أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل عباس - صوت جديد ومتمرد في حقل الابداع السوري














المزيد.....

صوت جديد ومتمرد في حقل الابداع السوري


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1040 - 2004 / 12 / 7 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


أهداني الصديق العزيز فراس سعد كتابين له - قداس سرياني و- سبيرتو هزائم مرقطة - . قرأتهما بإمعان وسررت بهما جدا لأنهما يحملان هما انسانيا واجتماعيا ووطنيا بامتياز على عكس أعمال الشباب السوري الاستهلاكي الذي يغزو السوق هذه الأيام ويتكاثر كتابه كما يتكاثر الجراد . لكنني احترت في تصنيفها حيث لكل جنس أدبي مقاييسه وفضاؤه الدرامي . هل هما شعر حديث أم قصة أم خواطر ؟ بصراحة العملان يتمردان على المقاييس الكلاسيكية . بالتأكيد إن الابداع يسبق النقد والنقاد دائما يلهثون وراء المبدعين ومن اعمالهم استنبطوا مقاييسهم , لكنني أعتقد أن صقل موهبة الشاب الناشئ تمر من الالتزام بتلك المقاييس وعندما يصلب عوده ويكتسب خبرة وتجربة يتمرد ويأتي بجديد يترك للنقاد استنباط مقاييس جديدة منه .
النقطة الثانية والتي تنفتح على الأولى هي الأعمال الفنية ذات الصبغة السياسية . إن هذا النوع من الأعمال أصعب واعقد الأنواع الأدبية , وذلك لأن السياسة تقترب من العلم وتحتاج الى الوضوح والصراحة وبالتالي من يطرق هذا الباب يقع غالبا في فخ المباشرة – مقتل أي عمل ادبي . ص 23 - سبيرتو - (( لن ارفع يدي في وجه النظام , لكني سأرفع بندقيتي في وجه صانعيه . فتعال أيها الأمريكي" تعال إلى حيث المتعة" ليكون بوسعنا أن نصرخ في وجه الرئيس المقدس ... لا للنهب , لا للتخلف لا للفقر ... ليكون بوسعنا نزع الصدأ عن بنادقنا التي طال نومها فطال خوفنا ليكون بوسعنا احراق الدمى الكبيرة .... الخ .
ص 159 ((هذي فيتنام أخرى قامت عليكم ... فاحملوا كلاكيشكم وارحلوا ))
من جهة أخرى يلمس القارئ رغبة العزيز فراس إدخال الحكم والفلسفة في اعماله على طريقة المتنبي والمعري وهذا مقتل للعمل الأدبي أيضا في عصرنا الحالي - قداس سرياني – الطبعة الثانية 2004 ص 95 :

00 المعنى سجن الكلمة الكلمة سجن المعنى .
- لغة الجسد الحركة , أما الرقص فأغنيته .
- السماء ذاكرة الأرض .
- ثلاثة أرباع الشعر صمت والباقي برق .
هنا اوجه سؤالا للعزيز فراس لماذا كتبت عن الحب والموت ولم تكتب عن الحب والجنس ؟ أليس الحب اقرب للجنس من الموت ؟

في كتابه الثاني الصادر في حزيران 2004و المعنون تحت اسم مفاجئ غريب " سبيرتو...." يرتكب فراس خلطة عجيبة من الشعر و ما هو ابعد ممتطيا اشكال الكتابة كلها تقريبا باستثناء الرواية و المسرحية فمن القصيدة الى الخاطرة مرورا بالنص المفتوح و صولا الى ما يشبه البيان و المقال الصغير و انتهاء بالأفكار يعجّ سبيرتو بجو غريب عن الكتابة الراهنة و لا يشاركه فيها سوى قلّة . يؤسطر اليومي يقدّس الأشياء الحميمة كما فعل مع ثمرة البطاطا مثلاً و ينزع القداسة عن اشخاص و افكار حطمت وجودنا , يستحضر الخارج ليقول الداخل و يدمج الأستهلاكي بالعسكري و السياسي يكفي استعراض بعض العناوين لنرى حجم الورشة التي يرتكبها فراس سعد في سبيرتو مجزرة حقيقية لكن تبعث على امل ما بالرغم من ان روائح الحزن تصل حتى جبال الأنديز : رافعوا المصاحف و راس الخليفة , اوثان عصر الطوائف , فسيفساء شرقسة , كأس واضحة للقبيلة الغامضة , ديالكتيك الهزيمة انسي الحاج 1960 , عين ثالثة للمربع , آدم الأشجار , الجحيم الأصلي , رجل النار , آباء أكبر , دليل على الأستعداد السري للمعركة , الشعب الذي لن يقاتل , الوحيد في عشبه الحي , عينا النمر ,متوحشة بعيني غزال , عابرون على خيط عنكبوت , شرق متوسط أوسط , توازن الفساد الأستراتيجي , صانع الأنتظار ,عن امريكا , حزب الأحلام العربي , فيزياء التراب , قمحها الليلي , انتظار سوري , الحبيبة تحت القصف , نحت كوني في الهواء الطلق , انتصار كل ما هو أبله , ضبع بلادي , مكبّرات الصمت , سلالة الحزن ....
تقصدت عرض كل هذه العناوين و في الكتاب ضعفها و اكثر لأوضح مدى الخلط و التناقض و التنوع في " سبيرتو هزائم مرقطة " , من قصيدة ما قبل السماء :

