أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - وليد يوسف عطو - ثقافة التصحر ام تصحر الثقافة ؟















المزيد.....

ثقافة التصحر ام تصحر الثقافة ؟


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3496 - 2011 / 9 / 24 - 10:05
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


استعرت كلمة التصحر و التصحر الديني من الزميل و الأخ وليد حنا بيداويد في مساجلاته السقيمة و النارية مع الكاتب الاسلاموي طلعت خيري . جلست اتامل في كلمة ( التصحر ) و وجدت خلال دقائق أنني أستطيع أن املأ موقعي الفرعي بمقالات عن التصحر تكفي لمدة شهر كامل . العامل الآخر الذي ساهم في الكتابة عن هذا الموضوع و الذي قبله هو مداخلة الكاتب الزميل احمد بسمار بالابتعاد عن المهاترات في الدين . وجدت أن عصر الثورات العربية يستلزم وقفة لدراسة أسباب تخلفنا . أول شيء لفت نظري هو ملابس العمل و ملابسي بصورة عامة حيث وجدتها ملابس بلون الصحراء و ذلك حتى لا يظهر تأثير الأوساخ عليها . و رغم إني اعمل في مشاتل الدولة و اللون الأخضر هو لون البيئة إلا أني استبعدته من ملابسي لئلا يذكرني بالكتاب الأخضر و بالزي الأخضر الزيتوني لدولة المنظمة السرية البعثية في العراق . كما استبعدت ألوان العلم العراقي الأربعة الموجودة منذ العلم الملكي الأول عند تأسيس الدولة العراقية عام 1921 و لحد الآن فقد بقيت نفس الألوان رغم اختلاف الأعلام و تبدلها . لم يأخذ العراقي من البدو صفات النخوة و الشهامة و كرم الضيافة و الدخالة و إنما اخذ صفة العصبية القبلية , حيث التعصب للقبيلة و للطائفة و للدين و للحزب . و اخذ العراقي من ثقافة البدو الصحراوية الغزو و السرقة و الفرهود و الحواسم و القتل و القتل البيات . لقد بدا تصحر الأرض في العراق ببداية الحرب مع إيران و إهمال البساتين و بسبب تتابع الحروب أصبح اللون الصحراوي و ثقافة التصحر هي السائدة . ففي ثمانينات و تسعينات القرن الماضي تحولت بغداد إلى اللون الصحراوي و الخاكي بسبب عسكرة المجتمع و الحروب . و بعد عام 2003 تحول العراق كله إلى صحراء كاملة و جفاف كامل و أصبحت الشوارع الإسفلتية بلون الصحراء و بناية دار الأزياء العراقية التي شغلتها وزارة الثقافة و المغلفة بالطابوق الملون أصبحت بلون ترابي كلون الصحراء . و بعد الحروب العبثية و الغزو الأمريكي , هاجر أهل المدن الأصليون إلى خارج العراق والى شمال الوطن . و بذلك تعززت ثقافة التصحر بانتصار قيم البداوة و العشيرة و القبيلة على قيم المدينة و المجتمع المدني . و بصعود أحزاب الإسلام السياسي إلى السلطة ازداد التصحر الثقافي و الديني بالتبعية للتقليد و الاستحمار الديني . لقد أصبحنا نشاهد الملايين من المسلمين الذين قد تصل أعدادهم إلى عشرة ملايين يذهبون مشيا على الأقدام إلى مراقدهم المقدسة و مراقد أئمتهم المقدسين . و لكنهم يبدون عاجزين عن القيام بتظاهرة ربع مليونية للمطالبة بتوفير الكهرباء . إن التصحر الثقافي و المعرفي ابتدأ عندما قدس الإنسان كتابه الديني و اعتبره مقدسا و من عند الله : توراة , إنجيل , قران , و لم يقدس الإنسان الذي هو مركز الكون . لقد تقاتل المسلمون عن أحقية علي أو أبا بكر بالخلافة و لم يتقاتلوا من اجل مصالح الفقراء و المحرومين و من اجل العدالة الاجتماعية . يتحدث المسلمون السنة عن صحيح البخاري و صحيح مسلم و نحن نعلم مبلغ التزوير