أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - حكايات من شنكال 25














المزيد.....

حكايات من شنكال 25


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 09:36
المحور: الادب والفن
    



(25) إلى الشاعر خدر شاقولي ... .
حزين أنت ، ولم تقترب من أوراقك المبعثرة منذ الرابع عشر من آب ، أية قسوة تمتلكها ، أي قاس أنت .
أتخاصم الشعر وهو منك وأنت منه .
أم تعاقب نفسك لأنها توّاقة لملحمة شعرية لم يسمع بها الأنس .
أتذ ّكر آخر مرّة تركتك في الكوخ ، كنت أكثر الناس راحة وسعادة في هذه الدنيا ، وكنت تقول : إن مهمّتي سهلة للغاية ... استيعاب جميع جوانب الحقيقة في الحياة ثم الغوص والبحث في محتواها . الأمر سهل أي طالب كان سينجح ، ولكن حدث وأن نكصت على عقبيك ، وتذوقت حلاوة أحلام اليقظة في تلك المرة فلم تمنعك بنيتك الضعيفة وعينيك الغائرين من ملاكمة وركل الهواء حتى تحدر منك عرق غزير ونال منك التعب وبدأت تستعمل أرقى أنواع السباب والشتائم ... لقد أساءت اليك الكلمات كثيرا ... ألا تزال تلفظ الكثير منها وتختار كل عجيب وغريب .؟ أتخرج من قوقعتك عصرا لتتسكع قليلا ثم تعود إليها ثانية .؟ كنت مأخوذا بها وكنت تقول إنها مليئة بالحروف والجان ... هذه الغرفة ... ولا أدري إن كانت ساحرة أم مسحورة ... فما أن أستقر بها وأتهيأ حتى ألملم الأبيات وأنضّد القصائد بالجملة .
قالوا لم يعد يحمل أقلاما ومسودات وهو دائم الانشغال برسالة من معجبة مجهولة ولم يفك ألغاز أبجديتها بعد وكأنه في حلم مستديم إذ من النادر أن يشعر بوجود أحد حوله لذا تراه مندفعا في أفكاره الخاصة . ترك كل شيء يذكره بالآخرين ، فهو يدرك أن لا أمل يرجى منهم لذا يرسم ابتسامة تنم عن نصر غير معلن ويكتفي بفرك لحيته الكثة بدلا من حلاقتها ... هكذا قالوا عنك ... فماذا جرى ... ماذا جرى لزمانك .؟ كنت أكثر الناس سعادة وكنت تستمد سعادتك من قوة حدسك مدركا إن أحلامك الكبرى نابعة من روح حائرة وقلقة ... روح عطشى للمعرفة وكما تعلم إن العطش مستحيل إطفاءه تماما مثل الفكرة التي لا يمكن أن تزول ، فكرة أن تكون ... أو لا تكون ... ، ولكن كما ترى اليوم هو يوم الاستثناءات ... يوم المفارقات وهو يوم العبث للإنسان المتصدع من أمثالنا ... اليوم لا محالة ستنزلق روحك إلى الهاوية للملمة بقايا الألوان الهاربة ، ستخترق الظلام بسحر أنت سيده وستأخذ بيد البسمات الخجولة التي ليس لها صلة بالأمل الذي اقتلعته من الجذور ، أولم تكن المرشد لكل الخرافات القديمة والجديدة ألست حامل الشعلة بوهجها الزائف .
كنت أخالك فرحا وجذلا ... ما الذي حدث ... هل فقدت الأيام حلاوتها .؟
هل أصبح الجنون شعورا مريحا .؟
وكأن الجنون قد شحذ خياله فباتت الكلمات تتدفق على لسانه ، مجنون وجامح ولم يكن جنونه أو جموحه بلا سبب فالكلمات ترتفع من أعماق روحه لتتحول إلى قصائد وكأنها قد جمعت من رماد فلسفة جديدة أحرقها الغوغاء ... كلمات غريبة ... كلمات مهيبة تحفر في الليالي وتستمد من النجوم قوتها ... كلمات قد وضع موسيقاها جني مأخوذ بسحرها وانتشى بخمر معانيها فتأبى متعتها أن تتلاشى ، مجنون ومندفع وصريح كالشلال بحماسة فائقة وصارخة وهذا الاندفاع المجنون ليس هروب من الضعف ، وهكذا تخلق الحالة دوّامة من الاندهاش المثير وسلسلة من التخيلات النادرة أحالته شاعرا قادما من عالم الأحلام ، من جزر التيه ... سهل إثارته فتزداد لذته بالبحث عن كلمات ضائعة وقصائد منسية ... يتفوق على نفسه ... تشعر بالذنب وهو يذمّ الزمان ... ربما لأنك من نفس الزمان ، عملاق ستبقى ذكراه مزيجا من الأفراح والأحزان وسيبقى حلمه الممتد من ( سيباى ) إلى المجهول ... سيبقى حلما سائرا برفقة الورود والألحان والفراشات رغم عجزه عن الإفلات من واقعه المخنوق ... واقع ظله مصبوغ بالأسود الكثيف القاتم الكئيب ... سجن وفي السجن أشجار سوداء اللون حزينة وعشب يوحي بهموم ثقيلة وكأن الجميع في حداد ولكنه يعرف إن الهواجس تنبع دائما من العين الذي يتفرع منه جداول الماء الرقراق المخادع .
اليوم أصيب بالجنون لأن اليوم عيده والجنون عنده ذروة الصفاء الذهني لاستقبال كل نادر ولطيف من الشعر وكذلك كل صاخب ومجنون لأن الجنون عنده مجد ، والجنون عمق كل شيء ويلف كل شيء ، وفي كل عام مثل هذا اليوم يقدّم كل قصائده إلى مذبح الحب قربانا ويقدّم الآخرون كبشا عظيما فيقبل الكبش وتحرق القصائد فتحوم روحه خرساء على بيوت لازالت من طين وتلاحقه أصوات استهزاء ( ... إنما يتقبل قرابين المتقين ) ، ويتقدّ ذلك في ذاته شعلة مقدسة وتتحول روحه إلى مارد من جديد فتتكدس الأبيات والمقاطع والقصائد ، وحين يعلن اللون الأحمر في شقائق النعمان عن ميلاد سنة جديدة يقدمها كقربان ثانية وتحرق ثانية كما حرق معبد أيزيديا في أورسيبا .
يا صديقي :
اليوم أنا هنا لأغير من أوزان قصائدك لتلائم ذوق جلاديك لأني مثلك فيّ شيء من الجنون وأحمل الكثير من الخطايا ... خطايا عقد حكاياتي ... فإلى كل الذين يقرءونا بدون خوف هذه كتاباتنا لتلقى على مسامع كلكامش قبل أن يودع أنكيدو ليكتشف الأسرار الكامنة في قوة كلماتنا التي تبطل سحر نبتة الخلود .



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بتلات الورد 9
- حسن دربو / قصة قصيرة
- بتلات الورد 8
- سارق البقرة
- حكايات من شنكال 24
- بتلات الورد / 7
- حكايات من شنكال 23
- بتلات الورد / 6
- حكايات من شنكال 22
- بتلات الورد / 312
- حكايات من شنكال 21
- بتلات الورد /5
- حكايات من شنكال 20
- الهروب / قصة قصيرة
- بتلات الورد / 4
- حكايات من شنكال 19
- حكايات من شنكال 10
- بتلات الورد / 3
- بتلات الورد /2
- حكايات من شنكال ... 18


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - حكايات من شنكال 25