية السائدة في العراق هي متحدة ضد العمال في سبيل تقسيم الثروة" فائض القيمة" بينهما. الراسمال الإماراتي استثمر في جمجمال عبر شركة"دانا للغاز"... الراسمال لا يعرف الحدود والوطن...الراسمال البريطاني عبر بى بى يستثمر العمال في البصرة، ويستثمر وليد بن سلطان الملياردير السعودي، العمال في شركات عالمية عدة منها غروب ستي، و فنادق فورسيسن الموزعة عبر العالم، و قنوات الموسيقية والفنية لروتانا و المملكة القابضة، انه يستثمر العمال عبر العالم بأجمعه وهكذا شركة تويتا اليابانية و جنرال الكترتيك وشل الهولندية و هاليبرتون الامريكية و النخيل الاماراتي و شركة نفط الجنوب والشمال و كورك و زين للاتصالات، و شركة المواد الإنشائية والجلدية ...الراسمال ليس له وطن... كما للعمال ليس لهم ، ان وطن البرجوازية هي حلقة في عنق العمال لتضيق خناقه، انظروا الى الاستثمار الراسمالي في دبي و ابو ظبي وبصورة عامة في الخليج من الدوحة الى رياض... ان الاكثرية المطلقة من العمال هم من جنوب اسيا... ان لمليارديرات الخليج من الامراء والشيوخ.. يعتاشون ويراكمون ثروتهم عبر امتصاص فائض القيمة من اليد العاملة الرخيصة هذه... هذا بحث يتطلب دراسة مسهبة لنقد هذا التوجه أي القومية الاقتصادية او ما تسمى " الاقتصاد الوطني" الذي لا يعيش بدونه الحزب الشيوعي العراقي مثلا.. هذا ما نبدأ به قريباً بصورة مسهبة وتفصيلية...

اريد ان اوكد وقبل البحث التحليلي والنظري لهذا الموضوع، ان حياتنا الواقعية تبرهن حقيقة هذا الامر. لماذا لدينا ظاهرة عالمية اسمها" العمالة المهاجرة" لماذا العمال يهاجرون من " وطنهم" الى " اوطان اجنبية"؟ سؤال بسيط ولكن براي يحمل في طياته مسائل مهمة. وهي ان العمال الذين يهاجرون من "اوطانهم" وهي ظاهرة عالمية، يبتغون العمل ليس العمل فقط بل تحسين ظروف معيشتهم او عملهم. وهم يعرفون حق المعرفة انهم يواجهون رأسمالا اجنبيا او غير "وطنيا" مسثمرا "بريطانيا" او "امريكيا" او "استراليا او كنديا او سويديا او المانيا"... اليوم لدينا العمال العراقيين" اذا صح التعبير في المانيا و بريطانيا وامريكا و كندا واستراليا و مصر و سوريا وامارات في شركات عدة...لماذا يعملون؟ في سبيل توفير لقمة عيشهم . هكذا كان العمال المصريين في فترة الحرب العراقية الايرانية، او السودانيين.... هذه الحقيقة والظاهرة تبرهن ان ليس للعمال وطن و ليس للرأسمال الوطن. مشكلة العمال هي ان " الوطن، القومية" هي كمين نصبه البرجوازية للعمال، والعمال أصبحوا مصيدة لهذه الألاعيب والهويات.بمعنى اخر ان العمال يبتغون تحسين أمورهم المعيشية حين يهاجرون، والراسمال يبتغي العامل الرخيص والمطيع حين يهاجر، هذا هو قانون الرأسمالية في عصرنا الراهن.
براي ان هذا الشق من المطلب مطلب ليس عماليا، لماذا؟ لان المطلب لم يقترن بتحسين المعيشة والظرف النضالي للعمال. بل يطلب فقط تحويلهم من اجنبية الى عراقية، أي ان المطلب لا يرى الراسمال بل يرى القومية. هذه هي مشكلة. براي ان مهمة الشيوعية والقادة العماليين جميعا هي تجاوز هذه العقبة.

الثاني: زيادة الساعات الإضافية للمناوبين من 30 ساعة شهرياً الى 60 ساعة
ان سبب هذا المطلب واضح تماماً، هو زيادة القيمة الاضافية على الاجرة وهذا شئ طبيعي، ان مطلب زيادة الاجرة او زيادة الحد الادنى من الاجرة، هو مطلب من اهم المطالب العمالية. لكن لماذا عبر زيادة ساعات العمل سواء كانت اضافية او غير اضافية. ان العمالة المناوبة هي اخطر انواع العمل من ناحية الصحية وسلامة العمل. حيث قدمت دراسات علمية قيمة الى المنظمة الصحة العالمية في سنة 2007 حول دور العمل المناوب في زيادة مخاطر السرطان، وتؤكد دراسة اخرى مهمة حول انخفاض هورمون السروتونين للعمال المناوبين، هو هرمون مرسل لجهاز العصبي المركزي الذي يلعب دورا مهما في تنظيم النوم، هذا ناهيك عن خطر الغازات سامة المنبعثة من الابار و انتاج النفط ومنها غاز H2S هيدروجين سولفيت... عليه ان زيادات ساعات العمل في هذا القطاع وخصوصا ألاستخراجي والإنتاجي خطر جدا على صحة العمال، يجب مراعاة ذلك بدقة. هذا جانب صحي او علمي بحت.
اما الجانب الاخر وبراي يجب ان نفحص مرة اخرى نظام المناوبة بدقة و نعالجها وفق مصلحة العمال الصحية، وسلامة عملهم. بمعنى اخر أي ترتيب للمناوبة هو احسن حالة ممكنة لصحة العمال. مثلا هل مناوبة اسبوعية هي حالة صحية اكثر من مناوبة خلال كل ثلاثة ايام او يومين. هذا بحث.... يجب التحقق منها علمياً.

