أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الطرق الملتوية















المزيد.....

الطرق الملتوية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3492 - 2011 / 9 / 20 - 20:55
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا مواطن أردني حقوقي مهضومة وأطالب أولا بمساواتي مع النساء من حيث التعامل وثانيا أطالب الحكومة والنظام الأردني بتخصيص طريقٍ من بيتي في محافظة إربد إلى وزارة الثقافة في عمان من غير أن أمر في منحدرات ومنزلقات ومن غير أن أواجه لفات وكوربات والتواءات متعددة فأنا أريد أن أصل وزارة الثقافة أو الداخلية من غير كوربات ولفات ومنحنيات خطرة جدا ومن غير أن أواجه مطبات سياسية أو زفتية.....أي أنني لا أريد أن أسلك كغيري الطرق الملتوية..وأنا طوال عمري وأنا أمشي في الطرق المستقيمة أو من خلال الطرق المستقيمة ولكن التيار أقوى مني وموجة البحر أعلى وأقوى من كل قدراتي وإمكانياتي فلا بد لي وأن أُجبر على سلوك الطرق الملتوية جدا ولأنني أعاود سلوك الطرق المستقيمة لذلك أنا ما أزال في مكاني وكل الذين سلكوا الطرق المشبوهة وصلوا إلى ضالتهم المنشودة إلا أنا ما زلت أبحث عن الطريق المستقيم غير الملتوي...وطوال العمر والطريق أمامي غير واضحٍة وغير مستقيمة والضباب يكاد أن يجعل الرؤيا معدومة وأحاول جاهدا أن أقوم بتعديل الطريق وكأنني أقوم بتعديل قطعة معدنية بين يديّ وفي كل المرات أفشل ودائما ما أتمنى أن تصبح الطريق بين يدي مثل أي شريط سينمائي أو أي قضيب معدني أقوم بتجليسه لتصبح الطريق إلى العاصمة عمان طريقا ليس فيها لفات وكوربات ومنحدرات والتواءات فأنا أحلم بالتخلص من كل الطرق الملتوية والوسائل غير المشروعة ...والطرق أغلبها مسدودة في وجهي إما بسبب تراكم الثلوج أو الضباب وإما بسبب حوادث السير وإما بسبب السياسة الأمنية التي تنتهجها بلادي...فعلى هذا الطريق يحدث كل يوم أو كل شهر حادث تصادم جديد سببه التجاوزات الكثيرة على القانون وأيضا بسبب السرعة الزائدة...والطريق من البيت إلى العمل ملتوية وخطيرة و(أي حركة كذا أو كذا بتروح فيها أرواح كثيرة)....والطريق من البيت إلى المستشفى ملتوية, ومن البيت إلى الجامعة ملتوية وفيها منعطفات خطرة جدا, وكل الخطوط بالاتجاه المطلوب مشغولة..والطريق إلى العاصمة عمان ملتوية ويوجد فيها عشرات اللفات والكوريات والمنحدرات ...والطريق إلى المسجد ملتوية ومنزلقة انزلاقاً حاداً ومن المستحيل أن نجد طريقا مستقيما ونادراً ما ندر أن نجد طريقا مستقيما..وهنالك طرق سريعة جدا بثلاثة مسارب وطرق أخرى سريعة بأربعة مسارب ورغم ذلك تحدث كثيرٌ من الحوادث التي تزهقُ فيها أرواح بريئة... وهنالك طرق مُختصرة وغير قانونية تصلك إلى وزارة الثقافة أو جريدة الرأي أو جريدة الدستور أو حتى وزارة التربية والتعليم فلكل تلك الوزارات طريق واحد وهو الطريق الأعوج الملتوي على بعضه البعض ومن المستحيل أن تصل أي وزارة إلا بعد أن تمشي 100كيلو متر من اللفات والكوريات والمنحدرات الخطرة ولا تخلو هذه الطريق من عدوى الوساخة فكل الطرق متسخة جدا وأنا الآن أمشي في طرق متسخة جدا وغارق في القذارة إلى أذني وركبتيّ ...وفي كل يوم نسمع عن افتتاح طريقٍ جديد وفي كل يوم نشاهد طرقا جديدة للوصول إلى الهدف المنشود ورغم ذلك من الصعوبة بمكان أن نجد من بين كل تلك الطرق طريقا واحدا إسفلتيا معبدا ومستقيما.

