أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - التحالف الاستراتيجي بين العرب والكورد والتطورات في كوردستان















المزيد.....

التحالف الاستراتيجي بين العرب والكورد والتطورات في كوردستان


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبر التاريخين القديم والوسيط كانت العلاقات العربية الكوردية من الرسوخ والعمق ما دفع بمئات من منتجي المعارف والعلوم الكورد لصبّ جهودهم باللغة العربية إغناء لمسيرة إنسانية مشتركة.. وفي العصر الحديث واصل خيرة من قادة الثقافة الكوردية جهودهم من منابر القاهرة وبيروت وبغداد فأسهموا في الإبداعين الأدبي والفكري وبمسيرة التحديث وتمتين جسور العلاقة بين الأمتين والشعبين...

وكانت حركتا التحرر العربية والكوردية واعيتين لدروس النضال من أجل الانعتاق والانتصار لعدالة مطالب الشعبين منذ مطلع القرن المنصرم ومرورا بمراحل الثورات الشعبية وما صادفهما من عقبات كأداء من النظم السياسية الشوفينية ومن قوى العنصرية والقمع التي تحكّمت بالمشهد العام عقودا طويلة..

ولقد جرى التنسيق بطريقة أو أخرى وإن كان بوتائر مختلفة بين الفينة والأخرى، بخصوص مطالب الكورد العادلة التي تعرضت لمواقف دولية كثيرا ما كانت غير منصفة.. وكان من بينها تقسيم كوردستان بين إيران والعراق وتركيا وسوريا.. وتبع الأمر وقائع سياسات شوفينية وأعمال حربية قمعية خطيرة ليس أقلها جرائم ضد الإنسانية بمختلف أجزاء كوردستان وجرائم الحرب ضد المدنيين العزّل بالمواكبة مع سياسة الإلغاء القومي كما بسياسة التتريك والتفريس والتعريب..

اليوم، يجد التحالف العربي الكوردي صورته البهية ساطعة في صيغة الاتحاد بدولة عراقية فديرالية يتمتع فيها الكورد بجانب كبير من حقوقهم القومية والإنسانية في أجواء توجه نحو بناء الديموقراطية واحترام التعددية والعمل على إزالة آثار الماضي البغيض من أعمال قمعية شوفينية وجرائم إبادة بأشكالها..

لكن الاستقرار في إقليم كوردستان وتقدمه الحثيث، لم يرُقْ لكل من الدولتين إيران وتركيا فوجدنا مواصلة واستمراراً لنهج استعلائي قمعي وسياسة حربية باتت اليوم من السعة والهمجية ما أدى لارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين العزّل حيث تقتل الطائرات المقاتلة والمدفعية والدبابات عشرات المدنيين وتهجرهم من مدنهم وقراهم وتخرّب ممتلكاتهم وتنهبها بحجج وذرائع لا يقرها قانون ولا شرعة دينية أو مدنية...

لقد اخترقت القوات الإيرانية والتركية في بعض الحالات الحدود العراقية بعمق عشرات الكيلومترات متذرعة بوجود (مخربين) كورد تطاردهم!! فيما المنطق والقوانين الدولية لا تسمح بمثل هذه الخروق ولا يسمح قانون بقتل المدنيين أو تخريب ممتلكاتهم وتهديد أوضاعهم الإنسانية مهما كانت الاتفاقات التي أُبرِمت بين أية دولتين، والسمو في النهاية للقانون الدولي الضامن للحقوق كافة..

والأصل في أي اتفاق ضمان الأمن وخلق تفاهمات وأعمال تنسيق لا تتعارض من جهة مع سيادة الدول ولا تتقاطع مع القانون الأسمى بحماية المدنيين في ظل الحروب وبحظر جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة اليوم..

إنّ العمليات الحربية الجارية اليوم من طرف كل من إيران وتركيا ترتكب كل هذا وغيره ومن ثمّ فإن البُعد الأخطر في العمليات يتمثل في زعزعة استقرار إقليم كوردستان واحتلال أراضيه وممارسة أعمال مرفوضة في القانون الدولي والإنساني ومن ثمّ فهي اعتداء على دولة العراق الفديرالية وعلى التحالف العربي الكوردي وطعنه في الصميم كما تشكل تلك الجرائم اعتداء على القانون والمجتمع الدوليين..

إن من بين المفردات التي تهدد الأمن القومي للمنطقة برمتها هو التقدم على محاور متعددة من بين أخطرها تلك الجارية في قضم الحدود العراقية من الشرق و(الشمال) وفي اختراق منطقة كوردستان والتقتيل بشعبها وهو ما ينتقل حتما إلى أجواء غير مستقرة أصلا في مجموع بلدان المنطقة..

ويعرف العرب تحديدا أن إخراج العراق من ثقله الاستراتيجي ومن تحالفه الإقليمي الصحيح هو مقدمة لقلب موازين القوى لصالح العسكرتارية التركية والنظرة الإيرانية. ومن هنا بات على الصوت الرسمي العربي أن يستجيب للتحالف الشعبي العربي الكوردي وأن يرتقي لمستوى المهام المنتظرة منه في إعلان كلمة شجاعة ضد التدخلات السافرة بأرض كوردستان العراق سواء بموقف من الجامعة العربية بطاقمها الجديد أم من بلدان الخليج ومجموع بلدان المنطقة..

