أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - عن الحداثة و المقاومة و الإسلام الجوهراني















المزيد.....

عن الحداثة و المقاومة و الإسلام الجوهراني


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 16:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كوكتيل الاستبداد: عن الحداثة و المقاومة و الإسلام الجوهراني



(1)

ليس ثمّة فروقات جوهريّة بين أنظمة الاستبداد سواء أكانت مشروعيّتها دينية أو غير دينيّة, و أفضّل هنا استخدام مصطلح العقائد ليشمل العقائد الدينية المتعارف عليها و العقائد غير الدينية كما في حال الماركسية على الأقل بنسختها الستالينيّة , و النازيّة و البعث بنسختيه العراقية و السورية , و تأليه الزعيم الفرد أو الأسرة الحاكمة..الخ.

و من الضروري التذكير بأن العقيدة تشكّل أحد أبعاد الكينونة الاجتماعية , و ليس ثمّة جوهر ثابت لا يتغيّر في أي عقيدة فالعقيدة هي شكل/ طريقة تشكّل , و تختلف العقائد في طرائق تشكّلها و بالتالي صلاحيّتها و المصالح التي تعرضها, و هذا الاختلاف نجده في العقيدة الواحدة و بين عقيدة و أخرى.

هذه المقدّمة ضرورية لتأكيد التشابه بين أنظمة الاستبداد ذات المشروعيّة الدينية أو غير الدينية, حيث أن الاستبداد هو في النهاية إلزام البشر قسراً بأفكار و سلوكيات يقر عموم الناس فطريّاً بعدم إلزامها لهم.

(2)

ثمّة عداء مستحكم و مشروع بين الكثير من المثقفين العرب و الإسلام الجوهراني الذي يسعى لتأسيس "حكم الله في الأرض- أو حكم يرضى عنه الله في الأرض", و هو صراع يمكن حمله من ناحية المبدأ بكونه صراع إيجابي من أجل تحرير الإنسان من سلطة الكهنوت الديني ووكلائه .

(3)

في المثال السوري و وفقا لتحليل للكاتب ياسين الحاج صالح يحظى النظام بدعم شريحتين من المثقّفين الايديلوجيين

هما "ايديلوجيا الممانعة و المقاومة" و من تعبيراتها : إسلاميّ ولاية الفقيه و وبعض المثقفين القوميين .

و الثانية هي "ايديلوجيا الحداثة " من حيث أن النظام السوري حافظ على هامش واسع نسبيا فيما يخص الحريّات الاجتماعية " كالطعام , اللباس , التعبير الفني , الدراما , و حضور المرأة في المجتمع " و طبعا هذا صحيح بالمقارنة مع أنظمة عربية أخرى تتبنّى الايديلوجيا الوهابية "السعودية" و بالمفارقة هو أيضاً صحيح مقارنة مع نظام ولاية الفقيه في إيران أيضا.

و بناء على سبق – من وجهة نظرهم - النظام السوري يجمع المجد من أطرافه فهو مقاوم و حدا ثوي.

(4)



نعود لموقف الايديلوجيين الحداثويين في دعمهم للسلطة بمبرر أن مستقبل سوريا في حال سقوطها, مرشّح بقوة ليكون إمارة طالبانية وهابيّة ظلاميّة..الخ.

هذا الموقف إضافة لكونه متشائم فهو يطرح إشكالية إخفاء مزدوج:

أولا: حصر الاستبداد بعقيدة الإسلام "السنّي" و السكوت عن استبداد العقائد غير الدينية ك:"البعث" و تاليه الحاكم الفرد , هم يتغاضون عن وحدة معايير حقوق الإنسان , و يستخدمون ايديلوجيا الحداثة لمهاجمة الاستبداد الديني , و الدفاع عن استبداد النظام عبر السكوت عنه, أو تصويره كقدر و كبديل جيد و مقبول.

ثانياً: اختزال بدائل السلطة القائمة بنموذج طالباني و هابي , و تشويه صورة الحراك الشعبي بطبعه بطابع سلفي ظلامي و هذا في العموم مناف لبرهان الحدوث بغض النظر عن نوايا و دوافع الحداثويين .



