أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - الشرف والمتاجرة بدماء العراقيين














المزيد.....

الشرف والمتاجرة بدماء العراقيين


محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3494 - 2011 / 9 / 22 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشرف والمتاجرة بدماء العراقيين
محمد الموسوي


الى روح أخي المهندس جمال الموسـوي الذي اسـتشـهد في مجزرة النخيب مسـاء
الاثنين 12-9-2011 والى أرواح شـهداء العراق الميامين

عدت للتو من مجلس الفاتحة الذي أقمناه لأخي ضمن مجالس الفاتحة التي أقيمت لاثنين وعشـرين شـهيدا مغدورا من أبناء عوائل مدينة كربلاء في أجواء أثارت استنكار واستهجان كافة أبناء المدينة الشرفاء الذين خرجوا بعشرات الآلاف للتوديع الأخير لأبنائهم الأبرياء الذين كانوا في طريقهم للسفر مع غوائلهم لسوريا ولزيارة السيدة زينب عندما سقطوا صرعى برصاص عصابة وحشية غادرة لا تعطي أية قيمة للحياة البشرية .

لقد كان هول الصدمة كبيرا بالنسبة لعائلتنا حيث ترك أخي وراؤه أرملة وأربعة أطفال بعمر الزهور ومضى على عودته اقل من عام بعد أن تشـرد وتغرب في ليبيا وبريطانيا لأكثر من سبعة عشر عاما ويبدو انه جاء للعراق ليتلقى منيته ، وإنني اعتقد جازما بان مسؤولية هذا القتل العبثي لأبناء العراق والفشل في حماية أرواحهم تقع على عاتق ما يسمى بحكومة "الشراكة الوطنية" وأجهزتها الأمنية المخترقة بامتياز وبالرغم من صرف أموال طائلة على هذه الأجهزة فان فشـلها الذريع أدى ويؤدي إلى استشهاد المئات من الأبرياء شهريا إذ إن مجزرة النخيب ليست الأولى ولن تكون الأخيرة حيث سبقتها وخلال هذا الشهر فقط مذبحة سببها انتحاري في جامع أم القرى ببغداد وأعقبتها انفجارات في الشويلة ببابل وها قد حصلت ثلاثة انفجارات يوم أمس في الرمادي .

إن السؤال الملح هو على من تقع مسؤولية تدهور الوضع الأمني إن لم تكن مسؤولية الأجهزة الأمنية وقادتها الفاشلين والمقصرين وعلى رأسهم القائد العام للقوات المسلحة والذي هو وزيرا للداخلية والأمن الوطني وكالة إضافة لكونه المسئول الأول في الدولة الممزقة والمتشضية ويبدو انه يتحمل من المسؤوليات أكثر بكثير من طاقاته وإمكانياته ممـا يؤدي إلى إرباك وفوضى و يضع مستقبل البلد في متاهات لا تحمد عقباها .

لقد أثبتت مجزرة النخيب استهتار الأجهزة الحاكمة بأرواح الأبرياء ومحاولة استغلال مثل هذه المذابح في صراعاتهم السياسية والطائفية وصراعات التشبث بكراسي الحكم وبالنظر لوجود حكومة تشترك فيها كافة الإطراف السياسية الرئيسية والبعيدة كل البعد عن ضمان امن المواطنين أو الاهتمام بمعاناتهم على كافة الأصعدة ، لذا فأنني اتهمهم جميعا بالمتاجرة بدماء الأبرياء ولا أبريء أحدا منهم من هذه الدماء التي تسفك كل يوم .

إنني اعتقد جازما بان هذه الجريمة البشعة شأنها شأن المذابح الأحرى سوف تسجل ضد مجهول حيث تشكل لجنه تحقيقيه لن تصل إلى أية نتيجة خاصة وانه تم إطلاق سراح مجموعة من المشتبه بهم والذين تم اعتقالهم في الانبار من قبل قوات من كربلاء بطريقة استعراضية تستهدف تهدئة الخواطر والضحك على الذقون والتي أدت إلى مردودات عكسية وأدخلت التحقيق في المجزرة في متاهات قد تبعد التحقيق عن الجناة الحقيقيين كما إن السرعة المفرطة التي أطلق بها سراح معظم المتهمين تخت تهديد عشائر الانبار للحكومة المركزية التي اهينت بشكل مخزي دلت على هشاشة وضعف مصداقية الحكومة واجهزة القضاء والا فاين الحكومة والقضاء من البت بمصير الاف السجناء والمعتقلين الذين يرزحون في السجون سنوات دون تقديمهم لمحاكمات قد تثبت براءة الكثيرين منهم .