براي ان الهدف كما هو واضح هو زيادة الاجرة عبر زيادة ساعات العمل. اتفهم الحالة بكل معاناتها. هي معاناة واقعية لعمالنا فعلا. لماذا العامل يجب عليه ان يعمل اكثر من 10 ساعات يطلب بعد ذلك بساعات عمل اضافية، حتى بإمكانه ان يحسن ظروف معيشته. هذه مشكلة كبيرة وقعت فيها الطبقة العاملة. من جانب اخر هناك نخبة سياسية وحواشيهم من الرأسماليين الكبار و الصغار يتمتعون بالملايين من الدولارات ان لم نقل بالمليارات، دون تعب يذكر سوى نهب ثروتنا التي تراكمت بفائض عمل العمال" العمل الذي لم يقدم مقابله اية اجرة"، عبر فساد قانوني مكتوب وغير مكتوب. أتفهم هذه الحالة ومعاناتها. وكشيوعي عمالي ارى علينا ان نركز ونؤكد ونتمركز على مطلب زيادة الاجرة، وتنظيم العمال حول هذا الامر.... على اية حال. ان هذه القضية تتطلب درجة من الوعي الطبقي، درجة ارقى من التنظيم ومن تحشيد القوى....

اريد ان اقول شيئا ما حول عدد المطالب، يجب ان تدققوا وتناقشوا في منظمتكم وبرأي داخل صفوف العمال في تجمع عمالي، حول كيفية ادارة المفاوضات، وحول نسبة وحدود وصلاحيات المفاوضين. وايضا حول تحديد تلك المطالب التي لا يستغن العمال عنها في هذه المرحلة، والمطالب التي من الممكن ان تتنازلوا عنها.... من المهم جعل قراركم وارادتكم قرارا وارادة اكثرية العمال...

اخيرا اريد ان اقول علينا ان نفحص كل يوم مناورات البرجوازية وموظفيها البيروقراطيين الذين لا يتورعون في إلقاء جمل تافهة في اية لحظة مثل ما صرح به السيد رئيس لجنة النفط و الغاز في مجلس محافظة البصرة رئيس المهندسين الاقدم خالد الايوبي وهو يقول خلال تظاهراتكم في شهر ايار " "المطالبة بزيادة جديدة هو عدم شعور بالمسؤولية تجاه البطالة الموجودة في الشارع"... يجب الرد على هذه التفاهات مباشرة، او اية تصريحات اخرى من المسئولين سواء كان عراقيا او غير عراقي. يجب متابعة دقيقة للامور وفق ما ذكرته اعلاه.
اوكد مرة اخرى على الجانب الامني، واحاطة هذا الامر بجدية من خلال مجاميع مختلفة من العمال، الذين لديكم معهم وروابط اجتماعية سليمة ومناسبة، ربما بامكانكم تشكيل هذه المجاميع بشكل مؤقت خلال هذا الاحتجاج... هذا امر مهم في العراق و بالتحديد في مينة مثل البصرة التي تتنافس فيها الدول والميليشيات المختلفة....معكم في نضالكم. سنحاول بكل امكانياتنا ان ننشر احتجاجتكم بلغات مختلفة، وان نجلب لكم التضامن العمالي عبر العالم....

عاشت أياديكم
مخلصكم
سامان كريم
12أيلول 2011
* الرسالة مكتوبة في التاريخ المذكور، ولكنها لم تنشر لإعتبارات امنية وسياسية في وقته. وبعد وقف الاحتجاج في 24/9 بقرار من قبل لجنة الدفاع عن حقوق العاملين في قطاع النفطي، لم تبقى حجة ما لعدم نشرها.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الرفيق: حول التنظيم
- ما صورته -الثورة- الليبية لنفسها، بأنه اكثر الاحداث ثورية، ا ...
- أسس الشيوعية العمالية لتنظيم الطبقة العاملة في العراق
- سياسة اوباما و الصدر، وجهان لعملة واحدة
- إخراج الطبقة العاملة كقوة سياسية مقتدرة بوجه الرأسمال و سلطت ...
- الوضع السياسي في العراق واجتماع قادة الكتل السياسية يوم 2 من ...
- (حوار مع سامان كريم حول الفيدرالية
- العملية السياسية الراهنة، والحركات البرجوازية في العراق!
- الدولة في العراق الراهن و التكتيك الشيوعي العمالي!حول تصورات ...
- انتخابات مبكرة، وأغلبية نيابية-سياسية- سياستان، وجهان لعملة ...
- حوار حول رؤية الحزب للتنظيم الحزبي و الجماهيري في الاوضاع ال ...
- حوار مع سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب حول بلاتفورم ...
- مقابلة مع سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ال ...
- الى الامام حتى تحقيق مطالبنا / الجزء الثاني
- -النظام السياسي في العراق ينتج القمع والبؤس والمجاعة!
- الى الامام حتى تحقيق مطالبنا !
- يوم التغيير بدأ في العراق، تنظيمه عمل لكل الشيوعيين والتحرري ...
- ياعمال مصر، نصركم رافدا واساسا، لبناء الشرق الاوسط الجديد!
- الى الامام من اجل الاطاحة بمبارك ومجمل نظامه الراسمالي البال ...
- إنتفاضة مصر، المهمة الأولى فصل الصف الطبقي العمالي عن الحركا ...


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - رسالة الى الرفيق/ حول التنظيم 2