أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد حسين الجنابي - جراحات الشعب.. لم تؤلمها ريشة الزمن















المزيد.....

جراحات الشعب.. لم تؤلمها ريشة الزمن


وليد حسين الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 3496 - 2011 / 9 / 24 - 23:55
المحور: حقوق الانسان
    






أي كف نتن امتد ليفسدالارض ويذبح الانسان ..صباحات ومساءات مفخخة وداميات تتفجر فيها الاجساد ..تتناثر الاشلاء وتنزف الدماء..كنافورة تملا الوديان .. الجباه تتصبب عرقا..الارض تتزلزل والبراكين تتفجرحمما لتدوي صيحات الشهداء بلسان واحد الله اكبرعلى الظالمين..تندهش العقول حائرة لاتعرف ماذا تريد.. وتصدح الحناجر وتصرخ الاصوات متشبثة بالوجود لتفصح عما تحس به وهي واقعة تحت فعل الكارثة ..اسبوعنا كله دامي في كل يوم وفي كل بقعة من ارض الرافدين اجد نفسي في صفوف الجموع المضغوطة بين الازقة الضيقة والابنية الشاهقة لارى اشلاء بشرية متناثرة..برك وانهر من الدماء الزكية ..ركام من الابنية المتهالكة حتى تجاوزت مشاعر الناس بهيجانها وانفعالاتها اروقة الفضاء الى الافق المجهول ..بهتاف حر كان ممتزجا بدماء الشهداء ..
كيف نخرج من المازق..؟
بان ننشر شراع سفينتنا ساعة سكون الريح ام نبحر ساعة العاصفة ام نمكث في بيوتنا وننحب ونشق صدورنا ..ايامنا دامية وليالينا غابرة.. اختنق الامل وتوالت الطعنات تمزق اوصال بلادي الحبيبة لالشيئ سوى لانه العراق.. ضاقت السبل ودب الياس واعداء العراق لم يرتوومن دماء شعبه ؟ هل اصبح نزيف الجرح هو الخيارالحاسم ام الامن والسلام هو السبيل المنشود ليخصب ارض الرافدين وينثرفيها الخير والعطاء ويسقي ورودالشرفاء ..سنوات عجاف حبلى بنزيف الدم وبراثن الفساد ..افترق فيها الشعب بين اشلاء متناثرة على المزابل الجماعية او تحت سياط التعذيب بحثا عن المجرم الحقيقي الذي يتسكع في الشوارع بعدتنفيذجريمته ..وبين الملايين الضائعة خلف الحدود بمختلف المسميات تلاحقها الوسوسات الخفية بين الهجرة المقرونة بالاذلال والامتهان وبين العودة للوطن مقرونا بالقتل والاعتقال هل هذا هو حال العراقيون وهل يستحقون ماالو اليه اليوم ؟لقد طرزو العراقيون بدماءهم خارطة الوطن عبرالزمن ووضعو ارواحهم على راحة ايديهم لتعانق هاماتهم السماءوهم يقارعون الظلم والارهاب الاعمى ..؟
من عذاباتهم ولد الحاضر ..ومن غزارة تضحياتهم يدماءهم يشرق المستقبل وبشرف شهداءهم يبقى العراق شامخا ..ايام دامية سالت فيها دماء زكية لاطفال في براعم الاعمارونساء امهات لاطفال ومسنات يرتقين المجد علوا وعنفوانا ..شهداء ذاقو ويلات الاحتلال والارهاب والميليشيات.. الكل يقتل على طريقته ومفاهيمه الخاصة التي ينفذها والمبررات واحدة وقد تتبادل ادوارها ولكن المرمى واحدا والنتيجة واحدة ..هي ابادة الشعب العراقي بكل مكوناته ..الذين ذاقو مرارة الموت ..ووبلات الجراح.. مثخنين بجراحاتهم الجسدية والنفسية .. لم يتلذذو بطعم الحياة منذ سنين وسنين ..ذاقو مرارة الجوع والعرى وسياط الاستبداد والديكتاتورية واقبية السجون والدهاليز المرعبة ولا زالو .فعزفت حولهم مختلف الالحان فلم يغيرو لحن نشيدهم الازلي (العراق)..
