أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - هل أحبط المالكي انفصالا عشائريا في الأنبار؟















المزيد.....

هل أحبط المالكي انفصالا عشائريا في الأنبار؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3493 - 2011 / 9 / 21 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من تأخر رد فعله النسبي على تداعيات مجزرة " النخيب"، الذي سجلناه في وقفة سباقة، عاد رئيس مجلس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى المشهد السياسي بقوةِ و حزمِ رجل دولة الذي استشعر خطرا حقيقيا. أعطى أوامره أولا بنقل المعتقلين الثمانية والمتهمين بارتكاب مجزرة"النخيب" من كربلاء التي ينتمي إليها أغلب الضحايا إلى بغداد. وأجرى اتصالا سريعا مع نائبه صالح المطلق بقصد التهدئة، وأدان (أية محاولة "لإهانة" أهالي الأنبار أو أية مدينة عراقية أخرى). ثم أطلق نصف المعتقلين خلال ساعات (لعدم توفر الأدلة) وانتهى التحقيق مع الباقين في اليوم التالي وأطلق سراحهم أيضا و بضمنهم الشخص ذو الجنسية السودانية. بعد ذلك، أوفد حليفه و وزيره للثقافة والدفاع "وكالةً"! بمعية مسؤولين آخرين ليجتمعوا بمشايخ ومسؤولي الأنبار في سياق التهدئة وسحب الفتيل، ومن هناك غادروا إلى كربلاء ليكملوا مهمتهم. أوساط مقربة من السلطة قالت أن الوسيطين الأكثر أهمية كانا وزير المالية رافع العيساوي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وإنهما تمكنا من إيقاف سيل التهديدات التي صدرت من جهات عشائرية في الأنبار وأقنعا المالكي بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة. وكان أخطر تهديد جاء على لسان الشيخ علي حاتم السليمان. هذا الأخير توعد بتحريم دخول أي مسؤول أو قوات حكومية إلى المحافظة والتصدي المسلح لها إذا لم يطلق سراح المعتقلين. الشيخ السليمان معروف في الوسط العراقي بتشنجه و حدّة تصريحاته، فقد سبق له أن دخل في مشادة إعلامية مع النائب د. سليم الجبوري القيادي في الحزب الإسلامي بعد أن حمّله هذا الأخير مسؤولية التحريض الذي نجم عنه التفجير الانتحاري في مسجد أم القرى خلال صلاة التراويح في رمضان المنصرم، فرد السليمان عليه بأنه ( قيادي في حزب فاشي وطائفي قتل من العراقيين أكثر مما قتل تنظيم القاعدة وبأنه هو ذاته متهم بجرائم إرهابية) المعروف أيضا أنّ الجبوري أستاذ جامعي محسوب على التيار الإسلامي المستنير ومعروف بأبحاثه ودراساته وتصريحاته المنفتحة و كان قد خسر عددا من أفراد أسرته الذين اغتالهم تنظيم القاعدة، كان آخرهم عمه وهو رجل دين مسن و معروف قتله المسلحون أمام أفراد أسرته ذبحا في محافظة ديالى قبل بضعة أشهر.
