أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل عصابات الإرهاب في العراق هم من مواطني شعبنا من أتباع المذهب السني؟















المزيد.....

هل عصابات الإرهاب في العراق هم من مواطني شعبنا من أتباع المذهب السني؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1038 - 2004 / 12 / 5 - 09:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تبذل الكثير من الجهود المحمومة لتقسيم الشعب العراقي على أساس مذهبي, شيعة وسنة. كما تمارس الجماعات الإرهابية جملة من العمليات الإجرامية ضد أتباع الأديان الأخرى بهدف دفعها للهجرة وترك وطنها الأصلي العراق, كما جرى حتى الآن إزاء أتباع الديانات المسيحية والصابئة المندائية والإيزيدية وغيرها. ولسنا بعيدين عن الخطاب الذي وجهه أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي اللذين أرادا توجيه النار ضد جميع الديانات الأخرى لإشاعة الصراع بين أتباع الديانات المختلفة والتحريض ضد المسيحيين بشكل خاص, إضافة إلى دق إسفين الخلاف بين الشيعة والسنة والتحريض ضد الشيعة. ولم تكن التفجيرات الإرهابية ضد الكنائس المسيحية أو نسف بعض المساجد أو استخدام بيوت الله لأغراض تخطيط وتنظيم وتنفيذ أعمال التخريب أو استخدامها للتعذيب والقتل والتمثيل بالجثث, إلا بعض النماذج عن الوجهة التي تميز نشاط هذه العصابات الإجرامية. إن هذه الاتجاهات التخريبية ضد أتباع الأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية والسياسية تستهدف تفتيت اللحمة الوطنية للشعب العراقي بقومياته وأديانه ومذاهبه واتجاهاته الفكرية والسياسية المختلفة. وهي تصب في الوقت نفسه في صالح القوى المناوئة للعراق الديمقراطي وسعى الشعب إلى إقامة نظامه الجمهوري الفيدرالي الديمقراطي الحر. وهي التي يفترض أن يتوجه نشاط الشعب والأحزاب والحكومة لإفشالها.
من يتابع نشاط العصابات الإرهابية في العراق خلال الأشهر الأخيرة يجد نفسه أمام مجموعة من الاتجاهات السياسية التي يمكن صياغتها في الملاحظات التالية:
الملاحظة الأولى: كانت قوى الإرهاب البعثية وعصابات بن لادن والزرقاوي وأنصار الإسلام والجهاد .. الخ ولا تزال تسعى إلى تنظيم صفوفها وترتيب أمورها في المناطق التي تسكنها أكثرية سنية من العراق بأمل أن تحقق لها عدة مكاسب تحمل معها عواقب وخيمة على حركة وعلاقات المجتمع, ومنها:
* إعطاء الانطباع وكأن سكان العراق العرب من أتباع المذهب السني قد خسروا الحكم والمعركة في مقابل انتصار أتباع المذهب الشيعي. ويراد من هذا إقناع الناس وكأن النظام الاستبدادي كان رحيماً على السنة, في الوقت الذي كان شديداً على الشيعة. وإذ كان النظام شديداً على أتباع المذهب الشيعي حقاً, فأنه لم يكن في كل الأحوال رحيماً على أتباع المذهب السني, ومن يدعي ذلك يرتكب خطأ عدم فهمه لطبيعة النظام ومحاولاته الاستفادة من هذا الوهم لأغراضه الخاصة, كما ينسى أن صدام حسين قد اعتمد بالأساس على علاقة عائلية وقرابية في صيانة نظامه وحمايته, كما اعتمد على المقربين من أعوانه في الحزب, وكان أغلبهم من السكان السنة ولكنهم لم يكونوا لهذا السبب مخلصين له.
* إعطاء الانطباع وكأن العرب من أتباع المذهب السني قد خسروا معركة رئيسية أمام الكرد التي ستؤثر على وحدة العراق وتهدده بالانقسام. في حين يعرف الجميع بأن الخاسر أمام الشعب الكردي وأمام كل الشعب العراقي كان صدام حسين ونظامه الاستبدادي والعنصري المقيت, وليس المواطنات والمواطنين العرب من أتباع المذهب السني أو الشيعي أو غيرهم من القوميات والأديان والمذاهب.