ثانياً: عدم الانتصار و عدم التعاطف مع المظلوم, و الوقوف إلي جانب المنتصر و القوي , و هذه قيمة غير حداثيَّة - بالمعنى التنويري للحداثة - ففي ذلك "انتهاك للديمقراطية و حقوق الإنسان"

أتفهم جيدا ضرورة أن يأخذ المثقف موقف نقدي تجاه الظواهر , و تجاه السلطة و المعارضة و الحراك و تسليط النظر على قصوره و رفض بعض أو كثير من تعبيراته, فليس واجب المثقف التصفيق لكل معارض للمستبدّ , فالمعارضة الحيوية في أي مجتمع هي معارضة للاستبداد و ليس فقط للمستبدّ , إنّ ما سبق يدخل بشكل صميمي في عمل المثقّف النقدي. و لكن أن يكون الموقف النقدي للمثقّف مقتصرا على الحراك و مغفلا أو مخففا من وزر السلطة, فهذا يطرح إشارات استفهام حول الموقف النقدي و الأخلاقي للمثقف؟!

كيف يمكن تناسي مفاعيل أكثر من 50 سنة من الجوهرانية السياسيّة و تشجيع الإسلام بصيغته السلبية, حيث تم تبرئه السلطة من مفاعيلها , و استخدام الإسلام الجوهراني كمشجب ليس أكثر؟!

على المثقّف أن يكون صاحب رؤية عميقة مجمّعة لمناظير المشهد المدروس.

(5)

هل تقييد حرية التجمع و التقييد على وسائل الإعلام و مراقبة الناس و التجسس عليهم و على حرية تعبيرهم و انتهاك حقوقهم الأساسية قيمة حداثيَّة يُنتصَر لها ؟

هذا سؤال في رسم الايديلوجيين الحداثويين ؟

(6)

ثمّة ازدواجية معايير أخرى أقلّها إخفاء تقييد و انتهاك النظام الإيراني لحقوق الإنسان مع تركيز على المثال السعودي , رغم عدم وجود فروقات جوهرية بينهما من حيث الاستناد في المشروعية على عقائدية جوهرانيّة دينيّة, و العكس صحيح من حيث تركيز النقد على النظام الإيراني..الخ.

سؤال في ذمّة حداثويين بلبوس مذهبي طائفي؟!.



(7)

هل من وحدة المعايير الانتصار للمظلوم في فلسطين, و عدم الانتصار للمظلوم على يد النظام الوطني , هل القتل بأيدي وطنية عذر مخفِّف أم مُحلْ لجرم القتل؟

سؤال أطرحه على موالي ايديلوجيا الممانعة و المقاومة.

(8)

سأعرض مثالا لإحدى تظاهرات القمع الديني و هو الحسبة كما تظاهر في نموذجي مصر و سوريا , و قانون الحسبة هو القانون الذي يتيح لإنسان إقامة دعوى قضائية عن إنسان آخر, تحت ذريعة أنه يخالف أو يعارض الله و الشريعة الإسلامية؟؟

و كلمة "حسبة" هي في الأصل العمل لأجل الله تعالى , و أن الشخص الذي يقيم الدعوى يحتسب نفسه أنه قام بذلك لوجه لله و هو بمثابة وكيل لأعمال رب العالمين.

(9)

لقد شاعت دعاوى الحسبة في مصر في ربع العقدين الأخيرين , و تم عبرها الإساءة و التقييد على حرّية مفكّرين و مثقّفين و صحفيين مصريين

كالدعوى التي تم بسببها تطليق المفكّر نصر حامد أبو زيد من زوجته ابتهال يونس و مما تسبب بتهجيره إلى هولندا , و كذلك نذكر دعاوى الحسبة على: إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور المصرية و ما نسبه إليه المحتسبون من نشر أخبار كاذبة عن "صحة الرئيس حسني مبارك و الإضرار بالاقتصاد القومي" و نذكر كذلك الدعوى التي رُفعت على د.سعد الدين إبراهيم و الذي نَسَبَ المحتسبون إليه أنّه قام " بالإساءة لسمعة مصر و سعى لتقليل حجم المعونة الأمريكية لمصر" و كذلك نذكر دعوى الحسبة على الدكتورة نوال السعداوي و طلب تفريقها من زوجها:د.شريف حتاته تحت ذريعة الارتداد و الردّة , و كذلك دعوى تكفير الشاعر حلمي سالم عقب نشره لقصيدة " شرفة ليلى مراد" ..الخ.

إن دعاوى الحسبة استخدمت من قبل الاسلامويين المصريّن لقمع الحرّية الفكرية و حرّية التعبير في مصر , و قد تمّ هذا تحت إشراف السلطة المصرية , لا بل تم استخدامه في حالات مثل إبراهيم عيسى للتخلص من معارضين لنظام مبارك.