هكذا تمكن المالكي من سحب الفتيل، وتفادى انفصالا أو في الأقل تمردا مسلحا عشائريا في الأنبار. غير أن السرعة والحسم اللذين تمت بهما الأمور تجعل المراقب يستشرف حجم الخطر الذي كان يحدق بالوضع العام وخصوصا، خطر الانزلاق إلى فتنة طائفية عشائرية دموية. بعد ساعات على قرار المالكي بإطلاق سراح المعتقلين حدث تطور رسّخ مسار التهدئة وأعطاه زخما إضافيا فقد توجه الشيخ أحمد أبو ريشة إلى كربلاء – ضمن وفد حكومي وشعبي غاب عنه الشيخ السليمان - لتقديم التعازي لذوي قتلى مجزرة النخيل وإعلانه أنه ضمهم إلى القتلى من أسرته الذين قتلهم تنظيم القاعدة في السنوات الماضي و ( سأتكفل بكافة مصاريفهم لأنّ الجريمة حدثت على أرضنا ولسنا مسؤولين عنها ولكننا سنلاحق الجناة ) جاءت هذه الزيارة لتخفف من الاحتقان كثيرا، ولكن تصريحات من الطرف المقابل – الشيعي - حاولت إرباك المالكي: فوزيره لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي وهو من حزب المالكي نفسه أصرّ حتى بعد إطلاق سراح المعتقلين الثمانية على أنّ ( لديه أدلة تثبت أنهم أعضاء في تنظيم القاعدة) هذا المعلومة أيدها قيادي منشق عن القاعدة تحول فيما بعد إلى خبير في شؤونها هو الملا ناظم الجبوري حين اعتبر أن تصريح وزير المصالحة (مبني على معلومات قضائية، بحكم التنسيق الكبير بين الوزارة ومجلس القضاء الأعلى خصوصاً وان الوزارة لديها آلاف الملفات المتعلقة بالفصائل المسلحة وامتلاكها لقاعدة بيانات) محاولة تشويش أخرى جاءت من كربلاء حيث كرر نائب رئيس مجلسها نصيف الخطابي قوله بأنّ اعتقال المتهمين الثمانية تم بموجب أوامر قضائية بنيت على أساس معلومات قدمها جهاز المخابرات وأن المتهمين اعترفوا بالجريمة) ولكن هذه التشويشات لم تكن كافية لعكس أو تغيير مسار التهدئة الذي اختطه المالكي، وإنْ كان- كما يعتقد مراقبون – قد جاء على حساب هيبة الدولة وانكشاف ضعف المركز أمام تهديدات العشائر والمليشيات. إن التهديد بالانفصال أو إنشاء إقليم اتحادي شبه مستقل في محافظة الأنبار ليس أمرا جديدا، وحتى إذا كان مطلقه قد نفاه لفظيا، فهو ربما يكون قد أكد السعي إليه عمليا ، ثم جاءت تراجعات المالكي لتمنحه عمقا مختلفا. وحتى من الناحية العملية فإنّ المؤتمر الصحفي الذي عقده شيخ عشائر الدليم في اليوم التالي لإطلاق سراح المعتقلين، لم يكن يخلو من الاستفزاز أو مظاهر الاحتفال بنصر تم إنجازه: فقد رفع الشيخ السليمان علم النظام السابق بنجومه الخضراء الثلاث خلف الشيخ الذي رفض سحب أو الاعتذار عن تهديداته سواء تلك الخاصة بقطع يد حزب الدعوة أو بالتمرد والعصيان المسلح والانفصال الإداري الفعلي عن بغداد.
وفي السياق،أكد مقربون من سلطات الأنبار المحلية امتعاضهم من تلك التهديدات والتصريحات الحادة، مشيرين إلى أن وضع المحافظة لا يسمح بها فهي ليست البصرة أو كركوك الغنيتين بالنفط، وربما دفعت الثمن مستقبلا، أي بعد أن يعود الهدوء وتتلاشى أزمة وتداعيات النخيب، فتخسر الكثير مما كانت تحصل عليها من المركز. مطلعون آخرون على الشأن الأمني حددوا أن بغداد في طريقها لاتخاذ قرار حاسم بالاستغناء عن حراسة مسلحي الصحوات للطريق الدولي الذاهب إلى دمشق أو الأردن. وإنها قد بدأت فعلا بتسيير دوريات وقوات حكومية مع القوافل في بعض المناطق. ويبدو أن ذلك الامتعاض هو ما دفع الشيخ السليمان إلى القيام ظهيرة الأحد بزيارة إلى محافظة كربلاء بعد أن كان تغيب عن المشاركة في زيارة الشيخ أبو ريشة قبلها بيوم، وأعلن من هناك أن (أبناء عشائر الأنبار هم من سيقوم باعتقال القتلة) مشيراً إلى أنهم ( يعتبرون من قُتِل في "النخيب" شهداء كل العراق، وليس كربلاء وحدها)