* إعطاء الانطباع للسكان العرب من أتباع المذهب السني وكأن هناك تحالفاً سياسياً مناهضاً لهم بين الشيعة والكرد, وبالتالي لا بد من مقاومة الجهتين في آن. وفي هذا القول ما يخلق الالتباس غير المبرر. في حين يعرف الجميع بأن الشعب الكردي وقواه السياسية كانوا يسعون إلى تحقيق التحالف مع جميع القوى السياسية التي تناضل ضد النظام العنصري الاستبدادي, وقد تحقق ذلك التحالف بمشاركة أتباع الغالبية العظمى من الأحزاب والقوى السياسية العلمانية والدينية, ومن أتباع القوميات المختلفة وكذلك من أتباع الأديان والمذاهب المختلفة, ولم يكونوا شيعة فقط.
الملاحظة الثانية: في ضوء ذلك يتساءل الإنسان عن القوى التي تساهم في النشاط الإرهابي الذي ينطلق من المناطق التي أغلب سكانها من أتباع المذهب السني ويمارس في مدن مختلفة؟
علينا التدقيق الجيد عند الإجابة عن هذا السؤال, إذ أن هدف الإرهاب هو إعطاء الانطباع وكأن أتباع المذهب السنوي هم الذين يمارسونه, وفي هذا أحد أبرز الأخطاء التي يمكن الوقوع بها. نعرف جميعاً بأن التهليل لسقوط النظام كان واسعاً في جميع أرجاء العراق, ولكن ما حصل بعد ذلك خلق بعض الالتباسات التي تحتاج إلى توضيح:
1. حاول بعض قوى الإسلام السياسي من أتباع المذهب الشيعي في مناطق الوسط والجنوب إعطاء الانطباع وكأن جماهير الشيعة هي المنتصرة في المعركة, إذ كان أغلب المتحدثين باسم بعض تلك القوى يقدم نفسه وكأنه كان جائعاً وعطشاناً إلى حد الهلاك من أجل السلطة ومن أجل التحكم برقاب الآخرين, باعتباره كان محروماً منها طيلة قرون وعقود منصرمة ووجد فرصته في ظل الاحتلال. لم يكن هذا التصرف متزناً ولا عقلانيا, بل كان خاطئاً جداًً, وكان يعبر عن وعي متخلف في فهم واقع مشكلات العراق وأهمية التحكم العقلاني باتجاهات تطوره الديمقراطي اللاحق والخلاص من الاحتلال. ولم يكن هناك الوعي الكافي بفهم أن هذا يمكن أن يثير مشكلات جديدة وأوضاعاً نفسية غير ملائمة.
2. التصرف غير العقلاني والسيئ لقوى الاحتلال الأمريكي والحاكم المدني الذي حاول توزيع السلطة في مجلس الحكم الانتقالي والحكومة المؤقتة على أساس طائفي ممقوت وليس على أساس مدني متحضر, وبالتالي شجع على التمادي في الهوس الطائفي في صفوف الطائفيين من الشيعة والسنة على حد سواء, وساهم بتنشيط المتطرفين في الجانبين.
3. قبول بعض القوى العلمانية, لأي سبب كان, بذلك التقسيم غير السليم للقوى في العراق والتحري عن مبررات سقيمة له جعلت الأمر أكثر ضبابية وتعقيداً وسوءاًً, وزادت في الطين بلة.
4. لعب بعض رجال الدين من أتباع المذهبين دوراً سلبياً, سواء عبر تصريحاتهم أم عبر نشاطاتهم الفعلية, في تعميق الفجوة وتشديد الصراع, في حين لم تلعب القوى المناهضة للطائفية الدور المناسب والمطلوب في مواجهة هذا الخطر والتصدي له وإفشال مخططاته.
