أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - الثورة العربية الكبرى فى مواجهة الهيمنة العالمية















المزيد.....

الثورة العربية الكبرى فى مواجهة الهيمنة العالمية


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3496 - 2011 / 9 / 24 - 18:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذى ألم بنا نحن العرب فعندما تثور شعوبنا لا لشئ إلا لحقها فى أن تعيش حياة كريمة مثلما تعيشها كافة شعوب العالم شرقه وغربه إن هذا مطلبنا الحياة الكريمة والحرية والعدالة الإجتماعية ولهذا ثارت الشعوب العربية لتسقط حكامها والقلة فى السلطة الحاكمة التى إستلبت كل شئ وتركت الشعوب تلتقط الفتات لقد كان الظلم قاسيا وقحا حتى وصل الأمر بالظالمين أن يتعاملوا مع الشعوب وكأنهم ليسوا من جنس البشر ، لقد ثارت الشعوب وقتما أحست بهذا الظلم وعندما تثور الشعوب التى تحس بالظلم فكأنها كالسيل الجارف كانسة كل من يقف فى طريقها .
هكذا تم إسقاط النظام ولأنه كان كالسيل فقد كان السقوط سريعا ومفاجئا حتى للسلطة القمعية والتى إنهارت سريعا أدوات قمعها ولم يتمكن راعيها ومسلحها من عمل أى شئ لإنقاظ رعيته السلطوية والتى تعمل لحسابه فأسقط فى يده وجعلها تسقط وساعد فى وضع اللمسات الأخيرة للسقوط ليظهر شريكا لمطالب الشعب فى نيل حريته وكرامته وأخذ هذا الشريك يندد بالسلطات التى تحجب الحرية والكرامة عن شعوبها والغريب أن هذا الشريك قد أخفى المطالب الجوهرية التى تصنع الحرية والكرامة من قاموسه والذى خاض حروبا كونية من أجل تكريس بعضها ألا وهى الديموقراطية والعدالة الإجتماعية .
لقد تم إختزال الديموقراطية فى الكرامة والحرية وأصبح من يتحدث عن الحرية والكرامة هو يتحدث عن الديموقراطية بل أكثر من ذلك أصبح رافع شعار الحرية والكرامة والذى هو فى الأصل مطلب شعبى مكملا لمطالب الثورة الشعبية لنيل الديموقراطية والعدالة الإجتماعية لايهمه لا ديموقراطية بمعنى إعترافه بالآخر ولايهمه عدالة إجتماعية طالما سياسة السوق هى السياسة الرائدة والمعتمدة والتى تضمن الحماية لأى سلطة بديلة تتماهى مع ساسة إقتصاديات السوق .
إن المسألة فى الأساس هل نجحت الثورة العربية الكبرى فى تحقيق هدفها الأسمى فى نيل الحرية والكرامة بالديموقراطية والعدالة الإجتماعية بمعنى فك الإرتباط التبعى مع قوة الهيمنة الإمبريالية وإعتماد التنمية طريقا لتحقيق العدالة الإجتماعية أم أن الإرتباط قد قويت أواصره وأصبحت التبعية للإمبريالية العالمية بوجهها المهيمن أمريكيا هو طريق قد تم توجيه بوصلة الثوار إليه لإتباعه .
لقد تلاشى صوت الثوار فى القطر المصرى وربما فى القطر التونسى وظهر صوت الإسلام السياسى والذى وعن طريق إستخدام الآله الإعلامية حاولوا إقناع الشعوب الثائرة أن هذا الإسلام السياسى هو الذى قام بالثورة وهو المخلص .
لقد ظهر فى مصر أحزاب دينية رغم مخالفتها للقانون نذكر منها حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الوسط المنشق عن نفس الجماعة كما يريدون إيهامنا وحزب النور السلفى وفى تونس وصل بعد سقوط النظام عودة راشد الغنوشى زعيم حزب الإخوان المسلمين فى تونس والمؤسس لحركة النهضة ويعاضده محمد الهاشمى صاحب قناة المستقلة وفى ليبيا أطل علينا وبعد مقتل عبد الفتاح يونس وحرق جثمانه فى ما يتبع من تمثيل بالجثث بواسطة الحرق والذبح من أنصار هذا النظام ظهر لنا عبد الحكيم بلحاج كزعيم ثوار حلف الناتو وصاحب اليد الطولى كونه المسيطر على آلة البطش العسكرية وفى سورية قامت جماعات المعارضة الإخوانية وما تسمى نفسها بالليبرالية بالتحالف المخزى مع نظام الهيمنة العالمية سواء باللهث على أبواب وزارة الخارجية الأمريكية أو اللهث على أبواب الإليزيه او على أبواب داون إستريت وكل هذا الجرى لتحريك قوات الناتو لتفعل فى سورية ما فعلته فى ليبيا بل أصبح هذا الأمر واضحا جليا دون أن يشعرأحدا من اللاهثين بأى إكتراث أو إهانه حينما يطلب من المتسبب فى تأخره والذى يقوم بإستلابه وإغتصاب ثرواته بدعوته لإحتلال بلده فى حين أن الرؤية مازالت سارية فى أفغانستان والعراق وأخيرا ليبيا ويريدون لاحقا سوريا .
هل هذا هو مصير الثورة العربية الكبرى ؟ هل مصيرها أن ترتمى فى أحضان وائدها وناهيها ؟
لقد قامت الثورة العربية الكبرى لتزيح عن كاهل شعوبها كل من يقوم بإستغلاله وإستلاب حقه فى أن يحيا حياة كريمة بما تنتجه آليته الإقتصادية من إنتاج يستطيع الشعب أن يهنأ به لا أن تقوم فئة قليلة من الشعب التحكم والسيطرة فى كل شئ تحت حماية من يشاركها فى الإستحواذ على مقدرات الشعب بل على مقدرات معظم شعوب العالم إنه المهيمن العالمى المتحكم فى مصير الكون وعندما تلجأ قوى لإستدعاء هذا المهيمن لفرض سيطرته على وطنها تصبح هذه القوى العميلة خائنة لشعوبها .