(10)

معاناة المثقّف السوري مزدوجة إضافة – لذهنيّة الحسبة الدينية التقليدية مجازاً - ثمّة حسبة لا تمرّ بالقضاء تكون عبر وشاية أو تقرير عنصر أمن , مسمّاها الظاهري الحفاظ على أمن الوطن و المواطن و الوحدة الوطنية , و ثمّة أخرى تأخذ شكل دعاوى حسبة صريحة ,يقوم بموجبها أشخاص سوريين يفوِّضون أنفسهم رفع دعاوى على أبناء وطنهم لاحتساب ذلك أجراً ليس عند الله كما في حال الإسلاميين بل عند السلطة وكيلة الله في أرضه , و قد يكون ذلك بإيعاز تسهيل منها.

العقيدة الجوهرانية الإسلامية تستبدل هنا بعقيدة سلطوية وطنية بعثية ذات لبوس

حدا ثوي.

و سأثبت مثالين لدعاوى الحسبة في تاريخ سوريا الحديث :

المثال الأوّل:

ادعى 44 محامياً بينهم عمران الزعبي على الناشط الحقوقي نزار نيّوف عقب بث مقابله له في برنامج " بلا حدود" على قناة الجزيرة صيف 2001 قام فيها ب: "الكشف عن قضية دفن النفايات الكيماوية و النووية في البادية السورية من قبل نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدّام و أبناءه"

بتهمة "ضرب السياحة الوطنية", و كذلك عقب " كشف نيوف لعدم دخول عائدات النفط في الموازنة العامة على مدى سنوات" بتهمة الإساءة لسمعة الاقتصاد الوطني



المثال الثاني:

إدّعى ثلاثة محامين " عمر لطف الله- نهاد بدر داغر- بسام علي" في حمص بتاريخ 17—2011 على الناشط الحقوقي محمد طيارة باسم الحق العام :"

"بالتحريض على التظاهر وتطبيق مشروعه المرتبط بمؤامرة ضد الأمة، التحريض و تجييش المشاعر عبر القنوات الفضائية المتآمرة والمعادية. و بالتحريض على قتل عناصر الأمن والجيش والتمثيل بجثثهم ، والحط من هيبة أجهزة الأمن.."

للتوسع يمكن مراجعة مقالين هما: "ثاني دعوى حسبة مخابراتيّة في تاريخ سوريا الحديث- موقع الحقيقة " " قانون الحسبة البعثية – في سوريا :محامون سوريون يتقمّصون الإسلاميين المصريين ..علمانيا – موقع الحوار المتمدن"

(11)

إنّ قيام الدولة على مشروعية عقائدية بطريقة تشكّل جوهرانية يؤسس لشتى أنواع القمع و ثقافة الحسبة و الاحتساب.

. فمحك المثقّفين الحداثيين نقد ورفض كلا النمطين من الحسبة : سواء المستندة إلى عقائد دينية أو غير دينية.

المطلوب وحدة معايير حقوق الإنسان في حق الحياة و المساواة حرّية التعبير .



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن سوريا , و مريض السكري... و الكل الذي يحترق
- في الشأن السوري: رابطة علماء المسلمين ,واستحضار لمصالح مضى ع ...
- ربيع حمزة ( حواريّة بين السيد و العبد و الفراشات)
- مصالح التعديلات الدستورية في الخطاب الثالث للرئيس الأسد
- مصالح برهان غليون و النداء الأخير للتعاون ج2/2
- الله أكبر.. و الدعوة للتكبير كفعل احتجاجي ؟!
- مصالح برهان غليون و النداء الأخير للتعاون ج1/2
- مصالح أدونيس و وحدة معايير حقوق الإنسان من منظور المنطق الحي ...
- مصالح أدونيس و وحدة معايير حقوق الإنسان من منظور المنطق الحي ...
- ملاحظات على هامش مؤتمر السميرا ميس للمعارضة السورية
- مصالح الشرعية الثوريّة – في سوريّا - من منظور المنطق الحيوي ...
- مصالح الشرعية الثوريّة – في سوريّا - من منظور المنطق الحيوي ...
- عن الحساسيّة الطائفية في خطاب الشيخ العرعور
- عن سوريا و إشكالية الولاء الديني و السياسي؟
- حوار متعدّد الأصوات لمثقفين سوريين.الحدث السوري: بين الثورة ...
- العطاء
- قراءة في مجموعة - ماء و أعشاش ضوء- للشاعر عباس حيروقة
- عن الشيخ الخليلي و حوران و حديث الطائفيّة
- في سوريّا: عن الإسلام السنّي و حديث التطرُّف؟
- العلاج النفسي و العلاج بالقرآن


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - عن الحداثة و المقاومة و الإسلام الجوهراني