أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حربي - تحريم الموسيقى والغناء في الناصرية!















المزيد.....

تحريم الموسيقى والغناء في الناصرية!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 3494 - 2011 / 9 / 22 - 01:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كلمات
-395-
طارق حربي
تحريم الموسيقى والغناء في الناصرية!
لم يصدر مرسوم جمهوري بتحريم الموسيقى والغناء في العراق أو الناصرية بعد!، لكنه تحريم ضمني في مفاصل الدولة العراقية، ومعمول به منذ التغيير سنة 2003 حتى اليوم، في ظل أسلمة كاملة للمجتمع العراقي، كما لم تصدر فتوى تلزم الموسيقيين والمطربين بعدم تقديم نتاجاتهم، في الناصرية ولود المبدعين، التي لايؤخر فنانيها دين ولا طائفة، عن ممارسة وانتاج الفن والثقافة والفكر وكل ضروب الابداع، لكن السلطتين التشريعية والتنفيذية بما تمثلان من كتل سياسية يشيع فيها الفساد ويتضاعف المفسدون، وتماهيا مع التجربة الايرانية نظرا لعمالة الأحزاب الدينية وانحطاطها، تعملان سرا وجهرا على المضي في برنامج تجهيل الشعب العراقي، استمرارا لنهج النظام البائد، حتى تسهل الهيمنة على الشعب ويستمر نهب الثروات وديمومة حكم طالبان غير المعلن!

فعلى مسرح بهو بلدية الناصرية وقبل ثلاثة أيام، وبينما كانت الفرقة الفنية للنشاط المدرسي، التابعة لمديرية تربية ذي قار، تقدم فعالية موسيقية (أول فعالية في الحفل) بحضور عدد من أعضاء مجلس النواب والحكومة المحلية، وما أن بدأ الفنان جاسم خضير بأداء أغنية وطنية بعنوان (حبيبي ياعراق)، حتى عاطت إحدى عضوات البرلمان (عن التيار الصدري) بالمطرب الشاب والفرقة الموسيقية!!، وأصدرت - على طريقة عدي صدام حسين! - أمرا فوريا إلى رجال حمايتها، بإنزال المطرب والفرقة عن خشبة المسرح!!، لأنهم كانوا - حسب اعتقادها بعد سماع كلمة حبيبي!!- يؤدون أغنية عاطفية..!!

أليس مقتدى الصدر يردد دائما كلمة زين حبيبي!! لو صح التعبير حبيبي وغيرها !!؟، حرام تركض وره الطوبة حبيبي!!، فلماذا تحلل الكلمة عليه وتحرم على المطربين في الناصرية!!؟

يقول أحد الأصدقاء (فنان موسيقي) كان حاضرا في الحفل : عندما بدأ المطرب جاسم خضير بالغناء للوطن...أنشودة جميلة اسمها حبيبي ياعراق ... وصفولي عنك بالعشك أحلى الحبايب واجمل ...لم يكد يصل إلى لازمة حبيبي ياعراق.. واذا بقسم من المتأسلمين يغادرون القاعة، وآخرون برلمانيون يوعزون الى المشرفين بانزال الفرقة عن المسرح!

ويقول صديق آخر كان حاضرا أيضا : زعل نائب المحافظ حسن لعيوس وترك القاعة، ولم يعد الا بعد أن نزلت الفرقة من على المسرح .. ألم اقل لكم إنها طرطرة !!؟

نعم إنها طرطرة فماذا يبقى في الناصرية إذا منع فيها الغناء!؟، وكيف يمكن لامرأة موتورة، انتمت إلى هذا الحزب الايراني العامل في الساحة العراقية أو ذاك، أن تنغص فرح أهالي الناصرية وتقلبه مأتما!؟، وتوعز لحمايتها بالقيام بفعل طائش وتهوري!؟، وتحرم على أبناء المدينة ترديد سواء أغاني عاطفية أم وطنية !؟، كيف يمكن لشخص أن يلغي أفراح الجماعة في مدينة تعشق الغناء والفرح والشعر والدارميات، وتؤدي جميع الأطوار على سلم العشق والغرام والفراق والأمل بلقاء الحبيب، والتغني باسم الوطن الذي ضيعته الأحزاب الدينية، في العراق الجديد المطموسة هويته الثقافية والوطنية!، وراحت تتصارع فيه هويات فرعية، فلارياضة ولافن ولاتقدم فكري وقحط ثقافي شامل، حتى استعيظ عن المسرح والغناء والرياضة بالتشابيه والمواكب واللطم في المناسبات الدينية!!؟

ألا تمارس الأحزاب الدينية جميع أنواع الموبقات وتتعاطى كافة المحرمات!؟، فهنالك فضائح جنسية متعوية، وصلت بعدد من أعضاء مجلس ذي قار مثلا إلى عشق بعضهم البعض، والانشغال بالغرام والهيام وترك مشاكل المواطنين بعد سرقتهم وسرقة حتى حصتهم من مقاعد الحج!!، وهنالك فساد وإفساد وسرقات مليارية وتصفية الخصوم بكواتم الصوت وغيرها كثير، لم تكلف النائبة نفسها بالعمل على مكافحتها، فذهبت إلى الناصرية لتنزل فنانا تغنى بحب الوطن من على خشبة المسرح، ولم يكن يغني أغنية عاطفية أو تخدش الحياء يامن ليس له حياء لا في الدين ولا في الحياة!!