إن الثورة العربية الكبرى والتى قامت بها الشعوب العربية هى إعادة إنتاج ثورة التحرر الوطنى والتى تعنى القطع مع المستعمر المستغل وحشد كافة إمكانات شعوبها لغرض التنمية لهذه الشعوب المقهورة حتى تتحقق الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية .
أما أن تجنح الثورة إلى الإرتباط بالمستعمر الأجنبى فإنها تعيد إنتاج الحقبة الإستعمارية لترزح الشعوب تحت نير الإستعمار .
دعونا نرى المشهد عن قرب ففى وطننا العربى هناك صراعا عربيا – إسرائيليا وهذا الصراع فى جوهره صراع بين الشعوب العربية والإمبريالية العالمية التى زرعت هذا الكيان حتى تضمن به إستلاب الشعوب العربية بسرقة مقدراتها الوطنية .
فى هذا الصراع وقف زعيم النظام الإمبريالى العالمى السيد أوباما وقالها صراحة وبدل المرة آلاف المرات أن أمريكا ملتزمة بأمن الدولة العبرية ( إسرائيل ) وقد كان آخر ما قاله بالأمس القريب وعلى مرأى ومسمع من العالم كله فى الجمعية العمومية للأمم المتحدة .
إن إلتزام أمريكا بأمن إسرائيل يعنى بالنسبة لنا أمرا واحدا وهو على هذا الكيان الغاصب والمحتنل أن يمارس عربدته تحت الحماية وبواسطة أدوات هذه الحماية العسكرية ويعنى إلتزام أمريكا تجاه إسرائيل أن من يرميها بحجر دفاعا عن نفسه فهو إرهابى ويستحق الإزاحة وأن على هذا الشعب الفلسطينى والذى إغتصبت إسرائيل أرضه وإحتلت ما تبقى أن يقبل الخنوع طبقا لما تراه الدولة العبرية الصهيونية وإلا فلا مكان له لافى المجتمع الدولى ولا حتى فى الحياة الحرة الكريمة وعليه أن يعيش عيشة العبودية للكيان الصهيونى .
فى المقابل وفى نفس الوقت يزحف بعض العرب على أبواب السفارات الأمريكية والأوربية الشريكة فى الهيمنة العالمية لطلب التدخل العسكرى لهذه القوة الغاشمة حتى تدمر بلادها بدعوى الكرامة والحرية وكأنهم لايسمعون ولا يعون ولكن هذه مصالح التابعين الذين يريدون التربع على أشلاء جثث شعوبهم التى تزيحها طائرات الناتو إنهم مصاصى الدماء بحق .
إن الدفع التى تدفع به الإمبريالية العالمية لنفر من الشعوب التى إرتبط بهذه الإمبريالية العالمية برباط التبعية حتى تضمن لإستلابها وإستغلالها للشعوب العربية عن طريق نهب ثرواتها هو الذى يحافظ على مد أمد هذا النظام الإمبريالى العالمى وأن هذا النظام يعتمد التدخل فى قمع الشعوب والثورات إما بتدخله المباشر عسكريا بمعنى الإحتلال المباشر أو بما يسمى بالقوة الخشنة وقد رأينا ذلك فى أفغانستان والعراق ولبنان وغزة وأخيرا ليبيا أو بتدخله غير المباشر بواسطة ما يسمى بالقوة الناعمة والتى وضع لها البرامج والأساليب الإجتماعية ومثلنا الحى هنا هو البرامج اللغوية العصبية والتى بواسطتها يتم التأثير بواسطة اللغة على الشعوب أو على الجهاز النفسى والعصبى للشعوب بإستخدام إثارة العواطف حول الحرية والكرامة والدفع للتظاهر لهذا السبب وإثارة النعرات الدينية والطائفية والإثنية كل هذا لبث الفرقة بين الشعوب وأن تذهب هذه الشعوب فى إتجاه الفوضى الخلاقة حتى يسهل تنفيذ إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد والذى بشرت به السيدة رايس فى حرب لبنان عام 2006 م لقد وضحت هذه الإستراتيجية فى الصومال والسودان ومرشحة لها العراق وليبيا وسوريا وأن البرمجة اللغوية العصبية تجعل تنفيذ هذه الإستراتيجية بنخب من الشعوب العربية الذين خضعوا تحت تدربهم على هذه البرمجة حتى يتم إثارة الفوضى الخلاقة بالنخب الشعبوية والتى يتيح لها الإعلام الخادم لهذه الإستراتيجيات مساحات كبيرة فى الفضائيات حتى تبث هذه النخب سمومها فى عسلها وأن إستخدام سلاح الأكاذيب مع الفبركة الإعلامية هو ما تعتمده هذه النخب لإثارة الفوضى الخلاقة وتسهيل مأمورية السيد المهيمن لفرض هيمنته مستغلا أعوانة النخبويين فى كبح جماح الثورة العربية الكبرى ثورة الشعوب العربية ضد الإستبداد المدعم من الإمبريالية وضد الإحتلال والإغتصاب للأراضى العربية التى تقوم به الإمبريالية العالمية بواسطة بعض أذنابها كدولة الكيان الصهيونى المسماه إسرائيل .
إن الثورة العربية الكبرى فى مرحلة التحدى الآن وأن هذا التحدى لابد أن يقوم على فهم الواقع وقراءته وأن هذه القراءة أصبحت واضحة جلية إن أرادت الشعوب القراءة المحقة أنه يكفينا بإلتزام أمريكا بحماية كيان عبارة عن آلة للقتل يعربد يمينا ويسارا وقد نشرت مذابحهه فى أرجاء المعمورة سواء مذابحهه فى فلسطين قديما وحديثا أو مذابحهه فى لبنان مثل قانا1 وقانا2 ومذابح غزة وجنين وأخيرا مذابحهه ضد أفراد الجيش المصرى على الحدود والذى قتل فيها الضباط والجنود بدم بارد إن الأمر يحتاج منا أن نرى بأعيننا لا أن نسمع ما يؤثر على عواطفنا بالأكاذيب فهل من يدعم ويحمى هذا الكيان هو من يعمل على إسترداد كرامتنا وحريتنا ؟