في الروايات و الأحاديث المنسوبة إلى محمد و التي كتبها الأمويون و العباسيون لمصالح سياسية . لقد كان محمد إنسانا واقعيا و سياسيا ذكيا و قائدا عسكريا . لقد خالف القران حيثما وجد مصلحة له و لدعوته الإسلامية الجديدة . لقد خالف محمد القران في مئات الموارد و كذلك فعل من حكم بعده لنفس الأسباب ففي أضخم معركة جرت بعد دخول قريش في الإسلام و هي معركة حنين أعطى أبو سفيان وحده ألف ناقة و أعطى كل الغنائم لقريش لأنها عشيرته و لأنهم تجار و أراد أن يتمسكوا بالإسلام عن طريق الفائدة الاقتصادية المرجوة من الغزو .لقد خالف محمد القران لهدف سياسي يصب في مصلحة الإسلام و حركته الجديدة . فخرج الأنصار بخفي حنين و عندما اعترض الأنصار على محمد ألقى عليهم خطبة عصماء طويلة أبكتهم قال في خلاصتها : ألا ترضون أن يذهبوا بالشاة و البعير و تنصبوا انتم برسول الله ؟ فقالوا : بلى يا رسول الله . و هكذا فعل محمد في عدم إقامة الحد على خالد بن الوليد و حول الصلاة على لمنافقين حيث يحرم القران الصلاة على المنافقين و لكن محمد رأى أن من مصلحة الإسلام الصلاة على شيخ المنافقين ففعلها محمد ( راجع – الشخصية المحمدية – للشاعر معروف الرصافي عن دار الجمل في المانيا – محاضرة للسيد احمد القبانجي بعنوان الاجتهاد مقابل النص – على موقعه وجدان ) . هل إن ما فعله محمد و خالف به القران هو السنة ؟ أم ما اتفق مع القران هو السنة ؟ اعتقد أن الفقهاء لا يستطيعون الإجابة على هذا التساؤل . لقد كان لمحمد عقلية تاجر و ذكاء رجل السياسة و لكن المسلمين اليوم تصحرت عقولهم فلا هم اخذوا بالقران و لا بسنة نبيهم العملية . و في ثقافة التصحر تقاتل المسيحيون فيما بينهم حول عقائد ما انزل الله بها من سلطان . لقد كفرت الكنيسة الكاثوليكية الكنائس الأخرى المخالفة لها بالعقيدة و حاربتها كما حاربت الإسلام . و تأتي الآن الكنيسة الكاثوليكية بعدما يقارب 1600 سنة لتقدم الاعتذار تلو الاعتذار و هناك محاولات الآن لرد الاعتبار لأسقف القسطنطينية نسطور سأكتب عنه قريبا . لقد جاءت المجامع الكنسية بأكثر من عشرين مصطلح و عقيدة فاسدة الأولى اعتبار المسيح اله تام و إنسان تام و لا اعلم كيف حسبوها . فجلجامش كان ثلثاه اله و ثلثه إنسان و مع ذلك كان الموت مقدر عليه . و قالوا إن للمسيح طبيعة واحدة و آخرون قالوا لا طبيعتان و كما علق احد الأساقفة في احد الكتب قال وضعوا جسد المسيح على المنضدة وطعن الأسقف الأول بالخنجر جسد المسيح وقال طبيعة واحدة فجاوبه الثاني بضربة مقابلة و قال لا .. طبيعتان و هكذا مزقوا جسد المسيح أي الكنيسة . ثم قالوا بمشيئة واحدة و رد عليهم الآخرون قائلين . لا بمشيئتين . ثم تحدثوا عن اتحاد اللاهوت بالناسوت بدون امتزاج و لا اختلاط و لا تبليل . و تحدثوا على الله انه ( كائن ) أو ( شخص ) و بذلك حولوه إلى إنسان . ثم قالوا إن مريم والدة الله ( كاتدرائية القديس يوسف – دورة الدراسات اللاهوتية – السنة الثالثة الكتاب بعنوان المسيح – تأليف الاب الدكتور يوسف توما – بغداد 2000 ) و تكلموا عن التثليث . كل هذه العقائد الفاسدة لا نجد لها أصلا في الإنجيل و أنا كتبت موضوعا بعنوان ( الروح القدس و إبليس ) منشور بتاريخ 21 / 7 / 2011 بينت فيه أن كلمة الروح و الريح تتبادلان المعنى في اللغة العبرية و اليونانية أي في الثقافة السامية و اليونانية و لكن جاءت المجامع الكنسية بقيادة