تبا للايدي الخفية تبا للارهاب والطائفية التي غرزت في جسدالعراقيين وكان نزفها اشعال فتيل دام ليمزق عواطف الشعب ويغرس الياس في نفوسهم فلم ينجحو لانهم ادركو بوعيهم عمق الاستهداف وان من تربع على هرم السلطة والاحتلال قد بسطو ايديهم ليعانقو الارهاب ويعمقو العنف فمصلحة الاحتلال والحكام في ادامة العنف الطائفي و قتل الاطفال رعبا وانتحاب النساء قهرا فلايهمهم الاسلام ولا السلام كما يدعون لان الاسلام في قناعاتهم وسيلة سهلة ومربحة للوثوب الى السلطة ونهب الثروات وتجهيل المجتمع نحو الاسوء للتمكن من السيطرة عليه بمسميات واهية وبالية عفا عليها الزمن فلا يمكن ان يسودالاسلام السياسي المجتمع بالتوازي مع علو نسبة المثقفين والمفكرين والمتنورين يل بتعميق تجهيل المجتمع وتعميق هوة التخلف
اما الامن والسلام في مخيلتهم فيوجد بين ركام الاوهام وتخيلات السكارى وبطرالمتخمين وفي الحقيقة ان الساسة اليوم هم المتخمين بالسحت الحرام المغموس بدماء العراقيين الابرياء..فهم اصلا لايتمنون توفيرالامن والاستقرارلان بقاءهم مرتبط بالطائفية والفوضى الخلاقة فلو افترضنا ان الامن قد حل بالعراق فماذا سيقدمون للشعب وماهي برامجهم وافكارهم ومشاريعهم وسياساتهم ؟لاشيئ سوى النعيق على الكراسي والسرقات ؟تسع سنوات والساسة يبحثون عن سلام دائم ويتشدقون بالمصالحة الوطنية ؟مع من ؟الشعب متصالح مع ذاته فلاتوجد بين ابناءه أي عداء ؟ويتشدقون باسم خطط فرض القانون وقيادة عمليات في كل محافظة ولكن ماهي النتائج ..؟ استفحال الارهاب يوما بعداخر وارتفاع حصيلة التفجيرات وزيادة عدد المجرمين والقتل والخطف والمفخخات في ازدياد؟ولواحصينا على مدى تسع سنوات وفي حكم الحكومات المتعاقبة بعدالاحتلال وعدد المتهمين الذين القي القبض عليهم لبلغ عددهم بالملايين انها ارقام مخيفة والارهاب يتفشى باطراديوما بعد يوم مما يدفعنا الى التساؤل هل ان ماتدعيه الحكومة نوع من الكذب على الراي العام ام ان هؤلاء ليسو بالارهابيين الحقيقين وان الحقيقين هم اشخاص اخرين لم يلقى القبض عليهم لاسباب واسباب؟
ان من يحكم العراق اليوم ليسو رجال دولة ..ووضعهم كمن يحلم بحرث البحاربمجاذيف من طين وزرع الصحارى القاحلة دون مياه.. ويقتنص النجوم ..
لقدكتب على هذاالشعب ان يصمت الى حين لكنه لم يمت لانه اكتشف سرحياته ..هذا الشعب على موعد دائم مع الحياة ..ضربت جذوره عبرالتاريخ لالاف السنين وهذه الجذور لاتنسفها الرياح الهوجاء وانهيارات التربة الغرينية تلك حكمة استخلصها العراقيون بدماءهم الزكية وفلسفت ثم صارت علما للتاريخ تتداول في مسالك الحرية ..سنين مضت والاشرار يحتلون ارض العراق ويدنسون ارواح الشهداء ويمزقون اوصال التوحد ويجهضون على الكفاح المرير لابناء وادي الرافدين .لقد سكبوالحزن في القلوب الملتهبة نارا والنازفة دما..
اليوم الحقيقة لم تعد همسا بل اصبحت صرخة مدوية في الأفق ورصا صة في قلب السادر في غيه فشعب العراق ليس نزهة طرية عبر منتجعات المتسكعين في المنطقة الخضراء من ازدواجي الجنسية وساستها..بل هو شعب عريق لاتنطلي عليه المكائد والحيل .. فقدامن منذ فجرالتاريخ ان رفض الظلم والذل وانعكاس صادق لمعنى الحياة ..شعب لم يخلق ليهزم الا اذا فني وهو لايبالي بمن يخلط الليل بالخوف والموت بالخبث في علبة صفيح صدئ مفخخ ..انه شعب يعشق الحياة ..الحب ..التاخي ..بصيرته تترقب المسافات الطويلة التي اختصرها الزمن بنضاله الدءوب نحو المستقبل بثقة هادئة في القلوب النابضة بحرارة الأمل المتوهج أملا للخيرين ولهيبا يتلظى به اعدء العراق ..



#وليد_حسين_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد حسين الجنابي - جراحات الشعب.. لم تؤلمها ريشة الزمن