..والطريق إلى الحديقة محفرا بأكثر من 100حُفرةٍ وحفره ...وأشتهي أن أشاهد طريقا غير ملتويٍ وأحلمُ بأن أشاهد شارعا ليس متسخا ولا توجد به أوراق ونفايات..فأغلب الشوارع متسخة وهذا معناه أننا نمشي على طُرقٍ متسخةٍ وغير نظيفة وغير آمنةٍ..ولكل الناس نوعا خاصا من الطرق التي يحبون سلوكها فمن الناس من يختار الطريق الصعب لحياته كالذي اخترته لحياتي فأنا طريقي صعب جداً وخطير جدا وأشعرُ بالموت وهو يطاردني على الطريق الطويل أو على الطرق الخارجية ودربي طويل ولا تخلوا حياتي من الطُرق الخطرة جدا ولا تخلو حياتي من الطرق الوعِرةَ, فكل حياتي عبارة عن عذاب في عذاب وكل الطرق التي سلكتها كانت رغما عني, ومن عاشر المستحيلات أن نسلك الطريق المستقيم أو الذي لا نجد به لا كوربات ولا لفات وبعض الناس تحب الطرق الملتوية وتعيش من الطرق الملتوية ويبنون بيوتهم من جراء سلوك الطرق الملتوية بل وأيضا يعلمون أبناءهم وينفقون على تعليمهم من جراء سلوكهم للطرق الملتوية, وبعض الناس يحبون سلوك المنعطفات الخطرة جدا وبعض الناس يمشون على الطرق بسرعة جنونية فيقتلون من يقتلون بالدهس ويؤذون ويكسرون من يكسرون ودائما ما أفكر بسلوك الطرق المستقيمة للوصول إلى هدفي ولكن في كل مرة أفشل في الوصول إلى هدفي من خلال الطُرق المستقيمة والمشكلة بأن الحكومات هي التي تعلمنا على سلوك الطرق غير المستقيمة ففي هذا الشارع الممتد أمامي أكثر من 100لفة ٍ ولفة وأكثر من خمس مطبات ولا يوجد شارع أو طريق إلا ولها مطبات ولا يوجد شارع إلا وبه حفر وجورٌ كثيرة ومن المستحيل أن أجد في وطني طريقا واحدا مستقيما من غير أن يكون متعدد الانحناءات الخطرة واللفات والزنقات وذات مرة اتصلت بأحد المسئولين وطلبت منه أن يدلني في وطني على طريقٍ واحدٍ آمنٍ ومستقيم فقال أعطني مهلة وحين نفدت المهلة عاودت الاتصال به وسألته هل يوجد في الأردن طريقٌ مستقيمٌ؟ فقال: يا أخ مستحيل أن تجد في وطنك طريقا مستقيما فقلت له: إذاً أنا ضحية الطرق الملتوية وأنا ضحية الطرق العوجاء وأنا ضحية المطبات المصنوعة من الإسفلت على الطرق وأمام المدارس والمستشفيات وأنا أعيش في بلد كله إلتوآت ومنحدرات خطرة جدا جدا وأأسف جدا على هذا البلد الذي لم أجد به طوال حياتي ولو طريقا واحدا آمنا ومستقيما, فأينما نذهب لا بد وأن نجد ممرات ضيقة وأينما نذهب لا بد وأن نجد حُفَراً كثيرة ولا أكاد أتخيل نفسي أنني في بلد كل شيء بداخله غير مستقيم أي أن الموضوع لا يتوقف على الطرق لوحدها.

والشوارع ملتوية على بعضها البعض ومن الصعب أن نصل إلى هدفنا من غير المرور عبر الطرق الملتوية والمِعوجة فبالطرق السليمة والمستقيمة والدغرية لا يمكن الوصول أو لا يمكن أن ترى شارعا أو ممرا من غير أن يكون أعوجا وغير مستقيمٍ وملتويا على بعضه البعض, فالطرق الملتوية مهمة جدا في حياتنا وأنا يومياً أسلك الطرق المستقيمة للوصول إلى أهدافي سواء أكان هدفي العمل أو التسوق أو التثقف ومن باب منزلي إلى أقرب محل تجاري سوبر ماركت يوجد أكثر من خمس إلى ست لفات و(كوربات) كلها خطرة جدا و(بتودي في 60داهيه) وحين أحاول جعل الطريق مستقيمة احتاج للكثير من الإمكانيات لذلك أخضع أخيرا لسلوك الطرق الملتوية ومن قريتي إلى المدينة أسلك عدة منحدرات وعدة منزلقات ومرتفعات وكوربات ولفات ما يقرب أكثر من 200 لفة وكوربة , وإذا ذهبت إلى السوق عبر الطرق المستقيمة فإنني أواجه صعوبة في الوصول لذلك أضطر آسفا لسلوك طرق ملتوية ومعقدة في آنٍ واحد, ومن الصعوبة بمكان أن أصل عملي من غير أن أمشي في الطرق الملتوية والممرات الضيقة ومن المستحيل أن آخذ حقي من غير الجوء إلى الوسائل الأخرى وسلوك الطرق الملتوية...والمشكلة أن كل الذين وصلوا بالطرق الملتوية والتي فيها لف ودوران, كلهم يقولون بأنهم سلكوا الطرق القانونية المستقيمة ولا أحد يعترف بأنه سلك الطرق المِعوجة(العوجاء), وبكل الطرق المستقيمة والصحيحة حاولت أن أعيش ولكن بلا فائدة وبكل الطرق الدغرية حاولت أن أبقى إنسانا دغريا ولكن لم يتقبلني أي أحد فكل العالم وكل الناس وكل الجيران والأحباب والأصدقاء جميعهم اعتادوا على الطرق الملتوية والعوجاء وغير الدغرية وأغلبية الناس حياتهم فيها لف ودوران, وإلى متى سأبقى محافظا على نفسي أو إلى أي حد سأبقى في الطرق المستقيمة والدغرية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طباعة القرآن والمحافظة على البيئة
- سائق فرشة
- إلى الدكتورة وفاء سلطان
- المدينة الفاضلة
- لكي لا ننسى
- خيانة زوجية أم زواج بالسر!
- كلب متشرد وكلب بوليسي
- اقرأ واستمتع
- كلمات عربية أصلها رومانية ولاتينية
- نظام الشورى الاسلامي
- آخر الصرعات الفلسفية
- أول 500 جامعة في العالم
- ضاع الأمل
- ليس ذنبي
- تحيه كاريوكا
- ايحاء الكلمة
- مهارات لغوية
- مي زياده2
- مي زياده 1
- حبر على ورق وكلام أفلام ومسلسلات


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الطرق الملتوية