قسطنطين بعقائد لا سامية هي مزيج من الفكر الروماني و اليوناني الممزوج بأفكار وثنية و تحدثوا عن حلول الروح القدس بعقلية الإنسان و الثقافة اليونانية – الرومانية و ليس بعقلية الثقافة السامية . و سأكتب ملخصا في هذا الموضوع عن مجلة الفكر المسيحي . في نفس التصحر وقف كثير من الشيوعيين العراقيين ضد الثورة السورية و دعموا نظام الأسد البعثي الرديف للبعث الصحراوي العراقي . و في الجانب الآخر وقف قسم آخر من الشيوعيين العراقيين مع السلفية التكفيرية الوهابية الصحراوية القادمة من نجد و من قندهار و زمرة البعث و الإرهاب تحت واجهة ( المقاومة الوطنية ) و قسموا المقاومة إلى شريفة و غير شريفة . لقد تفرقت الأحزاب الشيوعية العراقية و كل حزب بما لديهم فرحون و في تصحرهم الثقافي لم يستطيعوا تأسيس البيت الشيوعي و تجد التيار الديمقراطي اليساري خال من هذا اللقاء و البيت و في تصحرهم الثقافي تجد قسما من كبار الكتاب في الحوار المتمدن و قسم من كبار المفكرين لا يردون على تعليقاتنا على مقالاتهم أو عندما يدخلون إلى موقعي الفرعي يدخلون و يخرجون بدون استئذان و تحية و لا احم و لا دستور . في زمن التصحر الثقافي و المعرفي أصبح السباب و الشتائم و ضوضاء الكلمة هي السائدة . و تفشت لدينا ثقافة البصاق الصحراوية . في تصحرنا نحتفل بالمبدعين بعد وفاتهم و نهملهم في حياتهم . في العراق أصبحت ثقافة التصحر قائمة على البكاء و اللطم و مواكب العزاء و التشبث بالماضي . و أصبحنا نهاجم أنظمتنا الحاكمة و بعد سقوطها بانقلاب عسكري أو بغزو أمريكي تتحسر عليها . في ثقافة التصحر لم تقم الحكومات التي جاءت بالانتخابات بعد عام 2003 بتأسيس علاقة شراكة إستراتيجية قوية و متوازنة مع الولايات المتحدة الأمريكية و هي الضامن الوحيد للعملية السياسية في العراق و اخذوا يطالبونها بإخراج قواتها من العراق و التي جاءت لكي لا تخرج . فماذا فعلت الولايات المتحدة ؟ لقد شجعت الكويت على بناء ميناء مبارك لخنق العراق اقتصاديا و هي تشجع قيام الإقليم السني لغلق حدود العراق مع الأردن و سوريا و ميناء العقبة و في مقابل قيام الإقليم السني سيضطر الشيعة لإعلان قيام إقليمهم و ستكون النتيجة أن الأقاليم الثلاث لا تستطيع العيش إلا بالخضوع لدول الجوار و هكذا تكافئ الولايات المتحدة الدول التي ساعدتها في احتلال العراق .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهمية العقل النقدي في تطور المجتمع
- ملحمة جلجامش ج 2
- هل الكتاب المقدس محرف ؟
- ظاهرة طلعت خيري
- صفات يسوع المسيح ( عيسى ) في القرآن
- أدعياء السياسة والثقافة في الشأن السوري
- فوائد تصوف الحداثة في الاسلام
- اقليم كردستان العراق بين المطرقة والسندان
- عولمة التوراة في المسيحية وفي الاسلام
- ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) قرآن كريم
- ملحمة جلجامش ج1
- زواج خديجة من محمد
- ( القذافي طار ... طار ... أجاك الدور يابشار )
- مجتمع يثرب
- العبودية في المجتمع العربي القديم
- قناة المستقلة والحديث الناعم في معاداة الشيعة
- موقف المثقفين من الثوراة في البلاد العربية
- النبيذ في الإسلام
- مقارنة بين وضع المرأة العربية في الجاهلية و في الإسلام
- وضع المرأة عند العرب قبل الاسلام ج2


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - وليد يوسف عطو - ثقافة التصحر ام تصحر الثقافة ؟