لم تفهم النائبة أن "الهيولى في الصناعة الموسيقية كلها جواهر روحانية" برأي الأغريق، لأنه لاوجود للروحانيات في الأحزاب الرجعية ولاوجدانيات في الكتل الفاسدة!، لكنها فهمت من الغناء تحريمه على رأي بعض الفقهاء، وطبقت مايريده حزبها ومرجعها الروحي القابع في قم، الذي يستلم أوامره ونواهيه من الولي الفقيه، فنغصت عيش أهالي الناصرية الذين يمنون أنفسهم، بنسمة هواء منعشة، خلل دخان الاسلام السياسي الأسود، الذي غطى سماوات العراق العزيز!

كما لم تنطلق النائبة من رأي ابن سينا بضرورة السماع للموسيقى في كتابه الشفاء، الذي يؤكد على السماع كأحد شروط العرفان، قبل الوصول إلى مراتب المعنويات، ولم تفهم الموسيقى على رأي اخوان الصفا "فضيلة يتعذّر على المنطق اظهارها ولم يقدر على اخراج العبارة، فاخرجتها النفس لحنا موزونا"، لأن الأحزاب الدينية بلا فضيلة بما فيها حزب الفضيلة!!، ولا اتزان ولاأخلاقيات ولابرامج وطنية!، لكن النائبة انطلقت من أجندات حزبها الذي يحلل ويحرم كما يشاء، ولما انكشف لها ولحزبها الشعب العراقي، أخذوا ينتهكون حرماته ويحرمون متعه ويحصون عليه أنفاسه!، ويعتدون عليه حتى وصلوا إلى حد التهديد بربط شباب الناصرية، الذين يعلنون افطارهم في رمضان الماضي على اعمدة الكهرباء!

شهد العراق - وهو دولة علمانية في التأسيس - خلال السنوات الماضية العديد من حوادث نشر ثقافة القبح، بايقاف مطربين عن الغناء وإلغاء مهرجانات بينها مهرجان بابل السنة الماضية، ومنع حفلات تخرج جامعية وتحريم الغناء والموسيقى، والهجوم على محلات بيع المشروبات الروحية، لا لمنعها أو مصادرتها وهو ليس من حق الدولة التي كفلت الحقوق والحريات للجميع دستوريا، لكن للاستحواذ عليها وتعاطيها وبيعها للمسؤولين!، وغيرها من الانتهاكات الصارخة لحقوق المواطن العراقي!

مطلوب وقوف الشعب ونخبه السياسية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني، ضد انتهاكات حقوق الشعب العراقي والمطالبة بمزيد من الحريات، مطلوب أن تقوم النائبة بزيارة النشاط المدرسي، وتقديم الاعتذار الرسمي للفرقة الموسيقية، ويعلن الاعتذار على الرأي العام العراقي في الميديا، وأن لاتسول لها نفسها مستقبلا - هي أو سواها من كوادر الأحزاب الايرانية - انتهاك الحريات المدنية في العراق، وفرض رأيها البائس على الناصرية مدينة الفن والفكر والشعر والغناء والموسيقى.

21/9/2011
[email protected]



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصرية بين حيتين!
- الصدر (يشكر) المالكي (يرحب) .. والتيار يتذبذب!
- وزير كهرباء بمليارين!
- صوتك أرعبهم زلزل عروشهم الخاوية فقتلوك يامنارة عراقية هادية!
- ميناء مبارك والشارب العراقي!
- الشلاه وتدريس نظريتي الشيعة والسنة في العراق!
- من أقوال وزير الدفاع وكالة !
- رسالة مفتوحة إلى السيد مقتدى الصدر حول (ربط الفاسقين بالناصر ...
- كلمات -386- لو كان وزير الكهرباء من دولة القانون..هل يقيله ا ...
- عزل رئيس المفوضية أم صراع على السلطة والمال النفوذ!؟
- الفضلاء والكهرباء والناصرية !
- إعاقة تظاهرة شعب الناصرية .. باطل !
- كلمات -382- استعراض طائفي بامتياز ويهدد الأمن القومي العراقي ...
- هل كان التحالف الكردستاني شريكا في (كذبة) الشراكة الوطنية!؟
- السيد رئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي..الله يلعن وجوهكم !!
- الحل في أربيل..ولكن !؟
- وزير عراقي فاشل ينظّر لثورة الشعب السوري العظيم !
- تصريحات الأعرجي مطلوبة أميركيا !
- ال هيب هوب والراب في البصرة..كل شيء جميل يأتي من ثغر العراق ...
- بلاوي امام جمعة الناصرية!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حربي - تحريم الموسيقى والغناء في الناصرية!