أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - ما بعد مجلس الأمن !














المزيد.....

ما بعد مجلس الأمن !


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 3496 - 2011 / 9 / 24 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بين "الربيع العربي" وربيع فلسطيني محتمل!

// الدور النشط الذي تقوم به الإدارة الأمريكية واستماتتها في العمل على إفشال التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة يثبت أكثر من أي شيء آخر شرعية الخطوة الفلسطينية ويستدعي المضي فيها إلى أقصى مداها، بحيث يجري تحويلها بشكل واع ومعلن، إلى فرصة للإفلات استراتيجيا من القبضة الأمريكية، وفرصة لرفض الوساطة الأمريكية نهائيا، باعتبارها جزءا من العدوان على الشعب الفلسطيني وليس جزءا من الحل..

الضغوط الابتزازية غير المسبوقة التي يتعرض لها الفلسطينيون على خلفية توجههم إلى مجلس الأمن ، والتهديدات الأمريكية السافرة باستعمال الفيتو تارة، وبقطع تمويل السلطة الفلسطينية تارة أخرى، هي أشبه بعملية اغتصاب سياسي على الملأ ، يهدف الى إعادة الفلسطينيين عنوة إلى بيت الطاعة الاحتلالي.
الدور النشط الذي تقوم به الإدارة الأمريكية واستماتتها في العمل على إفشال التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة يثبت أكثر من أي شيء آخر شرعية الخطوة الفلسطينية ويستدعي المضي فيها إلى أقصى مداها، بحيث يجري تحويلها بشكل واع ومعلن، إلى فرصة للإفلات استراتيجيا من القبضة الأمريكية، وفرصة لرفض الوساطة الأمريكية نهائيا، باعتبارها جزءا من العدوان على الشعب الفلسطيني وليس جزءا من الحل..
ما ترمي إليه الولايات المتحدة من وراء إلقاء وزنها كاملا كدولة عظمى، لإفشال التوجه الفلسطيني إلى الهيئة الدولية ، يتمثل في إقناع الفلسطينيين أن مساحة طموحاتهم المسموح بها، وملامح حل قضيتهم القومية محكومة ليس بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ولا بالقرارات الدولية والاتفاقات الموقعة، وإنما بسقف المواقف التي يمكن الاتفاق عليها بين الإدارة الأمريكية وحكومة الرفض الاحتلالي الإسرائيلية.
إن طعن الإدارة الأمريكية بحق الفلسطينيين بالتوجه إلى الأمم المتحدة، ولجوئها الى إصدار إملاءاتها بواجب عودة الفلسطينيين إلى المفاوضات الثنائية المباشرة، يشكل استفزازا إضافيا ودعوة لهم للخضوع لإملاءات المحتل الإسرائيلي، وقبول حل على مقاس الائتلاف اليميني، الاستيطاني ، المتطرف، الحاكم في إسرائيل . وهو ما يجعل الإصرار الفلسطيني على التوجه الى مجلس الامن، فرصة فلسطينية لا يجوز تفويتها لرفض " المفاوضات الثنائية المباشرة"، التي تصر الولايات المتحدة الأمريكية على فرض مواصلتها ورعايتها من جهة، بينما تتنصل من مسؤوليتها عن إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان و مشاريع التهويد وسرقة الأرض والمياه وابتلاع القدس الشرقية المحتلة، التي يفترض أنها موضوع هذه المفاوضات من الجهة الأخرى .
التصرف الأمريكي العدائي للفلسطينيين في مسألة التوجه إلى الأمم المتحدة يستدعي إعلان الرفض الفلسطيني جوهريا، للعودة إلى المفاوضات الثنائية المباشرة بين الطرف الذي يمارس الاحتلال والمدعوم سياسيا وعسكريا واقتصاديا من الولايات المتحدة ، وبين الشعب الواقع تحت الاحتلال منذ أربعة وأربعين عاما. ويستدعي مطالبة المجتمع الدولي، بدلا عن ذلك بتحمل مسؤولياته في إنهاء الاحتلال وانتزاع الحقوق القومية المشروعة للشعب الفلسطيني، وضمان تنفيذ القرارات الدولية المتراكمة، وإجبار المحتل على تطبيقها والمثول لأحكامها.
أمريكا لا تزال تتعامل بالمنطق الابتزازي الذي خرجت الشعوب العربية لكنسه في ميادين التحرير منذ عام، وإذا كان أحد الأدوار الأساسية التي انيطت بأنظمة الاستبداد المخلوعة وخصوصا في القاهرة، يتحدد في مهمة احتجاز غضب الشعوب ومنعها من ان تطال مصالح الاسياد الامبرياليين، في كل مرة تمادى هؤلاء، في دعم العدوانية الاسرائيلية وفي الاستفراد الابتزازي بالشعب الفلسطيني او اللبناني او العراقي، فإن شيئا لن يتبدل في هذا التفكير الامبريالي المهترئ، من دون أن تتحرك شعوب المنطقة مرة أخرى لتجعل الادارة الامريكية تفهم، أن الدنيا تغيرت والشعوب العربية تغيرت، وهي قابلة للتغيير اكثر، وأن مكانة الولايات المتحدة ومصالحها لن تكون بمنأى عن غضب الشعوب في المنطقة .
في هذه المرة يجب الا يمر هذا الاستهتار الامريكي المهين بالشعب الفلسطيني وحقوقه وكرامته دون رد شعبي عربي وعالمي حازم ورادع . هذا هو الامتحان الحقيقي الذي يواجه "الربيع العربي" لكي يكون ربيعا حقا، ولكي يحدث الفرز المطلوب على ساحته، وهذا هو الامتحان الصعب امام حركات السلام والتضامن مع الشعب الفلسطيني في شتى أنحاء العالم.
فهل تحتشد مظاهرات مليونية أمام السفارات الامريكية في العواصم العربية وفي عواصم دول العالم عندما تشهر الولايات المتحدة حق الفيتو في وجه الحق الفلسطيني؟ وهل تنطلق حملة احتجاج عالمية لإدانة السياسة الأمريكية المعادية للشعوب والمنحازة الى جانب الاحتلال وسياسة الرفض الاسرائيلية؟ وهل ينجح "الربيع العربي" أن يسجل تغييرا تاريخيا في قواعد اللعبة؟