إن استقرار إقليم كوردستان العراق واحترام سيادة العراق هو مقدمة مهمة لوقف أصابع إثارة القلاقل التي تحاول استغلال ثورات (الربيع العربي) لمزيد من التقدم على حساب الأمن القومي لبلدان المنطقة.. وهي قضية نظر استراتيجي بعيد المدى إن لم يجر الالتفات إليه اليوم سيؤدي لكوارث غير محسوبة في المدى المنظور...

وبناء على مجمل الأوضاع والأحداث التي جرت حتى الآن وبناء على نُذُر أعمال حربية واسعة يجري الإعداد لها بكل الأدوات الحربية المخابراتية؛ فإن الموقف العراقي والعربي بعامة ينبغي أن يرتقي لقرار بدعوة مجلس الجامعة العربية للانعقاد بشأنه وأن يجري ترتيب خطط قريبة وأخرى بعيدة تتصدى لمثل تلك الخروق ولأية احتمالات لأعمال جنونية من قيادتي الدولتين تزعزع الاستقرار والسلم في الإقليم ومن ثم في المنطقة..

وينبغي وضع كل من قيادتي تركيا وإيران في مواضع العلم بأن التحالف الاستراتيجي العربي الكوردي يمكنه أن يقلب اتجاه الفعاليات الجارية وأن يتجه إلى المجتمع الدولي الأوروبي والأممي كيما يكون التصدي أبعد أثرا وأكثر حزما وحسما..

فيما سيكون التغاضي عن هذه الحقائق فرصة لتطاول آخر من الاندفاعين على حساب العراق ومجموع دول المنطقة بخاصة هنا الخليجية والشامية.. مع تذكر أن هذا لن يكتفي بآثاره السلبية اليوم حسب بل سيتجه لآثار تطعن في التحالف العربي الكوردي مستقبلا وتخلق حساسيات غير محسوبة النتائج..

ومن الصحيح والصائب توكيد أن هذا التحالف يبقى ركنا جوهريا من تحالف أوسع على مستوى الشرق الأوسط الكبير بكل شعوبه وهو عامل معاضدة لشعوب إيران وتركيا في مسيرتها من أجل تحقيق الديموقراطية ومسيرة السلم والتقدم والتعايش بين شعوب المنطقة ودولها على اسس من الإخاء ومسيرة البناء بديلا من إثارته في حروب مفتعلة تصديرا للمشكلات وقطعا لطريق الحل الجوهري بالاعتراف بحقوق المجموعات القومية على وفق الشرعة الدولية وقوانين حقوق الإنسان المعمول بها..

فهلا تنبهنا لما يدور هنا من مخاطر مهولة ومن إعصار ربما يأتي على كل ما تحقق من تقدم؟ التساؤل موجه لكل القيادات والقوى الرسمية والشعبية الكوردستانية أولا بحملة منتظرة منها محليا ودوليا والعراقية بما عليها من مسؤوليات واجبة وملزمة.. وليكن التحالف العربي الكوردي من المتانة بما يرتقي لمسؤوليات الحل السلمي الحاسم بوجه أية أعمال حربية أو شبيهاتها مما يحضّر له في ليل...!



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة العراقية حية لا تموت كما أبدية وطن النخيل
- المشاغلة والتعمية آلية للتعتيم على سياسة الانفراد بالسلطة وا ...
- تضامنا مع مطالب المظاهرات الشعبية في العراق
- يا ضحايا الفساد والإرهاب والطائفية، موعدنا في ساحة التحرير!
- رسائل العيد وتهانيه: تواصل أمنياتها لوقف سطوة الوحشية وعدوان ...
- مدنية المؤسسات والنظام العام في كوردستان وقضية المرأة في خطا ...
- البرلمان الثقافي العراقي في المهجر يدين استمرار الاعتداءات ا ...
- يوم برلمان الطفل العراقي
- جلولاء والسعدية عناوين أخرى لاستمرار جرائم التطهير العرقي ال ...
- آفاق المتغيرات في العراق ودور التيار الديموقراطي في تقديم ال ...
- أصوات إعلامية تجتر فلسفتها من جرائم الماضي
- الاعتداءات على كوردستان بين طبيعة تفاعل الحكومة الاتحادية وا ...
- وحدة الأطياف العراقية شعبيا وانقسامات نخب الطائفية السياسية ...
- الأزمة السياسية في بغداد وآفاق الحل
- العملية السياسية بين مطب الأحادية والفردنة وتطلعات الشراكة و ...
- المرأة الكوردستانية بين تطلعاتها الكبيرة والضغوط المحيطة بها ...
- معالجة لأوضاع المجموعات القومية بسوريا وتضامن مع الشعب السور ...
- التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية باتجاه المؤتمر التأسيسي؟
- في اليوم العالمي لمناهضة التعذيب..العراقي ما زال يئن من مزيد ...
- الأنا والآخر بين المساواة والتهميش


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - التحالف الاستراتيجي بين العرب والكورد والتطورات في كوردستان