صحفيون عراقيون رصدوا أن حجم الغضب والشعور بالخذلان من قرارات المالكي في كربلاء ومحافظات جنوبية أخرى كان عاليا ولم يستثني حزب رئيس الحكومة ذاته، ولكن ذلك قد لا يؤثر كثيرا في رصيده شعبي لأنه سيعوض ما يخسره من الجمهور الصريح في طائفيته من قطاعات أخرى سبق لها أن وقفت معه خلال "صولة الفرسان".وكان قيادي في قائمة دولة القانون هو خالد الأسدي قد صرح في الأثناء أن المالكي لم يطلق سراح المعتقلين الثمانية نتيجة تهديدات وضعوطات عشائر الأنبار بل لحماية الأمن العام في البلاد وتهدئة النفوس. اللافت أن التيار الصدري منح تأييدا قويا و غير متوقع للمالكي حين أعلن القيادي فيه حاكم الزاملي أنّ قيام رئيس مجلس كربلاء محمد حميد الموسوي باعتقال الثمانية أشخاص في قضاء الرطبة (أمرا ليس من مسؤولياته.. وإننا ننتقد هذا التصرف لأنه بدأ يشنج الموقف لاسيما وان هناك أجهزة أمنية وهناك مؤسسة عسكرية قادرة على متابعة المجرمين وإلقاء القبض عليهم ) ربما تكون المفاجأة الأكبر حجما جاءت من زعيم حزب المجلس الأعلى عمار الحكيم الذي أعلن من مدينة قُم الإيرانية التي يقوم بزيارتها بعد غياب طويل نسبيا أن ( الشيعة يواجهون الظلم الآن ، ظلم الاحتلال وظلم الحكومة ..) ويبدو أن هذا التصريح معطوفا على الزيارة التي قام بها قبل أيام الرجل الثاني في حزب المجلس الأعلى ومرشحه لرئاسة الوزراء عادل عبد المهدي لا يخلو من الدلالات السياسية . فهل قررت طهران شيئا جديدا بخصوص إسقاط المالكي و استبداله بزائرها وحليفها القديم الجديد؟



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة «النخيب» العراقيّة: طائفيّة وعشائريّة وغياب للمركز
- -تطوير- غاز البصرة : صفقة مشبوهة مع -شِل- وكارثة يتحمل مسؤول ...
- أتهم جلال طالباني وآخرين باغتيال هادي المهدي!
- خرافة -جاموس الحجاج- وحقائق التراث الرافديني
- كيف قرأ الراحل هادي العلوي التصوف الإسلامي -القطباني- وتجربة ...
- عقود المشاركة في إنتاج النفط العراقي: سرقات وفق القانون/ج3
- مشروع قانون النفط -المالكي- في مواجهة المشروع - الكردوعلاوي- ...
- نفط العراق المحتلّ: قصّة سرقة أقرب إلى الخيال
- التضامن النقدي مع -الربيع العربي-: قراءة في مثال نظري وعملي ...
- رمضانيات عراقية: أزمة دينية أم سياسية؟
- الحضور المندائي في اللهجة العراقية و العربية الفصحى
- نماذج طريفة من الكلمات الأكدية والآرامية في اللهجة العراقية
- قراءة جديدة في-محاكمة- كافكا: تشريح شعري ساخر لعبث الوجود
- العراق: الصراع الطائفي بلغ المراقد المقدسة!
- المزيد من الكلمات الآرامية والأكدية في اللهجة العراقية /ج3
- كلمات أكدية وآرامية أخرى في اللهجة العراقية
- إيران في العراق: من التدخل إلى الهيمنة إلى الافتراس
- الحضور الأكدي والآرامي في اللهجة العراقية المعاصرة
- إشكالات التصنيف المنهجي والسِيَّري: هادي العلوي نموذجا!
- تصريحات النجيفي : الانفصال الطائفي وخلفياته


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - هل أحبط المالكي انفصالا عشائريا في الأنبار؟