5. ولا شك في أن جماعتين لعبتا دوراً سلبياً حاداً في هذا المجال, وهما هيئة علماء المسلمين والقوى القومية ذات الوجهة الطائفية, إذ أن أكثر الناشطين في هذه الحركة هم من أتباع المذهب السني. ونعرف جميعاً بأن القوى البارزة في هاتين الجماعتين وجدت موقعاً ممتازاً لها في أحضان النظام السابق مما جعلها مهووسة من الوضع الجدد, لا لأن الولايات المتحدة قد احتلت العراق, بل خشيتها من فقدان المواقع التي كانت لها في فترة الحكم البعثي الصدّامي, علماً بأن النظام قد خشي من بعض علماء الدين من هؤلاء ولم يقصر في إيذائهم أو حتى في قتل بعضهم.
الملاحظة الثالثة: عندما بدأ السيد مقتدى الصدر بتحركاته السياسية المتطرفة وتشكيله ما سمي بجيش المهدي وتنشيط هذه المليشيات باتجاه ممارسة العنف والاعتقال والتعذيب وتقديم الناس إلى المحاكمة والقتل بهدف كسب المؤيدين وإشاعة الخوف من جماعته وفرض نفسه واكتساح الساحة السياسية العراقية على حساب قوى الإسلام السياسي الشيعية المعتدلة, هلل البعض من أتباع المذهب السني ممن كان يريد تحقيق المزيد من التوتر والفوضى والموت في العراق, وليس في سبيل تحقيق التحالف الشيعي السني أو التصافي بين أتباع المذهبين, إذ أن مجموعة الصدر متطرفة في طائفيتها تماماً كما في مجموعة هيئة علماء المسلمين, وكلاهما يقف في موقعين متباعدين ومتصارعين, بعكس ما كانا يحاولان الإيحاء به بهدف تعبئة الناس ضد الوضع القائم. وكان القوميون المتطرفون من العرب وهيئة علماء المسلمين هم أول من هلل لتحركات الصدر وبدأ بتشجيعه بحجة أن السنة ليسوا وحدهم ضد الوضع القائم في العراق وضد الاحتلال بل الشيعة أيضاً. وكان الهدف من وراء ذلك إضعاف الشيعةً وتوريطهم لدوافع طائفية, إذ كانوا هم الذين ساهموا بترويج فكرة هيمنة الشيعة الشعوبيين على الوضع الجديد في العراق, إذ أنهم كانوا ولا زالوا يتهمون الشيعة بالانتماء الفارسي والعداء للقومية العربية!
كلنا يدرك بوضوح بأن الناس الطبيعيين من الشيعة والسنة, وكذلك جميع الأحزاب العلمانية وغيرها, هم الذين فرحوا بالخلاص من صدام حسين ورهطه, ولكنهم في الوقت نفسه رفضوا الاحتلال واحتجوا على صدور قرار مجلس الأمن رقم 1483/2003, وهم يناضلون من أجل إنهاء الإرهاب ليتسنى لهم المطالبة المباشرة بإنهاء الاحتلال وانسحاب جميع القوات الأجنبية من البلاد. ولكنهم لم يختاروا طريق العنف واستخدام السلاح الذي لا يعبر عن وعي بفهم ميزان القوى والظروف المحيطة بالخلاص من نظام صدام حسين, بل فضلوا ممارسة الأساليب السياسية الديمقراطية للتعجيل برحيل القوات الأجنبية ورفض عقد اتفاقيات مخلة باستقلال وسيادة العراق التي فرط بها النظام السابق أصلاً.
