أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مختار العربي - سارتر - الوجود ضد اللاوجود














المزيد.....

سارتر - الوجود ضد اللاوجود


مختار العربي

الحوار المتمدن-العدد: 1039 - 2004 / 12 / 6 - 08:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رغم شهرته كفيلسوف وأديب وكاتب مسرحي وسينمائي وناقد اجتماعي، فان أبرز ما يميز جان بول سارتر هو طرحه لنظرية "الوجودية"، وارتباطهما بشكل كامل لا انفصام فيه، كأنهما وجهان لعملة واحدة. فالوجودية هي جان بول سارتر وجان بول سارتر هو الوجودية.
وهذه الفلسفة تقوم أساسا على نظرة إلى الإنسان الفرد الذي ترى ان "وجوده" هو أهم صفاته ، وانه غاية بذاته، ولا أهداف "ماورائية" لوجوده، بل هو الذي يحدد أهدافه بنفسه. وتؤكد من جهة أخرى ان حرية الإنسان مطلقة ولا حدود لها.
ولكن سارتر في كتاباته المتأخرة تأثر بماركس وحاول ان يخلق نوعا من الفردية "الاجتماعية"، التي وان كانت لا تذوب في المجتمع، فانها لا تسعى إلى الانفصال عنه.
ولد جان بول سارتر في مدينة باريس في 21 حزيران 1905. وقد توفي والده، وكان موظفا بحريا، وهو لا يزال صغيراـ فتعهدته والدته آن ماري شوايتزر، وأدخلته "ليسيه لويس الكبير"، ومنها انتقل إلى دار المعلمين العليا وتخرج عام 1929، وبدأ في ممارسة التعليم حتى عام 1945. وكان يغتنم فرصة العطلة الصيفية ليزور بلدانا كإيطاليا ومصر واليونان مطلعا على حضاراتها القديمة، ومهتما بفلسفاتها.
أثناء دراسته في دار المعلمين التقى سارتر بالأديبة الفرنسية سيمون دو بوفوار،وصارا صديقين، ثم تطورت العلاقة بينهما فـ"تساكنا" طوال حياتهما تقريبا، ولكن من دون عقد زواج مسجل.
منذ بداية الثلاثينات جمع سارتر عددا من المعجبين بآرائه، وكانوا يلتقون في مقهى "الضفة اليسارية" على نهر السين ليتناقشوا أمور الفلسفة والأدب والفنون، حيث راح سارتر يكوّن معظم الأفكار التي ستتشكل منها فلسفته فيما بعد.
التحق سارتر بالجيش الفرنسي عام 1939، عند نشوب الحرب العالمية الثانية. وقد اعتقلته القوات الألمانية في العام التالي وسجنته في ألمانيا. ولكنه تمكن من الفرار من المعتقل ثم التحق بالمقاومة الوطنية في باريس، وصار يكتب في صحف ومجلات المقاومة.
بعد الحرب أسس سارتر مجلته الشهيرة "الأزمنة الحديثة" وترك التعليم مخصصا وقته كله للكتابة والنشاطات السياسية.
صارت مجلة "الأزمنة الحديثة" المنبر الأعلى في العالم لنشر الفكر اليساري التقدمي. ولكن سارتر لم يكن منتسبا إلى الحزب الشيوعي. وعندما بدأ صديقه الحميم ألبير كامو، المؤمن بالوجودية أيضا، ينتقد التصرفات الستالينية بعنف، بقي سارتر مترددا كثيرا في تأييد ذلك.
تطور الفلسفة الوجودية
تأثر سارتر بالفيلسوفين ادموند هاسلر ومارتن هيديغار في تطوير فلسفته الخاصة "الوجودية"، كتحليل لوعي الإنسان الذاتي لعلاقته مع الكون. وفي الثلاثينات كتب عددا من الدراسات عالج فيها مسائل الخيال والعاطفة، وتوجها بعمله الفلسفي الكبير "الكون والعدم" (1943).
يقدم هذا الكتاب هيكلية فلسفية رائعة للشعور الجامح بعدم الرضى الذي ساد أوروبا بعد الحربين العالميتين. وفكرة الكتاب المركزية هي التعارض بين الأشياء الموضوعية والوعي الإنساني، من حيث ان الوعي، وهو ليس "شيئا"، يبدو وكأن حقيقته هي الوقوف بعيدا عن الأشياء الموضوعية واتخاذ موقف منها. وبما ان الوعي ليس "شيئا"، فانه لا يتورط دائما في الأشياء كما تتورط هي وتتداخل فيما بينها. وهذا يعني ان الوعي، وبالتالي البشر أنفسهم هم أساسا أحرار، وان أية محاولة من أي كائن أو أية نظرية فلسفية لتصويرهم على غير هذا النحو لا تعدو كونها تصورا شخصيا أو "إيمانا رديئا".
ومما يثير السخرية ان حرية الوعي البشري تصور وكأنها "عبء" عليه، أو كأنه "محكوم" بأن يكون حرا. وهذا ما يجعل "المشاريع" الإنسانية تواجه مهمة مستحيلة وهي ان تكون "واعية وحرة". كالإنسان الذي يريد ان يكون مثقفا أو والدا أو ان يلعب أي دور في المجتمع. وحيث ان استحالة خلق "أشياء واعية" هي حسب تعبير سارتر "بنفسها لنفسها"، فإنها لا تمنع البشر من الخضوع لإغرائها ومحاولة تحقيق تلك المشاريع. ما يجعل الإنسان "عاطفة لا نفع لها" على حد تعبيره.
في اعتقاد سارتر ان على الإنسان ان يكون هو نفسه حرا، وان يحدد لنفسه هدفا ويسعى إلى تحقيقه، إذ لا أهداف ماورائية لوجوده، بل ما يحدده هو لنفسه. وفي بداية كتاباته وصل سارتر بفرديته إلى حد القول على لسان بطل فيلمه السينمائي "لا مخرج": " الجحيم هو الآخرون"(1944) .
المقصود طبعا كان التأكيد على ان علاقات الفرد، مهما كان نوعها، من أسرية أو مهنية أو اجتماعية، تحد من حريته المطلقة، وتكون الطامة الكبرى عندما يحمل هؤلاء "الآخرون" إرثا من الآراء والأفكار السلفية أو مجموعة من الأحكام المسبقة على ما هو صالح وشرير أو ما يجوز أو لا يجوز، فان باستطاعتهم عندئذ تحويل حياة ذلك الفرد إلى "جحيم" حقيقي.
ولكن كتاباته الأخيرة أظهرت تراجعا ملحوظا عن هذه الفردية الشديدة لمصلحة نوع من الفردية المميزة التي لا تتخلى عن أهداف مجتمعها فيما هي تعمل لتحقيق أهدافها الخاصة.
نشاطات سياسية وإنسانية
عام 1956 عارض سارتر ومجلته الأزمنة الحديثة التدخل السوفياتي في المجر، وكذلك أحداث تشيكوسلوفاكيا عام 1968. وفي عام 1967 ترأس المحكمة الدولية لجرائم الحرب التي أقامها الفيلسوف والمؤرخ برتراند راسل للنظر في سلوك الجيش الأميركي في فييتنام. ثم صار من أكبر معارضي الحرب في فييتنام والداعين إلى وقفها. كما ساند ثورة الطلاب في فرنسا عام 1968.
في الستينات عمل سارتر على مجموعة ضخمة من أربعة أجزاء أسماها "أحمق العائلة"، وهي تتناول سيرة حياة الأديب الفرنسي غوستاف فلوبير، ومن خلالها عرض بعض آرائه الجديدة النتأثرة بالفكر الماركسي والفكر الفرويدي أيضا.
فقد سارتر بصره في نهاية عمره ثم مات بعد إصابته بمرض في الرئتين عام 1980.