لقد دلت عملية اعتقال المتهمين وإطلاق سـراحهم دون حتى محاولة الاستعانة ببقية ركاب الحافلة للتعرف عليهم وتشخيصهم أو عدمه للتأكد من عدم تورطهم بهذه المذبحة ( حيث أنهم صعدوا إلى الحافلة بملابس عسكرية ورشاشات ولكن غير ملثمين ) رغم إنهم متهمين بجرائم أخرى كما ذكر وزير الدفاع وكالة , إي إن كل ذلك يدل أن العملية برمتها لا علاقة لها بالقضاء والقانون وإنما تمت بطريقة عشائرية متخلفة وبعيدة كل البعد عن الطرق القانونية المتحضرة والتي أدخلت هذه المذبحة في إطار الصراع الطائفي البغيض الذي يعاني منه البلد ويلقي بضلاله الكريهة على كافة جوانب الحياة وتعمل القوى السياسية المتصارعة للاستفادة منه لتكريس منافعها الذاتية ومصالحها الأنانية الضيقة

يبدو إن دماء العراقيين ما زالت رخيصة إذ بالرغم من كوننا في القرن الواحد والعشرين فان باستطاعة طرق بدائية كنصب سيطرة وهمية على طريق دولي مليء بالسيطرات والدوريات كما تزعم الحكومة ، أن تقضي على أرواح 22 بريئا قتلا بالرصاص ني حين تتلهى الأجهزة الأمنية مثلا باستعمال "خرخاشة" السونار في السيطرات بالرغم من انفضاح عدم نفعها لأي هدف امني بل نفعت في حشو جيوب الفاسدين والمرتشين بعمولات صفقتها المشبوهة .

إن على المسئولين الحكوميين في المحافظة تقع مهمة حماية أرواح المواطنين وفشلوا في ذلك وقد طالبتهم في التشييع وإمام سمع ونظر المواطنين بان يختاروا إما غلق طريق الموت هذا أو حماية ارواح المواطنين الابرياء من المسافرين وسالتهم كيف يسمحوا بالسفر في طريق غير امن ,اليس هذا دلبل على اختراق الاجهزة الامنية والتي يتسلل اليها الارهابيين عبر الفساد والرشاوى وتوفر لهم المعلومات الاستخبارية لتسهل لتلك العصابات المضي في ارتكاب جرائمهم بحق العراقيين الابرياء ، كما دلت عليه عمليات هروب قيادات ارهابية مجرمة من سجون بغداد والبصرة ونينوى .

اخيرا احر التعازي والصبر لعوائل شهداء مجزرة النخيب من ابناء كربلاء .



#محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثماني سنوات والعراق على مفترق طرق
- يكفي تحمل الشعب لسبع سنين عجاف
- دكتاتور آخر يرحل
- تحية لشعب تونس وثورته الياسمينية
- ويكيليكس وما أدراك ما الويكيليكس
- غزو العراق وكآبة توني بلير
- انتخابات السابع من آذار وآمال الناخب العراقي
- القائمة المغلوحة
- ستة سنوات من الاحتلال والمعاناة مستمرة
- ثورة 14 تموز بتجرد وعفوية
- هل ستكون الذكرى الخمسين لثورة الرابع عشر من تموز حافزا لرفض ...
- عام سادس من الخيبة والفشل
- هل تستحق البصرة كل هذا الدمار
- اختلاسات وفساد ادراي في مؤسسة الشهداء
- من معاهدة بورتسموث 1948 حتى المعاهدة الأمريكية في 2008
- معاناة المرأة العراقية.... هل لها من أخر ؟
- عشرة محطات عراقية لعام 2007
- سيد مقتدى ... أطلبك دم ابنتي
- جدار الفصل المذهبي
- اريعة سنوات من الخراب والدمار


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - الشرف والمتاجرة بدماء العراقيين