الملاحظة الرابعة: إن القوى الإرهابية وعصابات القتل الفردي والجماعي مفرغة من دين أو مذهب إسلامي, بل هي مرتدة عن الإسلام ومناهضة لكل ما هو إنساني وشريف في الدين الحنيف. ولهذا يفترض الابتعاد والكف عن تشويه سمعة أتباع المذهب السني بالجرائم اليومية التي ترتكب بحق الشعب العراقي في مختلف بقاع العراق. والسؤال الذي يستوجب الإجابة عنه هو: من هم هؤلاء الرعاع الأوباش الذين يذبحون الإنسان العراقي والأجنبي, ويذبحون المرأة والرجل على حد سواء من الوريد إلى الوريد, ويتسببون في قتل الأطفال وتهديم البيوت على رؤوس ساكنيها أيضاً؟ إنهم أولئك الذين حولوا مدينة الفلوجة التاريخية وذات التقاليد الإنسانية, إلى مركز لنشاطهم الجهنمي مستفيدين من التأييد الذي تحقق لهم من هيئة علماء المسلمين في العراق وبعض الجماعات الإسلامية في السعودية واليمن وباكستان أو غيرها. إنهم البعثيون وبعض القوميين, إنهم جماعة أنصار الإسلام الكرد والعرب والتركمان, إنهم جماعة الزرقاوي والجهاد ومن لف لفها, وكلها تنظيمات محلية وعربية وإقليمية تابعة لتنظيم أسامة بن لادن على الصعيد العالمي. وهم يحصلون على تأييد قوى غير قليلة في السعودية وبعض الدول العربية لأسباب عديدة وبعض الدول الإسلامية. وهم الذين اخذوا سكان الفلوجة رهينة لديهم بقوة السلاح والعنف والتهديد والقتل اليومي. ومن هذه المدينة والمدن المجاورة لها انطلقوا إلى ممارسة ما عهد إليهم به في مختلف أنحاء البلاد. ولهذا علينا أن نميز بصرامة بين المجتمع الفلوجي أو أتباع المذهب السني في هذه المدينة وغيرها وبين عصابات القتل والتدمير.
الملاحظة الخامسة: إن الرغبة في إبعاد سكان الفلوجة عن الدمار والموت الذي يمكن أن يتعرضوا له, وهو أمر كان مطلوباً وصحيحا, وقبل وقوع الأحداث المروعة فيها, ساعد على تسلل عناصر الجريمة والشر إلى مناطق أخرى من العراق, وتوزعوا بشكل خاص في كل من بغداد والموصل والرمادي وبعقوبة واللطيفية وكركوك, كما أن بعضهم وصل البصرة والحلة أيضاًً. وهذه العناصر تمارس اليوم أعمالها العدوانية بشراسة بالغة, إذ أنها تفقد يومياً الأمل في تحقيق أي نجاح حقيقي لها في الهيمنة على السلطة والعراق كله, كما أنها تفقد يوماً بعد آخر المزيد من رصيدها في صفوف بعض القوى التي ساندتها عندما اعتبرتها قوى مقاومة للاحتلال, وهي تحصد كره وحقد العوائل التي فقدت الكثير من أبنائها بسبب تلك الأعمال الإرهابية التي لا تزال تجري في أنحاء البلاد.
إن ما اكتشف في بعض بيوت ومساجد ومنشآت مدينة الفلوجة, التي ارتهنها الإرهابيون طويلاًً, يفترض فيه أن يعيد إلى بعض الناس عقولهم ويدفع بهم إلى جادة الصواب وليس الإصرار على الخطأ الذي مارسوه في الكتابة حول القوى التي تمارس الإرهاب هناك وفي العديد من مناطق العراق وكأنها مقاومة حقاً للاحتلال. وهنا المقصود ليس الكتاب العراقيين فحسب, بل والكثير من الكتاب العرب.
لقد اكتشف الحرس الوطنية والشرطة العراقية والقوات الأمريكية في الفلوجة أقبية للتعذيب النفسي والجسدي والقتل والتمثيل بالجثث, مواقع لقلع الأظافر والعيون والتشويه, غرف خاصة لتصوير المختطفين وإرسال الأفلام لقنوات التلفزة الفضائية لتهديد الشركات والدول والعائلات وابتزازهم وفرض دفع الأموال لصالح الإرهابيين, مخازن تشكل ترسانة كبيرة للأسلحة المتنوعة الثقيلة منها والخفيفة وباحات خاصة لتفخيخ السيارات بالمتفجرات, وكميات هائلة من المتفجرات المسروقة من مخازن الجيش العراقي أو المستوردة لهم من الخارج, كما تم العثور أخيراً على معملين لإنتاج بعض أسلحة الموت, السلاح الكيماوي. كما عثر الحرس الوطني والقوات الأمريكية مجموعات من البشر الذين قتلوا على أيدي تلك العصابات الشريرة وأفلام تصور عملية القتل الهمجية التي عرضوا بعضها في قنوات التلفزة العربية الفضائية من أجل نشر الرعب في صفوف الشعب العراقي. لقد كانت الفلوجة مركزاً رئيسياً لعصابات القتل والتدمير الفردي والجماعي وموقعاً لتهديد السكان ورهائن بأيديهم, كما حفروا أنفاقاً توصل بين البيوت لأغراض عسكرية.