#مختار_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحة من كتاب قريش من القبلية إلى الدولة المركزية -لخليل عبد ...
- سنقرئك فلا تنسي الآية.. نسيان النبي (ص) ما يوحي إليه! – الجز ...
- أعطني حرية المعرفة والتفكير والكلام والمعتقد من دون سائر الح ...
- من هو التاريخ الإسلامي؟؟
- مارتن لوثر كينج - صرخة ضد العنصرية
- أم المؤمنين في السبيّ !!! كيف تزوج النبي (ص) من صفية بنت حيي
- الحرية هي لون الإنسان.. والإسلام السياسي يذهب رمادياً دائماً ...
- فلاديمير ايليتش أوليانوف - يعلن عن طبيعة الحقيقة....
- مواصفات الدجال إسلامياً ووصف دراماتيكي لإرهاصات الساعة..!
- البرجوازية العربية في خلافة عثمان (3) -اللهم إني أعتذر إليك ...
- مباشرة النبي (ص) للحائض وأحاديث جنسية ترويها الحميراء
- البرجوازية وحكومة الاستبداد في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن ...
- ارضعيه تحرمي عليه- رضاعة الكبير على مسئولية أم المؤمنين!!
- البرجوازية في خلافة عثمان (2) - تأويل أن الأقربون أولى بالمع ...
- مباشرة الرجل امرأته (دابته!!) في رمضان حلال!! على مسئولية أم ...
- الهزيمة الثقافية - الفكر الإسلامي المعاصر الذي يقتل الآخر... ...
- التاريخ الإسلامي (نعم) تلك الذاكرة الحرجة - الجزء الثالث
- التاريخ الإسلامي تلك الذاكرة الحرجة - الجزء الثاني
- التاريخ الإسلامي تلك الذاكرة الحرجة- الجزء الأول!!!
- القبلة (بضم القاف) في رمضان حلال؟!!! على مسئولية مسلم!!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مختار العربي - سارتر - الوجود ضد اللاوجود