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحداثة والأصو ...
- الثورة العربية الكبرى - ثورة الشعب المصرى بين الحقيقة والخدي ...
- الثورة العربية الكبرى فى مواجهة المكارثية
- ملف الثروة السمكية بمصر - حكاية بلد إسمه كفر الشيخ 4
- الثورة العربية الكبرى - فى مسألة القضاء
- الثورة العربية الكبرى والإعلام
- الثورة العربية الكبرى - فى الصراع
- الثورة العربية الكبرى - مسألة رى المنابع
- الثورة العربية الكبرى - فى مسألة تجفيف المنابع
- الثورة العربية الكبرى وخطر الإلتفاف
- الثورة العربية الكبرى فى مواجهة إستراتيجية الشرق الأوسط الجد ...
- الثورة العربية الكبرى - فى المسألة الليبية ( الصحراوية )
- ثورة الشعب المصرى - 10 - كلام حول الدستور
- ثورةالشعب المصرى -والتأثير الإقليمى
- ثورة الشعب المصرى - 8 نحوتحقيق أهداف الثورة
- ثورة الشعب المصرى والفساد-7
- ثورة الشعب المصرى -6
- ثورة الشعب المصرى-5
- ثورة شباب مصر -4
- هل يتم الآن إجهاض ثورة شباب مصر ؟ ثورة شباب مصر -3


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - الثورة العربية الكبرى فى مواجهة الهيمنة العالمية