الملاحظة السادسة: تشير الكثير من المعلومات المتوفرة إلى إن مجموعات الإرهاب تحصل على الدعم, المدد العددي والمالي, من الخارج. والمسافرون إلى العراق للالتحاق بالنشاط الإرهابي ينقسمون إلى مجموعتين, إحداها تتسلم عوائلهم نقوداً من قوى موجودة في الخارج كتعويض لهم في حالة موتهم أو رواتب شهرية تصل إلى عائلاتهم, أو أنهم يجلبون نقوداً معهم للصرف على أنفسهم بسبب أوضاعهم المادية الجيدة. وهذه القوى المسافرة والمهربة للأسلحة على العراق مستعدة أن تقدم الرشوة إلى المسؤولين في نقاط التفتيش الحدودية من أجل تسهيل عبورهم إلى العراق دون تفتيش. فقوى الحدود العراقية تسمح بمرور سيارة شحن كبيرة دون تفتيش لقاء دفع مبلغ يتراوح بين 30-40 ألف دينار عراقي, أما عن الأفراد فيتم دفع خمسة ألاف دينار عراقي لقاء كل شخص, أي بحدود 20-30 دولاراً عن السيارة الواحدة و3-4 دولار عن الفرد الواحد. وهكذا يمكن للمهربين والإرهابيين نقل الأشخاص والأسلحة بهذه الطريقة إلى العراق, عدا عن طرق التهريب الأخرى التي لا تخضع للرقابة الحكومية. وضبط الحدود ليست مهمة الدول المجاورة وحدها, بل هي مهمة الطرف الأمريكي المحتل ومهمة الطرف العراقي بالأساس, وكلاهما, رغم الضجيج لم يبديا العناية الكافية بهذه المسألة المهمة. فأمس الأول تحدث لي صديق قادم لتوه من العراق يثق الإنسان بأقواله عن ظاهرة الرشوة السائدة على الحدود العراقية مع الدول المجاورة وسبل مرور الشاحنات وغيرها المحملة بالبضائع التي لا تفتش من قبل رجال الحدود لقاء رشوة, والتي يمكن أن تكون محملة بالأسلحة أو بالمخدرات أو بغيرها.
الملاحظة السابعة: لدي القناعة بأن قوى الإرهاب في العراق ستحاول تفجير الوضع الأمني في كل من بغداد والموصل وربما البصرة أيضاً وستكون هذه المدن, وكذلك بعض مدن كردستان العراق, معرضة لمزيد من أعمال العنف الإرهابية بغية تعطيل الانتخابات, إن جرى الإصرار على إجرائها. فهم سيتوجهون إلى الاغتيالات وقصف مراكز الانتخابات بالصواريخ الموجهة والقذائف المختلفة أو حتى الهجوم بقذائف أر بي جي سفن وبالسيارات المفخخة والانتحاريين المصطفين في بيوت الأمن والاستخبارات السابقة أو في بعض الجوامع ينتظرون دورهم لدخول الجنة! إن هؤلاء يدركون بأنهم يخوضون معاركهم الأساسية الأخيرة في العراق, وبالتالي سيجازفون بالكثير في سبيل تحقيق بعض النجاحات, والتي يفترض أن نقطع الدرب عليهم.
وعلينا أن ننتبه إلى أن عدداً من برقيات التهديد التي قام بإرسالها أخيراً السيد مقتدى الصدر عبر أتباعه, رغم أنهم أعلى منه مرتبة دينية, يمكن أن تتحول إلى عمليات تفجير واختطاف أو أعمال عنف أخرى في مناطق الثورة أو الشعلة أو في مدن أخرى من العراق أو حتى الدخول مع القوى الإرهابية الأخرى في نشاط منسق لمنع إجراء الانتخابات بحجة أنها تتم في ظل القوات الأجنبية.