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الانتماء إلى المعركة الاجتماعية وأدلجة ضيق الأفق !
- توفيق طوبي إسم لطريق مشرّف وعنوان لمرحلة
- ليس بالعدوان الامبريالي وإنما بمقاومته يتحرر الشعب الليبي!
- من النظام النووي القديم إلى نظام عالمي جديد مناهض للنووي
- حين يصبح اللا حل هو الحل !
- الان جاء دورعادل مناع : التسطيح الاكاديمي والافتراء الفظ على ...
- لمن هذه الحرب في القوقاز؟؟
- ليست حماس هي مشكلة اسرائيل... انما الحقوق القومية المشروعة ل ...
- انفلات التشريع العنصري في اسرائيل والافلات من الفرص السياسية ...
- ليس الملف (النووي الايراني) .. وانما الملف النووي!
- تطبيع اسرائيل هو الشرط المسبق للتطبيع معها! (حالة العلاقات ا ...
- توأمان سياميان ومأزق مشترك!
- -مفاوضات الحرب- واختراق المفاهيم!
- انابوليس- والانقلاب على المفاهيم!
- مفهومنا لمناهضة الصهيونية- ليس مقصورا على تحرير الشعب الفلسط ...
- حدّدنا خيارنا ان نخرج من المؤتمر ال - 25 بحزب شيوعي قوي واكث ...
- معركتنا الطبقية من أجل مجتمع بشري خال من الاستغلال، لا تعارض ...
- مشروعنا السياسي والاجتماع والفكري في بعده الطبقي والاممي وال ...
- يوم الارض كان يوما لعزل سياسة تهويد الارض العربية والتمييز ا ...
- الموقف يتطلب أن يفهم حكام إسرائيل أن المبادرة السعودية أو ال ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - ما بعد مجلس الأمن !