" كونشيرتو لبغداد المتهالكة
.............
بين دجلة و الرمال
بين السماء و بابل
لبغداد التي فقدت أقدامها السبعة
و أصابعها العشرون
كونشيرتو لبغداد الباكية
التي تمنح النهرمزيدا من الدموع
مزيدا من الحنين و الهدوء
إنه الهدوء قبل النهر قبل السماء
قبل القذائف
كونشيرتو للسيد المعمم بالنهر و الشمس
للسيد المعمم بأزهار القصب الوبرية الطويلة . "
يصل " سبيرتو..." إلى قمته التراجيدية في قصيدة هل ننسى المبارزة – ليتها كانت فليأت العدو – لأن بدايتها هكذا :
" فليأت العدو فليأت العدو ؟!!!
تعبنا من جهلنا به و زاغت عيوننا من اشباحه ضيّعنا اختباءه وراء الكلمات الحماسية و الخطابات التاريخية و نشرات الأخبار المقتضبة و سيارات الشبح و دعوات الشيوخ للسيد الحاكم ...
اتعبنا العملاء الوطنيون جدا
اتعبنا دود الخل
فليأت العدو بكامل هندامه كي نعرفه
.... فليأت ولا يهم من ينتصر
المهم ألاّ ننسى المبارزة ..."
النص مثير في جرأته و افكاره التي قامت على مفارقات الديكتاتورية في الشرق العربي وسورية.
الغريب في الأمر امر الكتاب كما يقول فراس انه لم تتم الموافقة على طباعته في سورية لكن تم الموافقة على تداوله فيها و الامر ليس غريبا فهو يشبه حالة رقيب الصحافة الذي يمنع مقالا من النشر في سورية لكنه يسمح بدخوله عبر صحيفة لبنانية الى سورية
لكن الغريب حقا هذه المرة ان الكتاب رغم صدوره في الشهر السادس 2004 لكنه لم يوزع حتى الآن لا في سورية و لا غيرها باستثناء مكتبة في دمشق و اخرى في اللاذقية و امتنعت مكتبة حلبية عن توزيعه كما يقول بالرغم من ابراز صورة عن الموافقة بالتداول في سورية ....؟!
حقا إنها لخلطة فظيعة !
كامل عباس – اللاذقية



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوة الأعداء
- أيهما أخطر على الأمن القومي في سوريا , الليبرالية الجديدة ام ...
- النضال ضد الآمبريالية والصهيونية يمر من هنا
- بين إسلامين
- أي ليبرالية في سوريا نريد ؟؟
- الخط الثالث وهم .... يا عزيزي ياسين
- بوابة العبور إلى الجحيم ومدرسة الواقعية الاشتراكية
- الدكتور عبد الرزاق عيد يدعو المعارضة الديمقراطية السورية كي ...
- ليس من مصلحة السوريين مجابهة أمريكا لى طريقة صدام حسين
- أسباب ضعف وتشتت اليسار العربي
- القرن العشرون وظاهرة الزعيم الخالد
- انطلاقة حزب العمل الجديدة في سوريا والموقف الصحيح حيالها
- بحث في إشكالية العلاقة بين الحركة السياسية والحركة العفوية
- حياة الدكتور عارف دليلة تواجه خطرا حقيقيا
- ليس من اختصاص الرئيس البشار العفو عن جرائم واقعة على امن الد ...
- الاسلام والبلشفية مصدران للاصولية في العراق الجريح
- ترخيص بحمل السلاح مرتين
- سأضرب في هذا المقال عصفورين بحجر واحد
- هل هذا المال حلال أم حرام ؟
- مهيار وحيدا على قارعة الطريق - قصة قصيرة مهداة الى الصديق أك ...


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل عباس - صوت جديد ومتمرد في حقل الابداع السوري