ويبدو لي مفيداً أن ننتبه إلى الأمور التالية في تصريحات بعض المسؤولين أو في نشاطهم الإعلامي والنشر الصحفي:
• لا يحق لأحد تقسيم العراقيات والعراقيين على أساس ديني, وكأنهم جميعاً يتبعون بالضرورة إلى أحزاب دينية سياسية أو إلى مرجعيات دينية, وكأن ليست هناك أحزاباً سياسية علمانية مدنية بعيدة كل البعد عن هذه الحسابات الدينية والمذهبية الضيقة.
• لا يحق لنا أن نعتبر جميع أتباع المذهب السني وكأنهم من المعادين للوضع القائم, إذ أن هذا لا يتطابق مع الواقع, كما أنهم ليسوا من مؤيدي العمليات والعصابات الإرهابية أو العمل المسلح, إذ أن هذا إجحاف لا مبرر له.
• لا يجوز تصوير جميع أتباع المذهب الشيعي وكأنهم يؤيدون مسعى بعض أحزاب الإسلام السياسي الشيعية في رغبة الهيمنة على الحكم أو التعامل على أساس أكثرية وأقلية مذهبية وليس على أساس المواطنة العراقية بغض النظر عن القومية والدين والمذهب والفكر.
• الانتباه إلى أن هيئة علماء المسلمين السنة لا تمثل جميع المسلمين السنة في العراق, بل هي تمثل من يتمسك بها فحسب, وهم ليسوا كثرة.
• ولا بد من الإشارة إلى أن مجموعة غير قليلة من العاملين في الحياة السياسية الراهنة هم من المتطرفين من أتباع المذهب الوهابي الذين انتشروا في العالم بحكم الموارد المالية السعودية التي وزعت بسخاء على الجماعات الأكثر تطرفاً في المدرسة المذهبية الوهابية لكسب الناس إليها.
• الانتباه أيضاً إلى أن هناك من يستمتع حقاً بالصراع المذهبي في العراق فيثير الشيعة ضد السنة والعكس صحيح أيضاً, ولا تقتصر هذه الملاحظة على الواقع العراقي, بل أن هناك في الإطار العربي من يعمل على تأجيج هذه الحالة السلبية.
برلين في 4/12/2004 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من حاجة لمعالجة جادة لقوى البعث في المجتمع العراقي؟
- هل يفترض أن يكون موعد الانتخابات محور الصراع أم سلامة ونزاهة ...
- هل من سبيل غير التحالف الوطني الواسع والقائمة الموحد قادرة ع ...
- من هم مصدرو إرهاب الإسلام السياسي المتطرف إلى جميع بلدان الع ...
- !العراق في معادلات الشرق الأوسط والعالم
- بعض الملاحظات حول مقال مكونات الطبقة الوسطى في العراق للكاتب ...
- هل ستكون تجربة محكمة الشعب درساً غنياً لمحاكمات عادلة للمتهم ...
- !كان القتلُ ديدنهم, ولن يكفوا عنه ما داموا يدنسون أرض العراق ...
- !!ليس العيب في ما نختلف عليه ... بل العيب أن نتقاتل في ما نخ ...
- ! ...أرفعوا عن أيديكم الفلوجة الرهينة أيها الأوباش
- لا تمرغوا أسم السيد السيستاني بالتراب أيها الطائفيون؟
- !بوش الابن والأوضاع السياسية في الشرق الأوسط
- هل من مخاطر محدقة بانتقال الإرهاب في العراق إلى دول منطقة ال ...
- ما هي الأسباب وراء لاختراقات الراهنة من قبل فلول النظام المخ ...
- إلى أنظار المجلس الوطني ومجلس الوزراء المؤقتين كيف يمكن فهم ...
- هل بعض قوى اليسار العربي واعية لما يجري في العراق؟ وهل يراد ...
- هل التربية الإسلامية للدول الإسلامية تكمن وراء العمليات الإر ...
- ما الهدف الرئيسي وراء الدعوة إلى محاكمة الطاغية صدام حسين ور ...
- الولايات المتحدة, العالم والعراق
- هل لوزارة الثقافة معايير في النظر إلى الثقافة والمثقفين؟


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل عصابات الإرهاب في العراق هم من مواطني شعبنا من أتباع المذهب السني؟